خطر التبغ، وحسن الاستفادة من الإجازة

محمد بن عبدالله التميمي
1442/10/15 - 2021/05/27 12:00PM

خطر التبغ، وحسن الاستفادة من الإجازة

الحمد لله الذي خلق الإنسان: فأحسن؛ وصور: فأتقن؛ وعلم الإنسان ما لم يعلم. يشاهد النجوى، ويعلم السر وأخفى؛ وله الأسماء الحسنى، وصلى الله على محمد: عبده ورسوله، وصفوته من خلقه؛ وعلى آل محمد الطيبين، وعلى جميع النبيين؛ وعليه وعليهم السلام أجمعين، أما بعد: فاتَّقُوا الله فِيما خوَّلكم وأنعم عليكم، وراقبوه فيما أمْكنكم وعنه يحاسبكم، وتوبوا إليه فيما أسلفتم واسألوه الحفظ فيما يُبقيكم، ﴿يَآ أيَّها الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ و قُولُواْ قَولًا سَدِيدًا، يُصلِحْ لَكُم أعْمالَكُم ويَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزَا عَظِيمَا﴾.

عباد الله.. إياكم ومخدِّر الشعور وموهِم السلوى لأهل البلوى، وهو في الحقيقة يلقي حجابًا على الحقيقة، إنه سُمٌّ الأعصاب، ومفسد الأصحاب، ومُدني الشر من الأبعدين، ومبعِّد الخير مع الأقربين، ومُضرٌّ بالبدن وخصوصا الرئتين، مُتلف الأسنان، ومُفسِدُ ظاهرِ الإنسان، كيف بعد هذا يتعلق به من به ابتُلِي، أو يتشوف إليه من عوفِي، أفلا يتفكرون، وهم عن أبدانهم مسؤولون، وعن تبذير أموالهم محاسبون، والتبذير: إنفاق مال في الحرام ولو قليلا، وإن البلوى به عمت خلقا كثيرا، ودبَّ الشرُّ إلى أولادِ كثيرٍ من المسلمين كبيرا وصغيرا، إنه دخان التبغ، ومُفسِدُ الطبع، وعديم النفع.

عباد الله.. من عوفي فليحمد الله، ثم لمن ولاه الله أمره يرقب ويدفع، ويلحظ ويسمع، ويرشد ولده إلى صحبة صالحة، ورفقة نافعة، يرسل إليهم ويكرمهم، ويرفع من همتهم، يخاطبهم في مقام الرجال، يتحدث إليهم ويسمع منهم المقال، يُعرِّض ويلمِّح بعلاج المشكلة لمن وقع فيها أو يكاد على سبيل التشاور معهم في تَعداد مضاره، وذكر قصصِ بعضِ مَن به ابتُلِي، ويُسْرِ سبيل التخلص منه لمن صدَق، وحثهم على نصيحة من يعرفون، وهم مع ذلك عن مجالستهم مجانبون.

عباد الله.. إنه قد عم شرُّه، وتطاير شَرَرُه، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }.

بارك الله ولكم في القرآن، والسنةِ قرينة القرآن، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إن ربي رحيم ودود.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل الأعمار مواسم، يربح فيها ممتثل المراسم، ويخسر المضيع الخير الحاسم، أشهد ألا إله إلا الله على كل نفس قائم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أبوالقاسم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وكل تابع لهديهم ملازم، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

إننا في أيام إجازة مدرسية، والأوقات في عامتها من الشُغل خلية، والعاقل يعرف قدر عمره، وأن ينظر لنفسه في أمره، فيغتنم ما يفوت استدراكه، وربما حصل بتضييعه هلاكه، ونفسك إن لم تَشغلها بالحق شَغلتك بالباطل {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ * كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}.

فليَسعَ كلٌّ منا لرسم وقته، وتحديد هدفه، وكم يحصل في هذه الإجازة من ختمةٍ للقرآن وتَطلُّبٍ لفهم معانيه، وقراءةٍ في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومسائل الدين ومعرفة مبانيه، وما تحتاج من علوم ومعارف، ولا تُغرق في تتبع الأخبار، فإنها محرقة الأعمار، هذا الرسم لنا ولأولادنا، ومن زرع حصد، ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِن خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.

ثم اعلموا عباد الله أن الله عرَّف عبادَه المُؤمنِينَ أنه سبحانه يُصَلِّي على مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم هُوَ ومَلائِكَتُه، ثمَّ أمر بالصلاة عليه أهل الإيمان، فقال الملك الرحمن فِي مُحكَم القُرآن: ﴿إن الله ومَلائِكَته يصلونَ على النَّبِي يا أيها الَّذين آمنُوا صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا﴾.

 

 

 

المرفقات

1622165823_خطر التبغ، وحسن الاستفادة من الإجازة.pdf

المشاهدات 1372 | التعليقات 0