خطبه عن الوالدين

عبدالله عوض الأسمري
1440/02/29 - 2018/11/07 10:41AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وبعد :ـ
خطبة عن الوالدين
فإن الله عز وجل جعل بعد حقه سبحانه وتعالى حقوقاً للبشر فجعل للوالدين حقوقاً وللزوجة حقاً والأقارب حقوقا وللجار حقا وللمسلمين حقوقا .
فما هي أعظم هذه الحقوق بعد حق الله تعالى ؟
أن أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى هو حق الوالدين ولذلك فإن الله عز وجل قرن طاعته وعبادته بالإحسان إليهما قال تعالى " وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً " .
وقال تعالى : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً " وكلمة أف صوت يصدر من العاق وتعني الضجر من والديه أو أحدهما فهذا يعني أن أكبر من هذا الكلمة عقوق كأن ترفع صوتك عليهما أو شتمهما أو سبهما أو أكبر من ذلك ولا تنهرهما : أي لا تمنعهما او تأمرهما في شيء أحباه لا معصية فيه . وقل لهما قولاً كريما أي لينا لطيفاً أحسن ما تجد عندك من لفظ. " وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة " أي ألن لهما جانبك وتواضع لهما وتذلل لهما .
تذكر أخي المسلم عندما كنت صغيراً من يسهر الليالي لأجل صحتك؟
من كان يوصلك إلى المستشفى في مرضك ؟ من كان يزيل أوساخك ونجاساتك ؟ من كان يجلب لك الطعام ؟ من كان يطبخ لك ؟ نعم أنه إحسان قدمه لك والداك عندما كنت صغيراً فقد آن الأوان أن ترد هذا الإحسان عندما كبرت الآن وأصبحت تعتمد على نفسك فخدمتك لهم ليس فضلاً منك بلد رد للجميل .
ثم أعلم أن الأم حقها أكثر :
قال أحد الصحابة رضي الله عنهم يا رسول الله " من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . قال ثم من قال : أمك . قال ثم من قال : أمك قال ثم من قال أبوك " لأن الأم تعبت عليك في الحمل والوضع " حملته كرهاً ووضعته كرهاً " ثم التربية والوالد فقط في التربية ولإنفاق ولا يعني هذا عدم الاهتمام بالوالد بل بهما جميعاً لكن الوالده أكثر.
عباد الله إن عقوق الوالدين معجل عقوبتها في الدنيا :
حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلـم " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه " رواه الحاكم وقال صلى الله عليه وسلـم " بابان يعجل عقوبته في الدنيا البغي والعقوق " .
والعاق لا يدخل الجنة " قال صلى الله عليه وسلـم " لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر ، أخرجه النسائي و حسنه الألباني.
إن بر الوالدين جهاد في سبيل الله جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلـم يستأذنه في الجهاد قال له: " أحي والداك قال : نعم ، قال :" أرجع ففيها فجاهد " .
ومن الصور لبر الوالدين في القرآن الكريم طاعة وبر إسماعيل عليه السلام بوالده إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ذكر الله قصتها في القرآن الكريم فقال إبراهيم " يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى " قال يا أبتي أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " انظروا يا شباب الإسلام وانظروا إلى الابن البار لم يرفض أو يتردد أو يقول دعني أفكر أو شيء من هذا مع أنه قتل بل استجاب مباشرة لوالده أفعل ما تؤمر .
عباد الله من البر بالوالدين تقديم طلباتهم على أمورك الخاصة ومصالحك فمثلا اذا اراد الوالدين إيصالهما إلى ما يريدون من مستشفى أو سوق أو نحو ذلك فيجب تنفيذ اوامرهما على مصالحك مشاويرك الخاصه وكذلك لمن كان متزوجا فإن قدمت رغبة ورضى زوجتك على والديك فهذا عقوق – ويجب الإنفاق عليها إذا كانا محتاجين فإن رفضت الانفاق وأنت غني فهذا عقوق – إسكانهما معك أن كان محتاجين وطلبا منل ذلك فإن اعتذرت لأجل الزوجة أو الأولاد نحو ذلك فهذا عقوق – إخراجهما من بيتك أو غيره إلى دار العجزة من العقوق – من البر التذلل في النظر إليهما وعدم حد النظر إليهما أو العبوس لهما فإن عبست في وجههما أو احتقرتهما أو استهزئت بهما فهذا من العقوق .
نسأل الله السلامة والعافية ، نسأل أن يرزقنا بر الوالدين أقول ما سمعتهم وأستغفروا الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم .

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبه الثانيه عن الوالدين
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
ما يعانيه كثير من الآباء والأمهات هو دعوة وأمر أبناءهم في الصلاة وعدم طاعة الأبناء أو تجاوبهم مع أباءهم فإنهم قد أخطأوا من جهتين من جهة حق الله أولاً ثم حق الوالدين ثانياً لأن الوالدين يريدون الخير لأولادهم بأمرهم بالصلاة وهو حق الله تعالى فان لم يستجيبوا لله ثم لم يطيعوا والديهم فمن هذا حاله من الابناء فعليه أن يراجع نفسه ويخاف الله فإن والديه لم يريدوا له إلا خيرا ويريدون أن ينقذونه من النار " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ "
ويريدون أن تكون معهم في الجنة ولا تكن من أصحاب النار " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ "
ثم أخيراً فإن الذي توفي والداه أو أحدهما فإن من حقوقهما الدعاء لهما وإنفاذ عهدهما أي وصيتهما والاستغفار لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما .
عليه ثم صلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام محمد فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم






المشاهدات 2452 | التعليقات 0