خطبة مختصرة : من أحكام المساحد

خطبة : من أحكام الذهاب إلى المسجد    كتبها : خالد بن خضران العتيبي     الجمش – الدوادمي
الخطبة الأولى :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :

عباد الله إن للمسجد شأن عظيم في الإسلام ولذلك أولُ عملٍ عمله النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدماً مهاجراً للمدينة أنه بنى مسجد قُباء ثم بعد ذلك بنى المسجد النبوي وأحبُ البقاعِ إلى الله هي المساجد وأبغض البقاع إلى الله الأسواق لأن المساجدَ تُعمر بالصلاة وقراءةِ القرآن وذكر الله وأما الأسواق فيكثر فيها الكذبُ والغش والمعاملات المحرمة فيبغضها الله وليس المعنى أن الأسواق محرمة أو البيع والشراء محرم  ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أحبُ البلادِ إلى الله مساجدها وأبغض البلاد أسواقها ) .

وقد أمر الرسول صلى الله وعليه ببناء المساجد في الأحياء ففي حديث عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "أَمَرَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِبِنَاءِ المسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ" أخرجه الإمام أحمد .

وجاء الفضل العظيم في بناء المسجد والمشاركة في ذلك ففي الصحيحين من حديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من بنى مسجداً لله بنى الله له بيتاً في الجنة )

وأثنى الله سبحانه وتعالى على الذين يعمرون المساجد وشهد لهم بالإيمان فقال تعالى (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (التوبة : 18 )

وينبغي على المسلم أن يعظم شأن المسجد وشأن الصلاة فيه فلا يجوز لمن كانت معه رائحة كريهة أن يدخل المسجد بل عليه أن يزيل هذه الرائحة ويذهب للمسجد فإن كان الوقت ضيقاً فيصلي في بيته ففي البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ "

وعليه أن لا يأتي المسجد وفي ملابسة شيءٌ من الأذى الذي يوسخ المسجد كأن يكون على ثيابه زيوت أو غبار ونحو ذلك فمن تأمل النصوص الشرعية وجدها تُرغِّب في نظافة المسجد وإزالة الأذى منه ومن يقوم بنظافته أو يدفعُ مالاً لمن يقوم بذلك فهذا له أجر عظيم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُجِل صاحب هذا العمل فقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ [أي تنظف المسجد] فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا: مَاتَت، قَالَ: «أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي[أي أخبرتموني ] قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا [يعني ما رادوا يشغلوا النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المرأة السوداء  خاصةً أنها ماتت ليلاً ] فَقَالَ: «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِا» فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ»

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إماطةُ الأذى عن الطريق صدقة ) إذا كان هذا في طريق يمر به المسلمون فكيف بمكان يترددون عليه في اليوم خمس مرات ويؤدون فيه عبادةً عظيمة وهي الصلاة فلا شك أن الأجر أكبر .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يتأدبون بهذه الآدابِ العظيمةِ أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

 الخطبة الثانية :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :

عبادَ إن من تعظيم الصلاة وتعظيم شأن المسجد أن المسلمَ يحرصُ على أخذ زينته عند ذهابه للمسجد فيقف بين يدي الله في ملابسَ نظيفةٍ وبرائحةٍ طيبة يقول تعالى ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ  )

وللأسف بعض المصلين يقع في مخالفاتٍ كثيرة في لباسه الذي يصلي فيه :

فمن المخالفات : بعضهم يأتي إلى الصلاة وفي ملابسه الروائحُ الكريهة فيتأذى بسببه المصلون وتتأذى بسببه الملائكة وهذه المخالفة محرمة يأثم المسلم بذلك سواءً كانت الرائحة بسبب شيء حلال كرائحة البصل والثوم أو رائحةٍ بسببِ أمرٍ محرمٍ كشرب الدخان قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ "

ومن المخالفات : بعضهم يأتي إلى المسجد بلباس نومه وبعضهم يأتي بلباس الرياضة وهذا إذا كان ساتراً للعورة فصلاته صحيحة ولكنه خالف السنة في أخذ الزينة للذهاب للمسجد ولذلك لو أراد أن يحضر مناسبةً لن يذهب بهذه الملابس بل سيتجمل .

ومن المخالفات : بعض المصلين يأتي إلى المسجد بلباس لا يستر عورته لأنه شفاف تُرى من ورائه البشرة فتعرفُ لونُ البشرةِ من خلفه وهذا لا يستر العورة لأن من السرة إلى الرُكبةِ عورةٌ يجب ستره.

وبعض المصلين يلبس سروالاً رياضياً قصيراً لا يغطي الفخذين خاصةً عند ركوعه فلا تصح صلاته لأن ستر العورة شرطٌ من شروط الصلاة وشريعةُ الإسلام أمرت بقدرٍ زائدٍ على ستر العورة وهو أخذ الزينة .

ومن المخالفات في لباس بعض المصلين يدخلون المسجد بألبسة فيها صورُ ذاوات الأرواح وبعضها عليه كتاباتُ سيئة ورسوم وشعارت مخالفة للشريعة الإسلامية .

فعلينا أيها المسلمون أن نحذر هذه المخالفات وإذا قصدَ المسلم المساجد أن يلبس اللباس النظيف ويتجمل بأحسن لباس ويتطيب فإن الله جميلٌ يحب الجمال

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يعمرون مساجدَ الله ..........

 

المشاهدات 736 | التعليقات 0