خطبه عن رجب

عبدالله عوض الأسمري
1441/07/09 - 2020/03/04 10:46AM

 

                                بسم الله الرحمن الرحيم

                             خطبة عن شهر رجب :

الحمد لله حمد كثير طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على نبينا محمد

إننا نعيش هذه الأيام في شهر رجب وليس لشهر رجب فضيلة خاصة إلا أنه من الاشهر الحرم فعن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه  وسلم أنه قال " الزمان استدار كهيئتة يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم  ثلاثة متواليات ذو القعدة و ذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادي وشعبان " رواه البخاري  ومسلم .

فلايجوز القتال فيه أما قتال الدفع فيجوز فيه .

-لم يكن النبي صلي الله عليه وسلم يحتفي بهذا الشهر دون سائر الشهور أو يدعو بالبركة فيه أما ما يروى عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل شهر رجب قال : اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان " فإن اسناده ضعيف .

كما أن من بدع شهر رجب ما يسمى صلاة الرغائب وهي اثنا عشر ركعة في ليلة أول جمعة من رجب يصلي ما بين المغرب والعشاء تكرر فيها سورتا القدر والإخلاص على صفة مخصوصة والحديث في هذه الصلاة موضوع ومكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تخصص ليلة الجمعة بقيام أو صيام يومها فهي داخلة في نهي النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام اوبصيام من بين الأيام إلا أن يكون صوم يصومه أحدكم " رواه مسلم .

كما أن من بدع رجب تخصيصه بالصيام حيث لم يخصه القرآن والسنة بالعبادة ولا يشرع أن يخص رجب بعمرة على أن لها أفضلية خاصة فإن العبادة متوقفة على الدليل الشرعي من القرآن أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم  حديثاً صحيحاً في فضيلة العمرة في رجب هذا ولم يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب فقد روي عن عائشة رضي الله عنه قولها

 " وما اعتمر رسول الله في رجب قط " رواه البخاري ومسلم .

وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلها في ذي العقدة فعن أنس رضي الله عنه قال " اعتمر النبي صلي الله عليه وسلم أربع عمرة الحديبية في ذي العقدة حيث صده المشركون وعمره من العام المقبل في ذي القعدة حيث صالحهم وعمرة اذ قسم غنيمة حنين وعمرته مع حجته " رواه البخاري .

فكلها في ذي القعدة لمخالفة الجاهلية لأنهم كانوا يرون العمرة في  ذي القعدة  وإبطال ما كان عليه الجاهلية .

كما أن من بدع رجب الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج على أنه في السابع والعشرين من رجب مع أنه قيل أنه في شوال ولم يثبت دليل على تحديدها ثم لو ثبت دليل فلا يشرع التعبد بالاحتفال بها بعبادة معينة أو صلاة أو اجتماع أو غير ذلك لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

-فعلى هذا ليس لرجب فضل خاصة به ألا أنه من الأشهر الحرم التي يجب فيها الحذر من السيئات قال شيخ الإسلام ابن تيمية لم يرد في فضل رجب أو فضل صيامه شيء بل كلها كذب مختلق .

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لإتباع سنة النبى صلى الله عليه وسلم وأن يبعدنا من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم .

أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وهو الغفور الرحيم .

                         الخطبة الثانية عن شهر رجب

كما سمعتم أن شهر رجب لا يجوز إحداث فيه عبادة تدل على أن له مزية على غيره من الشهور فعلى المسلم أن يحرص على إتباع القرآن وسنة النبي صلى الله عليه  وسلم وأن يحذر من البدع فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي مردود على صاحبه غير مقبول منه

وفقنا الله جميعاً لاتباع السنه ونعوذ بالله من البدع قليلها وكثيرها الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

 

 

.

 

المشاهدات 1853 | التعليقات 0