خطبة وعظية مستفادة من خطبة للعلامة ابن عثيمين رحمه الله بتصرف وزيادة
عبدالله بن رجا الروقي
1437/04/04 - 2016/01/14 21:51PM
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد ومنه المبتدأ وإليه المآب وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من تعبد لله وأناب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
فاتقوا الله تعالى أيها الناس تبصروا في هذه الأيام والليالي فإنها مراحل نقطعها إلى الدار الآخرة حتى ننتهي إلى آخر سفرنا.
إن كل يوم يمر بنا بل كل لحظة تمر فإنها تبعد من الدنيا وتقرب من الآخرة.
قال الحسن البصري رحمه الله : ياابن آدم إنما أنت أيام إذا مضى بوم مضى بعضك. ا.هـ
وقال بعض السلف: إن الأيام والليالي يعملان فيك فاعمل فيهما.ا.هـ
إن هذه الأيام والليالي خزائن لأعمالنا شاهدة بما فيها من خير أو شر فطوبى لعبد اغتنم فرصها بما يقرب إلى الله فشغلها بالطاعات واجتنب المعاصي والموبقات.
قال تعالى ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾
طوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال فاستدل بذلك على ما لله فيها من الحكم البالغة والأسرار، قال تعالى : (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)
عباد الله ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها.
إن طلوعها ثم غروبها أذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غروب وإدبار.
ألم تروا إلى القمر يطلع هلالاً صغيراً في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينموا رويداً رويداً كما تنمو الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال وهكذا جسم الإنسان وحياته تماماً فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ألم تروا إلى هذه السنين تتجدد عاماً بعد عام يجيء أول العام فينظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد ثم تمر الأيام سريعة كلمح البصر فإذا هو في آخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع الإنسان إلى آخره تطلع البعيد فإذا به قد باغته الأجل
( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)
ربما يؤمِّل الإنسان طول العمر فيتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد أنصرم وببناء الأماني قد انهدم.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر، يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك»رواه البخاري
أيها الناس ألم تروا إلى من كان معكم وبين أيديكم من الآباء والأخوة والأبناء ألم يأخذهم الموت حتى كانوا خبراً بعد العيان بينما كانوا مُخبرين وإذا هم مُخبٓر عنهم وهكذا نحن سيئول بنا الأمر إلى ما آل بهم إليه سوف نكون خبراً من الأخبار بعد أن كان أحدنا مِلءَ السمع والأبصار.
أيها المسلمون إن الإنسان ليأخذ من هذه الأمور عبرة في اغتنام الليالي والأيام بطاعة الله عز وجل واجتناب معصيته حتى إذا جاءه الموت وإذا هو قد استعد له.
والإنسان إذا اعتاد على طاعة الله عز وجل وفطم نفسه عن معصيته صار ذلك طبيعة له وسجية حتى إنه ليضيق صدره إذا فارق الطاعات أو وقع في المعاصي والسيئات.
فاغتنموا رحمكم الله أوقاتكم بالأعمال الصالحة توبوا إلى الله عز وجل أقيموا ما أوجب الله عليكم من حقوق الله وحقوق عباده اجتنبوا ما حرم الله عليكم من موبقات الذنوب وما دونها لا تحتقروا المعاصي فإن المعاصي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن محٓقراتها وضرب لذلك مثلاً بقوم نزلوا أرضاً فذهبوا يحتطبون فجاء رجل بعود وآخر بآخر حتى أضرموا ناراً كبيرة من هذه العيدان الصغيرة وهكذا المعاصي يستصغرها الإنسان حتى تكون كبيرة من كبائر الذنوب وربما تحول بينه وبين حسن الخاتمة فيختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله.
فليحاسب العاقل نفسه ولينظر في أمره فإن كان فرط في شئ من الواجبات فليتب إلى الله عز وجل وليستدرك ما فات وإن كان ظالماً لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات
قال تعالى﴿ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
ثم إذا كان الإنسان قد مَن الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات .
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
...أما بعد
فوالله ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي إنما الإيمان ما حل في القلب وصدقته الأعمال.
ليست التوبة مجرد قول باللسان ولكنها ندم على ماكان من الذنوب وترك للمعاصي والعيوب وإنابة إلى الله تعالى بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب.
فحققوا أيها المسلمون الإيمان وأخلصوا التوبة مادمتم في زمن الإمكان .
وعظ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال:(اغتنم خمسًا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك )
انتبه يا أخي لهذه الخمس:
في الشباب عزيمة وقوة فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وضعفت القوة ولم يستطيع التخلص مما شب عليه.
وفي الصحة انشراح ونشاط فإذا مرض الإنسان ضاق صدره وضاقت عليه نفسه وأنحط نشاطه وثقلت عليه الأعمال.
وفي الغنى راحة وفراغ فإذا أفتقر الإنسان قلق فكره وأنشغل بطلب العيش لنفسه وعياله.
وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال فإذا مات الإنسان أنقطع عنه وقت العمل وفات زمن الإمكان فاعتبروا أيها المسلمون بهذه المواعظ وقيسوا ما بقي من أعماركم بما مضى منها فإنما ما بقي منها سوف يمضي سريعا كما مضى ما سبق منها سريعا وأعلموا أيها المسلمون أن كل آتٍ قريب وكل شئ من الدنيا زائل قال تعالى:﴿كأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾
وقد ذكر الله عز وجل ابتداء الخلق وانتهائه في قوله تعالى:
﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يكفرون ﴾
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها...
أما بعد
فاتقوا الله تعالى أيها الناس تبصروا في هذه الأيام والليالي فإنها مراحل نقطعها إلى الدار الآخرة حتى ننتهي إلى آخر سفرنا.
إن كل يوم يمر بنا بل كل لحظة تمر فإنها تبعد من الدنيا وتقرب من الآخرة.
قال الحسن البصري رحمه الله : ياابن آدم إنما أنت أيام إذا مضى بوم مضى بعضك. ا.هـ
وقال بعض السلف: إن الأيام والليالي يعملان فيك فاعمل فيهما.ا.هـ
إن هذه الأيام والليالي خزائن لأعمالنا شاهدة بما فيها من خير أو شر فطوبى لعبد اغتنم فرصها بما يقرب إلى الله فشغلها بالطاعات واجتنب المعاصي والموبقات.
قال تعالى ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾
طوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال فاستدل بذلك على ما لله فيها من الحكم البالغة والأسرار، قال تعالى : (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)
عباد الله ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها.
إن طلوعها ثم غروبها أذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غروب وإدبار.
ألم تروا إلى القمر يطلع هلالاً صغيراً في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينموا رويداً رويداً كما تنمو الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال وهكذا جسم الإنسان وحياته تماماً فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ألم تروا إلى هذه السنين تتجدد عاماً بعد عام يجيء أول العام فينظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد ثم تمر الأيام سريعة كلمح البصر فإذا هو في آخر العام وهكذا عمر الإنسان يتطلع الإنسان إلى آخره تطلع البعيد فإذا به قد باغته الأجل
( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)
ربما يؤمِّل الإنسان طول العمر فيتسلى بالأماني فإذا بحبل الأمل قد أنصرم وببناء الأماني قد انهدم.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر، يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك»رواه البخاري
أيها الناس ألم تروا إلى من كان معكم وبين أيديكم من الآباء والأخوة والأبناء ألم يأخذهم الموت حتى كانوا خبراً بعد العيان بينما كانوا مُخبرين وإذا هم مُخبٓر عنهم وهكذا نحن سيئول بنا الأمر إلى ما آل بهم إليه سوف نكون خبراً من الأخبار بعد أن كان أحدنا مِلءَ السمع والأبصار.
أيها المسلمون إن الإنسان ليأخذ من هذه الأمور عبرة في اغتنام الليالي والأيام بطاعة الله عز وجل واجتناب معصيته حتى إذا جاءه الموت وإذا هو قد استعد له.
والإنسان إذا اعتاد على طاعة الله عز وجل وفطم نفسه عن معصيته صار ذلك طبيعة له وسجية حتى إنه ليضيق صدره إذا فارق الطاعات أو وقع في المعاصي والسيئات.
فاغتنموا رحمكم الله أوقاتكم بالأعمال الصالحة توبوا إلى الله عز وجل أقيموا ما أوجب الله عليكم من حقوق الله وحقوق عباده اجتنبوا ما حرم الله عليكم من موبقات الذنوب وما دونها لا تحتقروا المعاصي فإن المعاصي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن محٓقراتها وضرب لذلك مثلاً بقوم نزلوا أرضاً فذهبوا يحتطبون فجاء رجل بعود وآخر بآخر حتى أضرموا ناراً كبيرة من هذه العيدان الصغيرة وهكذا المعاصي يستصغرها الإنسان حتى تكون كبيرة من كبائر الذنوب وربما تحول بينه وبين حسن الخاتمة فيختم له بسوء الخاتمة والعياذ بالله.
فليحاسب العاقل نفسه ولينظر في أمره فإن كان فرط في شئ من الواجبات فليتب إلى الله عز وجل وليستدرك ما فات وإن كان ظالماً لنفسه بفعل المحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات
قال تعالى﴿ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
ثم إذا كان الإنسان قد مَن الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليه إلى الممات .
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
...أما بعد
فوالله ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي إنما الإيمان ما حل في القلب وصدقته الأعمال.
ليست التوبة مجرد قول باللسان ولكنها ندم على ماكان من الذنوب وترك للمعاصي والعيوب وإنابة إلى الله تعالى بإصلاح العمل ومراقبة علام الغيوب.
فحققوا أيها المسلمون الإيمان وأخلصوا التوبة مادمتم في زمن الإمكان .
وعظ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال:(اغتنم خمسًا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك )
انتبه يا أخي لهذه الخمس:
في الشباب عزيمة وقوة فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وضعفت القوة ولم يستطيع التخلص مما شب عليه.
وفي الصحة انشراح ونشاط فإذا مرض الإنسان ضاق صدره وضاقت عليه نفسه وأنحط نشاطه وثقلت عليه الأعمال.
وفي الغنى راحة وفراغ فإذا أفتقر الإنسان قلق فكره وأنشغل بطلب العيش لنفسه وعياله.
وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال فإذا مات الإنسان أنقطع عنه وقت العمل وفات زمن الإمكان فاعتبروا أيها المسلمون بهذه المواعظ وقيسوا ما بقي من أعماركم بما مضى منها فإنما ما بقي منها سوف يمضي سريعا كما مضى ما سبق منها سريعا وأعلموا أيها المسلمون أن كل آتٍ قريب وكل شئ من الدنيا زائل قال تعالى:﴿كأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾
وقد ذكر الله عز وجل ابتداء الخلق وانتهائه في قوله تعالى:
﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يكفرون ﴾
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها...