خطبه عن خطر المعصيه
عبدالله عوض الأسمري
الخطبه الاولى عن المعصيه
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72
عباد الله
أن المعصية بدأت بمعصية الشيطان لما أمره الله بالسجود لأبونا آدم تشريفاً لآدم فأبى وأستكبر ثم عصى آدم عليه الصلاة والسلام عندما أكل من الشجرة لكن الله عز وجل أوحى إليه بكلمات يقولها استغفارا لله من المعصيه فقالها فتاب الله عليه وهي " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " البقره 23 ولهذا يجب علينا التوبة عند المعصية اقتداءً بأبونا آدم حيث تابا من ذنبهما عندما عصيا الله عز وجل لأن المنكر قد يزداد أحيانا ويظهر على سبيل المجاهره لله بالمعاصي وهنا يقع الخطر وتعظم البلية وتكبر المسئولية على الجميع فمن أنكر نجى ومن سكت هلك مع الهالكين فإذا كثر الخبث وسكت الناس عن الإنكار صاروا شركاء مع أهل المعصية والإثم ولو لم يفعلوا , فالحذر الحذر من المنكرات وانتشارها والسكوت وعدم الإنكار لها أو الرضى بها .
عباد الله :
أن في قصص الأنبياء عبرة للمعتبرين قال الله تعالي : { فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } 40 العنكبوت
ومن العبر المستفادة من قصة نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام وقومه ثمود حيث تآمروا على قتل الناقة ولم ينكر بقية قومه على ذلك بل رضوا بذلك فلما نزلت العقوبة عمتهم جميعاً لأنهم سكتوا عن المنكر ولهذا قال تعالى : { فعقروها } مع أن العاقر كان واحدا منهم لكن الراضين بالفعل مشاركين مع الفاعل برضاهم وموافقتهم فالراضي كالفاعل ولذ يجب انكار المنكر بعدم الرضا عن المنكر بالقلب وهذا اقل درجات الانكار فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام الأمان في المجتمع لأنه يمنع المنكرات اوعلى الأقل يخفف منها وقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى
الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها قالت : زينب بنت جحش يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال " نعم إذا كثر الخبث " أخرجه أبو داود في سننه .قال أبو بكر رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه : يا أيها الناس أنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها :-
" عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " المائدة 105 وأني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " أن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب " وقال : وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ولايغيروا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب " رواه ابوداوود وصححه الالباني اذاً فإن للمجتمع دور كبير في الإصلاح ومتى تخلى عنه استحق الهلاك لأن المجتمع شريك في المعصية بالرضى أو السكوت عنها ويعظم الدور على أهل العلم وأهل الحل والولاه قال تعالى :-
" لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون " المائدة 63
عباد الله /
نحن جميعا في سفينة واحدة فإذا حافظنا عليها نجونا من الغرق وإذا تركنا بعضاً يخرم في أسفلها غرقنا جميعاً وهذا ما أشار إليه النبي صلى
الله عليه وسلم فقد ثبت في الحديث عن النعمان بن بشير رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل القائم على حدود
الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين من أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فان يتركوهم وماارادوا هلكوا جميعا وان أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً " رواه البخاري نسأل الله عزوجل ان يقينا المعاصي ماظهر منها ومابطن وان يقينا شر انفسنا والشيطان اقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم انه هو الغفور الرحيم
الخطبه الثانيه
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه وسلم
أن المعصية لم تظهر في قوم إلا وقد استحقوا العقوبة من الله تعالى ومن أثار المعاصي السيئه أن الناس بالمعاصي يُحرمون الرزق ويعم البلاء وترتفع الأسعار وتنتشر الأمراض وما ذالك إلا بما كسبت أيديهم " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " الشورى 30
لذا فإن المعاصي تزيد شؤماً على المجتمعات والأفراد وأعلموا أن صلاح البلاد والعباد إنما يكون بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الرضا بالمنكرات من الغناء والمجون والحفلات المخالفة لشرع
الله عز وجل لذا علينا الإنكار بقلوبنا وعدم الرضى بهذه المهرجانات المخالفة للشرع في أي مكان ومنع أهل بيوتنا وأقاربنا وجيراننا من الذهاب إليها وإنكارها بقد الاستطاعة و نسأل الله عزوجل ان يفقهنا في الدين ويغفر ذنوبنا انه هو الغفور الرحيم
الا وصلوا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا وأمور المسلمين لما يرضيك
اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده
يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم