خطبتان في التحذير من من مشاركة النصارى في أعيادهم للأستاذ محمد بن دمنان
د مراد باخريصة
1433/02/03 - 2011/12/28 05:59AM
خطبة عن " احتفالات النصارى بعيد الكرسمس “
• أما بعد فيا أيها المسلمون :إننا نصلي و في كل ركعة نقول " غير المغضوب عليهم و لا الضالين “ ففي كل ركعة نسأل الله تعالى أن يجنبنا طريق المغضوب عليهم و طريق الضالين " إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم “و هم اليهود" و لا الضالين " و هم النصارى . ففي كل ركعة من ركعات الصلاة نسأله سبحانه أن يثبتنا و يبصرنا بالطريق المستقيم الذي هو طريق الأنبياء و المرسلين و نسأله أن يجنبنا طريق اليهود و طريق النصارى لأن الطريق الأول طريق علم بلا عمل و الطريق الثاني طريق عمل بلا علم و الطريق المستقيم هو طريق علم مع عمل . ففي كل ركعة نسأله سبحانه أن يجنبنا طريق اليهود و النصارى بشكل خاص و طريق الكفار بشكل عام .
و قد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من إتباع طريقهم ففي البخاري و مسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذوة بالقذوة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله اليهود و النصارى ؟ قال فمن " أي لا أقصد إلا هؤلاء .فالرسول أخبرنا أنه سيأتي أقوام من أمته و أنهم سيتابعون طريقة الكفرة من اليهود و النصارى . سيتابعونهم في أعيادهم , في أخلاقهم , سيتابعونهم في تحياتهم حتى من شدة تقليدهم أنهم لو دخل هؤلاء القوم جحر الضب لدخله المسلمون من شدة تقليدهم و من شدة إتباعهم . و معنى قوله عليه الصلاة والسلام أنهم " لو دخلوا جحر ضب لدخله المسلمون " معناه و الله أعلم أنهم لو فعلوا الأخلاق الدنيئة و الأفعال القبيحة لفعلنا مثلهم من شدة تقليدنا للغرب و الكفار .
•أيها المسلمون عباد الله :
و بعد يومين سينتهي العام الميلادي لعام 2006) للميلاد و سيدخل علينا عام 2007 من ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام . و في مثل هذا اليوم في أول يناير يحتفل النصارى الضلال بعيد الميلاد لعيسى بن مريم و هو ما يسمى عندهم بعيد الكرسمس .في هذا اليوم يدخلون كنائسهم و يرفعون صلبانهم و يتبركون بشجرة الميلاد و نحو ذلك من الخرافات و الخزعبلات . ويحتفلون في الفنادق و حانات الخمور و يفعلون الرقص و المجون و يشربون الكؤوس و الخمور ويفعلون الفواحش و يعتقدون في تلك الليلة اعتقادات ضالة .
و ينظر المسلم الصادق إلى هؤلاء الضلال كما نظر الصحابي الجليل أبو الدرداء كما نظر إلى النصارى و هم في صوامعهم عندما رآهم بكى لأنه تذكر قوله تعالى : " هل أتاك حديث الغاشية . وجوه يومئذ خاشعة . عاملة ناصبه " يعبدون الله لكن و النهاية " تصلى ناراً حامية " لماذا ؟ لأن عقيدته في الله فاسدة ضالة فكانت النهاية " تصلى ناراً .. “
و ينظر المسلم الصادق مرة أخرى إلى هؤلاء الذين يحتفلون بعيد ميلاد عيسى ! و ليتهم يحتفلون بعيد ميلاد بشر لهان الأمر قليلاً لكنهم يحتفلون بعيد ميلاد ابن الله أو عيد ميلاد الله الذي تشكل في صورة
طفل خرج من بطن مريم في بيت لحم في مثل هذه الليلة التي هم يحتفلونها ؟
فيا أيها الإخوة :
ليست قضية احتفال بميلاد عيسى ابن مريم البشري بل بعيسى ابن الله زعموا أو أنه الله زعموا تارة أخرى .
و ينظر المسلم تارة أخرى إلى هؤلاء القوم الضلال و ما يفعلونه في تلك الليلة من شرب لخمور وارتكاب لفواحش و فجور و رقص و مجون .
و لكن العجب كل العجب في المسلمين حيث يقلدونهم في هذه الاحتفالات و يشاركونهم ويساعدونهم ويحضرون إلى تلك الفنادق بل يهنئونهم عبر الجوالات .. يهنئونهم على عيد الميلاد المزعوم .
•أيها الإخوة المسلمون :
و قبل أن أدخل في صلب الموضوع أقدم لكم خطوطاً سريعة عن بعض اعتقادات النصارى :
أولاً : النصارى قوم يعتقدون أن المسيح عيسى بن مريم هو الله قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم " هذه عقيدتهم جعلوا عيسى المخلوق الضعيف الذي يأكل الطعام و يدخل الحمام جعلوه الخالق الإله المدبر للكون . تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . و قد كفَّرهم الله كما سمعتم الآية .
ثانياً : يعتقد هؤلاء الضلال أن المسيح هو ابن الله قال تعالى : " و قالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصارى المسيح ابن الله " فرد الله عليهم بقوله :" ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون “
أنظر إلى هؤلاء تارة يقولون هو الله و تارة يقولون هو ابن الله . بل و :
ثالثاً : من اعتقاداتهم أنهم يقولون " إن الله ثالث ثلاثة " انظر الله الواحد صار عندهم ثلاثة و هذا كفر شنيع وافتراء على الرب عظيم و كذب واضح مبين . قال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " فرد الله عليهم " و ما من إله إلا إله واحد " ثم حذرهم بقوله : " و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم " ثم دعاهم إلى التوبة " أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه " ثم بين لهم حقيقة المسيح " ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل و أمه صديقة كانا يأكلان الطعام " .
أيها المسلمون :
موقفنا من هؤلاء القوم الضلال يتلخص في أمور :
أولاً : علينا أن نكره هؤلاء القوم و أن نكره دينهم المحرف المحرم الباطل بل علينا أن نكره كل كافر و من أحبهم أو أحب الرياضيين الكفرة فإنه يخشى عليه أن يحشر معهم و لهذا تجد من شدة تعلق بعض المسلمين بهؤلاء الكفرة الرياضيين أنهم يكتبون على الجدران " برشلونة حتى الموت " .
نسأل الله الهداية و العافية و أن يعيد المسلمين إلى رشدهم و إلى صراطهم المستقيم .
أقول ما ……………
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين …………….
• أما بعد فيا أيها المسلمون :
و من موقفنا من هؤلاء القوم أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن نساعدهم في عيدهم و لا أن نشاركهم بالحضور إلى فنادقهم أو حاناتهم أو مجالسهم بل لا يجوز لنا أن نتشبه بهم فنحتفل كما يحتفلون ونفرح كما هم يفرحون وفي مسند أحمد و أبي داود أن الرسول قال : " من تشبه بقوم فهو منهم " . وفي سنن الترمذي : " ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود و لا النصارى " . القوم لهم أعيادهم و نحن لنا أعيادنا , القوم ضلال و نحن مسلمون على الصراط المستقيم .
- و من موقفنا معهم أنه لا يجوز لنا أن نهنئهم على هذه الأعياد و لا أن ترسل لهم رسائل تهنئة عبر الجوال و لا تقل لهم : Happy new year لأن التهنئة تعني إقرارهم على ما هم عليه و قد علمت أنهم ليس مجرد
احتفال لعيد ميلاد بشر بل هو أعظم من ذلك .
- و من موقفنا مع هؤلاء القوم أن لا نقلدهم لما سمعتم من التحذيرات النبوية . و من ذلك أن بعض الناس يطيل شاربه و لا يقلم أظافره يفعل كما فعلوا و في صحيح مسلم من حديث ابن عمر أن الرسول قال :" خالفوا المشركين أحفوا الشوارب " ما قال : احلقوا الشوارب : الشوارب لا يحلق بل يقص و يخفف . الحلق خلاف السنة و الإطالة خلاف السنة و فيها تشبه بهؤلاء الكفار .
- و من الأمور التي قلدنا فيها هؤلاء ما يتعلق باللباس حتى إن بعض المسلمين تراه يلبس القبَّعة التي بها مظلة من الأمام بل ينعدم الحياء عند البعض فتراه يدخل بها المسجد . نقول : لا ينبغي للمسلم أن يلبس هذه القبعة لأنها تشبهه و تجعل منظره كمنظرهم .
- و من الأمور التي قلدنا فيها هؤلاء الكفار " في التحية “ تحيتنا عند الوداع " السلام عليكم " كما أنها تحيتنا عند اللقاء . نسمع من البعض إذا أراد أن يودَّع أطفاله الصغار قال لهم " باي – باي " وهذه كلمات الإنجليز والغرب و النصارى . القوم لهم كلماتهم في التحية و نحن لنا كلماتنا في التحية : تحيتنا عند اللقاء " السلام عليكم “تحيتهم عند اللقاء " Good morning " تحيتنا عند الوداع " السلام عليكم " تحيتهم عند الوداع " Bye " . قال الرسول : " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم " فلنحذر من أن نعلم أبناءنا الأبرياء ما كان يفعله الأغبياء . علينا أن نعلمهم عند الوداع " السلام عليكم " أو على الأقل " مع السلامة " فلا نترك تراثنا و لا ثقافتنا ولا تحياتنا و نقع في ثقافات متناقضة مع ما في ذلك من البعد من الله تعالى .
اللهم إنا نسألك النصر للمسلمين و انصر من نصر الدين و اخذل من خذل المسلمين . اللهم انصر المجاهدين وأعل كلمة الدين . اللهم اجعل بأس الكفرة بينهم شديد يا رب العالمين . اللهم عجِّل فرجنا و فرج المسلمين . اللهم آمنا في أوطاننا والدور و أصلح لنا الأئمة و أولياء الأمور و اغفر لنا يا رحيم يا غفور .
و صلـــوا …………
خطبة عن نهاية العام
“التحذير من مشاركة النصارى في أعيادهم وفوائد من الهجرة وموعظة خاتمة العام"
الخطبة الأولى الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب , الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد ومنه المبتدأ وإليه المنتهى والمآب. واشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من تعبّد الله وأناب وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب وسلم تسليماً.
أما بعد :
بعد أيام قليلات سنودع عاماً هجرياً وسنستقبل عاماً هجرياً جديداً – سيطل علينا بعد يومين شهر الله المحرم وهو بداية للسنة الهجرية هذا الشهر الذي قتال فيه الرسول :أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم [رواه مسلم].
إن ابتداء ودخول شهر المحرم يعني بداية لسنة هجرية جديدة كما استقر عليه رأي المسلمين في زمن عمر بن الخطاب فقد أرَّخوا بداية السنة الهجرية من هذا الشهر.
أيها المسلمون :
لما اتسعت الخلافة الإسلامية في زمن عمر بن الخطاب توافرت أسباب البحث عن تأريخ يعمل به المسلمون يجتمعون عليه , فجمع عمر الناس وشاورهم من أين يبدأ التاريخ فاتفقوا أن التاريخ يبدأ من خروج الرسول من مكة إلى المدينة ثم تشاوروا من أي شهر يبدأ فاتفقوا أن يكون شهر الله المحرم هو أول الشهور في السنة الهجرية وبداية لعام هجري إسلامي جديد.
واستقر التاريخ الإسلامي الهجري من ذلك الحين إلى يومنا هذا يؤرخ المسلمون رسائلهم بهذا التاريخ ويتعاملون في معاملاتهم بهذا التاريخ الهجري .. يكتبون ديونهم بهذا التاريخ الهجري .. يكتبون الطلاق يكتبون المراجعة بهذا التاريخ الهجري .. استقر الأمر على ذلك في أمة الإسلام إلى أن تسلط على هذه الأمة أعداؤها من المستعمرين ونحوهم فمزقوها شر ممزق وأذهبوا بمعالم شخصيتها بما في ذلك التاريخ العربي الإسلامي الهجري. وتحت وطأة الاستعمار استبدل أبناء الإسلام التاريخ الهجري بالتاريخ الميلادي وأصبح التاريخ النصراني الإفرنجي هو السائد المعروف ..
ولكن نقول لئن كان أولئك المسلمون لهم عذر في استبدال التاريخ الهجري فما بال كثير منا اليوم يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. لقد وصل الأم عند البعض منا أنه لا يعرف الشهر العربي الذي هو فيه بينما يعرف الشهر الميلادي وترتب على هذا التبديل مفاسد منها :
• عزل أبناء الأمة عن تاريخهم وأسلافهم لأن الأمة تفخر وتعتز لما تعلم أنها تستعمل تاريخ أسلافهم. وانظر اليوم في مدارسنا لازلنا إلى الآن يكتب كثير من المدرسين في السبورة عند بدء الدرس التاريخ الميلادي دون أن يشير إلى تاريخه الإسلامي الهجري.
• ومن مضار معرفة التاريخ الميلادي وتناسي الهجري أن الكثير منا لا يعرف أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهذه يترتب عليها صيام.
• بل والبعض يدخل عليه شهر الله المحرم وهو لا يدري عنه وهو شهر مرغب في صيامه.
• وفي ساعاتنا وجوالاتنا التاريخ الميلادي وفي أشياء كثيرة أنتم أعلم بها .. فاعتزوا بعقيدتكم وأخلاقكم ودينكم.
أيها المسلمون :
إن علينا أن نأخذ العبر والفوائد من حدث الهجرة النبوية .. الهجرة التي معناها أن الرسول مع الصحابة هاجروا من مكة إلى المدينة .. خرجوا مهاجرين تاركين أوطانهم وراءهم طالبين مرضاة ربهم.
لما علم الصحابة أن البقاء في مكة لا يمكنهم من إقامة دينهم ولا من عبادة ربهم والخوف كذلك على عقائدهم فروا مهاجرين إلى المدينة بعد أن أذن لهم الرسول .. كل ذلك لينجو بعقائدهم ودينهم فضحوا بالوطن والأهل والمال في سبيل الهجرة بالعقيدة والدين. إن المسلم وطنُه هو عقيدته وبيته هو إيمانه الذي حل في قلبه وبلده هو عقيدته التي سيطرت على قلبه وجوارحه يدور حولها .. يترك بلده وداره في سبيل إيمانه وعقيدته. إن جنسية المسلم ووطنه هي عقيدته.
فانظر إلى هذا الدرس العظيم الذي نتعلمه من الهجرة النبوية “التضحية في سبيل العقدية". واليوم يعجز الكثير منا أن يؤدّوا صلاة الفجر جماعة في المسجد خوفاً من البرد. فأين التضحية للدين.
يعجز الكثير منا اليوم أن يقدم شيئاً لدين الله ولو الصبر على حلقة علم لينقذ نفسه وغيره من الجهل وظلمات الفتن.
أيها المسلمون :
وإذا فاتتنا اليوم هذه الهجرة إلى الله ورسوله وثوابها فقد شرع الله لنا نوعاً آخر الهجرة وهي الهجرة من المعصية إلى الطاعة. الهجرة من الكسل والتفريط والضياع إلى الاستقامة .. الهجرة من التمرد والآثام إلى الطاعة والانقياد قال الرسول : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما حرم الله.
هاجر بقلبك من الدنيا إلى الآخرة .
هاجر من أصدقاء السوء إلى أصدقاء للخير والصلاح.
هاجر من القنوات الفضائية الهدامة إلى القنوات الإسلامية البناءة.
أيها المسلمون :
إننا في هذه الأيام نستقبل عاماً هجرياً إسلامياً جديداً ليس من السنة أن نحدث فيه عيداً لدخوله أو نتبادل التهاني لقدومه لأن ذلك لم يرد عن النبي .
أيها المسلمون عباد الله :
نتذكر في نهاية العام انصرام الليالي والأيام خسر كل واحد منا عاماً كاملاً من رصيد العمر , ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوماً مرت كمر السحاب.
أفراح وأتراح صحة وأسقام عرس وعزاء , ليل ونهار , برد وحر, رياح وسكون , سفر وإقامة , طاعات وآثام.
بالأمس علقنا التقاويم واليوم نزيلها من الجدران. ذهب عامكم شاهداً لكم أو عليكم فاحتطبوا زاداً كافياً وأعدوا جواباً شافياً. استكثروا في أعماركم من الحسنات , وتداركوا ما مضى من الهفوات , وبادروا فرصة الأوقات قبل أن ينادي بكم منادي الشتات ويفاجئكم هادم اللذات.
فالبدار البدار إلى التوبة والاستغفار يا من أقعدك الحرمان وأركسك العصيان كم ضيعت من أعوام قضيتها في اللهو والمنام. كم أغلقت باباً على قبيح وكم أعرضت عن قول النصيح كم من حقوق أضعتها ومناهي أتيتها وشرور نشرتها ونظرات أصبتها.
هل نسيت ساعة الاحتضار حين يقفل منك اللسان وترتخي اليدان وتشخص العينان ويبكي عليك والأهل والجيران.
هل نسيت ما يحصل للمحتضر حال نزع روحه , وحين يشتد كربه ويظهر أنينه ويتغير لونه.
أين من عاشرناه كثيراً وألفناه أليس في اللحد أضجعناه. أين من معنا في الأعوام الماضيات ؟ أتاهم هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرق الجماعات فجعلهم في بطون الألحاد صرعى , لا يجدون لما هم فيه دفعاً ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً. ينتظرون يوماً الأمم فيه إلى ربها تُدعى والخلائق كلها الموقف تُحشر وتسعى , يوم العيون فيه تذرف الدمعا والقلوب تتصدع من الحساب صدعاً.
قال ربنا : وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُوْرِ رَبِّهَا ووُضِعَ الكِتَابُ وَجِيْءَ بِالنَّبِيْيِنَ والشُّهَدَاء وقُضِيَ بَيْنَهُم بِالحَقِ وهُمْ لا يُظْلَمُوْن وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُوْنَ وقال: اليَوْمَ تُجْزَى كُل نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْم إنَّ اللهَ سَرِيْع الحِسَاب وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ القُلُوْبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَاظِمِيْنَ مَا للظَالِمِيْنَ مِنْ حَمِيْمٍ ولاَ شَفِيْعٍ يُطَاع.
يا من تمر عليه سنة بعد سنة وهو في نوم الغفلة والسِنة.
يا من يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا وهام.
قل لي بربك لأي يوم أخرت توبتُك ولأي عام ادخرت أوْبتُك ءإلى عام قابل وإلى حول حائل - فما إليك مدة الأعمال ولا معرفة المقدار.
فبادر بالتوبة واحذر التسويف وأصلح من قلبك ما فسد وكن من أجلِك على رصد وتعاهد عمر بتحصيل العِدد وفر من المجذوم فرارك من الأسد فلقد أزف الرحيل وقرب التحويل وعُمْرك عندك أمانة تُسأل عنه يوم القيامة.
أيها الناس :
أين الحسرات على فوات الأمس وأين الاستعداد ليوم تدنو فيه الشمس توبوا إلى ربكم قبل أن يشتمل الهدم على البناء – وقبل أن ينقطع عن الحياةِ حبلُ الرجاء.
عبدَالله :
عبدالله استدرك من العمر ذاهباً – ودع اللهو جانباً وقم في الدجى نادِباً وقف على الباب تائباً بلسان ذاكر وجفن ساهر ودمع قاطر.
قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعَاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُوْرُ الرَّحِيْم وَ أَنِيْبُوا إِلَى رَبِكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَاب ثُمَّ لاَ تُنْصَرُوْنَ واتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُون أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.
أقول قولي هذا …
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عل أشرف …
أما بعد : فيا أيها المسلمون :
وإذا كنا في هذه الأيام نودع العام الهجري فإن العام الميلادي من ميلاد المسيح كذلك على وشك الانتهاء. وإن النصارى في نهاية العام في أول يناير يحدثون احتفالاً وعيداً يسمى بعيد الكرسمس – يقيمون في هذا اليوم احتفالات في الفنادق وفي أماكن أخرى : وفي هذا اليوم تشرب الخمور وترتكب الآثام والفجور ويرتفع المزمار والغناء يغضبون بذلك رب الأرض والسماء – ولما أرادوا فعل ذلك في تسونامي غضب الله عليهم فأرسل إليهم الطوفان وأشعل فيهم البركان فأغرقهم غرقاً وأحرقهم حرقاً.
أيها المسلمون :
إن القوم في ضلالة ويعيشون في متاهة وإذا حصل منهم هذا فلا عجب – القوم مصابون بانحراف في التوحيد قال تعالى فيهم: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وقال الله فيهم: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. فتارة يقولون أن الله هو “المسيح" وتارة يقولون: “المسيح ابن الله" وتارة يقولون “إن الله ثالث ثلاثة´قال الله فيهم: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ فرد عليهم سبحانه بقوله: وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ ثم حذرهم وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
هذه هي عقائدهم وتلك هي بعض ضلالاتهم – بعد خمسة أيام سيحتفلون بعيد الكرسمس ليس عيد ميلاد المسيح بل عيد ميلاد الله الذي تشكل في صورة بشر يقولون إن الله تشكل في صورة طفل خرج من بطن مريم في هذه الليلة.
إنهم يحتفلون بعيد ميلاد ابن الله على زعمهم. وماذا في هذا الاحتفال؟ شرب للخمور وارتكاب للفواحش وغناء ورقص ومجون.
والعجب الأعظم من بعض أبناء الإسلام : حيث ترى من المسلمين من يشاركهم في هذا الاحتفال الخطير المعبر عن عقائد القوم وخرافاتهم.
تسمع من بعض من يسمونهم بأهل الفن من سيحيي حفلة ساهرة بمناسبة عيد الكرسمس في بعض الفنادق.
أيها المسلمون :
موقفنا من هؤلاء القوم نلخصه في النقاط التالية :
(1) يجب أن نكرههم ونكره دينهم الباطل. ومن أحبهم وتابعهم وشاركهم وأحب دينهم حُشر معهم فقد جاء في الحديث الصحيح أن المرء يحشر مع من أحب
(2) لا يجوز لنا بحال من الأحوال أن نساعدهم في عيدهم ولا أن نشاركهم بالحضور إلى فنادقهم أو حاناتهم أو مجالسهم.
(3) لا يجوز لنا أن نتشبه بهم فنحتفل كما يحتفلون ونفرح كما يفرحون فإن الرسول يقول: ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا النصارى [رواه الترمذي]. وعند الإمام أحمد وأبي داود قال عليه الصلاة والسلام: من تشبه بقوم فهو منهم.
(4) لا يجوز أن نهنئهم على هذه الأعياد ولا أن نرسل رسائل تهنئة عبر الجوال , قال العلامة ابن القيم في كتابه (أحكام أهل الذمة): “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليكم أو تهنأ بهذا العيد. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله واشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. ثم قال: من هنَّأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه"اهـ
إن احتفالات النصارى بهذا العيد الكرسمس يتصدر الصفحات الأولى من الصحف والمجلات – بل يسافر بعض المسلمين الذين لا تقام تلك الاحتفالات في بلادهم يسافرون إلى بلاد النصارى لحضورها والاستمتاع بما فيها من شهوات محرمة.
إن من صفات عباد الله الذين أثنى الله عليهم في سورة الفرقان أنهم لا يشهدون الزور وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ومما يدخل في شهادة الزور حضور أياد المشركين فقد جاء عن أبي العالية وطاووس وابن سيرين والضحاك وغيرهم أنهم فسروا شهادة الزور بأعياد المشركين – كما في تفسير ابن كثير.
وقد جاء عند البيهقي بسند جيد أن عبدالله بن عمرو قال: ن مر ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة".
وكان عمر بن الخطاب يقول: “اجتنبوا أعداء الله في عيدهم" [رواه عنه البيهقي].
وقال عمر أيضاً: “لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخط ينزل عليهم".
أيها المسلمون عباد الله :
كونوا على الجادة واثبتوا على الصراط المستقيم حتى تلقوا رب العالمين وهو راضٍ عنا أجمعين.
وصلـــــوا وسلــــــــموا ….