خطبه عن الوالدين

عبدالله عوض الأسمري
1441/02/03 - 2019/10/02 10:50AM

           بسم الله الرحمن الرحيم

 خطبة عن بر الوالدين :

أن رضا الله في رضا الوالدين قال عز وجل : " وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا " النساء 36 . وهذا دليل على ارتباط عبادة الله و بر الوالدين فلا تتحقق عبادة الله في عقوق الوالدين والي هذا يشير النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عمر بن مره الجهني رضي الله عنه ان رجلاً جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والدين ) . رواه أحمد والطبري .

وليس الأمر بالإحسان إلي الوالدين من  خصوصيات هذه الأمة فحسب بل هو أمر الهي متقدم كتبه الله على الأمم التي قبلنا من خص الله بالذكر منهم يحي عليه السلام لأنه كان باراً بوالديه على كبر سنهما , فالبر بالوالدين مع كبرهما أعظم أجراً لأنهما في حاجة رعايتهما وخدمتهما وقد ذكر الله عزوجل عيسى عليه السلام في بره واهتمامه بوالدته فقال " وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا " .

عباد الله : أن الأمر بالإحسان للوالدين عام مطلق ينطوي تحته ما يرضي الابن ومالا يرضيه وبدون امتعاض الابن أو جداله أو مناقشته إلا اذا كان في معصية . فالواجب على الأبناء أن يطيعون والديهم ويعملوا ما يرضيهم حتي وإن كان لا يرضي الأبناء ما دام ذلك داخل في شرع الله أو ما أباح الله عز وجل فقد يظن بعض الأبناء أن البر للوالدين فيما يعجبهم ويوافق رغباتهم فقط والحقيقة خلاف ذلك فالبر يكون فيما يخالف هوى الأبناء وميولهم ولو كان فيما يوافق الأبناء لم يسم ذلك براً وإحساناً وأعلموا أن شروط البر هي :

1-أن يؤثر ويفضل الولد رضا والديه على رضا نفسه ورضا زوجته وغيرهم من الناس .

2-أن يطيعهما في كل شيء يأمرانه أو ينهيان عنه وسواء وافق رغبته أم  لم يوافق رغبته ما لم يأمراه بمعصية الله تعالى .

3-أن يقدم لهما كل ما يرغبان فيه من غير أن يطلباه منه وذلك عن طيب نفس وسرور مع شعور الابن في التقصير في حقهما .

عباد الله : أعلموا أن رضا الوالدين مقدم على رضا الزوجة فمن الناس من يكرم زوجته ويقدمها على والديه وهذا إثم وعقوق للوالدين فقد روى أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر يكرهها فقال لي " طلقها فأبيت فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم  عبد الله بن عمر أن يطلقها وهذا اويس بن عامر من مراد من قرن كان باراً بوالدته وأصابه برص فبري منه إلا موضع درهم كان مستجاب الدعوة لبره بوالدته وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من وجده أن يدعو له لقوله عليه الصلاة والسلام " يأتي عليكم اويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والده هو بها بر لو أقسم على الله لأبٌره فإن استطعت أن يستغفر لك فأفعل " فوجده عمر في خلافته مع وفود اليمن في الحج ودعا لعمر رضي الله عنه وأرضاه مع أن عمر بن الخطاب أفضل منه إلا أن بر أويس بوالدته جعلت له هذه المكانة العظيمة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا بر والدينا والإحسان إليهما أنه ولي ذلك القادر عليه أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

 الخطبة الثانية عن الوالدين

أن بعض الأبناء في هذا الزمان فسدت أخلاقهم وماتت ضمائرهم فأعرضوا عن والديهم فنجدهم يقدمون رغباتهم وهواياتهم على طلبات والديهم فيذهبون لزملاءهم وينفذون طلباتهم ولا ينفذون طلبات والديهم بل ربما يطلب والديهم او أحدهما إيصاله إلي مكان ما فيعتذر ويرفض الابن الطلب ويتذرع ببعض الحجج الواهية وقد لا يوافق إلا إذا رفعت الأم أو الأب الصوت عليه وخاصموه عندئذ يوافق على ما طلب منه وهذا تقصير في حق الوالدين أين ابنهم من إسماعيل عليه السلام عند ما قال له أبوه " يا بني إني أرى في المنام إني أذبحك فأنظر ماذا تري " فكان رد الابن البار أن قال " يا أبتي أفعل ما يؤمر  ستجدني إن شاء الله من الصالحين " مع أنه قبل إزهاق روحه " أن هذا طريق البارين "  

نسأل الله عزوجل ان يصلح ابناءنا وابناء المسلمين وان يرزقهم طاعة الله والبر بوالديهم انه ولي ذلك والقادر . الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 708 | التعليقات 0