خطبة: من الأثار السيئة للكلمة

د صالح بن مقبل العصيمي
1446/03/29 - 2024/10/02 23:46PM

خطبة: من الأثار السيئة للكلمة. الخطبة الأولى.

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

1- عِبَادَ الله: عَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ مَكْشُوفٌ أَمَامَ اللهِ، يَعْلَم سِرَّهُ وَنَجْوَاه، قَالَ تَعَالَى:(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ).

2- فَلَا يَحْجبُهُ عَنِ اللهِ سِتْرٌ، لَا خَافتَة وَلَا خَافِيَة؛ فَاللهُ سُبْحَانُهُ وَتَعَالَى أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيْدِ الَّذِيْ يَجْرِيْ فِيْ دَمِهِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ يَعِيْشَ فِيْ حَذَرٍ دَائِمٍ، وَخَشْيَةٍ، وَيَقَظَةٍ.

3- قَالَ تَعَالَى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، فَمَا مِنْ لفظٍ يَلْفَظه، وَمَا مِنْ فِعْلٍ يَفْعَلهِ؛ إِلَّا وَملِكَانِ يُسَجِّلَانِهِ، فَلْنَتَّقِ اللهِ فِيْ أَلْفَاظِنَا وَأَفْعَالِنَا.

4- عِبَادَ الله: إِنَّ أَعْظَمَ الجَوَارِحِ اخْتِرَاقَاً لِلْحُرُمَاتِ هُوَ الِّلسَانِ، قَالَ تَعَالَى:( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ).

5- وَفِيْ هَذَا أَمْرٌ وَاضِحٌ بِوُجُوبِ أَنْ يُوَظِّفَ المُسْلِمُ لِسَانَهُ بِالْخَيْرِ نَاطِقَاً وَسَاكِتَاً.

6- قال ﷺ: (وهل يكُبُّ الناسَ على مناخرِهم في جهنمَ إلا حصائدُ ألسنتِهم). رواه الترمذي، وصححه ابن القيم، وغيره.

7- فَالمُسْلِمُ لَا يَتَكَلَّمُ إلِّا فِيْمَا يَرْجُو بِهِ الرِّبْح وَالزِّيَادَة فِيْ دِيْنِهِ، فَالْقُلُوبُ كَالْقُدُوْرِ تَغْلِيْ بِمَا فِيْهَا، وَالْأَلْسِنَةُ مَغَارِفَهَا.

8- قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ: (أكثرَ ما يُدخل الناسَ النارَ، الأجوفان: الفمُ والفرجُ) رَوَاهُ أَحْمَدٌ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

9- وَإِنَّكَ لَتَعْجَبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَحْمِيْ نَفْسَهُ مِنَ الأَكْلِ الحَرَامِ، وَالظُّلْمِ، وَالوُقُوْعِ فِيْ الفَوَاحِشِ العَمَلِيَّةِ، وَيَصْعَبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَفَّظَ مِنْ فَلِتَاتِ لِسَانِهِ.

10- قَالَ النَّبِيُّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم». رَوَاهُ البُّخَارِيُّ.

11- قَالَ ﷺ " أنَّ رَجُلًا قالَ: واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ ". رواه مسلم.

12- ثم قال أبو هريرة، رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده، تكلَّمَ بكَلِمةٍ أوبَقَتْ دُنياه وآخِرَتَه)، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ: (رُبَّ كَلِمَةٍ قَالَتْ لِصَاحِبِهَا: دَعْنِي).

وَاحْذَرْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ ... لَا يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانٌ
13- فَالإِنْسَانُ يَتَلَفَّظُ بِالأَلْفَاظِ، وَيْنْسَى فِيْ الغَدِ ما قَالَهُ بِالأَمْسِ، وَلَكِنَّ اللهَ يُحْصِي عَلَيْهِ.

14- قَالَ تَعَالَى: (أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).

15- فَإِذَا كَانَ النَّاسُ قَدْ نَسُوهُ؛ فَإِنَّ الَّذِيْ لَا يَعْزِبُ عَنْهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ يَعْلَمهُ، فَلَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة؛ تِلْكَ حَقِيْقَةٌ ثَابِتَةٌ عَمِيْقَةُ التَّأْثِيْرِ عَلَى أَهْلِ الإِيْمَانِ، تَجْعَلُ قُلُوبَهُم وَجِلَةٌ.

16- فَلَنُدَقِّقُ فِي الْأَلْفَاظِ، وَلَنَفْحَصُ الْعِبَارَاتِ، فَقَدِ اِسْتَهَانَ بِهَا عَدَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، فَتَرَاهُمْ يُطْلِقُونَ الْعِبَارَاتِ دُونَ رَابِطٍ لَهَا، وَدُونَ تَثَبُّتٍ مِنْهَا.

17- فَعَلى المُسْلِمُ أَنْ يَحْذَرَ -كُلَّ الحَذَر - مِنَ الأَلْفَاظِ غَيْرِ الشَّرعِيَّةِ، الَّتِي يَكُونُ فِيْ بَعْضِهَا سُوءُ أَدَبٍ مَعَ الله، عَزَّ وَجَلَّ، وَفِيْ بَعْضِهَا خَلَلٌ فِيْ الاعْتِقَادِ، أو الفِهْمِ.

18- فمِنَ الأَلْفَاظِ الدَّارِجَةِ عِنْدَ البَعْضِ:

أولًا: أَنْ يَقُولَ المَظْلُومُ لِلْظَالِمِ: ظَلَمْتَنِي، الله يَظْلِمَك.

- وَهَذَا بَاطِلٌ مُحَالٌ، وَلَا يجُوزُ توقع وقوع الظلم، من الله، أو نِسْبَة الظُلْمِ لله؛ لِقَولِهِ تَعَالَى:( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ).

- ولَقَوْلِهِ تَعَالَى:(وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)، وَإِنْ كَانَ وَلَابُدَّ قَائِلاً؛ فَلْيَقُل: الَّله يَنْصُرْنِي عَلَيْكَ.

ثانيًا: وَمِنَ الأَدْعِيَةُ المَنْهِيُّ عَنْهَا، قَوْلُ بَعْضهُمْ إِذَا دَعَا عَلَى خَصْمِهِ، أَوْ عَدُّوِهِ مِنْ أَهْلِ الإِسْلَامِ: الَّلهُمَّ، أَسْلِبْهُ الإِيْمَان.

- قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ، رَحِمَنا اللهُ وإياه: إِنَّهُ عَصَى بِذَلِكَ، قُلْتُ: وَلَعَلَّ السِّرُ فِيْ ذَلِكَ لِأَنَّه دَعَا بِأَنْ يَكُونَ هَذَا الإِنْسَانُ عَاصِيَاً للهِ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ؛ فَعَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيُّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ: «لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم». رواه مسلم.

- وَأَيُّ إِثْمٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَدْعُوَ مُسْلِمٌ عَلَى أَخِيْهِ المُسْلِمُ، بِأَنْ يَرْتَدَّ عَنْ دِيْنِ اللهِ؟!

- فَبَدَلَاً مِنْ أَنْ يَدْعُوَ لِلْفُجَّارِ بِالْهِدَايَةِ؛ فَإِذَا بِهِ يَدْعُو بِارْتِدَادِ أَهْلِ الإِسْلَامِ، قال تعالى: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.


 

خطبة: من الآثار السيئة للكلمة. الخطبة الثانية.

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أمَّا بَعْدُ... فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

عباد الله: إن َمِنَ الأَلْفَاظِ الَّتِيْ ينبغي الحذر منها، تلك الألفاظ التي يُرَدِّدُهَا بَعْضُ المُتَعَصِّبِيْنَ لِفِرقهِم الرِيَاضِيَّةِ؛ وَهِيَ مِنَ الخُطُورَةِ على عقيدته، ودينه بِمَكَانٍ. ومن ذلك:

1-       أنه إِذَا رَأَى مَنْ يُوَافِقُهُ المُيُولَ، يقول له: "وَافَقَت الفِطْرَةُ".

- نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِهِ وَسَخَطِهِ؛ فَالْفِطْرَةُ هي التَّوحِيْدُ.

- بَلْ - وَرَبِّي – إِنَّ الإِنْتِمَاءَ وَالتَّشْجِيْع إِنْ لَمْ يُخَالِفُ الفِطْرة؛ فَقَطْعَاً لَيْسَ هِيَ الفِطْرَة، فَكَيْفَ يَجْعَلهُ الفِطْرَة الصَّحِيْحَة؟ وهل من خالفه في الميول على غير فطرة الإسلام؟ قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

2-       وَكَذَلِكَ قَوْلُ بَعْضهمْ إِذَا رَأَى مَنْ يَتْرُكَ تَشْجِيْع نَادٍ مُنَافِسٍ، وَيَنْتَقِلُ إِلَى نَادِيْهِ: "الحَمْدِ للهِ عَلَى الهِدَايَةِ " أَو: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْحَقِّ" أَوْ ما شَابَهَ ذَلِكَ مِنَ الأَلْفَاظِ، التي تدل على استخفافه بالدين.

- وَهَذَا كَلَامٌ فِيْ مُنْتَهَى الضَّلَالُ؛ فَالهِدَايَةُ تَكُونُ لِلإِسْلَامِ؛ وَلَيْسَت لِتَشْجِيْعِ نَادٍ رِيَاضِيٍّ؛ أَلَا فَلْنَتَّقِ اللهَ فِيْ أَلْفَاظِنَا، قَالَ تَعَالَى:(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).

3-       وَمِنَ الأَلْفَاظِ الَّتِي يَقُولُهَا بَعْضُ الجُهَّالِ إِذَا رَأَى رَجُلاً يُشَجِّعُ ناديًا غَيْرَ نَادِيْهِ: (إنك لا تهدي من أحببت).

- فَإِنْ لَمْ يَكُن هَذَا القَوْلُ مِنَ الضَّلَالِ؛ فَمَا هو الضلال؟ فَالْهِدَايَةُ لا تَكُونُ إِلَّا لِلإِسْلَامِ وَالخَيْرِ، لا بِتَشْجِيْعِ نَادٍ وَتَرْكِ نَادٍ.

- إِنَّ هَذِهِ الأَلْفَاظُ قَدْ لَا يُلْقِيْ لَهَا أَصْحَابُهَا بَالاً، وَيُخْشَى عَلَيْهُمْ مِنْهَا.

- وَقَدْ يَقُولُ قَائِلٌ: إِنَّ هَذِهِ الأَلْفَاظُ قَدْ تَكُونُ مَقَاصِدُ قَائِلِيهَا حَسَنَةٌ.

- قُلت: وأي حُسنً في وصف، من وافقك في الميول بأنه على الفطرة، ومن خالفك فقد خالف الفطرة، وعلى غير هُدىً من الله.

- ومع ذلك فَيُقَالُ: حَسَنُ القَصْدِ، لا يُصَحِّحُ قُبْحُ القَوْلِ، قال تعالى: ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾

- وَلِذَا حَذَّرَ النَّبِيُّ، صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَنْ يَشُقُّ أَحَدُنَا عَلَى نَفْسِهِ فِيْ الصَّلَاةِ؛ فَيَدْعُو عَلَى نَفْسِهِ، مَعْ أَنَّهُ يُرِيْدُ الدُّعَاءُ لَهَا.

- فَعَنْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا نعَسَ الرَّجلُ، وَهوَ في الصَّلاةِ، فليَنصرِفْ، لعلَّهُ يدعو علَى نَفسِهِ، وَهوَ لا يَدري» رَوَاهُ النِّسَائِيُّ بْسَند صَحِيحٍ.

4-       ومن ذلك أيضًا: أنك ترى بعض المنتمين للرياضة، يدعو على مخالفيه، أدعية لا يمكن أن تصدر، من عاقل، فضلًا عن مُسلم عاقل، فقد تجاوزت كل أوجه الاعتداء، في الدعاء، بل؛ هي مردودة عليه، يستحق عليها العقاب، والعذاب من ربه.

- بل؛ والله، إن في بعض هذه الأدعية، لا يجرأ ان يدعو بها على مسلم، ظلمه في عرضه، أو ماله.

- قال ﷺ: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ). رواه مسلم.

- فهل هناك إثم أعظم، من إثم دعاءً على مخالف في الميول الرياضية؟ وهذه قطيعة رحم، لا شك في ذلك.

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ واحفظهم بحفظك، وأحطهم بعنايتك، وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.

المرفقات

1727901974_خطبة ألفاظ ينبغي الحذر منها.docx

1727901974_خطبة ألفاظ ينبغي الحذر منها.pdf

المشاهدات 1616 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا