خــطبة

هـشـام هـشـام
1434/02/03 - 2012/12/16 16:59PM
يا الله، لك الحمد و لك الشكر على نعمك وإحسانك، ولك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لفضلك وعظيم سلطانك، ولك الحمد ولك الشكر حتى ترضى، ولك الحمد ولك الشكر إذا رضيت، ولك الحمد ولك الشكر بعد الرضا، ولك الحمد ولك الشكر على حمدنا، وشكرنا، لك يا الله، لك الأسماء الحسنى، والصفات العُلى، لا إله إلا أنت، سبحانك، أنت الحميد، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، نخصك وحدك بالعبادة، ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا، فالأمر كله بيدك، لا يملك منه غيرك شيء، أنت الواحد لا شريك لك، وأنت الصمد القصد لك، وأنت القوي لا ند لك، وأنت الملك وكل شيءٍ خاضعٌ لسلطانك، وأنت العلي وكل شيءٍ دونك، وأنت العزيز وغيرك ذليل، وأنت الباقي وغيرك فاني، وأنت العدل وغيرك ظالمٌ لنفسه ولغيره، وأنت البصير بحالنا، وأنت السميع لدعائنا، وأنت الرحمن فرحمنا، وأنت الطيف فلطف بنا، وأنت الكريم فأكرمنا، وأنت الحسيب فكفنا بحلالك عن حرامك، وأنت المغني فقننا بفضلك عن سواك، وأنت القدوس فزكي نفوسنا، وأنت الجبار فأصلحنا كما يرضيك عنا، وأنت المقيت فأقت قلوبنا بالإيمان بك، وأنت الهادي فهدنا السبيل إليك، وأنت الرشيد فأرشدنا إليك، وأنت النور فنور طريقنا إليك، وأنت الودود فجعل محبةٍ بيننا وبينك، وأنت البارئ فخلصنا من ألمنا، وأنت الباسط فأدخل السرور إلى صدورنا، وأنت الجامع فجمعنا على الحق، وأنت النافع فنفعنا بالخير وأهله، وأنت المانع فمنع عنا الشر وأهله، وأنت المعز فأعز عبادك، وأنت المحيي فحينا سعداء، وأنت المميت فأمتنا على التوحيد، وأنت المجيب فأجب دعاءنا، وأنت الولي فتولى أمورنا، وأنت الوكيل إلى من تكلنا يا الله، نعترف لك بجهلنا وأنت العليم، ونعترف لك بضعفنا وأنت الخبير، ونعترف لك بعجزنا وأنت الشهيد، ونتعرف لك بخطايانا وأنت الغفار، اللهم أنك تعلم سرنا وعلانيتنا، فاقبل معذرتنا، وتعلم حاجاتنا، فأعطنا سؤلنا، وتعلم ما في نفوسنا، فغفر لنا ذنوبنا، ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين.


يا خلفاء الله في أرضه، أعبدوا الله مالكم من إلهٍ غيره، فلقد خلقنا الله سبحانه وتعالى، واستخلفنا في الأرض، وسخر لنا ما فيها، وما في السماوات، لعبادته وحدة، لا شريك له، ولتحقيق إرادته، في تطوير الأرض، بعمارتها على يد خليفته فيها، فالله جل وعلى، لا يسأل عما يفعل، ويفعل ما يريد، ونحن مخيرون فيما نفعل، ومسؤلون من الله يوم القيامة، عما نفعل، يوم نبعث من قبورنا أحياء، بعد أن تنقضي الحياة الدنيا، للحساب والجزاء ، يوم ترهن كل نفس بما قدمت في الدنيا، ونعرض على الله، فيجازي كل واحدٍ منا، بما عمل من خير أو شر، دون أن يظلم أحد، بزيادةٍ في سيئاته، أو نقص من حسناته، فمن عمل وزن ذرة من خير، يرى خيراً، ومن عمل وزن ذرة من شر، يلقى شراً، يوم تبيض وجوه الذين آمنوا بالله، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر، وتزودوا بتقوى الله وطاعة، وتسود وجوه الذين كفروا، وخالفوا أوامر الله، واتبعوا خطوات الشيطان، بمعصية الله، وتضليل الناس، وصدهم عن طاعة الله، بإغوائهم وإفسادهم، وإيجاد العدواة والبقضاء بينهم، واستحسن سيء أعمالهم، والكذب على الله، بتحريم الحلال وإباحة الحرام، نحن مسؤلون من الله، يوم القيامة، يوم لاينفع مالاً ولا بنون، إلى من أتى الله بقلبٍ سليم، عرف الله، واطمأن بالإيمان بالله، ورغب فيما عند الله، ومال إلى طاعة الله، فلإنسان ضعيف، عاجز، جاهل، عجول، ظلوم، خطاء، ينسى إلا مشاء الله، لذلك نعبد الله وحده، ونستعين به على عبادته، وإعمار أرضه كما يرضيه عنا، فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله، فتقوا الله ما استطعتم، وارجعوا إلى الله، بالتوبة والأعمال الصالحة الخالصة لله، كل ما أذنبتم، فإن الله يحب التوابين، ويحب المتطهرين، ولا يكلف الله نفساً إلى وسعها، فمن رحمةً الله بنا، تتابع إرسال الأنبياء، والرسل، وبعث المجددين من الله، ليذكرونا بهدفنا الحقيقي في الحياة الدنيا، وليعلمونا كيف نصل إلى ذلك الهدف، من استخلافنا في الأرض، وما ينتظرنا، إذا عبادنا الله وحده، دون سواه، وأعمارنا أرضه كما يرضيه عنا، من نعيم دائم في الجنة، ويحذرونا من إتباع الشيطان، إلى عذابٍ لا يزول في النار. فالحياة الدنيا دار اختبار، النجاح فيه، يكون بتباع ما جاء به الأنبياء والرسل من الله. فيوم القيامة لا ينصر أحد، نفسه أو غيره، ولا يقبل الفداء من احد، ولا تنفع واسطة فالله هو الحكم الذي يقضي بين الخلق بالحق. فلقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه، وجعله محرمابين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم القيامة للحساب والجزاء. ذلك أن يوم القيامة،اليوم الذي تعاد فيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الله سبحانه وتعالى، ويعاد النظر فيها مرةً أخرى.ويحكم فيها رب العالمين سبحانه المنزه من كل عيب أو نقص.
اللهم أغفر لنا ذنوبنا التي نعملها في حياتنا في الأرض، أنك أنت الغفور، ولا تعذبنا بعد موتنا، ودفننا، في بطن الأرض، إنك أنت العفو، ولا تحاسبنا، بعد بعثنا، من قبورنا، وعرضنا عليك، يوم العرض، أنك أنت الغني، وأورثنا الجنة، ونجنا من النار، يا رحيم، والحمد لله، الذي هدانا لهذا، وماكنا لا نهتدي، لولا أن هداني الله، قوموا إلى صلاتكم، واعملوا كما يريد الله في حياتكم، وأخلصوا لله أعمالكم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
المشاهدات 1812 | التعليقات 0