خطبه عن صلة الارحام

عبدالله عوض الأسمري
1440/11/21 - 2019/07/24 22:30PM

 

                        بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عن صلة الرحم

حدثتنا اليوم عن صلة الرحم والتي تصدعت , في هذه الأيام وانقطعت لدي كثير من المسلمين مع أن الله عز وجل أمر بصلة الأرحام فقال

سبحانه و " وآت ذي القربة حقه " والأرحام هم الأقارب لك من الآباء والأمهات وأن علو والأبناء وأن نزلوا والأخوان والأخوات وأبناءهم والأعمام والعمات وأبناءهم والأخوال والخالات وأبناءهم هؤلاء هم الأرحام على الراجح من أقوال أهل العلم " وأولي الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله " الأنفال 75 .

فأمر الله عز وجل بصلة الأرحام في القرآن الكريم  وكذلك في السنة المطهرة حتى وان كان القريب مشركاً فقد روي البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش فاستفيت النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم " نعم صلي أمك " مع أنها مشركة فصلة الرحم لها ثمار عيده في الدنيا والاخره ومن ثمارها انها سبب لحسن العشرة وقوة العلاقة بين الأقارب والذكر الطيب في الحياة وبعد الممات كما أن من ثمار صلة الرحم انها  سبب لسعة الرزق وطول العمر فقد روي البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أحبٌ أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " .

والواصلون لأرحامهم يصلهم الله بالتوفيق والرحمة والبركة لهم في حياتهم وأموالهم والقاطعون لأرحامهم يقطعهم الله وذلك بعدم التوفيق والبركة في أعمارهم وأرزاقهم ومصداق ذلك ما ثبت في الحديث القدسي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " أن الله خلق الخلق حتى اذا فرغ من خلقه قالت الرحم  : هذا مقام العائذ بك من القطيعة .

قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك  وأقطع من قطعك , قالت : بلي يا رب

قال : فهو لك ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم فاقرؤوا أن شئتم  قول الله تعالى " فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم " .

عباد الله : صلة الرحم من ثمارها انها سبب لدخول الجنة قال صلى الله عليه وسلم  " أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام " أخرجه الحاكم في مستدركه .

كما أن صلة الرحم من ثمارها انها تدفع ميتة السوء فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه .

اما كيف تكون صلة الرحم فانها تكون حسب القرابة فكلما كان القريب أقرب لك كانت الصلة أكثر فالوالوالدين مثلهم تكون صلتهم اكثر من الاعمام والاعمام اكثر من الاخوال وهكذا  وتكون الصلة بأمور عديدة إما بالزيارة أو المساعدة المالية إذا كان محتاجاً أو أجابه دعوته وحضور مناسباته أو عزاءا ته  والاتصال بها هاتفياً خاصة إذا كان في مدينة أخرى بعيدة عنك وأما إذا كان في مدينتك أو جاراً لك فإنه يجب عليك مواصلته اكثر   بحكم قربه منك ولا يجوز الهجران والقطيعة وتكون الصلة بما اعتاد الناس عليه أسبوعيا أو شهرياً حسب العادة والعرف وليس لذلك وقتاً محدداً , وهناك من يقاطع اقاربه و يتذرع ويقول ان بعض قرابتي لا يستحقون اوا صلهم لأنهم أخطأوا في حقي أو متكبرون أو سيئو الخلق أو غير ذلك من الأعذار

 فكل هذا لا يعد عذراً مقبولاً لترك الصلة لأنك مأمور بصلتهم في الدين حتى وأن قطعوك أو هجروك أو أخطأوا عليك أو أخذوا حقك أو غير ذلك من أمور الدنيا وصلتك لهم كأنك تطعمهم الرماد الحار وهو الملٌ الذي جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم  حيث قال رجل : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إليٌ وأحلم عنهم ويجهلون علىٌ . فقال " لئن كنت كما قلت فكأنما تستفهم الملٌ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " رواه مسلم .

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا صلة أرحامنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

 

 

 

                 

 

 

الخطبة الثانية عن صلة الرحم

قدوتنا في صلة الرحم هو محمد عليه الصلاة والسلام فقد كان يصل الرحم حيث قالت له زوجته خديجة رضي الله عنها عندما جاءه الوحي " والله لايخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتعين على نوائب الحق "

وقد ذكر العلماء أن صلة الرحم واجبة وقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب ومعصية من المعاصي وقد قال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع " أي قاطع رحم فعلينا أن نحذر من قطع الأرحام فهو كبيرة من كبائر الذنوب وشؤم في الدنيا والآخرة فعليك أخي المسلم أن تصالح أقاربك الذي بينك وبينه خلاف على الدنيا فلا ندري هل نعيش حتى نصالحه أم نموت قبل المصالحة فالدنيا لا تساوي شيئاً .نسأل الله ان يرزقنا البر بوالدينا وصلة ارحامنا ونعوذ بالله من قطعهم وهجرهم انه ولي ذلك والقادر عليه الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 2980 | التعليقات 0