خطبة مقترحة من الشيخ عيد العنزي عن : شبابنا والفتن

اقترح خطبة عن : شبابنا والفتن.

بناء على ما ورد من تعميم الوزارة.

الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله ـ عبادَ الله ـ ياأيها الذين.........
أيّها المسلمون: شبابنا.. هدفٌ لأعدائنا الذين تنوّعت وسائلهم ليوقِعوا الشبابَ في شَرَكهم، وليزجُّوا بهم في وَحل الفتن تارة، ويلقوا عليهم الشبهاتِ تارةً أخرى، ليردوهم ويورِدوهم في مستنقعَ الهوى والشّهوات، ويغرِقوهم في الملهيات والمحرّمات، ولا أنفعَ بإذن الله للشباب من التحصُّن بعلم الشريعة، يزيدُ الإيمان، وينير البصيرةَ، ويهذِّب النفس، ويرفع عن دنيء الأفعال، وكذلك تعظيمُ العلماء، فهم خلَف الأنبياء، حقٌّ علينا تبجيلُهم وتوقيرهم، والاقتداء بهم في الهدي والسّمت وعلوّ الهمّة ونفع الآخرين، كما أن البعد عنهم يؤدِّي إلى تخبُّطٍ في طلب العِلم وإعجابٍ بالرّأي وقلّة في التعبّد.
عباد الله: واجبٌ على الجميع والشباب خاصة البعد كل البعد عن مواطن الفتَن والشّبهات والشهوات، ونبيُّنا محمّد تعوَّذ من الفتن، وأمر أصحابَه بالتعوّذ منها، ومن مدَّ عينيه إلى الفتن وأرخى سمعَه لها وقع فيها، يقول عليه الصلاة والسلام عن الفتن:((ومن استشرف إليها ـ أي: تطلَّع إليها ـ أخذته)) رواه البخاري.
والإسلامُ الحنيف جاء بلزوم النورَين: الكتابِ والسنّة، لأن الشبهةُ إذا وردت على القلب ثقُل استئصالُها، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "وإذا تعرَّض العبد بنفسه إلى البلاء وكَله الله إلى نفسه".
كما أن التقصيرُ في أداء الواجبات والوقوع في المحرّمات وتشبُّث الناشئ بالفضائيّات ولهثُه وراءَ المنكرات بوَّابةُ فسادٍ للأخلاق ودنَس السلوك ومرتَعٌ للأفكار المنحرفة، والقلبُ إذا أظلم بكثرة المعاصي ثقُل عليه أداء المعروف، وسهُل عليه قبول المنكَر.
أيّها المسلمون، الإعلام نافذة واسعةٌ على المجتمع، فضائيات وقنوات، وصحف ومجلات، انترنت وجوالات، تحوي الكثير من برامج التواصل والعلاقات، والشّباب بحاجةٍ إلى نصيبٍ وافر منه في التوجيه والإرشاد وفي النّصح والفتوى، واحتوائهم وتوجيههم حمايةً للشّباب لئلا يتَلقَّفهم الأعداء بحلاوة اللسان وحُسن البيان. وفي توجيههم حفظٌ لهم من الشرور والفتن، وحصنٌ من توغُّل الأفكار المنحرفة إلى عقولهم.
واعلموا عباد الله وياشباب أمتنا:
أن الفراغ عامِل من عوامل الانحرافِ الفكريّ والسلوكيّ والأخلاقيّ، فكيف إذا اجتمع معه المال والملهيات الحضاريّةَ المحظورة والمحطّات الفضائيّة الساقطة، ووسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، كما في هذه الجوالات من تويتر وفيسبوك والواتساب وغيرها، كل ذلك له قِسط مظلمٌ في انحراف أفكار شبابنا وتلويث المعتقدات وتسميم العقول من المتربِّصين بهم، والشاب الذكي هو من يتعامل مع هذه الأمور بتقوى من الله وخوف منه ومراقبة له، كما أن الأب الحاذق هو من يربي ابنه تربية طيبة قبل أن يبلغ ابنه مبلغ الرجال، وأن لا يجعل فجوة بينه وبين ولده لكي لا يحجب الابن عن إظهار مكنون صدره لوالدِه، فيبوح بما في سريرته إلى غير والده ممَّن قد لا يُحسن التربيةَ والتوجيه، ولا يحمِل له المودَّة والشفقة، وقربُ الأب من أبنائه والتبسُّط معهم في الحديث ومبادلة الرأيِ من غير إخلالٍ باحترام الوالدين سلامةٌ للأبناء وطمأنينة للآباء وقاعدةٌ في تأسيس شاب ينشأ في طاعة الله.
شبابنا الصالح: الجليس سببٌ في الإصلاح أو الإفساد، ورُسُل الله عليهم الصلاة والسلام عظَّموا شأنَه، فنبيّ الله عيسى عليه السلام يقول: من أنصاري إلى الله؟ ونبيّنا محمّد اتّخذ له صاحبًا مُعِينًا له على طريق الدعوة، فصاحب الأخيار والصالحين تنجح وتفلح.
أخي الحبيب: ربّما عرضَت لك شبهة، أو زيّن لك أحدٌ أمرًا وحسّن لك رأيًا، فإيّاك أن تقبَل كلَّ ما أدلِي إليك، وإيّاك أن تغترَّ بمن تظنّه ناصحًا والله يشهد إنّهم لكاذبون. اذهب العلماء والمشايخ أو اتصل بهم لتجدَ عندَهم كشفًا لشبهتك، وإزالةً للبس العارض لك. إن يكن عندك شبهةٌ أو اضطراب في أمر فإيّاك أن تقبلَ من أناسٍ لا ثقة في دينهم، ولا ثقةَ في علمهم وتصوّرهم. اتَّق الله في ذلك، فاعرِض كلّ الشبَه على علماء أمّتك، ولا تنخدعْ بنفسك، ولا تسئ الظنَّ بعلماء أمّتك، ولا تقل كما يقول المتطاولون والكاذبون: أولئك علماء سلاطين أو أولئك عملاء. لا، اتّق الله، وأتِ الأمورَ من أبوابها، وسترى عند أهل العلم من رحابةِ الصدر وسعةِ الأفق وحسن التعامل ما ـ إن شاء الله ـ يزيل عنك كلَّ الشبَه التي يمكِن أن يكونَ غرَّك بها مَن غرّك وخدَعك بها مَن خدَعك، فأتهم واسألهم عمّا أشكل عليك، واعرض عليهم الشبهَ التي عرضَت لك حتّى يكونَ أمرك واضحًا، فيوضحون لك الحقّ، ويبيِّنون لك الباطل، ويزيلون عنك كلَّ لبس عرض عليك، حتى تكونَ في أمورك على منهج قويم وصراط مستقيم، أمّا أن تغترَّ بما يقال، تسمَع من هذه الاتصالات وتقرأ بهذه الشاشات، أمورًا يقولونها ونشراتٍ ينشرها من لا يدرَى عنه، بألقاب وكنى خلف الشاشات، لا يعرف أصحابها ولا يظهرون، وإنّما يريدون غشَّ الأمّة والكذبَ وترويجَ الباطل، فهذا أمر لا يجوز أن تعتمدَ عليه، ولا أن تثقَ به، ولا يكن شيخك الانترنت والبحث بمحركات البحث، وإنّما ائتِ علماءَ أمّتك، واسألهم عمّا أشكلَ عليك، واعرِض لهم كلَّ الشبَه التي عرضَت لك، لترى كشفَها وإزالتها على وفق ما دلّ الكتاب والسنة عليه إن شاء الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنّه كان غفارا.


الخطبة الثانية
أمّا بعد: أيّها المسلمون:
في المنعرج الحرِج في بلاد المسلمين وفي ظل هذه الحروب الطاحنة والفتن المدلهمة تُوجّه الدّعوة بإلحاحٍ إلى الاعتناء بقضايا الشّباب عنايةً خاصّة؛ إذ هم في الأمّة محطّ أنظارها ومعقِد آمالها، هم مشاعلُ الحاضر وبناة المستقبل بإذن الله، هم ذُخر الأوطان وغيثُها المبارك الهتّان، فيجِب ـ ونحن أمّة ثريّة بحمد لله بدينها وقيَمها ـ أن نعملَ على إنشاء جيلٍ يحمِل مشعلَ الإيمان والعقيدة، ونورَ العقل والبصيرة، وبردَ الثقة واليقين، وسدادَ الفكر والرأي، واتّقادَ الذهن والضمير، وصفاءَ السيرة والسريرة، ليكون بإذن الله خيرَ مَن يغار على دينه وأمّته وبلاده ومقدَّراتها، يدفع عنها الأوضار، ويقيها بحول الله عاتياتِ الأشرار وعاديات الفتَن وهائجات المِحن.
فيا شبابَنا، اعلموا ـ يا رعاكم الله ـ أنّ دينَكم الوسَط هو البرهان والنّور، فلا يزهِّدنّكم فيه جهلةٌ مؤوِّلون، ولا مارقون معطِّلون، ولا مشبوهو الدِّخلة والنِّحلة، ولا أنصافُ المتعلِّمين مِن ذوي الفتاوى الشاذّة والأحكام الجائِرة الفاذّة، بعكس ما وجهت الشريعة السمحاء من الحفاظ على النفس والمال ودماءِ الناس وأموالهم وحقوقِهم، واحمدوا الله ربكم أنّكم في دياركم المباركة تتقلَّبون بين أعطافِ العيش السعيد، وتنعَمون بأوفرِ أسباب الأمن الوارفِ الرّغيد، سواء في داركم أو في حِلِّكم وترحالكم، وإنّ هذا النّداء المترَع بالحبّ والحنوّ ليستجيشُ فيكم مشاعرَ النّخوة والاعتزاز في أن تكونوا خيرَ رادةٍ في رياضه، وخيرَ ذادَةٍ عن حياضه، ترِدون قرضَه، وتحفظون بإذن الله مجدَه وأرضَه، ائتِساءً بنبيّكم وَسَيرًا على نهج سلفِكم الصالح رحمهم الله.
ألا وصلّوا وسلِّموا ـ رحمكم الله.....
المرفقات

شبابنا والفتن.docx

شبابنا والفتن.docx

المشاهدات 5207 | التعليقات 4

بارك الله في قلمك ونفع بكلماتك
كلمات وتوجيهات طيبه
لاحرمك الله الاجر


وإياك شيخ راشد


جزاكم الله خيرا


وإياك ياشيخ شبيب