خطبه عن اسم الله اللطيف

عبدالله عوض الأسمري
1440/11/13 - 2019/07/16 22:46PM

                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عن أسم الله اللطيف :

نعيش اليوم في تدبر وفهم لاسم الله تعالى ( اللطيف) والذي ثبت في كتابه وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم فقال تعالى " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "  الملك 14 .

ومن معاني اللطيف الرفيق والرحيم أي أنه يرفق بعباده ويرحمهم سبحانه وتعالى فهو يلطف بهم في أرزاقهم حتى وان كانوا كفاراً ويسوق لهم الرزق من حيث لا يشعرون , ومن لطفه أنه رعاك وحفظك منذ أتيت نطفة فعلقة فمضغة في بطن أمك حتى جئت إلي هذه الحياة ثم هيئ لك أماً وأباً يرعاك أو أحداً حتى أصبحت بالغاُ فكبيراً وهيئ لك عملاً أو وظيفة مناسبة وأعطاك زوجة وربما رزقك بأولاد كل هذا لطف من الله عز وجل وأهم من هذا كله أنه لطيف بك فجعلك مسلماً مؤمناً به سبحانه وتعالى حتى يكون مصيرك الى الجنة ولم يجعلك كافراً يكون مصيرك إلي النار كل هذا لطف من الله عز وجل فهو الذي يخرج عباده من الظلمات إلي النور ومن الجهل والمعاصي والبدع إلي التوبة والعمل الصالح قال سبحانه وتعالى

 " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور " البقرة 258 .

عباد الله : من لطف الله عز وجل أنه يصرف عنك ما يظنه الإنسان خيراً له ولكن يعلم الله أنه شرلك فقد يصرف عنك سفرا الى مدينه او دولة معينه لطفاً بك لعلمه أنه سيحدث له في سفرك شراً لك ومن لطفه أنه قد يصرف عنك مشروعاً تجارياً أو عملاً ما أو أي شيئاً تراه مناسباً ويعلم الله أنه شراً لك فعليك أن تثق في تدبير الله عز وجل وعقلك مهما كان فهو محدود وعلم الله عز وجل أعلم بالحاضر والمستقبل وما يصلح لك

وما يضرك ومن لطف الله عز وجل أنه أحياناً قد يبتليك ببعض الأمراض والمشاكل في نفسك وأهلك أو غيرها حتى يزيد من صبرك وبالتالي زيادة في أجرك وتكفيراً لذنوبك ولننظر إلي المعاناة التي عاناها نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام مع أخوته عندما حرموه من البقاء مع أبويه وأرادوا قتله فلطف الله به ولم يقتلوه  وقدر أن يتفقوا أن على ان  يجعلوه في البئر فلم يضع في الصحراء ثم لطف الله به وأخذوه المسافرون وحفظوه معهم حتى باعوه في مصر ثم لطف الله به وأصبح رفيقاً خادماً في بيت العزيز ثم نجاه الله من جريمة الزنا من امرأة العزيز وابتلاه الله بعد ذلك بالسجن عدة سنوات حفاظاً على دينه ثم ساق الله له شخصاً كان مسجون معه ليعبر له رؤيا الملك وخرج من السجن وأصبح وزيراً في مصر وجمع الله له أبويه وأخوته وهم نادمون على فعلهم وخطأهم معه كل ذلك لطفاً من الله عز وجل حتى قال يوسف عليه الصلاة والسلام بعد اجتماع العائلة " أن ربي لطيف لما يشاء أنه هو العليم الحكيم " يوسف 100 .

عباد الله : من لطف الله عز وجل أن يعطي العبد من الأولاد والأموال والأزواج ما تقر به عينه في الدنيا ومن لطفه بعبده المؤمن الضعيف في إيمانه أنه يعافيه من مرضه أو من أي ابتلاءات اخرى كالفقر او عدم الانجاب او غير ذلك فيتفضل الله عليه ويحقق له مايريد لطفا منه سبحانه وتعالى  كما أن من لطفه صلاح المؤمن في دينه وصلاح أبناءه وأهل بيته ومن لطفه معرفته بما يجول في خاطرك وصدرك ثم يحققها لك بالأسباب التي تفعلها فلولا الله لما تحقق لك ما تريد لكن لطف الله عز وجل هو الذي حقق لك ما تريد نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإيمان بلطف

 الله عز وجل لنا ورحمته بنا وكرمه سبحانه وتعالى أنه ولي ذلك والقادر عليه وأقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم أنه هو الغفور الرحيم .

 

 

 

 الخطبة الثانية عن اسم الله اللطيف

عرفنا أيها المسلمون أن اسم الله اللطيف وأنه يعني أن الله يعلم دقائق الأمور وما في الصدور ويحققها  لك أن  كانت خيراً  وأنه يحسن إلي عباده من حيث لا يحتسبون فإذا يسر الله لعبده طريق الإسلام والإيمان فقد لطف به وإذا رزقه بترك المعاصي فقد لطف به وان رزقه الاهتمام بالصلوات جماعة مع المسلمين وان فقهه في الدين وأركان  فقد لطف به وإذا دفع عنه السوء والمكروه فقد لطف به وإذا نجاه من المرض أو حادث أو خلاف ذلك فقد لطف به فعلينا أن نؤمن بلطف الله لنا ونؤمن ونثق به سبحانه وتعالي في كل الأقدار التي تحصل لنا من خير أو شر ولنعلم أنها من لطف الله  نسأل الله عز وجل أن يلطف بنا في كل الأمور أنه هو اللطيف الخبير .

 الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

 

 

المشاهدات 715 | التعليقات 0