خطبه عن توحيد الاسماء والصفات

عبدالله عوض الأسمري
1442/11/25 - 2021/07/05 04:18AM

 

بسم الله الرحمن الرحيم

                  خطبة عن توحيد الأسماء والصفات

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

فأننا ستتطرق في هذه الخطبة إلى توحيد الله في اسماءه وصفاته ومعنى ذلك : افراد الله بما وصف الله به نفسه في كتابه الكريم أو سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به  سبحانه وتعالى " ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون" (الأعراف 18). فأسماءه بالغة في الحسن والجمال وصفاته  له الوصف الأمثل والأعلى والأكمل " ولله المثل الأعلى"

فنحن كأهل السنة والجماعة نؤمن بأسماء الله وصفاته دون تشبيه بالمخلوقين أو تمثيل أو تكييف أو تعطيل فله سمع ليس كسمعنا وبصر ليس كبصرنا ووجه ليس كالبشر وايدي ليس كالبشر وغير ذلك من أسماء وصفات الله عز وجل التي ذكرت في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ليست كالمخلوقين والدليل على ذلك قوله تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" الشورى 11 من احصاها دخل الجنه قال صلى

الله عليه وسلم " ان لله تسع وتسعون اسماً مائه الا واحدا من احصاها دخل الجنة " رواه البخاري ومسلم  ولله أسماء أخرى  لا نعلمها ومعنى ( من أحصاها ) أي عرف هذه الأسماء وعلم معناها وعمل بمقتضاها ودعا بها فمثلاً من اسماءه سبحانه وتعالى السميع فتؤمن أنه يسمع كل شيء سبحانه وتعالى سمعا حقيقيا على الوجه اللائق به فهو يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الظلمة السوداء تقول عائشة رضي الله عنها: سبحان الذي وسع سمعه كل الأصوات والذي نفسي بيده أن خوله بنت الازور تشتكي زوجها في زاوية البيت ولا أسمع كل ما تقول فنزل قول تعالى" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما أن الله سميع بصير" (المجادلة).

فإذا عرفت أن الله عز وجل سميع  فتعمل بمقتضى ذلك وهو ان تؤمن ان الله يسمع كلامك حقيقة فتخافه  فلا تسمع ما حرم

الله  كالغناء والغيبية والنميمة وكل الأقوال التي فيها معصية الله عز وجل واسم

الله البصير اسم من أسماء الله عز وجل فتؤمن أنه بصير بالمخلوقات ولا يخفى عليه شيء فعليك أن تعمل بمقتضاها وهو أن تعمل بمايرضيه من اوامره ولا تعمل المحرمات فإن الله يراك ويبصرك " :"الم تعلم بأن الله يرى " ومن أسماء الله تعالى الرحمن الرحيم فتؤمن أن الله أرحم بك من نفسك وأرحم لك من الوالدة بولدها وعليك ان تأخذ من هذه الصفه  الرحمه  فترحم عباد الله كما عليك أن تدعو بأسماء

الله تعالى

 " ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها " فنقول يارحمن ارحمني يا رزاق أرزقني وهكذا من أسماء الله تعالى اللطيف أي انه يلطف بعباده حيث يعرف سبحانه  ما في صدور العباد ثم يهديهم الله إلى الخير المناسب لهم ويحقق لهم مايكنون في صدورهم  فمن استقام على الدين فقد لطف الله به ومن نجا من حادث فقط لطف الله به ومن هيء الله له ناصح فنصحه او أمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقد لطف الله به وانجاه من الشر ومن انعم الله عليه بصلاح اهله وذريته  فقد لطف الله به فعليك اخي المسلم ان تعلم معاني اسماء الله تعالى وصفاته وتؤمن بها وتعمل بها وتدعو بها هي من اشرف العلوم الشرعيه  التي تزيد من ايمانك وتعلقك بالله تعالى لانك توقن انك تدعو وتعبد اله سميع بصير رحيم عليم خبير سبحانه وتعالى نفعنا

الله بماسمعنا وجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنه انه ولي ذلك والقادر عليه  أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

 

 

                                 الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد صلى الله عليه واله وصحبه أجمعين

ذكرنا بعض أسماء الله تعالى وصفاته وأنه يجب الإيمان بها كامله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى وهي لاتشبه صفات البشر ومن الأسماء نشتق ونأخذ منها الصفات فاسمه سبحانه وتعالى السميع وله صفة السمع واسمه بصير وله صفة البصر وله صفات غير مشتقه من الأسماء مثل الوجه " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام"   وكذلك له يدان لانعلم كيفيتها  (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) المائده 64   وله عينان سبحانه وتعالى تليق به  كما في الحديث  "( مامن نبي الا وقد انذر امته الأعور الكذاب ألا انه أعور وان ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه ك ف ر ) رواه البخاري وسلم  .

ومن صفات الله عز وجل أنه يحب ويكره ويغضب  ويضحك  فقد قال صلى الله عليه وسلم ( يضحك الله الى رجلين يقتل أحدهما الاخر يدخلان الجنه يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد ) رواه البخاري ومسلم . فالمقصود أننا نؤمن بأسماء الله تعالى وصفاته لكن على وجه يليق به سبحانه وتعالى اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا وامور المسلمين لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 2701 | التعليقات 0