خطورة الاحتكار.

رمضان صالح العجرمي
1444/08/02 - 2023/02/22 22:10PM

■ خطورة الاحتكار.
.
■ الاحتكار هو: حبس مال أو منفعة أو عمل والامتناع عن بيعه وبذله حتى يغلو سعره غلاءً فاحشاً غير معتاد.
👌بمعنى آخر: حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند قلتها وحاجتهم إليها ليرتفع السعر ويغلى.
👈وقد حرم الشرع الاحتكار لما فيه من الإضرار بالناس فى حاجاتهم الضرورية.
👈وذكره ابن حجر الهيتمي فى كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر، وأنه من الكبائر وذلك بناء على ماورد فيه من وعيد شديد.

■ واختلف أهل العلم فيما يجرى فيه الاحتكار:-
👈فمنهم من يقول: هو في القوت خاصة.
👈ومنهم من يرى أنه يجرى في كل ما يحتاجه الناس ويتضررون بحبسه؛ (وهذا مذهب المالكية ورواية عن أحمد)
👈قال الشوكاني رحمه الله تعالى في نيل الأوطار: وظاهر الأحاديث أن الاحتكار محرم من غير فرق بين قوت الآدمي والدواب وبين غيره، والتصريح بلفظ الطعام في بعض الروايات لا يصلح لتقييد بقية الروايات المطلقة، بل هو من التنصيص على فرد من الأفراد التي يطلق عليها المطلق.
👈وقال ابن قدامة رحمه الله: والاحتكار المحرم ما اجتمع فيه ثلاثة شروط:-
١- أن يشتري؛ فلو جلب شيئاً أو أدخل من غلته شيئاً فادخره لم يكن محتكراً.
٢- أن يكون المشترى قوتاً، فأما الإدام والحلواء والعسل والزيت وأعلاف البهائم فليس فيها احتكار محرم.
٣- أن يضيق على الناس بشرائه، ولا يحصل ذلك إلا بأمرين:-
👈أن يكون في بلد يضيق بأهله الاحتكار كالحرمين وبالثغور.
👈أن يكون في حال الضيق بأن تدخل البلد قافلة فيتبادر ذو الأموال فيشترونها ويضيقون على الناس.
.
■ وهو فعل محرم لا يكون إلا من ضعيف الإيمان واقع فى الإثم والعدوان.
👈ففى صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئ.))
👈وفي رواية: ((مَنْ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئ.))
👈وروى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من احتكر حكرة يريد أن يغلي بها على المسلمين فهو خاطئ.))
👈قال النووي رحمه الله: "قال أهل اللغة: الخاطئ هو العاصي الآثم وهذا الحديث صريح في تحريم الاحتكار."

■ وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المحتكر ملعون والملعون هو المطرود من رحمة الله تعالى.
👈فقد روى ابن ماجه والدارمي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ))

■ ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على كل محتكر بأن يبتليه الله بالمرض والإفلاس؛ ولاشك أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم مستجابة.
👈فقد روى أحمد وابن ماجه وصححه عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((من احتكر على المسلمين طعاما ضربه اللّه بالجذام والإفلاس.))

■ ويكفى زجرا ووعيدا في بيان خطورة الإحتكار.
👈ما رواه أحمد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: (مَنْ دَخَلَ فِي شَيء مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَه علَيْهِمْ كَانَ حَقّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعَظِيمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير مرة ولا مرتين.)
.
■ تدابير عاجلة:-
1- التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي وكثرة الاستغفار.
2- ترك الإسراف والتبذير وفضول المباحات.
3- الرضا بالقليل وتعلق القلب بالجليل.
4- عدم تتبع الشائعات ونشر وبث الأراجيف في قلوب العباد.
.
■ ختاما:- تأمل إلى هذه التدابير الإقتصادية.
👈جاء في الأثر أن الناس في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءوا إليه وقالوا: نشتكي إليك غلاء اللحم فسعِّرْه لنا، فقال: أرْخِصُوهُ أنتم؟ فقالوا: نحن نشتكي غلاء السعر، واللحم عند الجزارين، ونحن أصحاب الحاجة، فتقول: أرخصوه أنتم! وهل نملكه حتى نرخصه؟ وكيف نرخصه وهو ليس في أيدينا؟
👈فقال قولته الرائعة: "اتركوه لهم."
👌فدلهم رضي الله عنه إلى طريقة سديدة لمعالجة سعر هذه السلعة وذلك بتركها ؛ كي يعلم هؤلاء المحتكرون أن الناس يمكنهم ترك سلعتهم فيرخصونها؟
👈وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يطرح لنا طريقة أخرى في مكافحة الغلاء وهي إرخاص السلعة عبر إبدالها بسلعة أخرى؛ فعن رزين بن الأعرج مولى لآل العباس قال: "غلا علينا الزبيب بمكة فكتبنا إلى على بن أبى طالب بالكوفة أن الزبيب قد غلا علينا، فكتب أن أرخصوه بالتمر."
👌أي: استبدلوه بشراء التمر الذي كان متوفرا في الحجاز وأسعاره رخيصة فيقل الطلب على الزبيب فيرخص، وإن لم يرخص فالتمر خير بديل.

■ الخلاصة:-
نستطيع بإذن الله تعالى أن نتجاوز هذه الأزمات إذا تعلقت قلوبنا بالله الرزاق القوى المتين سبحانه وتعالى

أسال الله العظيم أن يعيذنا من الغلا والوبا.
.

#منقول_بتصرف.

المشاهدات 662 | التعليقات 0