خطبة موافقة للتعميم ( واحسنوا أن الله يحب المحسنين )
تركي العتيبي
وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين
منقولة اعدها ابو ايوب السليمان
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَامُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أمَّا بَعْدُ ، فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، مَكَانَةُ الْإِحْسَانِ فِي الْدِّينِ عَظِيْمَةٌ ، بَلْ هُوَ لُبُّ الْإِيْمَانِ وَرُوْحُهُ وَكَمَالُهُ ، وَهُوَ أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّينِ وَأَعْظَمُهَا ، وَأَهْلُهُ هُمُ الْمُسْتَكْمِلُونَ لَهَا ، السَّابِقُونَ بِالْخَيِّرَاتِ ، الْمُقَرَّبُونَ فِي عُلُوِّ الدَّرَجَاتِ .
وَالْإِحْسَانُ نِهَايَةُ الْإِخْلَاَصِ ، وَالْإِخْلَاَصُ هُوَ إِيْقَاعُ الْعَمَلِ عَلَى أَكْمَلِ وُجُوهِهِ فِي الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ ، وَفِي الصَّحِيْحِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا سَأَلَهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَنْ الْإِحْسَانِ قَالَ : «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك».
فَبَيَّنَ ﷺ أَنَّ الْإِحْسَانَ عَلَى مَقَامَينِ : (أَعْلَاهُمَا) مَقَامُ الْمُشَاهِدَةِ ، بِحَيْثُ يَتَنَوَّرُ الْقَلْبُ بِالْإِيمَانِ ، وَتَنْفُذُ الْبَصِيرَةُ فِي الْعِرْفَانِ ، حَتَّى يَصِيرَ الْغَيْبُ كَالْعِيَانِ ، وَهَذَا هُوَ حَقِيقَةُ الْإِحْسَانِ.
وَ(الْثَّانِي) مَقَامُ الْمُرَاقِبَةِ ، فَإِذَا اسْتَحْضَرَ الْعَبْدُ هَذَا فِي عَمَلِهِ وَعَمِلَ بِهِ ، مَنَعَهُ مِنَ الْاِلْتِفَاتِ إِلَى غَيْرِ اللهِ وَإِرَادَتِهِ بِالْعَمَلِ ، وَهَذَا الْمَقَامُ هُوَ الْوَسِيلَةُ الْمُوصِلَةُ لِلْأَوَّلِ .
وَالْعَبْدُ مُطَالَبُ بِإحْسَانِ الْعَمَلِ وَإِجَادَتِهِ ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَكُونَ للهِ خَالِصًا ، وَلِهَدْي رَسُولِ اللهِ ﷺ مُوَافِقًا ، قَالَ تَعَالَى : ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ ، قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللهُ : أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ .
وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ ، وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ .
فَأَحْسِنُوا فِي عِبَادَةِ رَبِّكُمْ بِالتَوْحِيدِ وَالْإِخْلَاَصِ لَهُ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ ، وَبِالْبَرَاءةِ مِنَ الشِّرْكِ صَغِيرِهِ وَكَبِيرِهِ ، وَمِنَ الْبِدَعِ الْمُحْدَثَاتِ وَالضَّلَالِ .
أَحْسِنُوا فِي اتِّبَاعِ مِنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي كُلِّ أَبْوَابِ الْاِعْتِقَادِ ، مُتَجَنِّبِينَ عَقَائِدَ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَالْمُرْجِئَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ فِرَقِ الْبِدَعِ أَوِ الْإِلْحَادِ .
أَحْسِنُوا فِي صِلَاتِكُمْ بأدَائِهَا جَمَاعَةً فِي أَوْقَاتِهَا ، وَبِاسْتيفَاءِ شُرُوطِهَا وَأَرْكَانِهَا وَوَاجِبَاتِهَا ، وَبِالْحِرْصِ عَلى أَدَاءِ سُنَنِهِا ، وَالْخُشُوعِ وحُضُورِ الْقَلْبِ فِيهَا ، فَإِنَّهَا الرُّكْنُ الْأعْظَمُ بَعْدَ الْشَّهَادَتَينِ .
أَحْسِنُوا لِلْوَالِدِينَ بِبَرِّهِمَا ، وَطَاعَتِهِمَا فِي الْمَعْرُوفِ ، وَكَفِّ الْأَذَى عَنْهُمَا ، وَالدُّعَاءِ وَالْاِسْتِغْفَارِ لَهُمَا ، وَإِنْفَاذِ عَهْدِهِمَا ، وَإِكْرَامِ صَدِيقِهِمَا .
أَحْسِنُوا لِلْأَقَارِبِ وَالْأَرْحَامِ بِصِلَتِهِمْ ، وَتَرْكِ مَايُسِيءُ إِلَيْهِمْ ، وَلَيْسَ وَاصِلُ الْرَّحِمِ بِالْمُكَافِئِ ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا .
أَحْسِنُوا لِلْيَتَامَى بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ، وَصِيَانَةِ حُقُوقِهِمْ ، وَتَأْدِيبِهِمْ وَتَرْبِيَتِهِمْ بِالْحُسْنَى.
وَأَحْسِنُوا لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ بِسَدِّ جُوْعِهِمْ وَسَتْرِهِمْ ، وَعَدَمِ احْتِقَارِهِمْ أَوِ ازْدِرَائِهِمْ ، وَإِيصَالِ النَّفْعِ إِلَيْهِمْ بِمَا يَسْتَطِيعُ ، لاَ سِيَّمَا وَالشِّتَاءُ قَدْ مَدَّ رِوَاقَهُ ، وَخَيَّمَ ظِلَالَهُ ، وَالْنَّفَقَةُ فِيهِ تُرْهِقُ الْكَاسِبَ ، فَكَيْفَ بِالْفَقِيرِ الْمُعْدَمِ الْكَاسِدِ !! .
أَحْسِنُوا لِلْخَادِمِ بِإِتْيَانِهِ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ، وَبِعَدَمِ تَكْليفِهِ بِمَا لَا يُطِيقُ ، وَبِصَوْنِ كَرَامَتِهِ ، وَاحْتِرَامِ شَخْصِيَّتِهِ .
وَأَحْسِنُوا لِصَاحِبِ الْعَمَلِ بِحِفْظِ الأَمَانَةِ ، وَإِتْقَانِ الْصِّنَاعَةِ ، وَالْبُعْدِ عَنِ الْغِشِّ وَالْتَّكَاسُلِ والْخِيَانَةِ .
أَحْسِنُوا لِلْحَيَوَانِ بِإِطْعَامِهِ وَمُدَاوَاتِهِ ، وَبِعَدَمِ تَكْليفِهِ فَوْقَ طَاقَتِهِ ، وَإذَا قَتَلْتُمُ الْحَيَوَانَ فَأحْسِنُوا القِتْلَة، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذِّبْحَةَ .
أَحْسِنُوا إِلَى الْجَارِ بِإحْسَانِ جِوَارِهِ ، وَأَحْسِنُوا إِلَىالْكَافِرِ الْمُسْتَأَمَنِ وَالْمُعَاهَدِ بِحِمَايَتِهِ وَصِلَتِهِ بِمَايَحْتَاجُهُ ، وَبِدَعْوَتِهِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَتَرْغِيبِهِ فِيهِ مَعَ الْبرَاءِ مِنْ دِينِهِ وَبُغْضِهِ .
أَحْسِنُوا لِعُمُومِ النَّاسِ بِالتَّلَطُّفِ فِي الْقَوْلِ وَالْمُعَامَلَةِ ، وَبِإِرْشَادِ ضَالِّهِمْ ، وَتَعْلِيمِ جَاهِلِهِمْ ، وَالْاِعْتِرَافِ بِحُقُوقِهِمْ ، وَكَفِّ الْأَذَى عَنْهُمْ .
أَحْسِنُوا لِوَطَنِكُمْ بِالْحِفَاظِ عَلَى مُقَدَّرَاتِهِ ، وَالدِّفَاعِ عَنْهُ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ وَالْجَاهِ ، ((فَإِنَّهُ مَهْبِطُ الْوَحْي، وَقِبْلَةُ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَرْضُ الْحَرَمَيْنِ ، وَمَنْبَعُ رِسَالَةِ الْإِسْلَامِ لِلثَّقَلَيْنِ)) .
وَأَحْسِنُوا لِوُلَاةِ أَمْرِكُمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ ، وَالْسَّمْعِ وَالْطَّاعَةِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَأْلِيفِ الْقَلُوبِ عَلَيْهِمْ ، وَتَرْكِ مُنَازَعَتِهِمْ أَوِ الْتَّثْرِيبِ عَلَيْهِمْ .
أَحْسِنُوا .. وَأَبْشِرُوا بِمَا وَعَدَ اللهُ بِهِ الْمُحْسِنِينَ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ،وَقَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُواالْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْمُحْسِنِينَ الْمُتَّقِينَ الأَبْرَارِ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِيوَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ وكَفَى ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِهِ المُصْطَفَى ، وعَلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن سَارَ عَلى نَهْجِهِ واقْتَفَى .
أمَّا بَعْدُ : فاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حَقَّ التَّقْوَى .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، مِنْ وُجُوهِ الْإِحْسَانِ إِنْظَارُ الْمُعْسِرِينَ أَوْ إِبْرَاؤُهُمْ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، فَأَمَرَ تَعَالَى بِالصَّبْرِ عَلَى الْمُعْسِرِ ، ثُمَّ نَدَبَ إِلَىالصَّدَقَةِ بِالْوَضْعِ عَنْهُ ، وَوَعَدَ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرَ وَالثَّوَابَ الْجَزِيلَ .
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْيَسَرِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ» .
وَمِنْ وُجُوهِ الْإِحْسَانِ قَضَاءُ الدُّيُونِ عَنِ الْمُعْسِرِينَ ،((وَقَدْ قَامَتْ الحُكُومَةُ السُّعُودِيَّةُ - وَفَقَّهَا اللهُ - بِإِيْجَادِ مَنَصَّةِ «إِحْسَانٍ» لِلْعَمَلِ الْخَيْرِيِ ، وَمِنْ مَهَامِّهَا تَسْهِيْلُ عَمَلِيَّةِ التَّبَرُّعِ بِأَمَانٍ وَشَفَافِيَّةٍ ، مِنْ خِلَالَ خِدْمَةِ «تَيَسَّرَتْ» فِيقَضَاءِ دُيُونِ الْمُعْسِرِينَ مِمَّنْ صَدَرَتْ بِحَقِّهِمْ أَحْكَامٌ قَضَائِيَّةٌ .
وَلَا غَرْوَ فِي ذَلِكَ ، فَبِلَادُنَا عُرِفَتْ مُنْذُ إِنْشَائِهَا إِلَى عَهْدِ خَادِمِ الْحَرَمَيْنِ وَوَلِيِّ عَهْدِ الْأَمينِ- حَفِظَهُمَا اللهُ- بِحِرْصِهَا عَلَى تَقْديمِ الدَّعْمِ لِكُلِّ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، انْطِلَاقًا مِنَ الْقِيَمِ الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي قَامَتْ عَلَيْهَا)) .
فَنَحُثُّ الْجَمِيعَ عَلَى الْمُسَاهَمَةِ بِمَا تَجُودُ بِهِ النَّفْسُ وَلَوْ بِالْيَسِيرِ ، وَلْيَبْشِرْ بِالْأَجْرِ وَالْخَلَفِ مِنَ اللهِ الْقَدِيرِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّاالْإِحْسَانُ﴾ ، وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ الْنَّبِيَّ ﷺ قَالَ : «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عَنْهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
عِبَادَ اللهِ ، قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاه : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِيبَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ ، وَاشْفِ مَرْضَاهُمْ ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُم .
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا ، ((اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَلِكَ سَلْمَانَ بْنَ عبدِالعَزيزِ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الْأَمِينَ الْأَميرَ مُحَمَّدَ بْنَ سَلْمَانَ بِتَوْفِيقِكَ وَأَيِّدْهُمَا بِتَأْيِيدِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ انْصُرْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ فِي الْحَدِّ الجَنُوبِيِّ ضِدَّ الْمُعْتَدِينَ وَفِي الْدَّاخِلِ ضِدَّ الْمُفْسِدِيْنَ)) ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا وَعَقِيْدَتَنَاوَقَادَتَنَا وَرِجَالَ أمْنِنَا بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيراً عَلَيْهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ .
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَاغَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيئًا طَبَقَاً سَحَّاً مُجَلِّلاً ، عَامَّاً نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ ، عَاجَلاً غَيْرَ آجِلٍ ، تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ ، وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادُ ، وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالْبَادِ .
اللَّهُمَّ إِنَا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْوَبَاءِ وَالْغَلَاَءِ وَالرِّبَا والزِّنا، وَالزَّلَازِلِ وَالْمِحَنِ وَسُوءِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ