خطب الاستسقاء (5) اقتران الماء بالرزق الاثنين 17 / 2 / 1439هـ

خطب الاستسقاء (5)
اقتران الماء بالرزق
الاثنين 17 / 2 / 1439هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الرَّزَّاقِ، الْجَوَادِ الْوَهَّابِ؛ يَرْزُقُ بِلَا طَلَبٍ، وَيُعْطِي بِلَا سُؤَالٍ، وَيَهَبُ مَنْ يَشَاءُ مَا يَشَاءُ، وَلَا رَادَّ لِقَدَرِهِ، وَلَا مُعَقِّبَ لِأَمْرِهِ، وَلَا مَانِعَ لِعَطَائِهِ، وَلَا دَافِعَ لِقَضَائِهِ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، وَتَبَارَكَ اسْمُهُ، وَتَعَالَى جَدُّهُ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ دَلَّتِ الدَّلَائِلُ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ وَأُلُوهِيَّتِهِ وَكَمَالِهِ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَحِكْمَتِهِ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْدَارِهِ. وَإِنْزَالُ الْمَطَرِ مِنْ دَلَائِلِ رُبُوبِيَّتِهِ، وَتَصْرِيفُهُ بَيْنَ عِبَادِهِ مِنْ دَلَائِلِ حِكْمَتِهِ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ كَانَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾[الْأَحْقَافِ: 24]»، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ؛ فَإِنَّ التَّقْوَى سَبَبٌ لِلتَّوْفِيقِ وَالْأَرْزَاقِ، وَالْخُرُوجِ مِنَ الْمَضَائِقِ وَالْأَزَمَاتِ ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطَّلَاقِ: 2 - 3].
أَيُّهَا النَّاسُ: لَا حَيَاةَ لِلنَّاسِ وَلَا بَقَاءَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا بِرِزْقِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ عَرَضَ ِآيَاتِ الرِّزْقِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَجَدَ أَنَّ الْمَاءَ حَيَاةُ الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهُ سَبَبُ أَرْزَاقِهَا، فَبِالْمَاءِ تَحْيَا الْأَرْضُ وَتَخْضَرُّ، فَتَنْمُو الْأَشْجَارُ، وَتَطِيبُ الثِّمَارُ، وَيَهْتَزُّ الزَّرْعُ، فَتَقْتَاتُ الْأَنْعَامُ، وَبِالْحُبُوبِ وَالثِّمَارِ وَالْأَنْعَامِ وَنِتَاجِهَا يَعِيشُ الْإِنْسَانُ؛ وَلِذَا جَاءَ التَّنْوِيهُ بِالْمَاءِ وَبِمَا يَنْتِجُ عَنْهُ مِنْ أَرْزَاقٍ فِي الْآيَاتِ الَّتِي فِيهَا أَمْرٌ بِعِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى؛ لِبَيَانِ أَنَّهُ الْمُسْتَحِقُّ الْعُبُودِيَّةِ دُونَ سِوَاهُ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ مُنَزِّلُ الْغَيْثِ الْمُبَارَكِ، وَرَازِقُ الْعِبَادِ مَا يُبْقِي حَيَاتَهُمْ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[الْبَقَرَةِ: 21 - 22].
وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ * فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾[غَافِرٍ: 13 - 14]، فَسَمَّى سُبْحَانَهُ الْمَطَرَ رِزْقًا؛ لِأَنَّهُ سَبَبُ الرِّزْقِ.
وَالِاسْتِدْلَالُ بِآيَةِ الْمَطَرِ عَلَى الرُّبُوبِيَّةِ وَالْأُلُوهِيَّةِ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي يَرْتَبِطُ بِهَا رِزْقُ الْعِبَادِ وَحَيَاتُهُمْ ﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾[الْجَاثِيَةِ: 3 - 6].
وَفِي مَقَامِ تَعْدَادِ النِّعَمِ لِشُكْرِهَا مِنْ سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْغَيْثَ وَمَا يَنْتِجُ عَنْهُ مِنَ الرِّزْقِ، وَجَعَلَهُ أَوَّلَ النِّعَمِ الَّتِي يَجِبُ شُكْرُهَا ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ﴾[إِبْرَاهِيمَ: 32]، ثُمَّ بَعْدَ تَعْدَادِ نِعَمٍ أُخْرَى قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾[إِبْرَاهِيمَ: 34].
وَفِي مَقَامٍ آخَرَ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى مَا يُحْدِثُهُ الْغَيْثُ الْمُبَارَكُ مِنْ حَيَاةٍ لِلْأَرْضِ، ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ جُمْلَةً مِنَ النِّعَمِ الَّتِي كَانَ الْغَيْثُ سَبَبًا لَهَا، وَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ إِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ مِنْهُ عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ: ﴿وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾[النَّحْلِ: 65 - 67]، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا﴾[ق: 9 - 11].
فَوَاجِبٌ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْلَمُوا حَاجَتَهُمْ إِلَى الْغَيْثِ الْمُبَارَكِ، وَأَنَّهُ لَا غِنَى لَهُمْ عَنْهُ؛ لِتَعَلُّقِ حَيَاتِهِمْ وَأَرْزَاقِهِمْ بِهِ، وَأَنَّهُ وَمَا يَنْتِجُ عَنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ رِزْقِ اللَّهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ؛ فَوَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْتَسْقُوهُ إِذَا قَحَطُوا وَأَجْدَبُوا، وَأَنْ يَشْكُرُوه إِذَا أُمْطِرُوا وَتَنَعَّمُوا ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾[الْبَقَرَةِ: 60]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾[فَاطِرٍ: 3].
نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ.
نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ.
نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ.
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا.
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، هَنِيئًا مَرِيئًا، مَرِيعًا غَدَقًا، مُجَلَّلًا عَامًّا، طَبَقًا سَحًّا دَائِمًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْعِبَادِ وَالْبِلَادِ وَالْبَهَائِمِ وَالْخَلْقِ مِنَ اللَّأْوَاءِ وَالْجَهْدِ وَالضَّنْكِ مَا لَا نَشْكُوهُ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْجَهْدَ وَالْجُوعَ وَالْعُرْيَ، وَاكْشِفْ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَكْشِفُهُ غَيْرُكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا؛ فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا.
اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ.
اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ، لَا عَذَابٍ وَلَا بَلَاءٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ. وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عِبَادَ اللَّهِ: حَوِّلُوا أَلْبِسَتَكُمْ تَفَاؤُلًا بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُغَيِّرُ حَالَنَا، فَيُغِيثُنَا غَيْثًا مُبَارَكًا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَادْعُوهُ مُسْتَقْبِلِينَ الْقِبْلَةَ وَأَيْقِنُوا بِالْإِجَابَةِ، وَأَكْثِرُوا الصَّدَقَةَ وَالِاسْتِغْفَارَ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
المرفقات

الاستسقاء-5-مشكولة

الاستسقاء-5-مشكولة

الاستسقاء-5

الاستسقاء-5

المشاهدات 2851 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا