خطبه عن بر الوالدين

عبدالله عوض الأسمري
1443/06/29 - 2022/02/01 21:07PM

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وبعد :ـ

خطبة عن الوالدين

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

ان الله عز وجل جعل بعد حقه سبحانه وتعالى حقوقاً للبشر فجعل للوالدين حقا وللزوجة حقاً والأقارب حقا  وللجار حقا وللمسلمين حقا.

فما هي أعظم هذه الحقوق بعد حق الله تعالى ؟

أن أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى هو حق الوالدين ولذلك فإن الله عز وجل قرن طاعته وعبادته بالإحسان إليهما قال تعالى " وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً " .

وقال تعالى : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً  " وكلمة أف صوت يصدر من العاق ويعني الضجر من والديه او احدهما وهذا يعني أن أكبر من هذا الكلمة عقوق كأن ترفع صوتك عليهما أو شتمهما أو سبهما أو أكبر من ذلك ولا تنهرهما : أي لا تمنعهما بجفاء وحده او تأمرهما في شيء أحباه لا معصية فيه  . وقل لهما قولاً كريما أي قولا لينا لطيفاً أحسن ما تجد عندك من لفظ. " وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة " أي ألن لهما جانبك وتواضع لهما وتذلل لهما .

تذكر أخي المسلم عندما كنت صغيراً من يسهر الليالي لأجل صحتك؟

من كان يوصلك إلى المستشفى في مرضك ؟ من كان يزيل أوساخك ونجاساتك ؟ من كان يجلب لك الطعام ؟ من كان يطبخ لك ؟ نعم أنه إحسان قدمه لك والداك عندما كنت صغيراً فقد آن الأوان أن ترد هذا الإحسان عندما كبرت الآن وأصبحت تعتمد على نفسك فخدمتك لهم ليس فضلاً منك بل رد لجميلهما السابق نحوك.

ثم أعلم أن الأم حقها أكثر :

قال أحد الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله " من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . قال ثم من قال : أمك . قال ثم من قال : أمك قال ثم من قال أبوك " لأن الأم تعبت عليك في الحمل والوضع " حملته كرهاً ووضعته كرهاً " ثم الحضانه والرعايه حتى أصبحت بالغا والوالد ساعدها في التربية والإنفاق ولا يعني هذا عدم الاهتمام بالوالد بل بهما جميعاً لكن الوالده أكثر.

عباد الله إن عقوق الوالدين معجل عقوبتها في الدنيا :

حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلـم " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه " رواه الحاكم وقال صلى الله عليه وسلـم " بابان يعجل عقوبته في الدنيا البغي والعقوق " .

والعاق لا يدخل الجنة " قال صلى الله عليه وسلـم " لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر " أخرجه النسائي و حسنه الألباني.

إن بر الوالدين جهاد في سبيل الله جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلـم يستأذنه في الجهاد قال له: " أحي والداك قال : نعم ، قال :" أرجع ففيها فجاهد " .

ومن الصور البر للوالدين في القرآن الكريم طاعة وبر إسماعيل عليه السلام بوالده إبراهيم عليه الصلاة والسلام  عندما ذكر الله قصتها في القرآن الكريم فقال إبراهيم " يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى " قال يا أبتي أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " انظروا يا شباب الإسلام  وانظروا إلى الابن البار لم يرفض أو يتردد أو يقول دعني أفكر أو شيء من هذا مع أن طلب والده إبراهيم كان ازهاقا لرروح إسماعيل عليها الصلاة والسلام بل استجاب مباشرة لوالده وقال له "أفعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين ".

عباد الله من البر بالوالدين تقديم طلباتهم على أمورك الخاصة ومصالحك فمثلا اذا اراد الوالدين إيصالهما إلى ما يريدون من مستشفى أو سوق أو نحو ذلك فيجب تنفيذ اوامرهما وتقديمها على مصالحك ومشاويرك الخاصه وكذلك لمن كان متزوجا  فإن قدمت رغبة ورضى زوجتك على والديك فهذا عقوق بل يجب تقديم طلبات الوالدين فيما لامعصية فيه  – ويجب الإنفاق عليهما إذا كانا محتاجين فإن رفضت الانفاق وأنت غني فهذا عقوق – وينبغي إسكانهما معك أن كان محتاجين وطلبا منل ذلك فإن اعتذرت لأجل الزوجة أو الأولاد نحو ذلك فهذا عقوق – ولايصح إخراجهما من بيتك أو غيره إلى دار العجزة فهذا من العقوق – ومن البر التذلل في النظر إليهما وعدم حد النظر إليهما أو العبوس لهما  فإن عبست في وجههما أو احتقرتهما أو استهزئت بهما فهذا من العقوق .

نسأل الله السلامة والعافية ، نسأل أن يرزقنا بر الوالدين احياء وامواتا  أقول ما سمعتهم وأستغفروا الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .

 

 

 

 

الخطبه الثانيه عن الوالدين

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد

ما يعانيه كثير من الآباء والأمهات هو دعوة وأمر أبناءهم في الصلاة وعدم طاعة الأبناء أو تجاوبهم مع أباءهم فإنهم قد أخطأوا من جهتين من جهة حق الله أولاً ثم حق الوالدين ثانياً لأن الوالدين يريدون الخير لأولادهم بأمرهم بالصلاة وهو حق الله تعالى فان لم  يستجيبوا لله ثم لم يطيعوا والديهم  فمن هذا حاله من الابناء فعليه أن يراجع نفسه ويخاف الله فإن والديه لم يريدوا له إلا خيرا ويريدون أن ينقذونه من النار " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  "

 ويريد الوالدان بالولد أن يكون معهم في الجنة ولا تكن من أصحاب النار "  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ "

ثم أخيراً فإن الذي توفي والداه أو أحدهما فإن من حقوقهما الدعاء لهما وإنفاذ عهدهما أي وصيتهما والاستغفار لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما .  

  ثم صلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام  محمد فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)

 اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا وامر المسلمين لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 458 | التعليقات 0