خطبه عن الموت

عبدالله عوض الأسمري
1443/02/14 - 2021/09/21 15:26PM

 

                                الخطبه الاولى عن الموت

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

اننا نسمع كل يوم بالموت ونسمع كل يوم بوفاة قريب لنا او جار ومع ذلك فاننا لا نعتبر من كثرة الأموات يقول تعالى " كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور " ال عمران 85

انها الحقيقة الكبرى كل حي سيفنى وكل جديد سيبلى ما هي الا لحظة واحدة في مثل غمضة العين او لمحة البصر تخرج فيها الروح الي بارئها فاذا بالعبد في عداد الأموات ذهب العمر يا اسير الشهوات والمعاصي والاثام وتقصير في أداء الصلوات وبقية الأوامر التي امر بها الشارع الكريم

عباد الله  /  وفي غفله مع أمور الدنيا ونفاجأ باتصال هاتفي او رساله او غير ذلك بان فلانا قد مات وقد كان في كامل صحته وعافيته انها موت الفجاة تكثر في اخر الزمن يقول صلى الله عليه وسلم "من اقتراب الساعه ان يرى الهلال قبلا ( أي كبيرا) فيقال لليلتين وان تتخذ المساجد طرقا وان تظهر موت الفجاة " رواه الطبراني وحسنه الالباني .

فعجبا لنا كيف نتجرأ على الله وارواحنا بيده روى ان ملك الموت دخل على داود  عليه السلام فقال داود من انت ؟ فقال انا من لا يهاب الملوك ولا تمنع منه القصور ولا يقبل الرشوة قال : فاذا انت ملك الموت قال : نعم قال اتيتني ولم استعد بعد قال : يادواد اين فلان قريبك واين فلان جارك قال : ماتوا قال : اما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد للموت

نؤمل امالا ونرجو نتاجها

                                   والموت مما  نرجية اقرب

الى الله نشكو قسوة في قلوبنا

                                وفي كل يوم واعظ الموت يندب

الي الله نشكو قسوة قد عمت وغفله قد طمت واياما قد طويت اضعناها في المغريات وقتلناها بالشهوات كم قريب دفناه وكم حبيب ودعناه ثم نفضنا التراب من أيدينا وعدنا الى دنيانا لنغرق في ملذاتها بل ربما ترى بعض المشيعين يضحكون ويمزح بعضهم على بعض أيام العزاء لا ياخذون من مجلس العزاء والمقبرة عبرة وعظه وكان عثمان بن عفان رضى الله عنه يبكي عند القبر حتى تبتل لحيته ويقول ان رسول الله صلى الله على وسلم يقول "( ان القبر اول منازل الاخره فان نجا منه فما بعد ايسر منه وان لم ينج فما بعده أشد منه  وقال صلى الله عليه وسلم مارأيت منظر قط الا والقبر افضع منه ) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الالباني وقد قيل من اكثر ذكر الموت اكرم بثلاثة تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط في العبادة ومن نسي الموت عوقب بثلاثة تسويف التوبه وترك الرضا بالكفاف والتكاسل عن العباده واعلموا ان تذكر الموت لا يعني كثرة الحزن وطول البكاء مع الاستمرار في التقصير في أوامر الدين بل تذكر الموت يعني الاهتمام بتوحيد الله وعدم الاشراك به والاهتمام بالصلوات جماعه مع المسلمين والاهتمام بحقوق الناس وارجاع الحقوق الى أصحابها وان تكون جاهزا للموت في أي وقت يفاجئك ولا نكن كالذين قالوا بعد الموت  " حتى اذا جاء احدهم الموت قال  رب ارجعون لعلي اعمل صالحاً فيما تركت كلا انها كلمه هو قائلها ومن وراءهم برزخ الى يوم يبعثون " 99 , 100 المؤمنون

 نسال الله ان يجعلنا من المعتبرين من الموت وان يصلح اعمالنا ويغفر ذنوبنا ولا يؤاخذ ان نسينا او اخطانا انه ولي ذلك والقادر عليه اقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

 

 

 

                       الخطية الثانية  عن الموت

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه وسلم

كفى بالموت واعظا ولو كان الامر سينتهي لهان الامر لكنه مع شدئة هو اهون مما يليه من القير وظلمته  ثم الوقوف في عرصات يوم القيامه حفاة عراة غرلا ولا ندري هل نكون من أصحاب الجنة ام أصحاب النار هل نأخذ كتبنا باليمين ام اليسار هل نجتاز الصراط ام نسقط في النار  انها أمور عظيمه وخطيره أمامنا  نسأل

الله السلامه منها وعلينا ان تستعد لهذه المهام العصيبة ولا يكون الاستعداد للموت وما وراءه الا  برحمة

الله اولا ثم باداء الأوامر واجتناب النواهي وأداء الحقوق والواجبات بقدر ما نستطيع وتزك المحرمات وعدم الاعتداء على حقوق الناس نسال الله ان يوفقنا للتوبة النصوح والعمل الصالح ونسأل الله ان يرينا الحق ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه انه ولي ذلك والقادر عليه الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا وأمور المسلمين لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 1189 | التعليقات 0