خطبه عن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم

عبدالله عوض الأسمري
1442/06/08 - 2021/01/21 05:30AM

                                     بسم الله الرحمن الرحيم

                            خطبة عن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم :

 الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

أن ثاني الحقوق بعد حق الله عز وجل هو حق النبي صلى الله عليه وسلم فقد أمتن الله عز وجل على البشرية ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم " لقد منٌ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وأن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " ال عمران 164 .

أن للنبي صلى الله عليه وسلم حقوقاً بعد حق الله تعالى فأولها الإيمان برسالته وتصديق نبوته فتؤمن أن الله عزوجل أرسله للجن والانس كافة بشيراً لمن آمن بالله ونذيرا لمن كذب به

-ومن حقوقه عليه الصلاة والسلام طاعته فيما أمر واجتناب ما نهي عنه وزجر

" ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم . ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين " النساء 13، 14

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي " قالوا " يا رسول الله ومن يأبي ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي " رواه البخاري

-من حقوقه عليه الصلاة والسلام اتخاذه قدوة في جميع الأمور وإتباع سنته الواجبة والمستحبة " قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم

والله غفور رحيم " ال عمران 31 فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته

  قال صلى الله عليه وسلم " من رغب عن سنتي فليس مني "

-من حقوقه علي الصلاة والسلام محبته أكثر من محبة النفس والأهل والأولاد والناس جميعاً .

قال تعالي : { قل إن كان آباؤكم وأمهاتكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالكم اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله أمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " التوبه 24.وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده والناس أجمعين " .

-من حقوقه صلى الله عليه وسلم , وجوب احترامه وتوقيره ونصرته قال تعالى : 

" لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه " أي تحترمونه وتقدروه وتنصروه  حتى أن

 الله عز وجل أمر أن لا ينادونه باسمه بل بوصفه , فالصحابة رضي الله عنهم لا يقولون يا محمد بل يقولون له يا رسول الله أو يا نبي الله قال تعالى :

{لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } الحجرات 63

ونهى الله عز وجل عن رفع الأصوات فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون أن الذين يغضون أصواتهم عند رسول

الله أولئك الذين أمتحن قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم "

الحجرات 2

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم أن يجعلوه عليه الصلاة والسلام حكماً فيما يحصل من شجار وخلاف ويرضون ويسلمون بحكمة والرضى به وبعد مماته  فإننا نرضى بحكمه من خلال سنته وأحكامه عليه الصلاة والسلام نسأل الله عزوجل ان يرزقنا الايمان برسالته و اتباع سنته والعمل بها واداء حقوقه عليه الصلاة والسلام على مايرضي

الله تعالى دون غلو فيه او جفاء اقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم انه هو الغفور الرحيم

                                                        الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه وسلم

هناك من الناس من يقول لا داعي نعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهم ما يسمون " بالقرآنيين " فيقولون هؤلاء نعمل بالقران الكريم ويكفي عن السنه قد عصوا

الله عز وجل فإنه لا يمكن أن تعبد الله إلا عن طريق السنة فكيف تصلى الا عن طريق الرسول فعلمنا أن صلاة الفجر اثنتين والظهر أربعاً والعصر أربعاً والمغرب ثلاث والعشاء أربعاً وقال " صلوا كما رأيتموني أصلى وعلمنا الزكاة كيف نزكى والصوم كيف نصوم والحج كيف نحج والعمرة وقال " خذوا عني مناسككم " حيث علمه جبريل بشرائع الإسلام بتوجيه من الحق تبارك وتعالى ثم علم أمته فلا يمكن إذاً أن نستغني عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن نعبد الله إلا عن طريق هذا الرسول الكريم ولا يقبل العمل الا بشرطين أولها الإخلاص لله وثانيها موافقة الرسول في عباداته ومن يترك السنة فقد ترك شرع الله عز وجل ومن ترك شرع الله فقد ارتد عن دين الله ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم , الصلاة والسلام عليه  ان نصلي عليه إذا ذكر وقال عليه  الصلاة والسلام " البخيل من ذكرت عنده فلم يصلى عليٌ " ومن فضل الله عز وجل أن من صلى على الرسول صلى

الله عليها عشراً " ونصلى على الرسول في التشهد الأخير وعند دخول المسجد والخروج منه وبعد الأذان وعند الدعاء وصلاة الجنازة وأذكار الصباح والمساء ويوم الجمعة وليلتها وليعلم أن صلاة  الله على محمد هو ثناؤه ومدحه له عند الملائكة في الملأ الأعلى  أما صلاتنا عليه والملائكة فهو دعاء له بالرحمة اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

 

المشاهدات 817 | التعليقات 0