خطبة مناسبة ليوم غد مجمعة من عدة وقفات مهمة

عبدالرحمن اللهيبي
1432/12/07 - 2011/11/03 13:56PM
هذه خطبة جمعتها من خطب المشائخ بتصرف يسير من اختصار وإضافة وتنسيق أحسبها مناسبة ليوم غد لما تحويه من عدة وقفات ملمة وعناصر مهمة أسأل الله أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
معاشر المسلمين، شرع الله - جل وعلا - العباداتِ لحكمٍ عظيمة ومقاصدَ سامية، وأسرارٍ كثيرة، منها ما يعرفه الخلق، ومنها ما لم يدركوه
وإن من تلك المنظومةِ فريضةَ الحجّ، تلكم الفريضةُ التي عظُمَت في مناسكها، وجلّت في مظاهرها، وسمت في ثمارها، عظيمةُ المنافع، جمّةُ الآثار، تضمّنت من المنافعِ ما لا يحصى ومن المصالح ما لا يستقصى، حوت من المقاصد أسماها، ومن الحكم أعلاها، ومن المنافع أعظمَها وأزكاها.
ففي الحج من المنافع التي لا تتناهى ومن المصالح التي لا تُجارَى ما شملَه عمومُ قول المولى - جل وعلا -: {لّيَشْهَدُواْ مَنَـافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـاتٍ } ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير هذه الآية: (منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة فرضوان الله - جل وعلا -، وأما منافعُ الدنيا فما يصيبون من منافع البُدن والذبائح والتجارات) انتهى.
من أجل ذلك أيها المسلمون ـ نتذاكر في هذه الخطبة شيئا من آثار الحج ودروسه وحكمه ومقاصده ، ليقف عليها الحاج عند أداء شعيرته , ويقف عليها غيرُ الحاج أثناء مشاهدته لقوافل الحجيج وهم يؤدون مناسكهم , متأملين تلك الحكم العظيمة والمقاصد الجليلة في تلك الأعمال الكثيرة بمنسك الحج .
فأرع السمع يا رعاك الله وأحضر القلب يرحمك الله لدروس من مدرسة الحج الكبرى ، لدروس من مدرسة شرعها الرحمن وبينها القرآن ووضع معالمَها سيدُ ولد عدنان عليه أفضل الصلاة وأتم السلام .
أما الدرس الأول: (لله رب العالمين)
فهو الإعلان الصارخ والنبأ العظيم بتجريد التوحيد لله رب العالمين إنه الإعلان للتوحيد منذ اللحظة الأولى التي يتلبس فيها الحاج بالنسك وحتى اللحظة الأخيرة، فتلبيته توحيد وطوافه توحيد وسعيه توحيد ووقوفه يومَ عرفةَ توحيد ودعاؤه توحيد ومبيته عند المشعر الحرام توحيد ورميه الجمار توحيد وحلقه ونحره توحيد وإفاضته توحيد ووداعه توحيد { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } فكيف يكون ذلك وما علاقة هذه الأعمال بالتوحيد , نعم إخوة الإسلام، إن شعيرة الحج قائمةٌ في أساسها على تجريد العبادة لله وحده لا شريك له؛ بل من أجل تحقيق التوحيد لله وحده والكفرِ بالطاغوت شُرع للحاج أن يستهل حجه بالتلبية قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ومن أجل تحقيق التوحيد شُرع للحاج أن يقرأ في ركعتي الطواف بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص والكافرون , ومن أجل تحقيق التوحيد أيضًا كان خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما يقال قي ذلك اليوم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير.

عباد الله : لا خير في الدنيا بلا توحيد ولا نصيب في الآخرة بلا توحيد فمن أجْل التوحيد أسست الملة ومن أجله شرعت القبلة ومن أجله خلقت السماوات والأرضون ومن أجله خلقت الأنس والجن والملائكة أجمعون,
والعبد الموحد هو من أقر لله بالربوبية المطلقة, والألوهية الخالصة, وأثبت لربه أسماءَه الحسنى وصفاتِه العليا, فهو موصوفٌ بالجمال منعوت بالكمال, والحاج يتربى عند أداء شعيرته على أن يعلن بكل قوة وشجاعة أني لا أعبد إلا الله ولا أخضع لأحد سواه ولا أدعو إلا الله ولا أذبح إلا لله ولا أقسم إلا به ولا أتوكل إلا عليه ولا أخاف إلا منه
وأن مقاليد السموات والأرض بيده وأن مفاتيح الغيب والكبرياء والجبروت له وحده فالحكم حكمه والأمر أمره والشرع شرعه أحق من عبد وخير من ذكر وأكرم من سئل وأجود من أعطى ومتى تغلغل هذا الشعور في حس المسلم وأعماق قلبه اتضحت له معالم الطريق وتجلت أمامه طرائقُ الحياة وعرف من هو ومن يكون وإلى أين النهاية وما هو المصير وعرف لمن يُسلم قيادة ولمن يُخضع رقبته ولمن يَصرف ولائه ، وعرف بمن يصول وبمن يجول وبمن يخاصم ولمن يحاكم.
معاشر المسلمين : وأما الدرس الثاني (إتباع لا ابتداع)
تتضح بجلاء في معالم شعيرة الحج تجديد المتابعة لسيد البشر صلى الله عليه وسلم فهو القائل ( خذوا عني مناسككم ) ، فلا يُلبي إلا بتلبيته ولا تُشهد المشاعر إلا كشهوده ولا ترمى الجمار إلا كرميه ولا يفاض بالبيت إلا كإفاضته ولا يعزم بشيء من أنساك الحج إلا بعزيمته ولا يُترخص بشيء إلا برخصه ، ولا مشروع إلا ما شرعه ولا محظور إلا ما حظره وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً .

وقف عمر أمام ركن الحجر الأسود فقال: (أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي r استلمك ما استلمتك، فاستلمه ثم قال: فما لنا وللرمل (يعني بذلك السرعة في المشي مع تقارب الخطى) إنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلكهم الله ثم قال: ولكن شيء صنعه النبي r فلا نحب أن نتركه) وهو لا يريد بذلك إلا تربية الناس على حسن الاتباع للنبي r فالحج مدرسة للتسليم والانقياد لشرع الله فكم في الأمة من أناس لا ينقادون لبعض شرع الله في أمور حياتهم، ولكنهم يسلّمون في الحج رغما عن أنوفهم ليُقبل حجهم، فيتقيدون بلباس معين ويصرخون بكلمات مخصوصة ويرمون بحصيات موصوفة وبأعداد معلومة وفي أماكن محدودة منتقلين من مشعر إلى آخر يصبحون في مشعر ويبيتون في آخر يمارسون أعمالا كثيرة لا يدرك العقل الحكمة منها غير التسليم والانقياد لشرع الله والاتباع لسنة رسول الله r وهو بهذا يتربى المسلم على أن يُخضع عقله البشري لشريعة الله في كل ما أمر به الشارع فيخرج من الحج وقد تربى من خلال هذه الشعيرة على التسليم والانقياد للنصوص الشرعية في كل أمور حياته, وعليه فليس لأحد حق الإحداث في الدين أو يتقدم بين يدي الله ورسوله فالعصمة التامة لرسول الله والطاعة المطلقة لله ولرسوله ، فإذا أمر فلا أمر إلا أمره وإذا نهى فلا نهي إلا نهيه ، والمحروم من حرم بركة الاتباع والمفتون من فتن بحب المخالفة والابتداع ألا فليتق الله من أعجبته نفسه وغره عقله واستدرجه هواه وضل يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين , وزاده في ذلك إثارة من علم قليل وصبابة من سوء فهم قبيح لا يعرف لرسول الله مقداراً ولا لجاهه وقاراً .
وأما الدرس الثالث (مقياس ومعيار دقيق)
فيتضح من خلال اجتماع الحجيج في صعيد واحد على اختلاف أجناسهم وألوانهم وتعدد ألسنتهم ولغاتهم يرتدون لباساً واحداً ويعبدون إلهاً واحد يقتسمون شربة الماء ولقمة العيش يتجاورون في السكن والمبيت والإقامة والترحال في تلك المشاعر المقدسة يعانق المسلمُ الغربي أخاه المسلمَ الأفريقي ويحتضن الآسيوي آخاه المسلمَ الأوروبي وقد تناسى الجميع تماماً كافة الوثائق الرسمية والهويات الشخصية والانتماءات الوطنية وانصهرت كل العلائق في بوتقة الإسلام العظيمة ، في هذه المظاهر كلها إعلان لسقوط كل الدعوات الأرضية والعصبيات الجاهلية والشعارات القومية والنعرات القبلية والنداءات الوطنية والتي ما انفك يدعوا إليها الجهلة الذين ملؤوا الدنيا ضجيجاً بدعواتهم المتهالكة وأطروحاتهم الفاسدة 0 متناسين بجهلهم أن قيمة الإنسان ووزنه وقدره إنما هو بمقدار تمسكه بالإسلام وامتلاء قلبه بالتقوى { يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى إنه المعيار الأصيل والمقياس الدقيق لتفاضل الناس وتمايزهم وهو ذاك المعيار الذي رفع بلالاً وعماراً وابن مسعود ووضع أبا جهل ومسليمة وغيرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون

وما فقد المسلمون عزتهم ولا غابت هيبتهم إلا يوم تأرجح ميزان العدل في حياتهم وسادت الحزبية في أوساطهم وارتفعت أسهمُ الطبقيةِ في مجتمعاتهم .
عباد الله: وَمِن الدروس أيضا مَا يَظهَرُ في رَميِ الجِمَارِ فِيهِ مِن تَذكِيرِ بني آدَمَ بِأَلَدِّ أَعدَائِهِم وَأَعتى خُصُومِهِم وَتَحذِيرِهِم مِن قَائِدِ اللِّوَاءِ إِلى النَّارِ، قال عز وجل: إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدعُو حِزبَهُ لِيَكُونُوا مِن أَصحَابِ السَّعِيرِ . فرمي الجمار يذكرنا بصنيع أبينا إبراهيم حين أراد الشيطان أن يثنيه عن طاعة الله في ذبح ابنه إسماعيل، فرجمه إبراهيم في هذه المواضع وراغمه، ونحن نرجم الجمرات تأسياً بإبراهيم عليه السلام وترغيماً للشيطان. فيتذكر الحاج ما يبذله من التعب والنصب في رمي الجمار أن في ذلك درسا يستفيده لبذل الجهد في مراغمة الشيطان عند تزيينه للمعصية والخطيئة
تِلكَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ جُملَةٌ مِن مَعَاني الحَجِّ الكَرِيمَةِ وَأُسُسِهِ العَظِيمَةِ، وَإِنَّ المُتَأَمِّلَ لَيَجِدُ مِن أَمثَالِها كَثِيرًا كُلَّمَا أَمعَن النَّظَرَ وَرَدَّدَ التَّدَبُّرَ، فَاتَّقُوا اللهَ تعالى وَحَقِّقُوا مَا شُرِعَتِ العِبَادَاتُ مِن أَجلِهِ، فَإِنَّ اللهَ سُبحَانَهُ قَد بَيَّنَ لَنَا في مَعرِضِ الحَدِيثِ عَنِ الحَجِّ أَنَّ النَّاسَ مُختَلِفُونَ، فَمِنهُم مَن يَطلُبُ الآخِرَةَ وَيَنشُدُ مَرضَاةَ رَبِّهِ، فَهُوَ بِأَعلى المَنزِلَتَينِ وَأَجَلِّ المَقصِدَينِ، وَمِنهُم مَن لا هَمَّ لَهُ إِلاَّ الدُّنيا وَمَتَاعُهَا، فَهِيَ حَظُّهُ مِن حَيَاتِهِ ، وَمَا لَهُ في الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ، قال سُبحَانَهُ: فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنيَا وَمَا لَهُ في الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ وَمِنهُم مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُم نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ . وَالمُوَفَّقُ مَن أَدَّى حَجَّهُ بِنِيَّةٍ صَالحَةٍ واتباع حسن وَمَالٍ حَلالٍ وَنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ، وَعَطَّرَ لِسَانَهُ فيه بِذِكرِ اللهِ، وَصَاحَبَ عِبَادَتَهُ إِحسَانٌ وَنَفعٌ لِعِبادِ اللهِ، فَكُونُوا في حَجِّكُم كَذَلِكَ، وَأَخلِصُوا في دِينِكُم للهِ، وَاجتَهِدُوا في الأَعمَالِ الصَّالحةِ، وَسَارِعُوا إلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقِينَ .
أقول قولي هذا ..
عباد الله : لقد جعل الله لغير الحجاج عوضاً من الأجر في صيام يوم عرفة ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي قتادة أنه قال: ((صيامه [أي يوم عرفة] يكفر السنة الماضية والباقية))
فيوم عرفة يوم عظيم هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء) والعتق من النار ليس خاصا بأهل الموقف بل عام لمن وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله
فعظموا عباد الله يوم عرفة وصوموه, وصوِّموا صبيانكم وأهليكم وأكثروا فيه من الأعمال الصالحة من ذكر وصدقة وقرآن واجتنبوا فيه المعاصي والآثام وأكثروا فيه من التكبير والدعاء فخير الدعاء دعاء عرفة وخير ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم والنبييون من قبله في يوم عرفة (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) وبهذا صح الخبر عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم
واعلموا عباد الله أن التكبير المقيد بأدبار الصلوات يشرع لغير الحاج من فجر يوم عرفة وللحاج من ظهر يوم النحر وينتهي بعد صلاة العصر في آخر أيام التشريق مع بقاء مشروعية التكبير المطلق في كل وقت وحين إلى آخر أيام التشريق أيضا فأحيوا هذه الشعيرة العظيمة وارفعوا بها أصواتكم تأسيا بهدي أسلافكم.

عباد الله إِنَّ يَومَ النحر هو أعظم أيام العام، لِمَا في السُّنَنِ عنه صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: ((إِنَّ أَعظَمَ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثم يَومُ القَرِّ( وهو يوم عيد للمسلمين قَالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: ((يَومُ عَرَفَةَ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ))
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وَمِن أَعظَمِ شَعَائِرِ يَومِ العِيدِ وَأفضَلِ الأَعمَالِ وَأَحَبِّهَا إلى اللهِ تعالى فِيهِ وفي أَيَّامِ التَّشرِيقِ ذَبحُ الأَضاحِي وَالتَّقَرُّبُ إلى اللهِ بِإِهرَاقِ دِمَائِهَا .
ويبدأ مشروعية ذبحها مِن بَعدِ صَلاةِ العِيدِ إِلى غُرُوبِ الشَّمسِ في اليَومِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِن شَهرِ ذِي الحِجَّةِ ومن ذبحها قبل صلاة العيد فهي شاة لحم وليست بأضحية ولم يصب سنة المسلمين ويذبح أخرى بعد الصلاة إن أراد أن يضحي ,, وهي مِنَ الحَيِّ عَن نَفسِهِ وَعَن أَهلِ بَيتِهِ، وَلَهُ أَن يُشرِكَ في ثَوَابِهَا مَن شَاءَ مِنَ الأَحيَاءِ وَالأَموَاتِ. والأفضل في ذبحها أن تكون نهارا ويجوز ذبحها ليلا وعلى المضحي أن يتحرى فلا يضحي إلا بما بلغ السن المعتبر شرعا ، وهو خمس سنوات للأبل ، وسنتان للبقر ، وسنة للمعز ، وستة أشهر للضأن ، فما نقص عن ذلك فإنه لا يجزي وأن تكون سليمة من العيوب وللمضحي أن يأكل منها ، ويطعم البائس الفقير ، ويهدي منها .ولا يلزم تقسيمها أثلاثا والأمر في ذلك واسع ولله الحمد
واحرِصُوا عباد الله على شهود صلاة العيد يوم النحر ، فَقَد ذهب بَعضُ أَهلِ العِلمِ ومنهم شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رحمه اللهُ أَنَّ صَلاةَ العِيدِ وَاجِبَةٌ عَلَى الأَعيَانِ.
فاحرصوا رحمكم الله على شهودها وسوف تقام صلاة العيد في هذا الجامع بإذن الله ..
اللهم إنا نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلنا في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك .،
اللهم تقبل من الحجاج حجهم، اللهم تقبل من الحجاج حجهم وسعيهم، اللهم اجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا، اللهم تقبل مساعيهم وزكها، وارفع درجاتهم وأعلها، وبلّغهم من الآمال منتهاها، ومن الخيرات أقصاها، اللهم أمنهم من جميع الأخطار، اللهم احفظهم من كل ما يؤذيهم، وأبعد عنهم كل ما يضنيهم، اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبيهم سالمين غانمين برحتمك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا منـزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب اهزم الظلمة والطغاة واشدد وطأتك عليهم وعجل بزوالهم .
اللهم وانصر عبادك المضطهدين ومكنهم من أرضهم يا رب العالمين
اللهم كن لهم ناصراً ومعيناً ومسدداً .
اللَهُمَّ فَرِّجْ كَرْبَ إخواننا في الشام، وَأَظْهِرْ أَمْرَهُم، وَانْتَقم لَهُمْ.. اللهُمَّ ارْبِطَ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُم، وَقَوِّ عَزَائِمَهُم، وَانْصُرْهُم عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيهِم.
اللهُمَّ أَسْقِطِ النِّظَامَ البَعْثِّيَّ النُصَيرِّيَّ، وَشَتِتْ شَمْلَ الرافضة البَاطِنِيينَ ، وعليك باليهود الغاصبين والنصارى المحاربين وَانْصُرِ المُسلِمِينَ عَلَيهِم، يَا قَوِّيُ يَا عَزِيزٌ..
اللهُمَّ أَعِدِ الأَمْنَ وَالاِسْتِقْرَارَ إِلَى تُونُسَ وَمِصْرَ وَلِيبِيَا وَاليَمَنِ، وَاحْقِنْ دِمَاءَهَم، وَأَطْفِئ نِيرَانَ الفِتْنَةِ، وولي عليهم خيارهم واجمع كلمتهم الحق والهدى يَا رَبَّ العَالَمِينَ..
اللهُمَّ أَدِمِ الأَمْنَ وَالاسْتِقْرَارَ فِي بِلاَدِنَا وَسَائِرَ بِلاَدَ المُسلِمِينَ، وَاحْفَظْ الحُجَّاجَ وَالمُعْتَمِرِينِ، وَأَدِرْ دَوَائِرَ السَوءِ عَلَى مَنْ أَرَادَهُمْ بِسُوءٍ يَا رَبَّ العَالَمِينَ..
اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ.
المشاهدات 1973 | التعليقات 0