خَطَرَ الْمُخَدِّرَاتِ وآثارها وأضرارها- مَادَّةُ الشَّبُو الْمُخَدِّر

محمد البدر
1444/10/14 - 2023/05/04 08:19AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾.وَقَالَﷺ«كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ:«الْخَمْرُ أُمُّ الْخَبَائِثِ فَمَنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ وَهِيَ فِي بَطْنِهِ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً»حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.وَقَالَﷺ«لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.المخدرات وسائر المسكرات من أكبر الجرائم المؤدية بحد ذاتها إلى جرائم خطيرة ، فهي أم الخبائث ، ومورثة المفاسد ، وما وجدت في مجتمع وانتشرت بين أفراده إلا رمتهم في جحيم الشهوات العارمة ومضمار اللذات الهمجية التي سرعان ما تضمحل لتعقبها الأوبئة السارية ، والأمراض المعدية إضافة إلى فساد الأخلاق وانتشار الفوضى وكثرة الجرائم المتعددة،

وقد اتفق العلماء في مختلف المذاهب الإسلامية على حرمة تناول القدر المؤثر على العقل من المواد والعقاقير المخدرة ، فيحرم تعاطيها بأي وجه من الوجوه سواء كان بطريق الأكل أو الشراب أو التدخين أو السعوط أو الحقن بعد إذابتها ، أو بأي طريق كان.واعتبر العلماء ذلك كبيرة من كبائر الذنوب،يستحق مرتكبها المعاقبة في الدنيا وفي الآخرة .وهاك بعضا من كلامهم في ذلك:قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَةَ-رَحِمَهُ اللهُ:إن الحشيشة حرامٌ يحدُّ متناولها كما يُحَدُّ شارب الخمر،وهي أخبث من الخمر من جهة انها تفسد العقل والمزاج، حتى يصير في الرجل تَخَنُّثٌ ودِياثة وغير ذلك من الفساد، وإنها تصد عن ذكر الله"مجموع الفتاوى]28 /339[.وقال الذهبي رحمه الله:والحشيشة المصنوعة من ورق القنب حرام كالخمر يحد شاربها كما يحد شارب الخمر ، وهي أخبث من الخمر..ونقل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله عن ابن حجر الهيثمي تحريمها عند الأئمة الأربعة فقال:فثبت بما تقرر أنها حرام عند الأئمة الأربعة:الشافعية، والمالكية،والحنابلة بالنص والحنفية بالاقتضاء.فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله جـ 12 / 102.

عِبَادَ اللَّهِ:إِنَّ أَمَانَةَ التَّربِيَةِ لَثَقِيلَةٌ، وَإِنَّ وَاجِبَ الأُبُوَّةِ لَكَبِيرٌ،وَإِنَّ اللهَ سَائِلٌ عَن أَمَانَتِهِ وَمُحَاسِبُهُ عَن وَاجِبِهِ.قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُم وَأَنتُم تَعلَمُونَ * وَاعلَمُوا أَنَّمَا أَموَالُكُم وَأَولاَدُكُم فِتنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ﴾.وَقَالَﷺ«كُلُّكُم رَاعٍ وَمَسؤُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وَقَالَﷺ«إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.ومن أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق وأشدها ضررا واسرعها إدماناً وأكثرها تسببا في ارتكاب الجرائم البشعة والمثيرة للغرابةمَادَّةُ الشَّبُو الْمُخَدِّر،فهو من أكبر الأسباب الدافعة للجريمة والعنف والانتحار و القتل والاعتداء على الآخرين، والاغتصاب حتى للمحارم ،لذلك فإن المخدرات بجميع أنواعها أخطر شيء مر على البشرية في هذا الزمان وهي شيء قليل مما يحمله أعداء السنة والتوحيد لهذه البلاد من حقد وحسد وغل ،فهم يبثون ويروجون هذه السموم من خلال استغلال ابنائه وشبابه،يريدون أن ينشأ جيلٌ لا عقل له ولا دين ،فالمخدرات كما يعلم الجميع تشكل خطراً يهدّد أمن وسلامة المجتمعات ويعوق تقدمها في كافة المجالات ويشل اقتصادها وتُشكل خطراً محققاً يجب الحذر منه وتوعية الناشئة من هذا الخطر المدمر ،لذلك حرم العلماء المخدرات؛وذلك لثبوت آثارها السلبية السيئة، ومضارها القاطعة اليقينية، ومخاطرها المحققة على الأفراد والمجتمعات البشرية.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾.إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ فَخُذُوهُ ، وَالحَرَامَ بَيِّنٌ فَاجتَنِبُوهُ ، وَالشُّبُهَاتُ في هَذَا الزَّمَانِ كَثِيرَةٌ ومُنتَشِرَةٌ ، فَاتَّقُوهَا وَاحذَرُوهَا ، وَلا تَنخَدِعُوا بِلمَعَانِهَا وبَرِيقِهَا ، فَوَاللهِ مَا أَذهَبَ دِينَ الكَثِيرِينَ اليَومَ وَأَحَلَّ أَعرَاضَهُم وَأَفسَدَ قُلُوبَهُم ، وَذَهَبَ بِبَرَكَةِ أَموَالِهِم وَمَنَعَ إِجَابَةَ دُعَائِهِم ،إِلاَّ وُلُوغُهُم في الشُّبُهَاتِ ، وَتَسَاهُلُهُم بِالمُختَلِطَاتِ ، وَوُقُوعُهُم في حِمَى المُحَرَّمَاتِ،وإن من المصائب العظمى، والمفاسد الكبرى،والَّتِي تَضُرُّ بِعَقْلِ الْإِنْسَانِ وَجِسْمِهِ هِيَ تِلْكَ الَّتِي يَتَعَاطَاهَا الْمُدْمِنُونَ؛كَالْمُعَسَّلِ،أَوِالتُّنْبَاكِ،أَوِالشَّمَّةِ،أَوِالتَّبَغ،أَوِ"الدُّخَانِ"أَوْغَيْرِهَامِنَ الْأَسْمَاءِ وَالْأَشْكَالِ فَجَمِيعُهَا مَوَادُّ مُضِرَّةٌ بِصِحَّةِ الْإِنْسَانِ وَبَدَنِهِ نَاهِيكَ عَنِ الْمَضَرَّةِ الِاقْتِصَادِيَّةِ،وهي من أقصر الطرق وأسرعها لإدمان المخدرات وهي مِنَ الْخَبَائِثِ الَّتِي جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ بِتَحْرِيمِهَا؛ومن أخطر أنواع الْمُخَدِّرَاتِ على الإطلاق وأشدها ضررا واسرعها إدماناً وأكثرها تسببا في ارتكاب الجرائم البشعة والمثيرة للغرابة مَادَّةُ الشَّبُو الْمُخَدِّر،فهو من أكبر الأسباب الدافعة للجريمة والعنف والانتحار و القتل والاعتداء على الآخرين، والاغتصاب حتى للمحارم ،فاحذروا وحذروا الناس وبينوا لهم أن مَادَّةُ الشَّبُو الْمُخَدِّر عبارة عن حبيبات كريستالية بيضاء، تنتمي لمجموعة الامفيتامينات،وتأتي على شكل بودرة أو كبسولات أو حبوب، ويتم تعاطيها عن طريق البلع أو الشم«الاستنشاق»أو الحقن،أو التدخين عبر استخدام أنابيب خاصة بها وَالشَّبُو يشبه الملح الخشن،وعادة ما تكون في شكل بلورات زجاجية أو شظايا زجاجية،أو في شكل مسحوق أبيض أو بني اللون.

عِبَادَ اللَّهِ:لا بدّ من نشر الوعي وتكثيفِ التوعية بأضرار المسكرات والمخدّرات بأنواعها من خلال وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع، كذلك تنمية الرقابةِ الذاتيّة بالإيمان بالله والخوف من اللهِ واللجوء إلى الله في قلوبِ الناس عامّةً والناشئة والشّباب خاصّة، وملءُ فراغ الشباب والناشئة بما ينفعُهم وينفعُ مجتمعَهم، ثم التَعَاوُنٌ مع الأجهزة الأمنية في حملتهم لِلحَدِّ مِن هَذَا الوَبَاءِ المُهلِكِ، وَمُنَابَذَةٌ لِلمُرَوِّجِينَ وَالمَجرِمِينَ، وَهِمَّةٌ في التَّبلِيغِ عَنهُم وَإياكم والتَّسَتُّرِ عَلَيهِم أَوِ التَّهَاوُنِ مَعَهُم،   قَالَ تَعَالَى:﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1683177520_خَطَرَ الْمُخَدِّرَاتِ وآثارها وأضرارها- مَادَّةُ الشَّبُو الْمُخَدِّر.pdf

المشاهدات 1141 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا