خُلُقُ التَّوَاضُعْ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمَّا بَعدُ: فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَـلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ ) [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
عِبَادَ اللهِ: جَاءَ هَذَا الحَدِيثُ بِثَلَاثَةِ أَعْمَالٍ جَلِيلَةٍ؛ وَهِيَ: الصَّدَقَةُ، وَالعَفْوُ، وَثَالِثُهَا التَّوَاضُعُ، وَحَدِيثُ اليَومِ عَنْهُ.
يَقُولُ الْفُضَيْلُ رَحِمَهُ اللهُ: التَّوَاضُعُ أَنْ تَخْضَعَ، لِلْحَقِّ وَتَنْقَادَ لَهُ، وَلَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ صَبِيٍّ قَبِلْتَهُ مِنْهُ، وَلَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ قَبِلْتَهَ مِنْهُ.
وَقِيلَ: هُوَ خَفْضُ الجَنَاحِ لِلْخَلْقِ، وَلِينُ الجَانِبِ.
يَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }[الحجر88] وَيَقُولُ: { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }[الشعراء 215]
وَهَكَذَا كَانَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
يَقُولُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: [ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ الشَّاةَ لِأَهْلِهِ، وَيَعْلِفُ الْبَعِيرَ، وَيَأْكُلُ مَعَ الْخَادِمِ، وَيُجَالِسُ الْمَسَاكِينَ، وَيَمْشِي مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ فِي حَاجَتِهِمَا، وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ وَيُجِيبُ دَعْوَةَ مَنْ دَعَاهُ وَلَوْ إِلَى أَيْسَرِ شَيْءٍ ]
وَكَانَ يَقُولُ: ( لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ]
( وَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: يَا أُمَّ فُلَانٍ؛ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ, فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا ) [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
[ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَيِّنَ الْمُؤْنَةِ، لَيِّنَ الْخُلُقِ كَرِيمَ الطَّبْعِ، جَمِيلَ الْمُعَاشَرَةِ، طَلْقَ الْوَجْهِ، بَسَّامًا مُتَوَاضِعًا مِنْ غَيْرِ ذِلَّةٍ، جَوَادًا مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ، رَقِيقَ الْقَلْبِ، رَحِيمًا بِكُلِّ مُسْلِمٍ، خَافِضَ الْجَنَاحِ لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيِّنَ الْجَانِبِ لَهُمْ ...] الخ
كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَالِسُ أَصْحَابَهُ، ولَا يُمَيِّزُ نَفْسَهُ بِمَجْلِسِهِ؛ يَقُولُ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وسَلمَ فِي المَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي المَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَالنَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ]
كَانَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَزُورُ أَصْحَابَهُ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْفَعُ لِمُحْتَاجِهِمْ، وَيُوَاسِي مُصَابَهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ، وَيقَبْلُ الهَدِيَّةَ مِنْهُمْ وَيُثِيبُ عَلَيهَا، وَيُمَازِحُهُمْ وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقًا، وَكَانَ يَعْمَلُ بِنَفْسِهِ مَعَهُمْ؛ يَقُولُ البَرَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ يَوْمَ الأَحْزَابِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ...)
عِبَادَ اللهِ: كَانَ هَذَا شَيءٌ مِنْ تَوَاضُعِهِ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ وَسِيرَتُهُ مَلِيئَةٌ بِهَذَا الخُلُقِ الكَرِيمِ، وَأَحَادِيثُهُ كَثِيرَةٌ فِي الحَثِّ عَلَى التَّوَاضُعِ؛ كَثِيرَةٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الكِبْرِ.
يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] وَيَقُولُ: ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ؛ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ... ) [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ] وَيَقُولُ: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ) [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
رَزَقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمُ التَّوَاضُعَ، وَأَعَاذَنَا مِنَ الكِبْرِ.
وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أمَّا بَعدُ: فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص 83]
يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَنَعِيمَهَا الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، جَعَلَهَا لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَاضِعِينَ، الَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ أَيْ: تَرَفُّعًا عَلَى خَلْقِ اللَّهِ وَتَعَاظُمًا عَلَيْهِمْ وَتَجَبُّرًا بِهِمْ، وَلَا فَسَادًا فِيهِمْ.
عِبَادَ اللهِ: لِنَلْزَمْ هَذَا الخُلُقَ الكَرِيمَ، وَالخَصْلَةَ الحَمِيدَةَ وَلْنُرَبِّ عَلَيْهَا أَوْلَادَنَا وَطُلَّابَنَا وَمَنْ تَحْتَ رِعَايَتِنَا؛ حَتَّى لَا يَفْخَرْ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ؛ أَوْ يَتَعَالَى عَلَيهِ.
فَمَنْ تَرَبَّى عَلَى التَّوَاضُعِ وَتَخَلَّقَ بِهِ؛ لَمْ يَتَفَاخَرْ عَلَى النَّاسِ بِأَمْوَالٍ جَمَعَهَا، وَلَا بِمَنَاصِبَ تَوَلَّاهَا، وَلَا بِعُلُومٍ فَتَحَ اللهُ لَهُ أبوَابَهَا؛ أَوْشَهَادَاتٍ حَصَلَ عَلَيهَا؛ لَا يَتَفَاخَرُ بِنَسَبِهِ وَلَا بِكَثْرَةِ وَلَدِهِ، وَلَا بِمَكَانَتِهِ وَوَجَاهَتِهِ، وَلَا بِذَكَائِهِ وَفِطْنَتِهِ.
لَمْ تَنْفَعْ قَارُونَ كنُوزُهُ، وَلَمْ يَنْفَعْ فِرْعَونَ مُلْكُهُ، وَلَمْ يَنْفَعِ الوَلِيدَ بنَ المُغِيرَةِ مَالُهُ المَمْدُودُ، وَلَا أَبْنَاؤُهُ الشُّهُودُ، وَلَمْ يَنْفَعْ أَبَا جَهْلٍ وَلَا أَبَا لَهَبٍ نَسَبُهُمَا؛ يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ) [ رواه مسلم ]
التَّفَاضُلُ الحَقِيْقِيُّ: إِنَّمَا هُوَ بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات 13
وَفِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ: ( مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْتَمَعَ قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ قَالُوا: حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْتَمَعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا )
أَلَا فَتَوَاضَعُوا لِلَّهِ؛ يَرْفَعْكُمُ اللهُ، تَوَاضَعُوا لِمَنْ تَحْتَ رِعَايَتِكُمْ؛ مِنْ زَوْجَةٍ وَوَلَدٍ، وَإِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ، تَوَاضَعْ لِلْمُتَعَلِّمِ أَيُّهَا المُعَلِّمُ، تَوَاضَعْ لِلْمَدْعُوِّ أَيُّهَا الدَّاعِي، تَوَاضِعْ لِلسَّائِلِ أَيُّهَا المُعْطِي، تَوَاضَعْ لِمُوَظَّفِيْكَ أَيُّهَا الرَّئِيْسُ تَوَاضَعْ لِخَدَمِكَ أَيُّهَا المَخْدُومُ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1724949214_خُلُقُ التَّوَاضُعْ.pdf
1724949227_خُلُقُ التَّوَاضُعْ.docx