خطبه عن الوسطيه والاعتدال

عبدالله عوض الأسمري
1440/08/18 - 2019/04/23 12:31PM

    بسم الله الرحمن الرحيم

                        خطبة عن الوسطية والاعتدال

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً وبعد ..

اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

*فإن دين الإسلام دين الوسطية والاعتدال قال تعالى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) سورة البقرة : 143

فما معني الوسطية في الإسلام أنه الخيار العدل في كل شيء وهو الخيار الأفضل في كل شيء لا إفراط وغلو من جانب ولا تفريط ولا تقصير من الجانب الاخر .

ولذلك فإن الشيطان حريص على الإنسان أن يجعله مغالياً متشدداً في امر إلي درجة أن يخرجه عما أراد الله  أو مقصراً ومضيعاً  في الأمر .

*قال بن القيم رحمه الله  " ما أمر الله عز وجل بأمر إلا والشيطان فيه نزعتان " أما تقصير وتفريط واما إفراط وغلو فلا يبالي بما ظفر من الغبن من الخطيئتين "

 وقد توعد الشيطان لبني ادم فقال ( ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف :17

*من مظاهر الاعتدال والوسطية في الإسلام ما يلي:-

1-في مجال الاعتقاد فهناك من كفر المسلمين بارتكاب الكبائر وجعله مخلداً في النار وتشددوا في تكفير المسلمين وهم الخوارج وذيولهم حالياً هم فرقة داعش  اوغيرهم وقد يأتي غيرهم مستقبلا وهم الذين خرجوا على المسلمين فقتلوا فيهم وكفروهم فهؤلاء عندهم غلو وتشدد في الدين .

وهناك على النقيض فرق كالمرجئة المتهاونين في ارتكاب الكبائر بحجة أنه لا يضر  مع الإيمان كبيرة فتساهلوا في المعاصي وارتكبوا الفواحش .

وأما أهل السنة والجماعة فقد كانوا معتدلين فلم يكفروا أحد من المسلمين ولم يكفروا مرتكبوا الكبائر بل قالوا ينقص إيمانه بقدر معصيته – فهذا الوسط في دين

 الله عز وجل .

2-أيضاً من مظاهر الاعتدال في الإسلام عند أهل السنة الوسطية في العبادة فقد سأل نفر عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم قالوا أنها عبادة  قليلة فقال أحدهم أما أنا أقوم ولا أنام وقال الآخر أما أنا أصوم ولا افطر وقال الآخر أما أنا فلا أتزوج النساء . فلما سمع عنهم النبي صلي الله عليه وسلم قام على المنبر خطيباً وقال " والله أني لأخشاكم لله ولكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه .وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم " أن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا " رواه البخاري .

*عباد الله :

قد يقصر بعض الناس في الصلوات وغيرها من العبادات وتراه لا يصلي الفجر مع الجماعة أو العصر وبعض الصلوات ويقولوا الدين يسر ولا تشددوا على الناس وعليكم  بالوسطيه  ولم يعلم هذا المسكين أن فعله ليس من الوسطية في شيء بل هذا من التقصير في الدين وهو التفريط ,فالوسطية يعني أن نقوم بما أوجب الدين علينا من الأوامر ونترك المحرمات لكن تؤديها كما كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم فلا تزيد على نفسك الى درجة المشقة وفي نفس الوقت لا تقصر في شيء من الواجبات أو ترتكب المحرمات وكانت امرأة تصلي ليلاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان بجانبها خيط معلق فإذا تعبت من القيام أمسكت الحبل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الحبل قال " حلوه ليصلي أحدكم ما أستطاع ثم ليرقد " وكذلك منع بعض الصحابة من الصوم المتواصل.

هذا هو المطلوب منك أخي المسلم أداء الواجبات والزيادة عليها قدر الاستطاعة وترك المحرمات , نسأل الله أن يرزقنا الوسطية في ديننا ودنيانا أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

                           الخطبة الثانية عن الوسطية

الحمد لله والصلاة على محمد     وبعد ...

أعلموا أن من الوسطية إعطاء الحقوق فحق الله عزوجل له الحق الاعظم ورسوله عليه الصلاة والسلام  ثم للوالدين حقوقهم وللزوج حقوقه وللزوجة حقوقها  وللأبناء حقوقهم وللأقارب حقوقهم وللجيران حقوقهم وهكذا وكل ذلك في إطار التوازن والعدل فيجب أن يعطى كل ذي حق حقه بميزان القرآن والسنه وأن لا تكون متعدياً على أحد من المسلمين من قريب أو جار او حتى غير المسلمين بل حتى الحيوان  قال تعالى { وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } البقرة: 190 فالوسطية إعطاء الحقوق لكل صاحب حق وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم سلمان الفارسي عندما نام عند أخيه أبي الدرداء فوجده يقوم الليل من أوله ولا ينام فقال له نم فلما أراد أبي الدرداء قيام الليل  قال لا نم فكلما أراد أبي الدرداء قيام الليل  قال  له سلمان لاتقم  نم  فلما جاء آخر الليل أمره بالقيام ثم لماجاء النهار وجده دائماً يصوم ولا يوانس  أهله في المأكل والمشرب وغيرها فأمره أن يفطر أحياناً حتى  يؤانس أهله فتعجب أبي الدرداء من ذلك وذهب يخبر النبي صلى الله عليه وسلم  فقال عليه الصلاة والسلام  صدق سلمان ثم قال " أن لربك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعطي كل ذي حقاً حقه ". نسأل الله أن يرزقنا الوسطيه والاعتدال في الدين و إعطاء كل ذي حق حقه انه سميع الدعاء

الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 1069 | التعليقات 0