خَطَرُ المُخَدِّرَاتِ

مبارك العشوان 1
1444/06/11 - 2023/01/04 17:23PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } 90-91المائدة 

يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَأَيُّ مَعْصِيَةٍ أَعْظَمُ وَأَقْبَحُ مِنْ مَعْصِيَةٍ تُدَنِّسُ صَاحِبَهَا، وَتَجْعَلُهُ مِنْ أَهْلِ الخُبْثِ، وَتُوقِعُهُ فِي أَعْمَالِ الشَّيْطَانِ وَشِبَاكِهِ، فَيَنْقَادُ لَهُ كَمَا تَنْقَادُ البَهِيْمَةُ الذَّلِيْلَةُ لِرَاعِيْهَا، وَتَحُولُ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ فَلَاحِهِ، وَتُوقِعُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنَ المُؤْمِنِيْنَ، وَتَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ؟ فَهَلْ فَوْقَ هَذِهِ المَفَاسِدِ شَيءٌ أَكْبَرُ مِنْهَا؟ ! اهـ

عِبَادَ اللهِ: الخَمْرُ دَاءٌ خَطِيرٌ، وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ، وَسُمٌّ زُعَافٌ الخَمْرُ أُمُّ الخَبَائِثِ، وَأُمُّ الفَوَاحِشِ، وَمَجْمَعُ الآثَامِ، وَمِفْتَاحُ الشُّرُورِ، وَطَرِيقُ الضَّلَالِ وَالغِوَايَةِ.

 يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ، وَلَبَنٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ، قَالَ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.

وَصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ... ) الحديث رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.

حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى الخَمْرَ؛ وَقَرَنَهَا بِكَبَائِرِ الذُّنُوبِ؛ وَتَوَعَّدَ شَارِبَهَا؛ فَفِي الحَدِيثِ: ( كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَفِي لَفْظٍ: ( حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ، وَالمَيْتَةِ وَالخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ.  

وَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ،  قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ: وَالنَّهْيُ عَنِ الخَمْرِ وَالوَعِيْدُ عَلَيْهَا نَهْيٌ وَوَعِيْدٌ عَلَى المُخَدِّرَاتِ؛ يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:  وَالْحَشِيشَةُ الْمَصْنُوعَةُ مِنْ وَرَقِ الْعِنَبِ حَرَامٌ أَيْضًا؛ يُجْلَدُ صَاحِبُهَا كَمَا يُجْلَدُ شَارِبُ الْخَمْرِ؛ وَهِيَ أَخْبَثُ مِنْ الْخَمْرِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهَا تُفْسِدُ الْعَقْلَ وَالْمِزَاجَ حَتَّى يَصِيرَ فِي الرَّجُلِ تَخَنُّثٌ وَدِيَاثَةٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْفَسَادِ... الخ

وَسُئِلَ الشَّيْخُ ابنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: عَنْ حُكْمِ المَخَدِّرَاتِ المُوجُودَةِ حَالِيًّا وَالَّتِي لَمْ تَكُنْ مُوجُودَةً فِي أَيَّامِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْثَالَ الحُبُوبِ وَغَيْرِهَا...

فَأَجَابَ رَحِمَهُ اللهُ: بِأَنَّ جَمِيْعَ أَنْوَاعِ المُسْكِرَاتِ المَأْكُولَةِ وَالمَشْرُوبَةِ كُلُّهَا مُحَرَّمَةٌ... وَقَالَ: فَالحُبُوبُ الضَّارَّةُ أَوِ المُخَدِّرَةُ أَوِ الشَّرَابُ أَوِ المَأْكُولُ كَالحَشِيْشَةِ؛ كُلُّ شَيءٍ يَحْصُلُ بِهِ هَذَا المَعْنَى مِنْ إِسْكَارٍ وَمَضَرَّةٍ عَلَى مُتَعَاطِيْهِ فَإِنَّهُ مُحَرَّمٌ، حَتَّى وَلَوْ لَمْ يُسْكِرْ، إِذَا كَانَ يَضُرُّ بِصَاحِبِهِ وَيُسَبِّبُ عَلَيْهِ أَضْرَارًا بَيِّنَةً؛ فَإِنَّهُ مُحَرَّمٌ؛ كَالتَّدْخِيْنِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ مِمَّا يَضُرُّ وَلَكِنَّهُ لَا يُسْكِرُ، فَإِنْ أَسْكَرَ فَهُوَ مُحَرَّمٌ لِإِسْكَارِهِ، وَإِنْ أَضَرَّ فَهُوَ مُحَرَّمٌ لِإِضْرَارِهِ وَإِفْسَادِهِ الأَبْدَانَ وَإِضْرَارِهِ بِالعُقُولِ...الخ.

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ جَاءَ الشَّرْعُ المُطَهَّرُ بِحِفْظِ الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ؛ وَهِيَ الدِّيْنُ وَالنَّفْسُ وَالعَقْلُ وَالعِرْضُ وَالمَالُ.

وَفِي تَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ وَإِدْمَانِهَا غَايَةُ الإِضْرَارِ بِهَذِهِ الضَّرُورِيَّاتِ؛ فَضَرَرُهَا عَلَى الدِّيْنِ وَصَدُّهَا عَنْهُ عَظِيْمٌ، فَكَمْ مِنَ النَّاسِ كَانَ مُسْتَقِيمًا عَلَى دِينِهِ، مُسْتَمْسِكًا بِهِ مُحَافِظًا عَلَى صَلَاتِهِ، مُلَازِمًا لِلْمَسْجِدِ؛ وَمَا إِنْ وَقَعَ فِي المُخَدِّرَاتِ؛ حَتَّى تَسَاهَلَ شَيْئًا فَشَيْئًا؛ تَرَكَ الجَمَاعَةَ، ثُمَّ أَخَّرَ بَعْضَ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ تَرَكَ بَعْضَهَا، ثُمَّ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَالعِيَاذُ باِللهِ.

مُدْمِنُ المُخَدِّرَاتِ لَا يُبَالِي بِوَاجِبَاتٍ وَفَرَائِضَ يُضَيِّعُهَا، وَلَا يَتَوَرَّعُ عَنْ مُحَرَّمَاتٍ وَمُوبِقَاتٍ يَرْتَكِبُهَا.

أَمَّا ضَرَرُ المُخَدِّرَاتِ عَلَى النَّفْسِ فَظَاهِرٌ بَيِّنٌ، وَشَوَاهِدُهُ كَثِيْرَةٌ، وَكَمْ هِيَ الوَفِيَّاتُ وَالِانْتِحَارُ بِسَبَبِ المُخَدِّرَاتِ، كَمْ يَقَعُ مِنْ حَوَادِثِ السَّيَّارَاتِ بِسَبَبِ المُخَدِّرَاتِ، وَالقَتْلُ بِسَبَبِهَا، وَكَمْ كَانَتِ المُخَدِّرَاتُ سَبَبًا لِأَنْوَاعٍ مِنَ الجَرَائِمِ؛ فَالمُدْمِنُ لَا يَتَوَرَّعُ عَنْ جَرِيْمَةٍ؛ يَسْرِقُ وَيَسْطُو وَيَعْتَدِي وَيَقْتُلُ.

أَمَّا ضَرَرُ المُخَدِّرَاتِ عَلَى العَقْلِ وَتَدْمِيرُهَا لَهُ؛ فَقَدْ قَرَّرَهُ الطِّبُّ، وَشَهَدُ لَهُ الوَاقِعُ المُؤْلِمُ؛ فَكَمْ يَعِيشُ فِي مُجْتَمَعِنَا، وَكَمْ فِي المَصَحَّاتِ؛ مِمَّنْ فَقَدُوا عُقُوْلَهُمْ؛ وَقَدْ كَانُوا قَبْلَ الوُقُوعِ فِي المُخَدِّرَاتِ مِنْ أَعْقَلِ النَّاسِ وَأَزْكَاهُمْ.

وَفِي المُخَدِّرَاتِ إِفْسَادٌ لِلْمَالِ؛ وَوَضْعٌ لَهُ فِي غَيرِ مَوضِعِهِ وَسَيُسْأَلُ الإِنْسَانُ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيْمَ أَنْفَقَهُ.

يَقُولُ الحَسَنُ البَصْرِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ: لَو كَانَ العَقْلُ يُشْتَرَى، لَتَغَالَى النَّاسُ فِي ثَمَنِهِ، فَالعَجَبُ مِمَّنْ يَشْتَرِي بِمَالِهِ مَا يُفْسِدُهُ.

أَفْسَدَ المُدْمِنُونَ أَمْوَالَهُمْ، وَتَرَكُوا وَظَائِفَهُم وَأَعْمَالَهُمْ، وَبَاعُوا مُمْتَلَكَاتِهِمْ، ثُمَّ لَجَأوا إِلَى سُؤَالِ النَّاسِ، وَإِلَى النَّهْبِ وَالسَّرِقَاتِ.

أَمَّا إِضْرَارُ المُخَدِّرَاتِ بِالْأَعْرَاضِ؛ فَإِنَّ المُدْمِنَ لَا يُؤْتَمَنُ عَلَى عِرْضٍ، وَلَا عَلَى مَحَارِمَ؛ بِلْ قَدْ يَكُونُ خَطَرُهُ عَلَى أَقَارِبِهِ أَشَدُّ؛ وَكَمْ آلَمَ النَّاسَ مِنَ القَصَصِ فِي بَيْعِ المُدْمِنِيْنَ لِأَعْرَاضِهِمْ، وَهَتْكِهِمْ لِحُرُمَاتِهِمْ، وَالعِيَاذُ بِاللهِ.

شَتَّتُوا أُسَرَهُمْ، وَقَطَّعُوا أَرْحَامَهُمْ، وَعَقُّوا وَالِدَيْهِمْ، وَكَرِهُوا مُجْتَمَعَهُمْ.

نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ المُسْلِمِينَ وَيُصْلِحَ أَحْوَالَهُمْ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - أَيُّهَا النَّاسُ - وَتَنَبَّهُوا لِهَذَا الخَطَرِ.

تَنَبَّهُوا أَيُّهَا الآبَاءُ، أَيُّهَا المُرَبُّونَ، أَيُّهَا المُعَلِّمُونَ، أَيُّهَا النَّاصِحُونَ؛ فَالخَطَرُ شَدِيدٌ، وَالمَسْؤُولِيَّةَ عَظِيْمَةٌ.

 تَوَاصَوا بِالْحَقِّ، وَتَآمَرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوا عَنِ المُنْكَرِ، وَرَبُّوا أَوْلَادَكُمْ وَمَنْ تَحْتَ أَيْدِيْكُمْ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تَعَالَى، وتَعْظِيْمِ حُرُمَاتِهِ، حَذِّرُوهُمْ مَجَالِسَ السُّوءِ، وَرُفْقَةِ السُّوءِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ.

حَذِّرُوهُمْ مِنَ الدُّخَّانِ وَالشِّيْشَةِ؛ بَيِّنُوا لَهُمْ حُرْمَتَهَا وَخَطَرَهَا وَضَرَرَهَا، وَأَنَّهَا مِفْتَاحُ الشَّرِّ؛ مَا إِنْ يُخْدَعَ الشَّابُّ بِهَا، وَيَقَعَ فِيْهَا؛ إِلَّا وَيَقَعَ فِي المُخَدِّرَاتِ.

وَيَا مَنِ اِبْتُلِيْتَ بِهَذِهِ السُّمُومِ، يَا مَنْ وَقَعْتَ فِي المُخَدِّرَاتِ تَدَارَكْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ يَفْرُطَ الأَمْرُ عَلَيْكَ؛ فَتَنْدَمَ حِيْنَ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ. تَدَارَكْ نَفْسَكَ، وَأَشْفِقْ عَلَى دِيْنِكَ وَعَقْلِكَ، أَشْفِقْ عَلَى أَبْنَائِكَ وَبَنَاتِكَ، وَأَسْعِدْ وَالِدَيْكَ وَأُسْرَتَكَ.

تُبْ إِلَى اللهِ فَإِنَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، وَإِنَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ، يُنَادِي تَعَالَى مَنْ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر 53 

اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ، وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ؛ اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا جَمِيْعًا مِنْ هَذَا الشَّرِّ؛ وَوَفِّقْنَا لِكُلِّ خَيْرٍ. اللَّهُمَّ أَعْظِمِ الأَجْرَ، وَأَجْزِلِ الثَّوَابَ، لِكُلِّ مَنْ سَعَى فِي حِمَايَةِ البِلَادِ وَالعِبَادِ مِنْ هَذَا الدَّاءِ؛ مِنْ جُنُودٍ مُخْلِصِينَ، وَدُعَاةِ وَمُعَلِّمِينَ وَمُصْلِحِينَ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1672842185_خَطَرُ المُخَدِّرَاتِ.pdf

1672842206_خَطَرُ المُخَدِّرَاتِ.doc

المشاهدات 1124 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا