خطبه عن الجار
عبدالله عوض الأسمري
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة حق الجار
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً وبعد ..
اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
فإن الجار له مكانه في الإسلام حتى وإن كان كافراً , فأهتم الإسلام بالجار ودعى إلي الإحسان إليه وحرم إيذاءه وللعلماء وأقوال كثيرة في تعريف الجار فقيل أن حد الجوار اربعين بيتا من كل جانب وقيل عشرة وقيل من سمع النداء أي الآذان فهو جار وقيل من يجمعهم مسجد واحد والأقرب في ذلك كله أنه يرجع إلي العرف فما ذكر الناس أنه جار بحكم قربه منك فهو جار وما ذكر الناس أنه ليس بجارك بحكم بعده عنك فهو ليس بجارك .
*أنواع الجيران ثلاثة
1-جار له ثلاثة حقوق وهو الجار المسلم ذي القربى فله حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابه.
2-وجار له حقان , هو الجار المسلم الذي لا تربطك معه قربى فله حق الجوار وحق الإسلام
3-وجار له حق واحد وهو الجار الكافر فله حق الجوار فقط
وللجيران حقوق أهمها :
1-الإحسان إلي الجيران فقد أمر الله سبحانه وتعالى بذلك في كتابه فقال { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا } سورة النساء آية 36
وفي الحديث في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلي جاره " وأيضاً قال صل الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" رواه البخاري .
ومن الإحسان بالجار عدم مقاطعته أو هجره بل يجب أن تواصله وتحسن إليه بما تستطيع من القول والفعل وأن تحب له ما تحب لنفسك فقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يجب لنفسه " رواه البخاري .
وهذا تأكيد لحق الجار وأن الذي لا يحب لجاره ما يحب لنفسه من الخير فإنه ناقص الإيمان وحتى النساء الجارات يجب أن يكون الإحسان بينهن كالرجال وأن تعطي أحداهن ما تحتاجه جارتها الأخرى ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة" أي لتعطي كل جارة جارتها ما تحتاجه أو تهديه لها .
2-احتمال الأذى من الجار فقد يلقى جار من جاره أذى من كلام أو فعل سوء في نفسه أو أهل بيته فعليه أن يصبر على جاره وأن يتحمل أذاه والصبر على أذى الجار من أفضل الأخلاق وأعلى الشيم فقدوتنا محمد صل الله عليه وسلم فقد صبر على جاره اليهودي وغيره الذي يؤذونه بالأذى ويضعونها أمام منزله فلا يرد عليهم بالمثل بل يصبر عليهم ولا يؤذويهم فيجب أن تتحمل أذى الجار ولك أجراً في صبرك وعليه أثم في الأذى فقد روى أن امرأة كانت تصلي وتصوم وتقوم الليل لكن تؤذي جيرانها فقال عنها النبي صلي الله عليه وسلم " هي من أهل النار " فما عليك إلا الصبر .
3-ومن حق الجار كف الأذى عنه ففي صحيح البخاري أن النبي صل الله عليه وسلم قال " والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يارسول الله قال من لايأمن جاره بوائقه وقال " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره " رواه مسلم .
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لحسن الجوار مع جيراننا إتباعا لأمر الله ورسوله صل الله عليه وسلم . أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية تابع حق الجار
الحمد لله والصلاة علي محمد وبعد ..
فقد سمعنا حقوق الجار ومكانة الجار في الإسلام حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اوصاني جبريل بالجار حتى ظنت أنه سيورثه " وما ذلك إلا لمكانة الجار وتزداد مكانته كلما كان من ذوي القربى لك أو الملاصقين لمنزلك فعلينا بالاحسان للجيران وتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدتهم وعونهم في كل ما يحتاجونه ونوصي أهلنا بذلك وأن نكف الأذى عنهم وأولادنا وأهل بيتنا وفي نفس الوقت ان حصل منهم أذى نصبر عليه وأن نعفو عنهم ونسامحهم فهذا من الدين ولنا بذلك الأجر عند الله تعالى وأن لا نقاطعهم ونهجرهم لأجل أمور الدنيا فكلنا إلى زوال وسيحاسب المقصر مع جاره وسيثاب المحسن مع جاره وفقنا الله وإياكم لحسن الجوار .
الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ووالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.