خطبه عن وحدة الأديان
Mohd1430 Mohd1430
معدلة خطبة عن وحدة الأديان في 7 /8 /1429
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة37
أَيُّهَا المُسلِمُونَ : ، الإِسلامِ هُوَ الدِّينُ السماوي الأوحد ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }آل عمران19 وَقَالَ {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } آل عمران85 وبعث الله جميع الأنبياء مسلمين ويدعون إلى الإسلام {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67 وقال تعالى {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }الشورى13 وقال عن عيسى {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران52
وَمحمدُ بنُ عَبدِالله هُوَ خَاتمُ المُرسَلِينَ، وشريعته هي المهيمنة الناسخة لما قبلها
َقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً }
وَقَاَل ـ جَلَّ وَعَلا ـ : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ }الأعراف157
وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " وَالَّذِي نَفسُ محمدٍ بِيَدِهِ لا يَسمَعُ بي أَحَدٌ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصرَانيٌّ ثم يَمُوتُ وَلم يُؤمِنْ بِالَّذِي أُرسِلتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِن أَصحَابِ النَّارِ " وَعَن جَابِرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ عَنِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ حِينَ أَتَاهُ عُمَرُ فَقَالَ : إِنَّا نَسمَعُ أَحَادِيثَ مِن يَهُودَ تُعجِبُنَا ، أَفَتَرَى أَن نَكتُبَ بَعضَهَا ؟ فَقَالَ : " أَمُتَهَوِّكُونَ أَنتُم كَمَا تَهَوَّكَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ لَقَد جِئتُكُم بها بَيضَاءَ نَقِيَّةً ، وَلَو كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتِّبَاعِي "
نَعَمْ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ : ـ دين محمد هو الصِّرَاطُ المُستَقِيمُ الَّذِي أُمِرَ المُسلِمُونَ بِاتِّبَاعِهِ ، بل أُمروا أن يَسأَلُوا رَبَّهُم كُلَّ يَومٍ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً أَن يُثَبِّتَهُم عَلَيهِ ، كما في أم الكتاب : { اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } الفاتحة7 أمرنا ربنا بذلك لأن هناك سبلا كثيرة تعترض هذا الصراط فعَن عَبدِاللهِ بنِ مَسعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ خَطًّا ثم قَالَ : " هَذَا سَبِيلُ اللهِ ، ثم خَطَّ خُطُوطًا عَن يَمِينِهِ وَعَن شِمَالِهِ وَقَالَ : هَذِهِ سُبُلٌ ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنهَا شَيطَانٌ يَدعُو إِلَيهِ " ثم قَرَأَ : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
فَقَد أَرَادَ المُشرِكُونَ أن يتنازل الرسول ويداهنهم عَلَى أَن يَعبُدَ آلِهَتَهُم سَنَةً وَيَعبُدُوا اللهَ سَنَةً أُخرَى ، فَمَا وَاللهِ أَذِنَ لَهُ رَبُّهُ بِأَن يُدَاهِنَ لِيَمدَحُوهُ ، وَلا أَن يَتَسَاهَلَ لِيُحِبُّوهُ ، وَلا أَن يُجَامِلَ لَيَرغَبُوا في دِينِهِ وَيَدخُلُوهُ ، بَل أَنزَلَ عَلَيهِ : {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ . وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }الكافرون6 وَمَا بَعَثَ اللهُ نَبِيًّا إِلاَّ وَهُوَ يَعلَمُ أَنَّ محمدًا خَاتمُ الأَنبِيَاءِ وَالمُرسَلِينَ وبشّر به قومه ، وَمَا مِن أُمَّةٍ إِلاَ وَهُم يَعرِفُونَ ذَلِكَ وَبِهِ يُوقِنُونَ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران82 وقَالَ ـ تَعَالى ـ عَن إِبرَاهِيمَ ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ : {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }البقرة129 وَقَالَ عَن عِيسَى ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ : {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }الصف6
أَهلُ الكِتَابَ يَعرِفُونَ ذلك لَكِنَّهُ الحَسَدُ وَالحِقدُ الَّذِي مَلأَ قُلُوبَهُم ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة146
َأيُّهَا المُسلِمُونَ : ، ومع ذلك ومع وضوحه وتقريره إلا أن هناك فئة ضالة تريدنا نحن المسلمين أَن نَتَّبِعَ مِلَّة القوم بِاسمِ الحِوَارِ وَالتَّسَامُحِ وَالتَّقَارُبِ وما ذاك إلا شك في صدق قول الله في غير ما آية من كتابه ـ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ }آل عمران149 وقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ }البقرة 217وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ. هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }آل عمران120 .
وَمِن هُنَا ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَقَد تَبَيَّنَ الحَقُّ وَوَضُحَتِ المَحَجَّةُ ، فَإِنَّ الدَّعوَةَ إِلى وِحدَةِ الأَديَانِ كُفرٌ صَرِيحٌ ، وَتَكذِيبٌ لِلنُّصُوصِ الصَّحِيحَةِ الظَّاهِرَةِ ، وَالَّتي تُقَرِّرُ بِأَنَّ دِينَ الإِسلامِ هُوَ الدِّينُ الكَامِلُ ، الَّذِي أَتَمَّ اللهُ بِهِ علينا النِّعمَة وَرَضِيَهُ لَنَا دِينًا ، وَأَنَّهُ هُوَ النَّاسِخُ لِمَا سَبَقَهُ مِن أَديَانٍ مُحَرَّفَةٍ مُبَدَّلَةٍ ، كَمَا أَنَّ في الدَّعوَةِ إِلى وِحدَةِ الأَديَانِ إِنكَارًا لأَحكَامٍ كَثِيرَةٍ مَعلُومَةٍ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ ، مِنهَا : معاداةُ الكُفَّارِ وتَكفِيرُهم ، وَإِلغَاءُ الجِهَادِ في سَبِيلِ اللهِ ... إِنَّ مَن يُحَدِّثُ نَفسَهُ بِإِمكَانِ الجَمعِ أَوِ التَّقرِيبِ بَينَ الإِسلامِ وَاليَهُودِيَّةِ وَالنَّصرَانِيَّةِ ، مُجهِدٌ نَفسَهُ في الجَمعِ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ وَالإِيمَانِ وَالكُفرِ ، ذَلِكَ أَنَّ كُفرَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَنَحوِهم مِنَ المُشرِكِينَ مِنَ الأُمُورِ المَعلُومَةِ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ ، سَوَاءٌ كَانُوا مُحَارِبِينَ أَم لم يَكُونُوا ، قَالَ ـ تَعَالى ـ : {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73 وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30 وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ }البينة1 قَالَ الإِمَامُ ابنُ حَزمٍ ـ رَحمهُ اللهُ ـ : وَاتَّفَقُوا عَلَى تَسمِيَةِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى كُفَّارًا . وَقَالَ القَاضِي عِيَاضٌ ـ رَحمهُ اللهُ ـ : وَلِهَذَا نُكَفِّرُ مَن دَانَ بِغَيرِ مِلَّةِ المُسلِمِينَ مِنَ المِلَلِ ، أَو وَقَفَ فِيهِم أَو شَكَّ أَو صَحَّحَ مَذهَبَهُم ، وَإِنْ أَظهَرَ مَعَ ذَلِكَ الإِسلامَ وَاعتَقَدَهُ . وَقَالَ شَيخُ الإِسلامِ ـ رَحمهُ اللهُ ـ : وَمَعلُومٌ بِالاضطِرَارِ مِن دِينِ المُسلِمِينَ وَبِاتِّفَاقِ جَمِيعِ المُسلِمِينَ أَنَّ مَن سَوَّغَ اتِّبَاعَ غَيرِ دِينِ الإِسلامِ ، أَوِ اتِّبَاعَ شَرِيعَةٍ غَيرِ شَرِيعَةِ محمدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ فَهُوَ كَافِرٌ .
أَفَيَسُوغُ بَعدَ هَذِهِ النُّصُوصِ وَالنُّقُولِ عَن عُلَمَاءِ الإِسلامِ أَن يَتَفَوَّهَ بَعضُ المَفتُونِينَ المُتَهَوِّكِينَ فَيَزعُمَ أَنَّهُ يَستَوِي في الوُصُولِ إِلى اللهِ وَدُخُولِ جَنَّتِهِ المُسلِمُ وَاليَهُودِيُّ وَالنَّصرَانيُّ ، كَيفَ وَقَد قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }ص28 وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }القلم36 وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ }الحشر 20أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَتَمَسَّكُوا بِدِينِكُم تَمَسُّكَ المُوقِنِينَ ، وَلا يَهُولَنَّكُم مَا تَسمَعُونَ أَو تَرَونَ في هَذِهِ الأَزمِنَةِ المُتَأَخِّرَةِ مِن ضَعفٍ وَخَوَرٍ في صُفُوفِ المُسلِمِينَ ، أَو مَُداهَنَةٍ لأَعدَاءِ اللهِ ، وَإِنَّهُ مَن يَعِشْ مِنكُم فَسَيَرَى اختِلافًا كَثِيرًا ، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }يونس104أقول هذا وأستغفر الله
الخطبة الثانية
أَمَّا بَعدُ : فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيهِ وَلا تَعصُوهُ {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ}البقرة223.
َقَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " ثَلاثٌ مَن كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانَ : أَن يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِ ممَّا سِوَاهُمَا ، وَأَن يُحِبَّ المَرءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ ، وَأَن يَكرَهَ أَن يَعُودَ في الكُفرِ كَمَا يَكرَهُ أَن يُقذَفَ في النَّارِ " أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَلْنَحذَرْ ممَّا يَقَعُ فِيهِ بَعضُ المُغَرَّرِ بهم ، أَو يَتَفَوَّهُ بِهِ بَعضُ المَفتُونِينَ ممَّن يَخُوضُونَ في الصُّحُفِ وَالجَرَائِدِ بِمَا لا يَعلَمُونَ ، وَيَهرِفُونَ بما لا يَعرِفُونَ ، فَإِنَّ الأَمرَ دِينٌ وَعَقِيدَةٌ ، وَالنَّتِيجَةَ جَنَّةٌ أَو نَارٌ {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء170