خطبة : ( يوم عظيم من أيام الله )

عبدالله البصري
1433/01/06 - 2011/12/01 20:13PM
يوم عظيم من أيام الله 7 / 1 / 1433

الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، للهِ ـ تَعَالى ـ أَيَّامٌ مُبَارَكَةٌ ، يَنصُرُ فِيهَا أَولِيَاءَهُ وَيُنَجِّيهِم ، وَيَكبِتُ أَعدَاءَهُ وَيُرغِمُهُم " وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ . بِنَصرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعدَ اللهِ لا يُخلِفُ اللهُ وَعدَهُ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمُونَ "
أَلا وَإِنَّ مِن أَيَّامِ اللهِ المَشهُودَةِ ، يَومَ العَاشِرِ مِن شَهرِ اللهِ المُحَرَّمِ ، الَّذِي سَيَحِلُّ بَعدَ أَيَّامٍ عَلَى المُسلِمِينَ زَائِرًا خَفِيفًا ظِلُّهُ غَزِيرًا فَضلُهُ ، فَيَصُومُونَهُ كَمَا هِيَ سُنَّةُ مَن قَبلَهُم مِنَ المُؤمِنِينَ الشَّاكِرِينَ ، فَلا يَنصَرِفُ إِلاَّ وَقَد وُضِعَت عَنهُم بِفَضلِ اللهِ أَوزَارُ عَامٍ كَامِلٍ ، وَمُحِيَت ذُنُوبُ سَنَةٍ مَاضِيَةٍ ، فَيَدخُلُونَ بِذَلِكَ سَنَةً جَدِيدَةً وَهُم مُخِفُّونَ مِمَّا يُنقِضُ ظُّهُورَهُم .
أَخرَجَ الإِمَامَانِ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا ـ أَنَّهُ سُئِلَ عَن صِيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : " مَا عَلِمتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ صَامَ يَومًا يَطلُبُ فَضلَهُ عَلَى الأَيَّامِ إِلاَّ هَذَا اليَومَ ، وَلا شَهرًا إِلاَّ هَذَا الشَّهرَ ، يَعني رَمَضَانَ "
وَعَن أَبي قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ سُئِلَ عَن صِيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : " يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ " رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ ، وَفي رِوَايَةٍ لِلتِّرمِذِيِّ وَصَحَّحَهَا الأَلبَانيُّ : " وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبلَهُ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ الَّذِي هُوَ مِن أَيَّامِ اللهِ ، وَالَّذِي صَامَهُ مُوسَى ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ شُكرًا للهِ وَاعتِرَافًا بِفَضلِهِ ، وَصَامَهُ نَبِيُّنَا محمَّدٌ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ كَذَلِكَ ، إِنَّهُ لَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ المُسلِمِينَ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ ، وَإِنْ تَبَاعَدَت أَزمَانُهُم أَو تَفَرَّقَت دِيَارُهُم وَتَنَاءَت أَوطَانُهُم ، إِلاَّ أَنَّهُم يَرتَبِطُونَ بِبَعضِهِم بِرِبَاطِ العَقِيدَةِ الوَثِيقِ ، وَبَينَهُم مِنَ الأُخُوَّةِ في اللهِ حَبلٌ مَتِينٌ ، وَكُلُّ انتِصَارٍ لأَهلِ الإِيمَانِ في عَصرٍ مِنَ العُصُورِ فَهُوَ انتِصَارٌ لِمَن بَعدَهُم مِنَ المُؤمِنِينَ ، وَكَمَا تَجَاوَزَ قَومُ مُوسَى ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ المِحنَةَ بِالإِيمَانِ وَالتَّقوَى ، وَكَمَا انتَصَرُوا عَلَى عَدُوِّهِم بِصَبرِهِم وَتَوَكُّلِهِم عَلَى اللهِ وَاستِعَانَتِهِم بِهِ ، وَكَمَا رُفِعَ أُولَئِكَ المُستَضعَفُونَ عَلَى مَن قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى ، فَإِنَّ المُسلِمِينَ في كُلِّ عَصرٍ وَمِصرٍ ، وَمَهمَا مَرَّ بهم مِن مِحَنٍ أَو فِتَنٍ ، فَإِنَّهُم لا بُدَّ أَن يَتَجَاوَزُوا ذَلِكَ يَومًا مَا ، وَأَن يَنتَصِرُوا عَلَى الطُّغَاةِ بِإِيمَانِهِم وَتَقوَاهُم ، وَأَن يَدحَرُوا المُتَجَبِّرِينَ بِصَبرِهِم وَتَوَكُّلِهِم وَاستِعَانَتِهِم بِرَبِّهِم . فَمَا عَلَيهِم وَلا سِيَّمَا في مِثلِ هَذِهِ العُصُورِ الَّتي استَضعَفَهُم فِيهَا الطُّغَاةُ كَمَا استَضعَفَ فِرعَونُ قَومَ مُوسَى ، إِلاَّ أَن يَرجِعُوا إِلى رَبِّهِم وَيَعُودُوا إِلَيهِ وَيَلُوذُوا بِحِمَاهُ ، وَيَتَمَسَّكُوا بِسُنَّةِ نَبِيِّهِم ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ وَيَعَضُّوا عَلَيهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَأَن يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم لَعَلَّ اللهَ أَن يُغَيِّرَ مَا بهم ، فَإِنَّ نُورَ اللهِ تَامٌّ مَهمَا حَاوَلَ المُجرِمُونَ أَن يُطفِئُوهُ ، وَالحَقَّ ظَاهِرٌ مَهمَا حَاوَلَ الطُّغَاةُ أَن يَطمِسُوا مَعالِمَهُ أَو يُخفُوهُ ، وَالأَرضُ للهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ ، وَالقُلُوبُ بِيَدِهِ يُصَرِّفُهَا كَيفَ يَشَاءُ ، وَكَمَا انقَلَبَ السَّحَرَةُ فَجأَةً عَلَى فِرعَونَ وَاستَهَانُوا بِوَعِيدِهِ حِينَ أَبصَرُوا دَلائِلَ الحَقِّ وَذَاقُوا طَعمَ الإِيمَانِ ، فَإِنَّ انقِلابَ الشُّعُوبِ في هَذَا العَصرِ عَلَى عَدَدٍ مِن رُؤَسَاءِ الضَّلالِ وَرَفضَهَا حُكَّامَ البَاطِلِ ، مُؤذِنٌ بِانتِصَارِ الحَقِّ وَظُهُورِ نُورِ الإِيمَانِ ، غَيرَ أَنَّ تَغَيُّرَ الظُّرُوفِ العَصِيبَةِ وَتَحَوُّلَ الأَحوَالِ الشَّدِيدَةِ وَانفِرَاجَ الكُرَبِ العَسِيرَةِ ، يَحتَاجُ إِلى صَبرٍ عَلَيهَا وَاستِعَانَةٍ بِاللهِ عَلَى تَجَاوُزِهَا ، مَعَ إِيمَانٍ بِاللهِ وَلُجُوءٍ إِلَيهِ وَاستِقَامَةٍ عَلَى طَاعَتِهِ .
أَجَلْ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ إِنَّ الصِّرَاعَ مَهمَا امتَدَّ أَجَلُهُ ، وَالفِتنَةَ مَهمَا استَحكَمَت حَلَقَاتُهَا ، وَلَيلَ الظُّلمِ مَهمَا احلَولَكَت ظُلُمَاتُهُ ، فَإِنَّ العَاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ ، وَاللهُ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ ، فَلْتَتَذَكَّرِ الأُمَّةُ وَصَايَا مُوسَى ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ لِقَومِهِ وَدَعوَتَهُ لِرَبِّهِ " قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ استَعِينُوا بِاللهِ وَاصبِرُوا إِنَّ الأَرضَ للهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ "
" وَقَالَ مُوسَى يَا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُسلِمِينَ "
" وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَموَالاً في الحَيَاةِ الدُّنيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطمِسْ عَلَى أَموَالِهِم وَاشدُدْ عَلَى قُلُوبِهِم فَلاَ يُؤمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ "
وَحَتى وَإِنْ تَقَلَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا في البِلادِ أَوِ استَعبَدَ الطُّغَاةُ العِبَادَ ، فَمَا هُوَ إِلاَّ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ، ثم يَكُونُ الفَرَجُ لِلمُؤمِنِينَ وَيَحصُلُ لهم النَّصرُ المُبِينُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَاعلَمُوا أَنَّهُ ـ سُبحَانَهُ ـ يُملِي لِلظَّالمِ حَتى إِذَا أَخَذَهُ لم يُفلِتْهُ ، وَكَمَا نَصَرَ مُوسَى وَقَومَهُ عَلَى فِرعَونَ وَقَومِهِ ، فَإِنَّهُ ـ تَعَالى ـ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ، وَكَمَا جَعَلَ يَومَ عَاشُورَاءَ يَومَ انتِصَارٍ لِلحَقِّ عَلَى البَاطِلِ وَعُلُوٍّ لِلخَيرِ عَلَى الشَّرِّ ، وَظُهُورٍ لِلإِيمَانِ عَلَى الكُفرِ ، فَإِنَّ لَهُ ـ تَعَالى ـ مِثلَهُ أَيَّامًا يَنصُرُ فِيهَا عِبَادَهُ مَتى مَا نَصَرُوهُ وَشَكَرُوهُ وَعَبَدُوهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ وَاتَّقَوهُ " إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور . أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصرِهِم لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَولا دَفعُ اللهِ النَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدِّمَت صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُم في الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ "

الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ كَمَا أَمَرَكُم يُنجِزْ لَكُم مَا وَعَدَكُم " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرزُقْهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، اِحمَدُوا اللهَ عَلَى أَن هَدَاكُم لِهَذَا الدِّينِ الحَقِّ ، وَأنِ اصطَفَاكُم وَجَعَلَكُم مِن أُمَّةِ سَيِّدِ الخَلقِ ، وَاقتَدُوا بِهِ كَمَا اقتَدَى هُوَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ بِأَخِيهِ مُوسَى فَصَامَ طَاعَةً للهِ وَشُكرًا لَهُ ، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ وَاللَّفظُ لَهُ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا يَومَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " مَا هَذَا اليَومُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟ " فَقَالُوا : هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ أَنجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَومَهُ وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكرًا فَنَحنُ نَصُومُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولى بِمُوسَى مِنكُم " فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ .
وَقَد كَانَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ حَرِيصًا عَلَى مُخَالَفَةِ أَهلِ الكِتَابِ في كُلِّ أَمرٍ ، أَلا فَاقتَدُوا بِهِ في ذَلِكَ ، وَصُومُوا مَعَ عَاشُورَاءَ اليَومَ الَّذِي قَبلَهُ ، فَقَد رَوَى مُسلِمٌ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا ـ قَالَ : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ يَومٌ يُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " لَئِن بَقِيتُ إِلى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ "
المرفقات

يوم عظيم من أيام الله.doc

يوم عظيم من أيام الله.doc

المشاهدات 4959 | التعليقات 7

الشمراني;9007 wrote:
بارك الله فيكم ونفع بكم..


وفيكم بارك الله ونفع بكم وزادكم توفيقًا .


بارك الله فيكم ونفع بكم..


يا شيخ عبد الله حفظك الله

والله اني احبك في الله
ولا اخطب خطبة حتى انظر الى ما كتبت

فيا حبذا تعجل لنا حفظك الله

كتب الله اجرك


حمود رشيد المقاطي;9012 wrote:
يا شيخ عبد الله حفظك الله

والله اني احبك في الله
ولا اخطب خطبة حتى انظر الى ما كتبت

فيا حبذا تعجل لنا حفظك الله

كتب الله اجرك

وحفظك المولى من كل سوء ووفقك ، وأحبك كما أحببتني فيه .
واعلم ـ أخي ـ أن مما يؤخرني في نشر ما أكتب مع شغلي ، ما أراه من خطب تنشر للإخوة هنا ، تغني الخطيب وتجعله في روضة غناء ، يقتطف من زهورها ما يشاء ، فجزى الله خطباء الأمة عن أمتهم وإخوانهم خيرًا ، أضف إلى ذلك أني لست بخطيب ملتزم بجامع أو خطبة ، وإنما أنا مشارك بالكتابة ، وقد أخطب على المنبر وقد أكون مستمعًا ، والله المستعان .


جزاك الله خيرا ونقع بك
لو تطرقت بمناسبة يوم عاشوراء وذكر فرعون وأمثاله من الطواغيت إلى خطر الرافضة وما يفعلونه بإخواننا أهل السنة في اليمن وسوريا والعراق وإيران وما يحدثونه في السعودية والخليج لكان طيبا


شبيب القحطاني;9022 wrote:
جزاك الله خيرا ونقع بك
لو تطرقت بمناسبة يوم عاشوراء وذكر فرعون وأمثاله من الطواغيت إلى خطر الرافضة وما يفعلونه بإخواننا أهل السنة في اليمن وسوريا والعراق وإيران وما يحدثونه في السعودية والخليج لكان طيبا

وجزاك الله خيرًا ونفع بك وسددك ، ولا شك أن ما ذكرته جدير بالتطرق إليه ، إذ هو من موضوعات الساعة التي لا يحسن بالخطيب إغفالها ، ولكني فعلت ما فعلت وتركته تقصيرًا للخطبة ، إذ إني أواجه بإخوة يشتكون طول الخطبة دائمًا ، مع أني أخالفهم الرأي ، وادعي أن خطبي متوسطة ، ولكنهم يقولون إنها طويلة ، ومن ثم فقد رضخت لهم نوعًا ما مع أن ذلك مما يفقد الخطبة التعريج على بعض المهمات من مثل ما ذكرتَ ـ سددك الله ـ إضافة إلى أن الاختصار مع الوفاء بما في النفس وما يتطلبه الواقع من أصعب الأمور على الكاتب ، ولا سيما كتاب زماننا من أمثالي ، ممن لم يؤتوا حظًّا من البلاغة ، وإن هم وجدوه لم يجدوا قومًا يفهمون الكلمات والعبارات المختصرة التي تحمل معاني كبيرة إلا في النادر .
ومع هذا فالخطبة ليست نصًّا لا يقبل الزيادة أو النقص ، فمن رأى من الإخوان أن يزيد أو ينقص في حال الإلقاء فهو بالخيار كما لا يخفى ، والله المستعان .


كتب الله لك الأجر والله إنني ممن ينتفع بما تكتبه كل أسبوع إذ إنني خطيب جمعة
مع أنني لي طلب قد سبق إليكم بأن تبكروا علينا بما تكتبونه لاختلاف مواقيت الصلاة في مملكتنا الحبيبة
ووالله إني أحبك في الله