خطبه عن اسم الله الرزاق

عبدالله عوض الأسمري
1441/02/29 - 2019/10/28 13:21PM

       بسم الله الرحمن الرحيم

                     خطبه عن اسم الله الرزاق

من أسماء الله عز وجل الرزاق قال الله عز وجل هو الرزاق ذو القوة المتين " وقال تعالي { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } ومعنى الرزاق أي المتكفل بارزاق العباد وجميع المخلوقات ورزق الله ينقسم إلي قسمين :

الأول : الرزق العام ويشمل البر والفاجر والمسلم والكافر وكل دابة وهذا رزق الأبدان  " وما من دابة إلا على الله رزقها " فقد تكفل سبحانه بقوتها ويسر لها أسباب الرزق فتأمل كيف يرزق الله الجنين في بطن أمه من خلال الحبل السري الذي يوصل إليه الرزق ويحفظ قوته وحياته , تأمل أخي المسلم كيف يرزق الله الثعبان في جحره وكيف يرزق الطير في وكره والسمك في بحره والنمل في جحره , تأمل كيف يرزق الله عز وجل التمساح وهو الحيوان الضخم الذي يأكل بعض الحيوانات الكبيرة بشراهة وتوحش ومع ذلك كله فان العصفور الصغير يدخل فم التمساح ويأخذ بقايا الطعام من بين أسنانه ليقتات بها والتمساح يدعه يدخل ويخرج ولا يعترضه , فتأمل كيف أن الله تعالى بلطفه وحكمته جعل رزق هذا الطائر الصغير من بين أسنان هذا التمساح الضخم ان هذا عبرة التمساح يغفر فاه لكي تأتي الطيور تنظف ما بين أسنانه من الطعام و الطيور تأكل رزقها الذي تكفل الله به فلا إله إلا الله خير الرازقين .

عباد الله قال الله في الحديث القدسي : -

" يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم " أي أدعوني في طلب الرزق ومن الدعاء المأثور " اللهم أغفر لي وارحمني وعافني وارزقني " والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل بل المسلم مأمور بالأخذ بالأسباب فالطير تغدو خماصاً   

أي جياعاً في الصباح وتروح بطاناً لأنها توكلت على الله ففي الحديث " لو أنكم تتوكلون على الله حتى توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً " رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .

ورزق الله العام لكل المخلوقات ويشمل حتى الكافر وربما بعض الكفار كما يلاحظ أكثر من المسلمين رزقاً في أمور الدنيا لكن هذا لا يعني أن الله يحبهم وراضي عنهم لأن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب أما الدين الأهم وبه سعادة الدارين لا يعطيه الله عز وجل إلا من يحب فقد ثبت في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " أن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه "  

فنسأل الله عز وجل أن يحبنا وأن يؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ويقينا عذاب النار كما نسأله أن يرزقنا التوكل عليه سبحانه والاعتماد عليه حق الاعتماد ويرزقنا اليقين ,كما ينبغى للمسلم ان لايعلق قلبه بالاسباب التي يأخذ منها راتبه او أي رزقه كالوظائف او الشركات التي يعمل فيها او البنوك او الصرافات التي يسحب منه ماله بل فان المسلم قد يدخل في الشرك الاصغر بل عليه ان يوقن ان الله عزوجل هيأ له هذه الاسباب ولولا الله لما تهيأت تلك الوظيفه او ذلك العمل فلا نعلق قلوبنا الا بالله دائما ولنوقن أن الأرزاق بيد الله وليست بيد البشر ,نسأل الله ان يجعلنا ممن يسمع القول فيتبع احسنه انه ولي ذلك والقادر عليه

اقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

                              الخطبة الثانية  

                          عن اسم الله الرزاق :

ذكرنا في الخطبة الأولى القسم الأول من رزق الله وهو رزق الأبدان لجميع المخلوقات , المسلم والكافر والدواب وغيرها .

أما القسم الثاني من رزق الله عز وجل وهو الأهم وهو رزق خاص هو رزق القلوب بالإيمان والعمل الصالح فهذا فيه سعادة الدنيا والآخرة وهذا الرزق لا يعطيه الله إلا من يشاء من عباده وقد أخرج الشيخين البخاري ومسلم عن أبن مسعود رضي الله عنه " أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون مثل ذلك علقة ثم يكون مثل ذلك مضغة ثم يكون مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : تكتب رزقه وأجله وشقي وسعيد "رواه البخاري  

لذلك فان اعظم رزق هو ان تكون مسلما مؤمنا بالله عزوجل تعمل الصالحات وتترك المعاصي فاذا نقص رزقك او صحتك اخي المسلم فتذكر ان الله عوضك بنعمة الاسلام ونعمة الايمان فكم من الناس لم يرزقوا نعمة الايمان بل كفارا كالبهائم بل اضل سبيلا فعلينا أن نشكر النعيم حتى تدوم

نسأل الله أن يرزقنا شكر نعمه وان يجعلنا  من السعداء في الدنيا والآخرة الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 818 | التعليقات 0