خطبه عن توحيد الأسماء والصفات
عبدالله عوض الأسمري
خطبة عن توحيد الأسماء والصفات
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ونشهد ان لا اله الا
الله وحده لاشريك له ونشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه أجمعين ثم اوصيكم بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وانتم مسلمون ) ال عمران 102
فاننا نتطرق في هذه الخطبة إلى توحيد الله في اسماءه وصفاته
ومعنى ذلك : أن نؤمن بما وصف الله به نفسه في كتابه الكريم أو سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى " ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها وذرّوا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون" (الأعراف 18). فأسماءه بالغة في الحسن والجمال وصفاته على الوصف الأمثل والأعلى والأكمل
" ولله المثل الأعلى" فنحن كأهل السنة والجماعة نؤمن بأسماء الله وصفاته دون تشبيه بالمخلوقين أو تمثيل أو تكييف أو تعطيل فله سمع ليس كسمعنا وبصر ليس كبصرنا ووجه ليس كوجوه البشر وايدي ليس كأيدي البشر وغير ذلك من صفات الله عز وجل التي ذكرت في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهي صفات ليست كصفات المخلوقين والدليل على ذلك قوله تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ومن احصاها قال صلى
الله عليه وسلم " ان لله تسع وتسعون اسماً مائه الا واحدا من احصاها دخل الجنة " ولله أسماء أخرى اكثر من ذلك لا نعلمها ومعنى من احصاها قال العلماء حفظها وعرف بمعناها وعمل بمقتضاها ودعا بها.
فمثلاً من اسماءه سبحانه وتعالى السميع فتعلم أنه يسمع كل شيء سبحانه وتعالى يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الظلمة السوداء تقول عائشة رضي الله عنها: سبحان الذي وسع سمعه كل الأصوات والذي نفسي بيده ان خولة بنت الازور تشتكي زوجها في زاوية البيت ولا أسمع ما تقول فنزل قوله تعالى" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما أن الله سميع بصير" (المجادلة).
فإذا عرفت أن الله عز وجل سميع يسمع كلامك فيجب أن تعمل بمقتضى ذلك وهو أن لا تسمع ما حرم الله فلا تسمع العنا والغيبية والنميمة وكل الأقوال التي فيها معصية الله عز وجل .
واسم الله البصير اسم من أسماء الله عز وجل فتعرف أنه بصير بالمخلوقات ولا يخفى عليه شيء فتعمل بمقتضاها وهو أن لا تعمل المحرمات فإن الله يراك ويبصرك " :"الم تعلم بأن الله يرى " ومن أسماء الله تعالى الرحمن الرحيم فعليك أن ترحم عباد الله وهكذا بقية صفات
الله سبحانه وتعالى .. كماعليك أن تدعو بأسماء الله تعالى " ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها " فنقول يارحمن ارحمني يا رزاق أرزقني وهكذا من أسماء الله تعالى اللطيف أي أنه يلطف بعباده فيعرف ما في صدور العباد ثم يهديهم الله إلى الخير فمن استقام على الدين فقد لطف الله به ومن قدر له ناصح بنصيحة فعمل بها فقد لطف الله به ومن هييء له شخص يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر فقط لطف الله به ومن حفظ من حادث سيارة فقد لطف الله به وهكذا نسأل الله ان يلطف بنا في الدنيا والآخره وان يوفقنا للايمان بأسماءه وصفاته على الوجه اللائق به سبحانه وان نعمل بها وندعوا بها ان ربي سميع الدعاء أقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد صلى الله عليه واله وصحبه أجمعين
ذكرنا أنه يجب الإيمان بأسماء الله وصفاته ونذكر هنا ان صفات
الله سبحانه وتعالى نشتق ونأخذ منها الصفات فاسمه سبحانه وتعالى السميع نشتق منها صفة السمع واسمه البصير نشتق منها صفة البصر وله صفات غير مشتقه من الأسماء بل هي صفات مسقله بذاتها مثل الوجه " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام" واليدان "بل يداه مبسوطتان ".. وله عينان سبحانه وتعالى " أن الدجال أعور وأن ربكم ليس بأعور" .
ومن صفات الله عز وجل أنه يحب ويكره ويضحك سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم " هل ربنا يضحك قال نعم : قال إذا لا نعدم الخير من ربك يضحك. فالمقصود أننا نؤمن بأسماء الله تعالى وصفاته لكن على وجه يليق به سبحانه وتعالى نسأل الله عزوحل ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقتا اجتنابه انه ولي ذلك والقادر عليه الا وصلوا وسلموا على محمد(ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنو صلوا عليه وسلمو تسليما ) اللهم صل على محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم اعز الإسلام والمسلمين اللهم احفظ المسلمين في كل مكان اللهم لاتدع لنا ذنبا الا غفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا مرضا الا شقيته برحمتك ياارحم الراحمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء والاموات يارب العالمين اللهم وفق أولياء أمور المسلمين في كل مكان لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وهييء لهم البطانة الصالحه وابعدهم عن بطانة السوء يارب العالمين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد .