خطبه عن الصحابي الجليل طلحه بن عبيد الله رضي الله عنه وارضاه
عبدالله عوض الأسمري
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عن الصحابي الجليل/ طلحة بن عبيد الله
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
نتكلم اليوم عن أحد العشرة المبشرين بالجنة , ألا هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي ويعرف بطلحة الخير وطلحة الفياض لكرمة وجوده وكان شجاعاً فارساً شهد المعارك كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا غزوة بدر حيث أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليتحري قريش وكان من السابقين للإسلام فهو أحد الثمانية الذين سبقوا إلي الإسلام على يد أبي بكر رضي الله عنه .
-كان طلحة ابيض الوجه وفيه حمرة , مربوع القامة إلي القصر أقرب واسع الصدر عريض المنكبين ضخم القدمين .
-عندما أسلم لقي أذي شديداً هو وأبو بكر حيث أخذهما نوفل بن خويلد فشدهما في حبل واحد وكان يعذبهما عذاباً شديداً ولم يمنعهما ذلك من الثبات على الإسلام .
-كان لطلحة رضي الله عنه موقف بطولي في غزوة أحد حيث دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمنع النبال أن تصل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فيجعل جسمه أمام النبال ويمنع السيوف أن تصل إلي النبي صلى الله عليه وسلم .
-فكان حائلاً بين المشركين حتى لا يصلوا إلى النبي عليه والصلاة والسلام مما أدى إلي قطع أصابعه وشلت يده , فقد روى البخاري في صحيحه من حديث قيس بن أبي حازم قال " رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلا يوم احد وهو يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد كسرت رباعيته وسال الدم على وجهه فجعل طلحة يكرُ على المشركين حتى يدفعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينقلب إلي النبي ليرقي به الجبل " .
وروي الترمذي في سننه من حديث الزبير رضي الله عنه قال " كان على رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم أحد درعان فنهض إلي صخرة فلم يستطع ( من الثقل والإعياء ) فاقعد تحت طلحة وحمله وصعد بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة " فقال النبي عليه الصلاة والسلام لطلحة " أوجب طلحة " أي وجبت له الجنة .
-إذاً أنظروا ماذا قدم طلحة يوم أحد , دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يروي أنه كان في جسمه بضع وسبعين ضربة من الرماح والسيوف والنبال , ولما رأى المشركون سيهجمون على النبي عليه الصلاة والسلام حمله على كتفه حتى رفعه ووضعه على صخرة في الجبل حتى يحمي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أن أبا أبكر رضي الله عنه إذ ذكر يوم أحد قال ذاك يوم طلحة لما قدمه طلحة رضي الله عنه في ذلك اليوم .
-ومن صفاته رضي الله عنه الكرم والإنفاق والبذل حتى سمي طلحة الخير حتى أنه جاءه مبلغ سبعمائة ألف درهم ليلة فجاء الصباح فأنفقها وتصدق بها إلا شيئاً قليلاً لأهله . ومن فضائله العظيمة : ما رواه الترمذي وسنته من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " ومن سره أن ينظر إلي رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلي طلحة بن عبد الله " .
-هذا وقد قتل رضي الله عنه في معركة الجمل عام 36 حيث رمي بسهم فجعل الدم ينزف منه حتى مات فرضي الله عنه وجمعنا به في جنات النعيم أقول ما سمعت واستغفر الله التعظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية عن طلحة
سمعنا شيئاً عن سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة كيف كان شجاعاً مدافعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد حتى أنها شلت يده وحمله للنبي صلى الله عليه وسلم حتى وضعه على صخرة بعيداً عن المشركين بالإضافة إلي كرمه وسخاءه وجوده رضي الله عنه وأرضاه فعلينا أن نقتدي بهؤلاء القدوات في دفاعهم عن الدين وصبرهم في سبيل الله لرفع دينهم نسأل الله أن يرزقنا الإقتداء برسول الله وصحبه الكرام وفقنا الله لما يرضيه الا وصلوا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم