خطبة : ( وخير الخطائين التوابون )
عبدالله البصري
1436/05/29 - 2015/03/20 05:31AM
وخير الخطائين التوابون 29 / 5 / 1436
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَـ" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ " " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، فِيمَا يُحِيطُ بِالإِنسَانِ صَغُرَ أَو كَبُرَ ، دُرُوسٌ وَعِظَاتٌ وَعِبَرٌ ، وَحَيَاةٌ لِقَلبِ مَن تَأَمَّلَ وَتَفَكَّرَ ، وَلَيسَ ذَلِكَ خَاصًّا بِالمَوَاقِفِ العَصِيبَةِ أَوِ الأَحدَاثِ الرَّهِيبَةِ ، بَل حَتَّى في أَيسَرِ مَا يَمُرُّ عَلَى المَرءِ في حَيَاتِهِ اليَومِيَّةِ ، تَفَكَّرُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ في هَذِهِ المَلابِسِ الَّتي نَرتَدِيهَا عَلَى أَجسَادِنَا ، وَنُغَطِّي بها عَورَاتِنَا وَسَوءَاتِنَا ، وَنَتَجَمَّلُ بها في عِبَادَاتِنَا وَلِقَاءَاتِنَا ، لَو أَنَّ كُلاًّ مِنَّا تَرَكَ مَا عَلَى ظَهرِهِ مِنهَا فَلَم يَغسِلْهُ وَلم يَعتَنِ بِهِ ، لا بِنَظَافَةٍ وَلا طَهَارَةٍ وَلا طِيبٍ ، مَا الَّذِي سَيَحدُثُ وَيَجرِي ؟! إِنَّ تِلكَ المَلابِسَ سَتَتَّسِخُ وَتُنتِنُ ، وَسَتُؤذِي عَينَ مَن يَرَاهَا وَأَنفَ مَن يَشُمُّهَا ، وَسَتَكُونُ مَدعَاةً لِنُفرَةِ النَّاسِ مِن بَعضِهِم ، وَعَدَمِ احتِمَالِ أَيٍّ مِنهُم لِلآخَرِ !!
وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ مِنَ الطَّبِيعِيِّ أَن يَحرِصَ النَّاسُ عَلَى نَظَافَةِ مَلابِسِهِم وَطَهَارَتِهَا ؛ لِيَتَجَمَّلُوا أَمَامَ غَيرِهِم وَيُحَسِّنُوا صُورَتَهُم ، بَل إِنَّكَ تَجِدُ الوَاحِدَ مِنَّا إِذَا لَبِسَ الجَدِيدَ وَكَانَ في أَكمَلِ زِينَتِهِ ، وَجَدَ خِفَّةً في نَفسِهِ وَرَاحَةً لِقَلبِهِ وَانشِرَاحًا لِصَدرِهِ ، وَأَحَبَّ لِقَاءَ النَّاسِ وَأَنِسَ بِالجُلُوسِ بِجِوَارِهِم ، وَأَحَبَّهُ النَّاسُ وَاستَمتَعُوا بِمُخَالَطَتِهِ ، وَالعَكسُ بِالعَكسِ .
إِنَّهَا صُورَةٌ لِلظَّاهِرِ لا تُنكَرُ ، أَفَرَأَيتُم ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ تِلكَ الصُّورَةَ الظَّاهِرَةَ ، فَإِنَّهَا مِثَالٌ لِمَا يَجرِي في البَاطِنِ ، القَلبُ الَّذِي يَحمِلُهُ كُلٌّ مِنَّا بَينَ جَنبَيهِ ، يُصَابُ بَينَ حِينٍ وَآخَرَ بِأَدرَانٍ وَأَوسَاخٍ ، وَيَتَلَطَّخُ بِأَوضَارٍ وَنَجَاسَاتٍ ، وَيَحتَاجُ إِلى غَسلٍ وَتَطهِيرٍ وَتَنقِيَةٍ ، وَإِذَا كَانَتِ الأَوسَاخُ الَّتي تُصِيبُ الثِّيَابَ تُزَالُ بِالمُنَظِّفَاتِ ، فَإِنَّ دَرَنَ القَلبِ لا يُمكِنُ أَن تُزِيلَهُ مُنَظِّفَاتُ الدُّنيَا بِأَسرِهَا ، وَلا أَن تُعَالِجَهُ مَسَاحِيقُهَا بِأَنوَاعِهَا ، وَلَكِنَّهَا التَّوبَةُ الصَّادِقَةُ ، وَالإِنَابَةُ الكَامِلَةُ ، وَالاستِغفَارُ وَالرُّجُوعُ إِلى اللهِ ، وَالانطِرَاحُ بَينَ يَدَيهِ وَالدُّخُولُ في حِمَاهُ .
لَيسَ المُؤمِنُ مَعصُومًا مِنَ الذَّنبِ وَالخَطِيئَةِ ، وَلا هُوَ في مَنأًى عَنِ الهَفوَةِ وَالزَّلَّةِ ، وَلا بُدَّ لَهُ مِنَ الوُقُوعِ في بَعضِ مَزَالِقِ الشَّيطَانِ وَحَبَائِلِهِ ، وَلَكِنَّ الفَرقَ بَينَ حَيِّ القَلبِ المُوَفَّقِ ، وَمَيِّتِ القَلبِ المَخذُولِ ، هُوَ المُبَادَرَةُ بِالتَّوبَةِ وَالرُّجُوعِ إِلى اللهِ ، وَتَدَارَكُ القَلبِ قَبلَ أَن يَنتَكِسَ وَيَرتَكِسَ ، وَحِمَايَتُهُ مِن تَشَرُّبِ السَّيِّئَاتِ حَتى تُلَوِّثَهُ فَلا يُستَطَاعَ تَنقِيَتُهُ ، قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " كُلُّ بَني آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " أَخرَجَهُ أَحمَدُ وَالتِّرمِذِيُّ وَابنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ . وَقَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " قَالَ اللهُ ـ تَعَالى ـ : يَا عِبَادِي ، إِنَّكُم تُخطِئُونَ بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ ، وَأَنَا أَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاستَغفِرُوني أَغفِرْ لَكُم " أَخرَجَهُ مُسلِمٌ ، وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ، لَو لم تُذنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُم ، وَلَجَاءَ بِقَومٍ يُذنِبُونَ فَيَستَغفِرُونَ اللهَ فَيَغفِرُ لَهُم " أَخرَجَهُ مُسلِمٌ .
كَم يَشتَكِي النَّاسُ اليَومَ مِنَ الأَرَقِ وَالقَلَقِ ! وَكَم يَعصِفُ بِهِمُ الهَمُّ وَالغَمُّ ! بَل كَم مِن عِلاقَاتٍ تَفسُدُ وَأَوَاصِرَ تَتَقَطَّعُ ! وَنُفُوسٍ تَتَغَيَّرُ وَصَدَاقَاتٍ تَذهَبُ ! وَعَيشٍ يَتَنَغَّصُ وَحَيَاةٍ تَتَكَدَّرُ ! ثم هُم بَعدَ هَذَا يَذهَبُونَ إِلى المَصَحَّاتِ وَيَلجَؤُونَ إِلى المُستَشفَيَاتِ ، وَيَبحَثُونَ عَن أَفضَلِ الأَطِبَّاءِ وَأَشهَرِ الخُبَرَاءِ ، وَيَستَخدِمُونَ العِلاجَاتِ النَّفسِيَّةَ وَيُكثِرُونَ مِنَ الأَدوِيَةِ البَشَرِيَّةِ ، وَلَو تَفَكَّرُوا قَلِيلاً وَتَأَمَّلُوا ، لَوَجَدُوا كَثِيرًا مِمَّا يُصِيبُهُم وَيَعظُمُ بِهِ كَمَدُهُم ، وَتَكتَوِي بِهِ أَكبَادُهُم وَيَطُولُ حُزنُهُم ، إِنَّمَا هُوَ أَلَمُ المَعَاصِي التي أَصَرُّوا عَلَيهَا وَلم يَتُوبُوا مِنهَا ، وَكَآبَةُ الخَطَايَا التي أَلِفُوهَا وَلم يُقلِعُوا عَنهَا ، وَلَو أَنَّهُم أَتبَعُوا كُلَّ ذَنبٍ بِتَوبَةٍ نَصُوحٍ صَادِقَةٍ ، لَهَبَّ عَلَى قُلُوبِهِم نَسِيمُ الرَّجَاءِ ، وَلأَشرَقَ في نُفُوسِهِم نُورُ الأَمَلِ ، وَلَتَبَيَّنَ بَينَ جَوَانِحِهِم صُبحُ الهِدَايَةِ ، وَلَكِنَّ إِصرَارَ كُلِّ مُخطِئٍ عَلَى خَطَئِهِ ، وَلُزُومَ كُلِّ عَاصٍ مَعصِيَتَهُ ، وَعَدَمَ الإِقلاعِ وَلا التَّفكِيرِ في النُّزُوعِ وَالرُّجُوعِ ، هُوَ الَّذِي أَصَابَهُم بِاليَأسِ وَالقُنُوطِ ، وَسَدَّ في وُجُوهِهِم مَنَافِذَ الخَيرِ ، وَأَلبَسَهُم لِبَاسَ الهَمِّ وَالغَمِّ . قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " كَلاَّ بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَا كَانُوا يَكسِبُونَ " وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " تُعرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَالحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَت فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ ، وَأَيُّ قَلبٍ أَنكَرَهَا نُكِتَت فِيهِ نُكتَةٌ بَيضَاءُ ، حَتى تَصِيرَ عَلَى قَلبَينِ : عَلَى أَبيَضَ مِثلِ الصَّفَا ، فَلا تُضُرُّهُ فِتنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ ، وَالآخَرَ أَسوَدَّ مُربَادًّا كَالكُوزِ مُجَخِّيًا ، لا يَعرِفُ مَعرُوفًا وَلا يُنكِرُ مُنكَرًا إِلاَّ مَا أُشرِبَ مِن هَوَاهُ " رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ .
أَلا فَمَا أَحرَانَا أَن نَتَّقِيَ اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَنَعُودَ إِلى رُشدِنَا وَنَستَلهِمَ صَوَابَنَا ، وَنُوقِنَ أَنَّنَا لم نُخلَقْ إِلاَّ لِعِبَادَةِ رَبِّنَا ، فَلا نَتَمَادَى في الخَطَأِ إِذَا عَلِمنَا أَو عُلِّمنَا ، وَلا نَتَجَاهَلَ إِذَا ذَكَرنَا أَو ذُكِّرنَا ، أَجَل ـ إِخوَةَ الإِيمَانِ ـ إِنَّ عَلَى المُذنِبِ ، وَكُلُّنَا مُذنِبُونَ ، أَن يُقلِعَ عَن كُلِّ مَعصِيَةٍ ، وَأَن يَنزِعَ عَن كُلِّ خَطِيئَةٍ ، وَأَن يَفعَلَ المَأمُورَ وَيَجتَنِبَ المَحظُورَ ، وَيَتَخَلَّصَ مِنَ المَظَالِمِ وَيُبرِئَ ذِمَّتَهُ مِن حُقُوقِ الآخَرِينَ ؛ فَإِنَّهُ لا فَلاحَ وَلا نَجَاحَ ، وَلا سَعَادَةَ وَلا رَاحَةَ إِلاَّ بِذَلِكَ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيرًا لَهُم " وَقَالَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " وَتُوبُوا إِلى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ " لِنَتُبْ إِلى اللهِ مَا دُمنَا في زَمَنِ الإِنظَارِ ، وَلْنُسَارِعْ قَبلَ تَصَرُّمِ الأَعمَارِ ، فَإِنَّ العُمُرَ مُنصَرِمٌ وَالأَجَلَ مُنهَدِمٌ ، وَكُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ ، قَالَ ـ تَعَالى ـ : " إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيهِم وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا . وَلَيسَتِ التَّوبَةُ لِلَّذِينَ يَعمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ إِنِّي تُبتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُم كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعتَدنَا لَهُم عَذَابًا أَلِيمًا "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَتُوبُوا إِلَيهِ وَاستَغفِرُوهُ ، فَقَد كَانَ نَبِيُّكُم وَهُوَ المَعصُومُ يُكثِرُ مِنَ التَّوبَةِ وَالاستِغفَارِ ، قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " وَاللهِ إِنِّي لأَستَغفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيهِ في اليَومِ أَكثَرَ مِن سَبعِينَ مَرَّةً " أَخرَجَهُ البُخَارِيُّ ، وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلى اللهِ وَاستَغفِرُوهُ ، فَإِنِّي أَتُوبُ في اليَومِ مِئةَ مَرَّةٍ " أَخرَجَهُ مُسلِمٌ .
إِنَّ تَكرَارَ التَّوبَةِ وَالإِكثَارَ مِنهَا ، سَبَبٌ لِرَضَا الرَّبِّ عَنِ العَبدِ ، فَلْيَحذَرِ المُسلِمُ أَن يَدخُلَ عَلَيهِ الشَّيطَانِ ، فَيُوهِمَهُ أَنَّهُ إِمَّا أَن يَتُوبَ فَلا يُذنِبَ أَبَدًا ، وَإِمَّا أَن يَتَمَادَى في مَعصِيَتِهِ حَتَّى يَشبَعَ مِن شَهَوَاتِهِ وَرَغَبَاتِهِ ، ثم يَتُوبَ وَيُقلِعَ وَيُنِيبَ ، عَن أَبي هُرَيرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : سَمِعتُ النَّبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ : " إِنَّ عَبدًا أَصَابَ ذَنبًا فَقَالَ : رَبِّ ، أَذنَبتُ ذَنبًا فَاغفِرْ لي ، فَقَالَ رَبُّهُ : أَعلِمَ عَبدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ وَيَأخُذُ بِهِ ؟! غَفَرتُ لِعَبدِي ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنبًا فَقَالَ : رَبِّ ، أَذنَبتُ آخَرَ فَاغفِرْهُ ، فَقَالَ : أَعلِمَ عَبدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ وَيَأخُذُ بِهِ ؟ غَفَرتُ لِعَبدِي ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ أَذنبَ ذَنبًا فَقَالَ : رَبِّ ، أَذنَبتُ آخَرَ فَاغفِرْهُ لي ، فَقَالَ : أَعلِمَ عَبدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ وَيَأخُذُ بِهِ ؟ غَفَرتُ لِعِبدِي فَلْيَعمَلْ مَا شَاءَ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ، وَعَن أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ : " قَالَ اللهُ ـ تَعَالى ـ : يَا ابنَ آدَمَ ، إِنَّكَ مَا دَعَوتَني وَرَجَوتَني غَفَرتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنكَ وَلا أُبَالي . يَا ابنَ آدَمَ ، لَو بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغفَرتَني غَفَرتُ لَكَ . يَا ابنَ آدَمَ ، إِنَّكَ لَو أَتَيتَني بِقُرَابِ الأَرضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَني لا تُشرِكُ بي شَيئًا لأَتيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغفِرَةً " أَخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ ، وَعِندَ مُسلِمٍ : " مَن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبرًا تَقَرَّبتُ مِنهُ ذِرَاعًا ، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبتُ مِنهُ بَاعًا ، وَمَن أَتَاني يَمشِي أَتيتُهُ هَروَلَةً ، وَمَن لَقِيَني بِقُرَابِ الأَرضِ خَطِيئَةً لا يُشرِكُ بي شَيئًا لَقِيتُهُ بِمِثلِهَا مَغفِرَةً " وَقَدِ امتَدَحَ اللهُ عِبَادَهُ المُتَّقِينَ بِأَنَّهُم يَتُوبُونَ وَيَستَغفِرُونَ وَلا يُصِرُّونَ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلم يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُم مَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم وَجَنَّاتٌ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعمَ أَجرُ العَامِلِينَ "
المرفقات
وخير الخطائين التوابون.doc
وخير الخطائين التوابون.doc
وخير الخطائين التوابون.pdf
وخير الخطائين التوابون.pdf
المشاهدات 2625 | التعليقات 3
بارك الله في علمك ياشيخنا ونفع الله بك
خطبه بليغه مميزه نسأل الله عز وجل أن ينفع بها
بارك الله في علمك ياشيخنا ونفع الله بك وسددك
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق