خطبه عن الايمان بالملائكه

عبدالله عوض الأسمري
1442/12/09 - 2021/07/19 20:22PM

                     خطبة عن الايمان بالملائكة

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

فإن الحديث في هذه الخطبة عن الركن الثاني من أركان الإيمان الستة ألا وهو الايمان بالملائكة والايمان بهم  يجب من حيث أربع امور وهي:

1-     الايمان بوجودهم واسماءهم وأعمالهم وأوصافهم وهو من أركان الايمان ولا يجحد في ذلك إلا ملحد أو مكابر لوجود نصوص كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية قال تعالى " ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلاً بعيداً) النساء 136. ولتعلم أن أعداد الملائكة كثيرة جداً حيث يدخل البيت المعمور الذي في السماء السابعة كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون اليه كما أخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عندما صعد إلى السماء فياترى كم دخل هذا البيت من الملائكه منذ ان خلق الله الدنيا ممايدل على كثرة الملائكه وقال صلى الله عليه وسلم  ( اني ارى مالاترون وأسمع مالا تسمعون أطت  السماء وحقها لها  ان تئط  مافيها موضع اربع أصابع الا وملك واضع جبهته

لله  ساجدا والله لو تعلمون ماأعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وماتلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى

الله  ) رواه الترمذي وقال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم " يؤتى بجنهم يومئذ لها سبعون ملك زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " وعددهم ما يقارب أربعة ألاف وسبعمائة مليون ملك (هذا خلق الله فارون ماذا الذي خلق الذي دونه بل الظالمون في ضلال مبين) لقمان 11.

2- الايمان بأسمائهم ومنهم من علمنا الله بأسمائهم كجبريل عليه السلام الموكل بالوحي " قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين  "  البقره 97 وهو من اجل واشرف الملائكة وميكائيل المسؤول عن انزال المطر وانبات النبات ومعه ملائكة يسوقون  الرياح والسحاب كما يشاء الله تعالى " الم  ترى أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار يقلب

الله الليل والنهار أن في ذلك لعبرة لأولى الابصار"  النور 43 ومنهم مالك خازن النار " ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون" الزخرف 77 قال ابن عباس رضي الله عنه مكثوا أهل النار ينادونه فلا يرد عليهم الا بعد الف عام ويقول لهم انكم ماكثون وصورته كريهه ولم يضحك قط منذ أن خلق الله النار ومنهم رضوان خازن الجنة ومنهم اسرافيل المسؤل عن نفخ الصور أما اوصاف الملائكة عليه السلام فلهم اجنحة مثنى وثلاث ورباع فهم مخلوقين من نور كما أخبر عليه الصلاة والسلام قال ( خلق الله الملائكة من نور وخلق الجان من  مارج من نار وخلق ادم مماوصف لكم ) أي من طين رواه مسلم وأعظم الله خلقهم حيث  ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ستمائة جناح كل جناح قد سد الأفق وقد أدخل جبريل احد اجنحته تحت قرى قوم  لوط الخمس ثم رفعها إلى السماء ثم قلبها فما بالكم بحملة العرش قال صلى الله عليه وسلم " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة

الله من حملة العرش مابين شحمة اذنيه وعاتيقه مسيرة سبعمائة عام "  صححه الالباني فتفكروا عباد الله في هذه المخلوقات العظيمه فأين نسبة خلقنا منهم انها مخلوقات عظيمه ومع ذلك فهم خاضعون لله خائفون من الله  ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون ) النحل 50 فهل نحن نعظم الله ونخاف من الله( وماقدروا

 الله  حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامه والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) الزمر 67 نسأل الله ان يجعلنا من المعظمين لله العاملين بشرعه الخائفين منه اقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

 

                                الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد صلى الله عليه واله وصحبه أجمعين

فان الملائكة كما ذكرت مخلوقين من نور ولا يوصفون بالذكورية ولا الانوثة ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتزواجون ولا يملون ولا يتعبون " يسبحون الليل والنهار وهم لايسأمون "فصلت 38 ما ينبغي أن نؤكد عليه في الخطبة هو وجوب الايمان بالملائكة ووجودهم وأسماءهم وأعمالهم وغير ذلك  مما وصفهم الله في القرآن الكريم اوالسنة المطهرة من غير تشبيه أو تكييف ومن يكفر بهم فقد كفر بركنا من أركان الايمان وقد ضل ضلالا بعيداً.

وما ينبغي الخوف منه من الملائكة الرقيب والعتيد والحفظة لما تعمل أو تقول   فانهم يسجلون عليك اعمالك خيرا او شرا   " وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"  ق 18 وهناك منهم من يحفظ المؤمن من أي مكروه ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ) نسأل الله ان يحفظنا بحفظه وان يجعلنا ممن يسمع القول فيتبع احسنه الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا وامور المسلمين لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

 

 

 

 

 

المشاهدات 518 | التعليقات 0