خطب مختارة في الفتوى وتتبع الرخص (بمناسبة تتبع الرخص في الحج)

خطب مختارة في الفتوى وتتبع الرخص

https://khutabaa.com/speeches_subject/211045
المرفقات

71.doc

المشاهدات 3647 | التعليقات 5

أولا ـ جزيت خيرًا ـ شيخ مازن ـ على إثارة هذا الموضوع المهم جدًّا ، إذ المتابع يرى في مقابل تقصير كثير من الحجاج في التفقه في أحكام المناسك ، يرى آخرين يسألون ويستفتون لا للأخذ بالأكمل ، ولكن لينتقوا ما يحلو لهم ويوافق أهواءهم ويتتبعوا الرخص ، حتى تلك التي لا خطام لها ولا زمام .
ويعجب المسلم حين يقرأ في بعض الكتب التي يزعم أصحابها أنهم يريدون بها رفع الحرج عن المسلمين ، وهم في الواقع يوقعون إخوانهم فيما هو أعظم من الحرج ، وهو بطلان حجهم ، أو نقص أجرهم لنقص مناسكهم ، وحين ترى بعض الاستفتاءات تظن أن أهلها قد خرجوا في نزهة برية ، لا هم لهم إلا البحث عن مكان يستمتعون فيه ، واختيار وقت مناسب لخروجهم ودخولهم ، فلا إله إلا الله !! وأي حج هذا الذي يُنَتِّفُهُ صاحبه من كل جانب حتى لا يدع فيه ركنًا إلا هدمه ولا واجبًا إلا تركه ، ولا محظورًا إلا أتاه ، ولا مكروهًا إلا فعله ، أين الحج المبرور ؟!
ولما سمى النبي ـ صلى الله عليه وسلم الحج جهادًا في قوله لرجل جاء إليه فقال : إني جبان وإني ضعيف فقال : " هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج " فقد كان يعني ما يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فالجهاد فيه مشقة وتكليف وتعب ونصب وإعياء وإرهاق ، ومنع للنفوس من بعض ما تشتهي وتحب ، وحجب لها عن بعض ما كان مباحًا لها في غيره ، ولا شك أن ذلك مع السفر وتغير المكان واللباس يحدث للنفس تغيرًا وضيقًا ، ولكن ، هكذا أراد الله ورسوله " وما كان لمؤمن إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "
والمؤمن قد وهب نفسه ووقته منذ خروجه لربه ، وهو يبحث عن الأجر مظانه ، فلماذا يضعف أو يتضاعف ولا يجاهد نفسه لينال الأجر التام ؟!

ثانيًا ـ يحسن قراءة كتاب (حتى لا يقع الحرج) على هذا الرابط :
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2150

ثالثًا ـ لا نعني بهذا الكلام التعميم وأنه لا يسوغ للمرء الأخذ بالرخص مطلقًا أنى جاءت وكيف كانت ، والتخفيف على نفسه فيما خفف الشارع فيه ، لا والله ومعاذ الله ، فنحن نؤمن بأنه الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمة وكما يكره أن تؤتى معصيته ، فمتى وجد المرء رخصة شرعية وأفتاه بها إمام موثوق ، فليأخذ بها ، وهو على أجر .


عبدالله البصري;4757 wrote:
أولا ـ جزيت خيرًا ـ شيخ مازن ـ على إثارة هذا الموضوع المهم جدًّا ، إذ المتابع يرى في مقابل تقصير كثير من الحجاج في التفقه في أحكام المناسك ، يرى آخرين يسألون ويستفتون لا للأخذ بالأكمل ، ولكن لينتقوا ما يحلو لهم ويوافق أهواءهم ويتتبعوا الرخص ، حتى تلك التي لا خطام لها ولا زمام .
ويعجب المسلم حين يقرأ في بعض الكتب التي يزعم أصحابها أنهم يريدون بها رفع الحرج عن المسلمين ، وهم في الواقع يوقعون إخوانهم فيما هو أعظم من الحرج ، وهو بطلان حجهم ، أو نقص أجرهم لنقص مناسكهم ، وحين ترى بعض الاستفتاءات تظن أن أهلها قد خرجوا في نزهة برية ، لا هم لهم إلا البحث عن مكان يستمتعون فيه ، واختيار وقت مناسب لخروجهم ودخولهم ، فلا إله إلا الله !! وأي حج هذا الذي يُنَتِّفُهُ صاحبه من كل جانب حتى لا يدع فيه ركنًا إلا هدمه ولا واجبًا إلا تركه ، ولا محظورًا إلا أتاه ، ولا مكروهًا إلا فعله ، أين الحج المبرور ؟!
ولما سمى النبي ـ صلى الله عليه وسلم الحج جهادًا في قوله لرجل جاء إليه فقال : إني جبان وإني ضعيف فقال : " هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج " فقد كان يعني ما يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فالجهاد فيه مشقة وتكليف وتعب ونصب وإعياء وإرهاق ، ومنع للنفوس من بعض ما تشتهي وتحب ، وحجب لها عن بعض ما كان مباحًا لها في غيره ، ولا شك أن ذلك مع السفر وتغير المكان واللباس يحدث للنفس تغيرًا وضيقًا ، ولكن ، هكذا أراد الله ورسوله " وما كان لمؤمن إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم "
والمؤمن قد وهب نفسه ووقته منذ خروجه لربه ، وهو يبحث عن الأجر مظانه ، فلماذا يضعف أو يتضاعف ولا يجاهد نفسه لينال الأجر التام ؟!
ثانيًا ـ يحسن قراءة كتاب (حتى لا يقع الحرج) على هذا الرابط :
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2150


ثالثًا ـ لا نعني بهذا الكلام التعميم وأنه لا يسوغ للمرء الأخذ بالرخص مطلقًا أنى جاءت وكيف كانت ، والتخفيف على نفسه فيما خفف الشارع فيه ، لا والله ومعاذ الله ، فنحن نؤمن بأنه الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمة وكما يكره أن تؤتى معصيته ، فمتى وجد المرء رخصة شرعية وأفتاه بها إمام موثوق ، فليأخذ بها ، وهو على أجر .


كلام يصلح أن يكون مادة خطبة ... فلو أكمل الموضوع وأعطي بحثا أكبر نفع الله به ... نحن في الانتظار !!!!


مرور الكرام;4760 wrote:

كلام يصلح أن يكون مادة خطبة ... فلو أكمل الموضوع وأعطي بحثا أكبر نفع الله به ... نحن في الانتظار !!!!

لعلي أفعل إن شاء الله ، فالموضوع حقيق بالطرق بعدما تساهل الناس في أداء مناسكهم متتبعين الرخص في كل نسك , دون تأكد من كونها رخصًا شرعية أم لا .


Quote:
ويعجب المسلم حين يقرأ في بعض الكتب التي يزعم أصحابها أنهم يريدون بها رفع الحرج عن المسلمين ، وهم في الواقع يوقعون إخوانهم فيما هو أعظم من الحرج ، وهو بطلان حجهم ، أو نقص أجرهم لنقص مناسكهم ، وحين ترى بعض الاستفتاءات تظن أن أهلها قد خرجوا في نزهة برية ، لا هم لهم إلا البحث عن مكان يستمتعون فيه ، واختيار وقت مناسب لخروجهم ودخولهم ، فلا إله إلا الله !! وأي حج هذا الذي يُنَتِّفُهُ صاحبه من كل جانب حتى لا يدع فيه ركنًا إلا هدمه ولا واجبًا إلا تركه ، ولا محظورًا إلا أتاه ، ولا مكروهًا إلا فعله ، أين الحج المبرور ؟!
فقد جنى بعض العلماء - سامحهم الله - على أبواب كثيرة من العبادات والمعاملات، وخاصة ما يتصل بالتعاملات البنكية(في جانب الأموال) والتكلف في الترخص في جانب بعض العبادات، ولا سيما الحجّ, فسلبوا الحجّ طعمه ونكهته الخاصة دخولا من البوابة الكبيرة " افعل ولا حرج ".
ونسوا أو تناسوا أن " افعل ولا حرج" إنما هو في جانب التقديم والتأخير لأعمال يوم النحر, ولا يصح استصحاب هذا الحكم على بقية أعمال الحجّ
فالله المستعان!!


الحمد لله على توفيقه أولاً وآخرًا ، فقد أعان على كتابة خطبة في هذا الموضوع ، عنونتها بـ( إتمام الحج بين "خذوا عني" و"افعل ولا حرج" )
فلعلها تضاف ـ أخي الشيخ مازن ـ لمجموعتكم المباركة ، وهذا رابطها :
https://khutabaa.com/forums/موضوع/136264