خطبة مميزة عن الدعاء جمعت من أميز الخطب في الباب مناسبة للعشر الأخيرة
عبدالرحمن اللهيبي
1438/09/19 - 2017/06/14 18:47PM
الحمد لله عدد قطر المطر الحمد لله عدد ورق الشجر الحمد لله عدد ما في البر والبحر واشهد أن لا اله الله وحده لا شريك له وسع كل شيء رحمة وعلما وتدبيرا , وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ارسله هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
عباد الله: اتقو الله حق التقوى فمن اتقاه وقاه ومن توكل عليه كفاه (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))
أيها الصائمون : إنه لعمل جليل وإنه ليعظم أثره ويتأكد فضله في هذا الشهر الفضيل ,كم أغنى الله به من بعد فقر ، وكم أعز به من بعد ذل ، وكم جمع به من بعد فرقه ، وكم هدى به من بعد ضلاله... ألا إنه الدعاء فما أعظم فضله وما أجل أثره, فبالدعاء كم فرج الله على عبده من كُرْبة ، وكم أبعد من غمة ، وكم دفع من نازلة إنه الله المجيب.
كم أنجى الله به من غريق ، وكم أنقذ من حريق ، وكم شفي من مريض ، وكم دل على طريق إنه الله المجيب .
بالدعاء كم أفرح الله به من بعد حزن ، وكم أضحك من بعد بكاء ، وكم أسعد من بعد شقاء إنه الله المجيب.
هو القائل عن نفسه سبحانه ()وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) وقال عنه نبيه صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا خائبتين)
وهو المجيب يقول من يدعو أجبـ ـه أنا المجيب لكل من ناداني
وهو المجيب لدعوة المضطر إذ يـدعوه في سرٍّ وفي إعـلان
هو ربنا المجيب الكريم أجل من أن يرد السائل وأكرمُ من أن يحرم الراغب )قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ)
وهاهو الجليل سبحانه يذكر في كتابه الكريم لجوء عباده الصادقين, وإليه منيبين وله داعين ، وكيف أن الله استجاب دعاءهم وحقق مرادهم.
ناداه إبراهيم الخليل يوم أن ترك زوجته وفلذة كبده بواد غير ذي زرع لا ماء فيه للسقيا ، ولا شجر فيها للإطعام ولا إنسان فيه للاستئناس ,نادى ربه نداء الواثق فقال )رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) فاستجاب الله دعوته فكانت زمزم سقيا لأهله ، وساق الله إليهم أرزاق الأرض تفِدُ إليهم من كل فج عميق ) أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
ناداه يعقوب عليه السلام متألما لفراق الوليد ،أرهقه الحزن الشديد فقد بصره من كثرة البكاء) يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)
فدعا ربه فاستجاب المجيب دُعاه , فجمع شمل الوالد بالوليد ورد له بصره الحبيب إنه الله المجيب.
مس الضر أيوب عليه السلام ، هلك المال ، مات العيال ، مرض الجسد وأنتن حتى عافه الناس , أُغلِقت الأبواب إلا باب المجيب) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) استجاب الله الدعاء فشفى المرض ورد الأهل والولد وأغنى من بعد الفقر إنه الله المجيب
ناداه يونس عليه السلام وهو في الظلمات ظلمة الليل وظلمة أعماق البحار وظلمة جوف الحوت ) فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فنجاه الله وكذلك ينجي المؤمنين
ناداه زكريا عليه السلام الشيخ الكبير في سنه يطلب من خالقه ان يرزقه الولد بعد ما ضعف الجسد من زوجه العجوز العقيم )وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) وموسى يسري بقومه , لينجو بهم من فرعون وجنده (فأتبعوهم مشرقين فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون) وأي إدراك أعظم من هذا
البحر أمامهم , والعدو ورائهم , بيد أن موسى لم يفزع ولم ييأس والتجأ إلى من يقول للشيء كن فيكون , ففلق الله له البحر , وجمَّد له الماء قائما كالجبال , وضرب لهم في البحر طريقا يبسا (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين إن في ذلك لأية وما كان أكثرهم مؤمنين )
ناداه المصطفى صلى الله عليه وسلم في وقت شاع الكفر فيه وطغى ، يوم جمعه وصاحبَه الغار، ودنى منهما الكفار فقال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.
فجاء الفرج ورجع الكفار خائبين خاسرين، وهاجر محفوظا من أذى المشركين .
إذا حل الهم , وخيم الغم , واشتد الكرب , وعظم الخطب , وضاقت السبل وبارت الحيل , وانقطعت الأسباب , حينها فالتردد الحناجر يا الله الله فيزول الهم , وينفس الكرب
إذا اشتد المرض وعجز الطب وأدواته ولم ينفع الدواء ووصفاته وقال الطبيب لأهل المريض أدركوه وودعوه قال المكروب يا الله يا الله فنـزل الشفاء وحلت العافية
إذا اعترض الجنين في بطن أمه , وعسرت ولادته , وصعبت وفادته وأوشكت الأم على الهلاك , وأيقنت بالممات , لجأت إلى منفس الكربات وقاضي الحاجات , وقالت يا الله يا الله , فزال أنينها وخرج جنينها
إذا قل ما في اليد واشتد الفقر وعظم الدين وأغلقت السبل وبارت الحيل قال المكروب يا الله يا الله فجاء اليسر وذهبت الشدة والعسر إنه الله المجيب
إذا ما حلت المحن , وتوالت على أمة الإسلام الضربات , وتتابعت عليهم النكبات حينها يردد المستضعفون (رب إني مغلوب فانتصر) فيأتي من الله النصر والفرج (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا أتاهم نصرُنا فنجي من نشاء)
أقول قولي هذا ...
عباد الله: إنكم في شهر عظيم بل في العشر الأخيرة منه والدعاء فيه مظنة الإجابة وإن ربكم كريم يجيب المضطر إذا دعاه , ويكشف السوء عن من ناداه , يمنح الجزيل لمن أمله ورجاه , ويغفر الذنوب ويستر العيوب لمن عافاه , ويقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات , إله.. هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها , وأبر بخلقه من أنفسهم , إله.. يبسط يده بالليل ليتوبُ مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل , إله.. يدعوا المعرض عنه من قريب ويتلقى المقبل عليه من بعيد ,
إنه الله جل جلاله , فاستمعوا إلى نداء الرحيم الرحمن , إلى نداء الطيف المنان , يدعوكم وهو القوي وأنتم الضعفاء , يناديكم وهو الغني وأنتم الفقراء( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار , وأنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم )
عباد الله: إن الشقي وربي من غفل عن دعائه في هذه العشر والمحروم من ترك مسألته ونسي يا الله في هذا الشهر العظيم وخاصة في العشر الأخيرة منه
والدعاء في ليلة القدر مستجاب سلام هي حتى مطلع الفجر ، يقول صلى الله عليه وسلم ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام ) ويقول (سلوا الله كل شيء حتى الشسع فإن الله عز وجل إن لم ييسره لم يتيسر)
فالله الله أن ينظر الله إليك في هذا الشهر المبارك وقد تعلقت بغيره جل في علاه
فاللهم يا ناصر المستضعفين انصرنا، يا جابر المنكسرين، اجبر كسرنا، الله أعنا ولا تعن علينا، وانتصر لنا ممن ظلمنا، آمين، آمين يا رب العالمين
عباد الله: اتقو الله حق التقوى فمن اتقاه وقاه ومن توكل عليه كفاه (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))
أيها الصائمون : إنه لعمل جليل وإنه ليعظم أثره ويتأكد فضله في هذا الشهر الفضيل ,كم أغنى الله به من بعد فقر ، وكم أعز به من بعد ذل ، وكم جمع به من بعد فرقه ، وكم هدى به من بعد ضلاله... ألا إنه الدعاء فما أعظم فضله وما أجل أثره, فبالدعاء كم فرج الله على عبده من كُرْبة ، وكم أبعد من غمة ، وكم دفع من نازلة إنه الله المجيب.
كم أنجى الله به من غريق ، وكم أنقذ من حريق ، وكم شفي من مريض ، وكم دل على طريق إنه الله المجيب .
بالدعاء كم أفرح الله به من بعد حزن ، وكم أضحك من بعد بكاء ، وكم أسعد من بعد شقاء إنه الله المجيب.
هو القائل عن نفسه سبحانه ()وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) وقال عنه نبيه صلى الله عليه وسلم ( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا خائبتين)
وهو المجيب يقول من يدعو أجبـ ـه أنا المجيب لكل من ناداني
وهو المجيب لدعوة المضطر إذ يـدعوه في سرٍّ وفي إعـلان
هو ربنا المجيب الكريم أجل من أن يرد السائل وأكرمُ من أن يحرم الراغب )قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ)
وهاهو الجليل سبحانه يذكر في كتابه الكريم لجوء عباده الصادقين, وإليه منيبين وله داعين ، وكيف أن الله استجاب دعاءهم وحقق مرادهم.
ناداه إبراهيم الخليل يوم أن ترك زوجته وفلذة كبده بواد غير ذي زرع لا ماء فيه للسقيا ، ولا شجر فيها للإطعام ولا إنسان فيه للاستئناس ,نادى ربه نداء الواثق فقال )رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) فاستجاب الله دعوته فكانت زمزم سقيا لأهله ، وساق الله إليهم أرزاق الأرض تفِدُ إليهم من كل فج عميق ) أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
ناداه يعقوب عليه السلام متألما لفراق الوليد ،أرهقه الحزن الشديد فقد بصره من كثرة البكاء) يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)
فدعا ربه فاستجاب المجيب دُعاه , فجمع شمل الوالد بالوليد ورد له بصره الحبيب إنه الله المجيب.
مس الضر أيوب عليه السلام ، هلك المال ، مات العيال ، مرض الجسد وأنتن حتى عافه الناس , أُغلِقت الأبواب إلا باب المجيب) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) استجاب الله الدعاء فشفى المرض ورد الأهل والولد وأغنى من بعد الفقر إنه الله المجيب
ناداه يونس عليه السلام وهو في الظلمات ظلمة الليل وظلمة أعماق البحار وظلمة جوف الحوت ) فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فنجاه الله وكذلك ينجي المؤمنين
ناداه زكريا عليه السلام الشيخ الكبير في سنه يطلب من خالقه ان يرزقه الولد بعد ما ضعف الجسد من زوجه العجوز العقيم )وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) وموسى يسري بقومه , لينجو بهم من فرعون وجنده (فأتبعوهم مشرقين فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون) وأي إدراك أعظم من هذا
البحر أمامهم , والعدو ورائهم , بيد أن موسى لم يفزع ولم ييأس والتجأ إلى من يقول للشيء كن فيكون , ففلق الله له البحر , وجمَّد له الماء قائما كالجبال , وضرب لهم في البحر طريقا يبسا (وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين إن في ذلك لأية وما كان أكثرهم مؤمنين )
ناداه المصطفى صلى الله عليه وسلم في وقت شاع الكفر فيه وطغى ، يوم جمعه وصاحبَه الغار، ودنى منهما الكفار فقال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.
فجاء الفرج ورجع الكفار خائبين خاسرين، وهاجر محفوظا من أذى المشركين .
إذا حل الهم , وخيم الغم , واشتد الكرب , وعظم الخطب , وضاقت السبل وبارت الحيل , وانقطعت الأسباب , حينها فالتردد الحناجر يا الله الله فيزول الهم , وينفس الكرب
إذا اشتد المرض وعجز الطب وأدواته ولم ينفع الدواء ووصفاته وقال الطبيب لأهل المريض أدركوه وودعوه قال المكروب يا الله يا الله فنـزل الشفاء وحلت العافية
إذا اعترض الجنين في بطن أمه , وعسرت ولادته , وصعبت وفادته وأوشكت الأم على الهلاك , وأيقنت بالممات , لجأت إلى منفس الكربات وقاضي الحاجات , وقالت يا الله يا الله , فزال أنينها وخرج جنينها
إذا قل ما في اليد واشتد الفقر وعظم الدين وأغلقت السبل وبارت الحيل قال المكروب يا الله يا الله فجاء اليسر وذهبت الشدة والعسر إنه الله المجيب
إذا ما حلت المحن , وتوالت على أمة الإسلام الضربات , وتتابعت عليهم النكبات حينها يردد المستضعفون (رب إني مغلوب فانتصر) فيأتي من الله النصر والفرج (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا أتاهم نصرُنا فنجي من نشاء)
أقول قولي هذا ...
عباد الله: إنكم في شهر عظيم بل في العشر الأخيرة منه والدعاء فيه مظنة الإجابة وإن ربكم كريم يجيب المضطر إذا دعاه , ويكشف السوء عن من ناداه , يمنح الجزيل لمن أمله ورجاه , ويغفر الذنوب ويستر العيوب لمن عافاه , ويقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات , إله.. هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها , وأبر بخلقه من أنفسهم , إله.. يبسط يده بالليل ليتوبُ مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل , إله.. يدعوا المعرض عنه من قريب ويتلقى المقبل عليه من بعيد ,
إنه الله جل جلاله , فاستمعوا إلى نداء الرحيم الرحمن , إلى نداء الطيف المنان , يدعوكم وهو القوي وأنتم الضعفاء , يناديكم وهو الغني وأنتم الفقراء( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار , وأنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم )
عباد الله: إن الشقي وربي من غفل عن دعائه في هذه العشر والمحروم من ترك مسألته ونسي يا الله في هذا الشهر العظيم وخاصة في العشر الأخيرة منه
والدعاء في ليلة القدر مستجاب سلام هي حتى مطلع الفجر ، يقول صلى الله عليه وسلم ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام ) ويقول (سلوا الله كل شيء حتى الشسع فإن الله عز وجل إن لم ييسره لم يتيسر)
فالله الله أن ينظر الله إليك في هذا الشهر المبارك وقد تعلقت بغيره جل في علاه
فاللهم يا ناصر المستضعفين انصرنا، يا جابر المنكسرين، اجبر كسرنا، الله أعنا ولا تعن علينا، وانتصر لنا ممن ظلمنا، آمين، آمين يا رب العالمين