خطورة العين
أبو عبدالرحمن السبيعي
1435/04/06 - 2014/02/06 19:33PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خطبة عن خطورة العين . وأسأل الله أن يحمينا ويكفينا شرها .... وهذه الخطبة منقوله ولكن أضفت لها بعض الإضافات وعسى الله أن ينفع بها
[font="]الحمد لله الملك العلام القدوس السلام ، جعل منار الشرع مستمراً على الدوام .. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنحط بها الأوزار والآثام, ويُـستعان بها على شكر المولى ذي الفضل والإنعام , وأشهد أن رحمته للعالمين سيدنا محمداً عبده ورسوله حامل لواء السلامة والإسلام , صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم الذين قامت بهم شرائع الإسلام[/font][font="]. أما بعد [/font]
[font="]أيها الناس:[/font]
[font="]إن الله عز وجل حرم الاعتداء على الناس بجميع أصناف الأذى, فحرم الاعتداء على أموالهم, وأعراضهم, وأنفسهم, بنصوص كثيرة من القرآن والسنة النبوية.[/font]
[font="]ولكن هناك اعتداء من نوع آخر, يقع من بعض الأنفس الخبيثة الشريرة, ألا وهو الاعتداء بأعينهم على الناس, وهو ما يسمى ( الإصابة بالعين ).[/font]
[font="]والعين: هي أن ينظر شخص إلى آخر فيصيبه بعينه, ويقال: أصابته نفس أو منضول.[/font]
[font="]أيها الناس: إن الحديث عن حقيقة الإصابة بالعين, هو حديث في العقيدة الإسلامية, وفي مسائل القضاء والقدر.[/font]
[font="]قال ابن القيم زاد المعاد: [إن أصل العين, مِنْ إعْجَابِ الْعَائِنِ بِالشّيْءِ ثُمّ تَتْبَعُهُ كَيْفِيّةُ نَفْسِهِ الْخَبِيثَةِ ثُمّ تَسْتَعِينُ عَلَى تَنْفِيذِ سُمّهَا بِنَظْرَةٍ إلَى الْمَعِينِ وَقَدْ يَعِينُ الرّجُلُ نَفْسَهُ وَقَدْ يَعِينُ بِغَيْرِ إرَادَتِهِ بَلْ بِطَبْعِهِ]. [/font]
[font="]وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: b][color=black]وَالْعَيْن [/color][color=red]نَظَر بِاسْتِحْسَان[/color][color=black]ٍ مَشُوب بِحَسَدٍ مِنْ خَبِيث الطَّبْع يَحْصُل لِلْمَنْظُورِ مِنْهُ ضَرَر[/color][/b. [/font]
[font="]ولكن يا عباد الله : كَيْف تَعْمَل الْعَيْن مِنْ بُعْد حَتَّى يَحْصُل الضَّرَر لِلْمَعْيُون[/font][font="] ؟[/font]
[font="]قال ابن حجر رحمه الله " أَنَّ طَبَائِع النَّاس تَخْتَلِف ، فَقَدْ يَكُون ذَلِكَ مِنْ سُمّ يَصِل مِنْ عَيْن الْعَائِن فِي الْهَوَاء إِلَى بَدَن الْمَعْيُون ، وَقَدْ نُقِلَ عَنْ بَعْض مَنْ كَانَ مِعْيَانًا أَنَّهُ قَالَ : إِذَا رَأَيْت شَيْئًا يُعْجِبنِي وَجَدْت حَرَارَة تَخْرُج مِنْ عَيْنِي.إلى أن قال " وَالْحَقّ أَنَّ اللَّه يَخْلُق عِنْد نَظَر الْعَائِن إِلَيْهِ وَإِعْجَابه بِهِ إِذَا شَاءَ مَا شَاءَ مِنْ أَلَم أَوْ هَلَكَة ، وَقَدْ يُصْرَف قَبْل وُقُوعه إِمَّا بِالِاسْتِعَاذَةِ أَوْ بِغَيْرِهَا ، وَقَدْ يَصْرِفهُ بَعْد وُقُوعه بِالرُّقْيَة أَوْ بِالِاغْتِسَالِ أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ" [/font]
[font="]وقال أيضا رحمه الله " فَاَلَّذِي يَخْرُج مِنْ عَيْن الْعَائِن سَهْم مَعْنَوِيّ إِنْ صَادَفَ الْبَدَن لَا وِقَايَة لَهُ أَثَّرَ فِيهِ ، وَإِلَّا لَمْ يَنْفُذ السَّهْم ، بَلْ رُبَّمَا رُدَّ عَلَى صَاحِبه كَالسَّهْمِ الْحِسِّيّ سَوَاء"[/font]
[font="]وأدلة الإصابة بالعين ثابتة بالقرآن والسنة, قال تعالى في سورة يوسف على لسان يعقوب:{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } قال ابن كثير: [قال ابن عباس: أنه خشي عليهم من العين, وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم, فالعين حق ]. [/font]
[font="]وقال تعالى:{ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } قال ابن كثير: [ قال ابن عباس رضي الله عنهما :ليزلقونك لينفذونك بأبصارهم][/font]
[font="]وروى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَىْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا » [/font]
[font="]وروى أبو نعيم في الحلية عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" العين تدخل الرجل القبر, وتدخل الجمل القدر"[/font]
[font="]أيها المسلمون:[/font]
[font="]إن الأنفس الخبيثة الشريرة لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات, حيث لا ترضى بما قسم الله لها, بل تتطلع إلى الناس حسداً على ما آتاهم الله من فضله, وهذا التطلع المشوب بالحسد يحدث أضراراً بإذن الله عز وجل يبتلي بها العائن والمعين.[/font]
[font="]ولكن لتعلموا جميعاً أن من حكمة الله عز وجل أنه ما أنزل داءً إلا أنزل له دواءً قال صلى الله عليه وسلم:" لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " رواه مسلم.[/font]
[font="]فالمصاب بالعين له دواء يشفيه بإذن الله عز وجل وعلاج العين له حالتان:[/font]
[font="]الأولى: أن يعرف الذي أصابه بالعين, فيؤمر بأن يغتسل له, وذلك بأن يغسل وجهه, ويديه, ومرفقيه, وركبتيه, وأطراف رجليه, وداخل إزاره في قدح, ثم يصب على المصاب من ورائه, ودليل ذلك ما رواه الإمام أحمد, عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا[/font][font="]رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ بِسَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: " هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: " عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟ " ثُمَّ قَالَ لَهُ: " اغْتَسِلْ لَهُ " فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ[/font][font="] "[/font]
[font="]أما الحالة الثانية: فتكون عند عدم معرفة العائن, فيلجأ للرقى الشرعية المشروعة,[/font]
[font="]وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاسترقاء من العين في أحاديث كثيرة منها:[/font]
[font="]ما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُنِى أَنْ أَسْتَرْقِىَ مِنَ الْعَيْنِ [/font]
[font="]أيها المسلمون:[/font]
[font="]إن هذه الأحاديث الكثيرة, والإرشادات النبوية, لم يقلها عليه الصلاة والسلام عبثاً, بل قالها لأمر واقع بين الناس, وهو الإصابة بالعين.[/font]
[font="]أيها المسلمون: إن الرقية من العين جائزة بشروط ثلاثة:[/font]
[font="]الأول: أن تكون بكلام الله تعالى, أو بأسمائه وصفاته.[/font]
[font="]الثاني: أن تكون باللسان العربي, وبما يعرف معناه.[/font]
[font="]الثالث: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها, بل بتقدير الله تعالى.[/font]
[font="]وأعظم الرقى: فاتحة الكتاب, وآية الكرسي, والمعوذات, وما كان يتعوذ به النبي صلى الله عليه وسلم[/font]
[font="]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font="]{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } الفلق[/font]
[font="]بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, إنه تعالى كريم ملك بر رؤوف رحيم.[/font]
الخطبة الثانية
[font="]الحمد لله[/font][font="]
عباد الله .. إن مما تجدر الإشارة إليه والتنبيه عليه، أن الإصابة بالعين، واشتهار وقوعها من شخص معيَّن, ليس مؤشراً على فسق ولا صلاح , لأن الإنسان قد تصيبه عين نفسه, قال ابن القيم وقد يَعين الرجل نفسه, وقد يَعين بغير إرادته) ويقول ابن عبد البر رحمه الله (إن الرجل الصالح قد يكون عائناً وقد يَعين الرجل نفسه) .
كما نقل المناوي عن الخليفة سليمان بن عبد الملك أنه نظر إلى نفسه في المرآة فأعجبته فقال: كان محمد ( عليه الصلاة والسلام ) نبياً، وأبو بكر صديقاً، وعمر فاروقاً، وعثمان حبيباً، وأنا الملك الشاب، فما دار عليه الشهر حتى مات ..
عباد الله .. كل شيء بقضاء الله، ولا ينبغي أن يحاط من اشتهر بالعين وإضرار الناس بها بهالة من الإجلال والمخافة منه والتودد له على وجه يعتقد هو أو غيره أن بيده ضر أحد أو نفعه, واقرأوا إن شئتم قول الله عن السحرة الذين هم اشد خطرا وأكثر ضررا من العائن قال تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) فالأمر كله إليه , ما من نسمة هواء تجري إلا بأمره، وما من مثقال ذرة في هذا الكون الفسيح تسكن أو تتحرك إلا بمشيئته وعلمه سبحانه وتعالى,ومن الناس من يصاب بما هو اخطر من العين حين يَنسب إليها كل شئ، فإذا تلعثم في كلامه، أو تعثر في ممشاه، او اصطدم بسيارته ظن أن ذلك من أثر العين, وما هذا إلا استدراج من الشيطان له ليعيش في دوامة من الوساوس يفسد بها دينه وتتعطل مصالح دنياه [/font]
هذه خطبة عن خطورة العين . وأسأل الله أن يحمينا ويكفينا شرها .... وهذه الخطبة منقوله ولكن أضفت لها بعض الإضافات وعسى الله أن ينفع بها
[font="]الحمد لله الملك العلام القدوس السلام ، جعل منار الشرع مستمراً على الدوام .. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنحط بها الأوزار والآثام, ويُـستعان بها على شكر المولى ذي الفضل والإنعام , وأشهد أن رحمته للعالمين سيدنا محمداً عبده ورسوله حامل لواء السلامة والإسلام , صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم الذين قامت بهم شرائع الإسلام[/font][font="]. أما بعد [/font]
[font="]أيها الناس:[/font]
[font="]إن الله عز وجل حرم الاعتداء على الناس بجميع أصناف الأذى, فحرم الاعتداء على أموالهم, وأعراضهم, وأنفسهم, بنصوص كثيرة من القرآن والسنة النبوية.[/font]
[font="]ولكن هناك اعتداء من نوع آخر, يقع من بعض الأنفس الخبيثة الشريرة, ألا وهو الاعتداء بأعينهم على الناس, وهو ما يسمى ( الإصابة بالعين ).[/font]
[font="]والعين: هي أن ينظر شخص إلى آخر فيصيبه بعينه, ويقال: أصابته نفس أو منضول.[/font]
[font="]أيها الناس: إن الحديث عن حقيقة الإصابة بالعين, هو حديث في العقيدة الإسلامية, وفي مسائل القضاء والقدر.[/font]
[font="]قال ابن القيم زاد المعاد: [إن أصل العين, مِنْ إعْجَابِ الْعَائِنِ بِالشّيْءِ ثُمّ تَتْبَعُهُ كَيْفِيّةُ نَفْسِهِ الْخَبِيثَةِ ثُمّ تَسْتَعِينُ عَلَى تَنْفِيذِ سُمّهَا بِنَظْرَةٍ إلَى الْمَعِينِ وَقَدْ يَعِينُ الرّجُلُ نَفْسَهُ وَقَدْ يَعِينُ بِغَيْرِ إرَادَتِهِ بَلْ بِطَبْعِهِ]. [/font]
[font="]وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: b][color=black]وَالْعَيْن [/color][color=red]نَظَر بِاسْتِحْسَان[/color][color=black]ٍ مَشُوب بِحَسَدٍ مِنْ خَبِيث الطَّبْع يَحْصُل لِلْمَنْظُورِ مِنْهُ ضَرَر[/color][/b. [/font]
[font="]ولكن يا عباد الله : كَيْف تَعْمَل الْعَيْن مِنْ بُعْد حَتَّى يَحْصُل الضَّرَر لِلْمَعْيُون[/font][font="] ؟[/font]
[font="]قال ابن حجر رحمه الله " أَنَّ طَبَائِع النَّاس تَخْتَلِف ، فَقَدْ يَكُون ذَلِكَ مِنْ سُمّ يَصِل مِنْ عَيْن الْعَائِن فِي الْهَوَاء إِلَى بَدَن الْمَعْيُون ، وَقَدْ نُقِلَ عَنْ بَعْض مَنْ كَانَ مِعْيَانًا أَنَّهُ قَالَ : إِذَا رَأَيْت شَيْئًا يُعْجِبنِي وَجَدْت حَرَارَة تَخْرُج مِنْ عَيْنِي.إلى أن قال " وَالْحَقّ أَنَّ اللَّه يَخْلُق عِنْد نَظَر الْعَائِن إِلَيْهِ وَإِعْجَابه بِهِ إِذَا شَاءَ مَا شَاءَ مِنْ أَلَم أَوْ هَلَكَة ، وَقَدْ يُصْرَف قَبْل وُقُوعه إِمَّا بِالِاسْتِعَاذَةِ أَوْ بِغَيْرِهَا ، وَقَدْ يَصْرِفهُ بَعْد وُقُوعه بِالرُّقْيَة أَوْ بِالِاغْتِسَالِ أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ" [/font]
[font="]وقال أيضا رحمه الله " فَاَلَّذِي يَخْرُج مِنْ عَيْن الْعَائِن سَهْم مَعْنَوِيّ إِنْ صَادَفَ الْبَدَن لَا وِقَايَة لَهُ أَثَّرَ فِيهِ ، وَإِلَّا لَمْ يَنْفُذ السَّهْم ، بَلْ رُبَّمَا رُدَّ عَلَى صَاحِبه كَالسَّهْمِ الْحِسِّيّ سَوَاء"[/font]
[font="]وأدلة الإصابة بالعين ثابتة بالقرآن والسنة, قال تعالى في سورة يوسف على لسان يعقوب:{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } قال ابن كثير: [قال ابن عباس: أنه خشي عليهم من العين, وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم, فالعين حق ]. [/font]
[font="]وقال تعالى:{ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } قال ابن كثير: [ قال ابن عباس رضي الله عنهما :ليزلقونك لينفذونك بأبصارهم][/font]
[font="]وروى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَىْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا » [/font]
[font="]وروى أبو نعيم في الحلية عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" العين تدخل الرجل القبر, وتدخل الجمل القدر"[/font]
[font="]أيها المسلمون:[/font]
[font="]إن الأنفس الخبيثة الشريرة لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات, حيث لا ترضى بما قسم الله لها, بل تتطلع إلى الناس حسداً على ما آتاهم الله من فضله, وهذا التطلع المشوب بالحسد يحدث أضراراً بإذن الله عز وجل يبتلي بها العائن والمعين.[/font]
[font="]ولكن لتعلموا جميعاً أن من حكمة الله عز وجل أنه ما أنزل داءً إلا أنزل له دواءً قال صلى الله عليه وسلم:" لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " رواه مسلم.[/font]
[font="]فالمصاب بالعين له دواء يشفيه بإذن الله عز وجل وعلاج العين له حالتان:[/font]
[font="]الأولى: أن يعرف الذي أصابه بالعين, فيؤمر بأن يغتسل له, وذلك بأن يغسل وجهه, ويديه, ومرفقيه, وركبتيه, وأطراف رجليه, وداخل إزاره في قدح, ثم يصب على المصاب من ورائه, ودليل ذلك ما رواه الإمام أحمد, عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا[/font][font="]رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ بِسَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: " هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: " عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟ " ثُمَّ قَالَ لَهُ: " اغْتَسِلْ لَهُ " فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ[/font][font="] "[/font]
[font="]أما الحالة الثانية: فتكون عند عدم معرفة العائن, فيلجأ للرقى الشرعية المشروعة,[/font]
[font="]وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاسترقاء من العين في أحاديث كثيرة منها:[/font]
[font="]ما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُنِى أَنْ أَسْتَرْقِىَ مِنَ الْعَيْنِ [/font]
[font="]أيها المسلمون:[/font]
[font="]إن هذه الأحاديث الكثيرة, والإرشادات النبوية, لم يقلها عليه الصلاة والسلام عبثاً, بل قالها لأمر واقع بين الناس, وهو الإصابة بالعين.[/font]
[font="]أيها المسلمون: إن الرقية من العين جائزة بشروط ثلاثة:[/font]
[font="]الأول: أن تكون بكلام الله تعالى, أو بأسمائه وصفاته.[/font]
[font="]الثاني: أن تكون باللسان العربي, وبما يعرف معناه.[/font]
[font="]الثالث: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها, بل بتقدير الله تعالى.[/font]
[font="]وأعظم الرقى: فاتحة الكتاب, وآية الكرسي, والمعوذات, وما كان يتعوذ به النبي صلى الله عليه وسلم[/font]
[font="]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font="]{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } الفلق[/font]
[font="]بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, إنه تعالى كريم ملك بر رؤوف رحيم.[/font]
الخطبة الثانية
[font="]الحمد لله[/font][font="]
عباد الله .. إن مما تجدر الإشارة إليه والتنبيه عليه، أن الإصابة بالعين، واشتهار وقوعها من شخص معيَّن, ليس مؤشراً على فسق ولا صلاح , لأن الإنسان قد تصيبه عين نفسه, قال ابن القيم وقد يَعين الرجل نفسه, وقد يَعين بغير إرادته) ويقول ابن عبد البر رحمه الله (إن الرجل الصالح قد يكون عائناً وقد يَعين الرجل نفسه) .
كما نقل المناوي عن الخليفة سليمان بن عبد الملك أنه نظر إلى نفسه في المرآة فأعجبته فقال: كان محمد ( عليه الصلاة والسلام ) نبياً، وأبو بكر صديقاً، وعمر فاروقاً، وعثمان حبيباً، وأنا الملك الشاب، فما دار عليه الشهر حتى مات ..
عباد الله .. كل شيء بقضاء الله، ولا ينبغي أن يحاط من اشتهر بالعين وإضرار الناس بها بهالة من الإجلال والمخافة منه والتودد له على وجه يعتقد هو أو غيره أن بيده ضر أحد أو نفعه, واقرأوا إن شئتم قول الله عن السحرة الذين هم اشد خطرا وأكثر ضررا من العائن قال تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) فالأمر كله إليه , ما من نسمة هواء تجري إلا بأمره، وما من مثقال ذرة في هذا الكون الفسيح تسكن أو تتحرك إلا بمشيئته وعلمه سبحانه وتعالى,ومن الناس من يصاب بما هو اخطر من العين حين يَنسب إليها كل شئ، فإذا تلعثم في كلامه، أو تعثر في ممشاه، او اصطدم بسيارته ظن أن ذلك من أثر العين, وما هذا إلا استدراج من الشيطان له ليعيش في دوامة من الوساوس يفسد بها دينه وتتعطل مصالح دنياه [/font]
المرفقات
خطورة العين.docx
خطورة العين.docx