خطبه عن القلب

عبدالله عوض الأسمري
1440/06/14 - 2019/02/19 08:24AM

                             بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عن القلب

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وبعد ..

اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

سوف يكون الحديث عن حياة القلوب , وما أدراكم ما هذا القلب الذي أهتم به الإسلام , هذا العضو الخطير وهذه المضغه الصغيرة التي أن صلحت صلح الجسد كله وأن فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب .

عباد الله

 ينتاب القلب أمراض حسيه وأمراض معنوية والأمراض الحسيه تنتهي بالموت أما الأمراض المعنوية لا تنتهي بالموت بل مستمره مع الإنسان يوم القيامة ومن امراض القلوب الشرك والكفر والنفاق والشهوات والحسد والغل وغيرها من الأمراض التي تخالف الدين والحق لذلك لابد أن تهتم بهذا القلب لأنه موضع نظر الرب عز وجل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أن الله تعالى لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .

*فالله عز وجل لا ينظر الي كم رصيدك أو ما هو منصبك أوقبيلتك او أخوانك أو أبناءك ولكن ينظر إلي قلبك وما فيه من إيمان وتقوى لله عز وجل وما فيه من نفاق وحسد وحقد على المسلمين .

*أيها المسلمون هناك من الناس من يدعي أن الإيمان في القلب لكن نجده يرتكب المعاصي ولا يـأتي إلي الصلوات في المساجد ويدعي أن قلبه سليم وهذا إدعاءً كاذب لان علامة صحة القلب أن يظهر علي ظاهره وعلي جوارحه فعلامة صحة القلب أن تجده يطبق ما أمر الله عز وجل من صلوات في المساجد ويبتعد عن المحرمات فهذا علامة من علامات صحة القلب ودليل ذلك حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " . روه البخاري ومسلم .  ولذلك إذا كان القلب سليماً فإن العين لا ترى إلا حلالاً والأذن لا يسمع إلا حلالاً واللسان لا يتكلم إلا في خيرا والأيدي لا تستعمل إلا في مباحاً والأرجل لا تمشي إلا في خيراً وأما إذا كان القلب فاسداً فإن العين غالباً تنظر إلي الحرام من نساء المسلمين وغيرهم اوقنوات محرمه والأذن  تسمع حراماً من غيبة ونميمة وغناء وغير ذلك واللسان تجده يتكلم غالباً فيما حرم الله عز وجل من غيبة ونميمة وسب وشتم ربما أوقعته في كبائر الذنوب والمعاصي .

*عباد الله

إن المعاصي تعرض على القلوب فعلي المسلم أن يرفضها بقلبه فيما يشاهد أو يسمع من أشياء محرمه وأن يكره هذا الأمر المحرم عند مشاهدته وإذا قبلها وأستمر في مشاهدة الكبائر فإن قلبه سوف يزيد سواداً ففي الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها (أي قبلها ) نكت في قلبه نكتة سوداء واي قلب انكرها (أي كرهها ورفضها)نكتت فيه نكتة بيضاء حتي تعود القلوب علي قلبين , قلب أسود كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب في هواه وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض " رواه مسلم .

*ثم أعلموا أيها المسلمون أن القلوب كلما كانت سليمه كان الإقبال على الأعمال أفضل فقد تجد شخصاً يصلي وهو مقبل بقلبه على الصلاة فهو لا يفكر في أمور الدنيا ولا يجد الشيطان طريقه إلي قلبه من شدة حرصه على صلاته وشخص آخر سارح في صلاته قد وسوس في قلبه الشيطان فلا يدري كم صلى وثبت في الحديث عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : " ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليها بقلبه ألا وجبت له الجنة " رواه مسلم .

ولذلك العبرة بأعمال القلوب لا بأعمال الجوارح قال الله عز وجل :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) سورة تبارك :2  ولم يقل أكثر عملاً ولهذا كان الصالحون من هذه الآية لا يهتمون بكثرة العمل بل يهتمون بحسن العمل أي التأني والإتقان في الأعمال الصالحة .

نسأل الله عز وجل أن يصلح قلوبنا وأن يجعلها سليمة وأن يجعلها خالصة له سبحانه وتعالي ونعوذ بالله  من أمراض القلوب وفسادها أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية تابع عن القلب

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وبعد ...

ينبغي أن نتهتم بهذا القلب الذي في صدورنا فصاحب القلب السليم هو الناجي يوم القيامة قال الله عز وجل : (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ  إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء الآية : 87 ، 88

وهناك علامات للقلب السليم ومنها أنه يحب الله ورسوله ويحب الطاعات ويكره الكفر ولا يحمل الحقد والحسد والغل للمسلمين بل يحب لأخيه ما يحب لنفسه وصاحب القلب السليم دائما ذاكراً لله عز وجل وإذا فاتته طاعة من الطاعات أو عبادة من العبادات تألم لذلك وتحسر كثيراً وصاحب القلب السليم إذا عرضت عليه الشهوات والمعاصي فأنه ينفر منها ويبغضها ولا يقع فيها ولا ينظر إليها وصاحب القلب السليم يصبح ويمسي وليس له هم إلا رضى الله عزول عز وجل.

نسأل الله عز وجل أن يجعل قلوبنا سليمة وأن يرضى عنا سبحانه وتعالى.

الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين واقم الصلاة.

المشاهدات 1139 | التعليقات 0