خطبة وداع رمضان والتذكير بأهمية الزكاة

عبدالوهاب بن محمد المعبأ
1437/09/25 - 2016/06/30 22:28PM
خطبة الجمعة
وداع رمضان
والتذكير بأمر الزكاة
اخوكم عبدالوهاب المعبأ
الحمد لله وفق من شاء لطاعته فكان سعيهم مشكورا وأجرهم موفورا، الحمد لله الذي جعل لكل حي في هذه الدنيا زوالا، ولكل مقيم انتقالا ليعتبر أهل الإيمان فيبادروا بالأعمال الصالحات في زمن الإمهال، ولا يغتروا بطول الأعمار والآمال.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العظيم في قدره، المتعال فوق خلقه، الكريم في عطائه وفضله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل في سنته: (بادروا بالأعمال) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم المآل،أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وتفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام، واعلموا أنها تنقص من أعماركم، وتطوى بها صحائف أعمالكم، فبادروا بالتوبة الصادقة، والأعمال الصالحة قبل أن يتخطفكم المنون فتندمون على ما أعطاكم الله من الفرص السانحة.

عباد الله:
كنا بالأمس القريب نستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور، والبشرى والحبور، ولم لا وهو شهر تجتمع فيه أعمال عظيمة وأجور لمن قام بها كثيرة، واليوم نودعه مرتحلاً عنا بما أودعناه فيه، شاهداً علينا بما قدمناه بين يديه، فهنيئاً لمن كان شاهداً له عند الله بالخير، شافعاً له بدخول الجنة والعتق من النار، وويل ثم ويل لمن كان شاهداً عليه بسوء عمله، شاكياً إلى ربه من تفريطه وتضييعه، قال صلى الله عليه وسلم: (.. رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ..)(رواه الترمذي وأحمد).
ايها الصائمون والصائمات ها هو شهر الخير قد قوضت خيامه ، وتصرمت أيامه ، فحق لنا أن نحزن على فراقه ، وأن نذرف الدموع عند وداعه .
وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري هل ندرك غيره أم لا ؟ كيف لا تجري دموعنا على رحيله ؟ ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح أم لا ؟ وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا أم لا ؟ كيف لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات ، وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ؟! .
يمضى رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون ، يمضى وهو شاهد لنا أو علينا ، شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه ، وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه .
رمضان سوق قام ثم انفض ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ، فلله كم سجد فيه من ساجد ؟ وكم ذكر فيه من ذاكر ؟ وكم شكر فيه من شاكر ؟ وكم خشع فيه من خاشع ؟ وكم فرّط فيه من مفرِّط ؟ وكم عصى فيه من عاص ؟ .
ارتحل شهر الصوم ، فما أسعد نفوس الفائزين ، وما ألذ عيش المقبولين ، وما أذل نفوس العصاة المذنبين ، وما أقبح حال المسيئين المفرطين .
تذكر أيها الصائم وأنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين قال عز وجل: { يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار } (النور 44) ،
بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه ، واليوم نودعه بكل أسىً ، ونتلقى التعازي برحيله ، فما أسرع مرور الليالي والأيام ، وكر الشهور والأعوام .
والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ، فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ، فهيهات أن تعود مرة أخرى ، فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان ما دمت في زمن الإمكان ،
قال عمر بن عبد العزيز : " إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل أنت فيهما " ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي " .
كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده ، كما وصف الله عباده المؤمنين بأنهم : {يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } ( المؤمنون 60) ،
فهل شغلك أخي الصائم هذا الهاجس وأنت تودع شهرك ، قال علي رضي الله عنه : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ، ألم تسمعوا إلى قول الحق عز وجل : {إنما يتقبل الله من المتقين } المائدة 27) ،
وكان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان : " ياليت شعري من هذا المقبول منَّا فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ، أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك " .
أيها المسلمون الصائمون ، ها قد ولَّت العشر مؤذنة برحيل ، ولم يبق من الشهر الفضيل إلا أقلَّ القليل ، ونُصِبَت الأسواق ، أسواق الدنيا منصوبة ، وأسواق الآخرة مطلوبة ، ولكلٍ منهما روادُها وعُوَّادُها .
ألا وإن شهركم راحلٌ لا محالة فشيِّعوه ، وتمتعوا في ما بقي من أيامه ولا تضيعوه ، فما من شهر رمضان في الشهور عِوَض ، ولا كمُفترضه في غيره مفترض ، شهرُ عماراتِ القلوب ، وكفاراتِ الذنوب ، وأمانُ كل خائف مرهوب ، شهرُ افتضاض المساجد بالازدحام ، فيه هبوط الملائكة والعتق والخير.
أحبتي في الله ، فاز والله من تعبَّد لله وتهجد ، وقرأ القرآن فختم وعدَّد ، وإنما يختار الله (الدين) لمن يحبه من عباده ، ويريد به الخير ، ثم لا تجده في العيد إلا مسروراً ، لم يعدم الجديد من الثياب ، ولا الرغيد من لذيذ المآكل والعذب من الشراب ، ولكنه أضاف إلى هذه الفرحة فرحة {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} ، وهو يرجو من ربه فرحة {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}، يقول وقد انقضى شهره مثلما كان يقول عند انقضاء يومه: ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله . وغيره لا يسعد إلا بثوب يخلق ، وجديد يتبدد ، وسرور منكَّد ، فسبحان من أذاق أولياءَه من حلاوة طاعته وبركتها ما يدلهم على ما يدخره لهم من الجنة ، والسرور ، وطيب العيش ، ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم .
أيها المسلمون الصائمون ، هذه أيام التجارة مع الله ، وهذا أوان ختام الموسم فأين العبرات ، وأين الحسرات ، وأين التدارك ، فلعل الله أن يطلع على إخلاص قلبك ، وصدق نيتك ، وحشرك لنفسك مع المتملقين ، المتذللين ، المتخشعين المنكسرين ؛ فيقول لك : وله قد غفرتُ ، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم . إذا لم تحسن البكاء فتباكى ، وإذا لم يكن لك من القيام نصيب فالحق بالقائمين ولو في دعائهم وختام صلاتهم ، وإن لم يكن للِسانك من القرآن نصيب ، فافسح المجال لأذنك ، وإن كنت أدَّيت زكاة مالك من قبل فتصدَّق . ثم اعلم بعدها أنه لا يهلك في هذه الأيام ويُطرد إلا محروم هالك ، فتعساً له ونكساً .
أيها المسلمون ، ونستقبل في الليلة المقبلة ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر ، وليلة القدر في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في ما تبقى من أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله .
فيا شهر رمضان غير مودع ودعناك، وغير مقلي فارقناك، كان نهارك صدقة وصياماً، وليلك قراءة وقياماً، فعليك منا تحية وسلاماً، يا شهر الصيام أتراك تعود بعدها علينا أو تدركنا المنون فلا تؤول إلينا،
اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.
الخطبة الثانية
أما بعد: أيها المسلمون الصائمون، لقد اعتاد غالب المسلمين، أن يؤدوا زكاة أموالهم، في شهر رمضان المبارك، فكان من المناسب، أن نذكر بعض أحكامها
أيها المسلمون، إن شرعية الزكاة ثابت في كتاب الله عز وجل، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على ذلك.
لقد قُرن الزكاة في غير ما آية من كتاب الله بالصلاة، في مثل قوله تعالى: وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتُواْ ٱلزَّكَو[الزمل:20]. وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)).
فمن جحد وجوب الزكاة، فقد كفر، ومن منعها بخلاً وتهاوناً مع اعتقاد وجوبها، كان من فسّاق هذه الأمة،
ومن أداها، معتقداً وجوبها، راجياً ثوابها، فليٌبْشر بالخير الكثير، والخلف العاجل والبركة، قال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ [سبأ:39
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، أدوا ما أوجب الله عليكم في أموالكم، التي رزقكم الله تعالى، فإن بعض المسلمين، تساهلوا في هذا الركن العظيم،
عباد الله إن بعض المسلمين لا يؤدون زكاة أموالهم والعياذ بالله، لقد أخرجكم الله يا عباد الله، من بطون أمهاتكم، لا تعلمون شيئاً، ولا تملكون لأنفسكم نفعاً ولا ضراً، ثم يسر الله لكم الرزق، وأعطاكم ما ليس في حسابكم، فقوموا أيها المسلمون بشكره، وأدوا ما أوجب عليكم، لتبرأ ذممكم، وتطهروا أموالكم واحذروا الشح والبخل بما أوجب الله عليكم، فإن ذلك هلاككم، ونزع بركة أموالكم.
أيها المسلمون المؤمنون، هؤلاء الذين بخلوا على الله عز وجل، ولم يؤدوا هذا المقدار البسيط، الذي أوجبه الله عليهم في أموالهم، ألم يقرأوا الوعيد بالنيران في كتاب الله عز وجل لمن بخل بما آتاه الله، قال الله عز وجل: وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [آل عمران:180].
وقال تعالى: وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لانفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34، 35].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الآية الأولى: ((من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته، مُثّل له شجاعاً أقرع ـ وهي الحية الخالي رأسها من الشعر، لكثرة سمها ـ مثل له شجاعاً أقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، يأخذ بشدقيه، يقول: أنا مالك، أنا كنزك)) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم في تفسير الآية الثانية: وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي فيها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة، صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فتكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد)) رواه مسلم.
فاتقوا الله أيها المسلمون: يا من تتهاونون في دفع زكاة أموالكم
أيها المسلمون، لقد جاءت النصوص عامة مطلقة، في وجوب الزكاة في الذهب والفضة. ففي الذهب إذا بلغ عشرين ديناراً، وفي الفضة، إذا بلغت مائتي درهم، هذا هو نصاب الذهب والفضة، فما كان أقل منه فلا زكاة فيه، وما كان منه فأكثر، ففيه ربع العشر، ففي عشرين ديناراً نصف دنيار، وفي مائتي درهم خمسة دراهم.
وهذه الأوراق النقدية، التي تتعاملون بها، بدلاً من الذهب والفضة، لها حكم الذهب والفضة، فإذا بلغت ما يساوي نصاب الفضة ففيها ربع العشر.
عباد الله، وأما حلي المرأة، من الذهب والفضة،
فيجب الزكاة فيهما لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، ومعها بنت لها، وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أتؤدين زكاة هذا، قالت لا، قال أيسرك أن يسورك الله بها، سوارين من نار))، فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت هما لله ورسوله.
أيها المسلمون، ومما تجب فيه الزكاة أيضاً، عروض التجارة، وهي ما أعده الإنسان للبيع، والاتجار به، من حيوان وعقار وأثاث ومتاع وغير ذلك، كل شيء عندك للتجارة، فهو عروض تجارة، إذا حال عليها الحول، فقومه كم يساوي، ثم أخرج ربع عشر قيمته.
عباد الله، أما بالنسبة للعقارات المعدة للإيجار فإن الزكاة في ربع العشر من قيمة الإيجار وليس من قيمة العقار نفسه، وإذا كان هناك أراضٍ عند أحد فإن كان يريدها للسكنى وينوي أن يبنيها ثم يسكنها فهذا لا زكاة عليها وإن بقيت لعدة سنوات.
وإذا كان يبيع ويشتري بها فحكمها حكم عروض التجارة، تقوم كل سنة ثم يزكى ربع العشر من قيمتها.
وإن كان لا يريدها للسكنى ولا يبيع ويشتري في الأراضي، لكن نوى أن يبنيها إما فلل أو شقق ثم يؤجرها، فهذا أيضاً لا زكاة فيها، حتى يبنيها، والزكاة تكون في ربع العشر من قيمة الإيجار فيما بعد متى حال عليها الحول.
وأما بالنسبة للديون التي عند الناس، فلا يجب عليك إخراج زكاتها حتى تقبضها، فإذا قبضتها، فإن كان الدين على مليء، وجب أن تخرج عنه زكاة كل السنوات الماضية، وإن كان على فقير لم يجب أن تخرج إلا عن سنة واحدة فقط، وإن أخرجت زكاة الدين قبل قبضه فلا بأس.
عباد الله والواجب في زكاة المال أن تكون من النقود ، ولا يجوز إخراجها مواد عينية ، ولا سلعاً غذائية.
ومن واجب صاحب الزكاة تسليم مبلغ الزكاة للمستحقين ، وليس من حقه التصرف بهذا المبلغ ولا الاجتهاد في البحث عن الأنفع لهم حسب نظره ، بل يعطي المال المستحق للفقير ، وهو أدرى بحاجته ومصلحته من غيره .
ومن المعلوم أن الإنسان يستطيع الحصول على ما يريد عن طريق المال ، بخلاف المواد العينية التي قد يحتاجها وقد لا يحتاجها ، ويضطر لبيعها بثمن بخس للاستفادة من ثمنها .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"هل يجوز تحويل مبلغ الزكاة إلى مواد عينية غذائية وغيرها فتوزع على الفقراء؟" .
فأجاب :
" لا يجوز، الزكاة لا بد أن تدفع دراهم... ". انتهى من " اللقاء الشهري" (41 / 12) .
وللأسف الشديد اليوم حصل العبث بأموال الزكاة
من جهة المزكين أنفسهم أو من جهة القائمين على
تصريف أموال الزكاة كاالمؤسسات الخيرية
أو السعاة والوسطاء الفقير يبكي أوجاعا وألاما
يحتاج الى أبره تسكن ألمه أو علاج يخفف أوجاعه
فيقول له صاحب الزكاة أو من ينوبه نحن نعتمد لك
كيس بر أوسلة غذائيه
ومثل ذلك من يشتكي ديونه وايجار المنزل
او حاجته للغاز وحليب طفله الرضيع وعلاج الزوجة وكسوة الصغار
وهذا المزكي يأتي يخرجها سكر وارز
والله ظلم وتعدي في حقهم المفروض من الله
ياعباد الله اعطوهم المال يضعوه في حاجاتهم المهمة .وهم ادرى بحاجاتهم
وأوجه بهذا الخصوص
♦رسلتان الاولى لمن تجب عليه الزكاة اتق الله وأخرج زكاتك طيبة بها نفسك ولاتحتال في حق الفقير فافريضة الزكاة كفريضة
الصلاة والهازل بصلاته لاتقبل منه وكذلك الزكاة
فعظموا الله وقفوا عند حدوده
الرسالة الثانية لك أخي الكريم الساعي
والشافع والوسيط بين الغني
والفقير اقول لك وظيفتك مباركة عظيمة
والإخلال بها عظيم عند الله وأعيذك أن يأتي يوم القيامة وأمامك خصمين
الأول من أتمنك في تصريف زكاته فعبثت بزكاته
والخصم الثاني المحتاج والفقير الذي احرمته حقه
او عبثت بحقه واحرمته حاجته
أرجوا الله أن يهدي بهذا التنبيه كل مقصر وغافل
عباد الله وفي ختام هذه اللحظات الاخيرة المباركة من شهركم الكريم تلمسوا حاجات الفقراء والمساكينفكم من أسرمهمومة محزونه
محرومة من كسوة العيدأبذلوا مافي وسعكم في عونهم
ومساعدتهم ادخلوا السرور عليهم
هناك من اطفال الفقراء من ياتي العيد وهو حبيس
المنزل يبكيي لا يستطيع ان يشارك الاطفال فرحة
العيد لان ملابسه ممزقه وشعره منفوش وريشه منتوف لافرح ولا سرور والاشد من ذلك لوعة الام وحزنها وقهرها وبؤسها وهي تنظر الى اطفالها بعين الرحمة والعطف فلا جديد ولاسعيد ولاكحل ولاحناء ولابسمة ولافرحة
يامسلمون ياهل العطف والاحسان احسنوا الى الاقارب والجيران وارحموا الارامل والمعسرين

عباد الله:
وإن من مظاهر الإحسان في خواتيم هذا الشهر الكريم وتوديعه بحسن الختام إخراج زكاة الفطر، حيث تأتلف القلوب، ويتعاطف الغني مع الفقير، وقد فرضت طهرة للصائم، وطعمة للفقراء والمساكين، وما اشتكى فقير إلا بقدر ما قصَّر الغني في إخراجها.

وزكاة الفطر واجبة على الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد، ويستحب إخراجها عن الحمل في بطن أمه إذا نفخت فيه الروح، وهي من غالب قوت البلد تمراً أو براً أو شعيراً أو زبيباً أو أقطاً أو أرزاً، ومقدارها صاع عن كل شخص، أي ما يعادل: ثلاثة كيلو جرامات تقريباً، ويجزيء عن هذه الخمسة كل حب يقتات في البلد: الأرز والذرة والدُّخن،
ويخرج الإنسان صدقة الفطر عن نفسه وعمن يقوم بنفقته،

وأنبه هنا إلى أمر هام: وهو أن على المسلم أن يتحرى من يعطيه زكاة فطره لأن بعض الناس يتعامل بزكاة الفطر وكأنها هدية، فيعطيها لقريبه الذي لا يستحقها، ويعطيها القريب لآخر من الناس، وهكذا فتصبح زكاة الفطر عادة وليست عبادة، لهذا وجب على من يخرج زكاة فطره أن يتحرى من يستحقها لكي تجزئه.

ومن فاته إخراجها في يوم العيد فإنه يخرجها بعده قضاء، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ولابد أن تدفع في وقت الإخراج إلى المستحق أو إلى وكيله، ولا يكفي أن يجعلها أمانة عند شخص ليس وكيلاً للمستحق.

ويجوز للفقير أن يخرج فطرته مما أعطي من الصدقات، ويجوز دفع صدقة الجماعة إلى فقير واحد، ويجوز دفع صدقة الشخص الواحد إلى جماعة من الفقراء.

والحكمة من صدقة الفطر أنها طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين وشكر لله تعالى على إكمال الصيام، فأدوها رحمكم الله على الوجه المشروع طيبة بها نفوسكم من أوسط ما تطعمون أهليكم.
قد أفلح من تزكي وذكر اسم ربه فصلى](الأعلى).
اخوكم عبدالوهاب المعبأ
773027648
المشاهدات 1970 | التعليقات 0