خطبه عن المعاصي

عبدالله عوض الأسمري
1441/06/10 - 2020/02/04 10:23AM

                                                                                              بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد

أن المعصية بدأت بمعصية الشيطان لما أمره الله بالسجود لأبونا آدم تشريفاً لآدم فأبى وأستكبر ثم عصي آدم عندما أكل من الشجرة لكن

الله عز وجل أوحى إليه بكلمات فقالها فتاب الله عليه وهي " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ولهذا يجب علينا التوبة عند المعصية واقتداءً بأبونا آدم حيث تاب وأمنا حواء عندما عصيا الله عز وجل .لأن المنكر قد يستفحل أحيانا فيعلن المنكر ويظهر على سبيل المحادة لله عزوجل وهنا يقع الخطر وتعظم البلية وتكبر المسئولية على الجميع فمن أنكر نجا ومن سكت هلك مع الهالكين فإذا كثير الخبث وسكت الناس عن الإنكار صاروا شركاء مع أهل المعصية والإثم ولو لم يفعلون , فالحذر الحذر من المنكرات وانتشارها والسكوت وعدم الإنكار أو الرضي بها .

عباد الله :

أن في قصص الأنبياء عبرة للمعتبرين قال الله تعالى : { فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنه من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } .

ومن العبر المستفادة من قصة نبي الله صالح عليه السلام وقومه ثمود حيث تآمر مجموعه من قوم صالح على قتل الناقة و قتل صالح عليه السلام ولم ينكروا عليهم قومهم  فلما نزلت العقوبة عمتهم جميعاً لأنهم سكتوا عن المنكر ولهذا قال تعالى :

{ فعقروها } مع أن العاقر واحد منهم لكن الراضي والساكت كالفاعل لذا فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام الأمان في المجتمع لأنه يمنع المنكرات  او على الأقل يخفف عنها وقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها قالت : زينب بنت جحش : يا رسول الله , أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال " نعم إذا كثر الخبث "

وأخرج أبو داود في سننه .قال أبو بكر رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه : يا أيها الناس أنكم تقرؤن هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها :-" عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " المائدة 105 .وأنا سمعنا النبي صلى الله نعليه وسلم يقول " أن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله  بعقاب " وقال : وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا ألا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب " اذاً فإن للمجتمع دور كبير في الإصلاح ومتى تخلى عنه استحق الهلاك لأن المجتمع شريك أصيل من المعصية بالنهي أو السكوت ويعظم الدور على أهل العلم وأهل الحل والولاة قال تعالى :-

" لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم  الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون "  .

عباد الله /

نحن جميعا في سفينة فإذا حافظنا عليها نجونا من الغرق وإذا تركنا بعضاً يخرم في أسفلها غرقنا جميعاً وهذا ما أشار إليه النبي صلى

الله عليه وسلم إذ ثبت عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من  فوقنا فان تركوهم وماارادوا هلكوا جميعا وان  أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً " رواه البخاري

نعوذ بالله من المعاصي ماظهر منها وما بطن اقول ماسمعتم ونستغفر الله من الذنوب والمعاصي فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم 

                                                                                         الخطبه الثانيه عن المعصيه 

الحمد لله

والصلاة والسلام على محمد :

أن المعصية لم تظهر في قوم إلا وقد استحقوا العقوبة من الله تعالى ومن أثار المعاصي أن الناس يُحرمون الرزق ويعم البلاء وغلاء الأسعار وتنتشر الأمراض وماذا لك إلا بما كسبت أيديهم  " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " .

لذا فإن المعاصي نذير  شؤم

علي المجتمعات والأفراد وأعلموا أن صلاح البلاد والعباد إنما يكون بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الرضا بالمنكرات من الغناء والمجون والحفلات المخالفة لشرع الله عز وجل .

لذا علينا الإنكار بقلوبنا وعدم الرضيى بهذه المهرجانات المخالفة في أي مكان ومنع أهل بيوتنا وأقاربنا الذهاب إليها وإنكارها بقد الاستطاعة

.نسأل الله ان يقينا شر المعاصي وان يرزقنا انكارها يقدر الاستطاعه وان يوفقنا لعمل الصالحات انه سميع الدعاء 

الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

     

المشاهدات 653 | التعليقات 0