خطبة مختصرة لعيد الأضحى 1437
د.صالح العبداللطيف
1437/12/07 - 2016/09/08 04:49AM
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الحمد لله؛ مالكِ الملك.. وخالقِ الخلق.. ومدبرِ الأمر.. يرفع من يشاء بفضله.. ويضع من يشاء بعدله، وهو العليم الحكيم، نحمده على نعمة الإسلام، ونشكره إذ جعلنا من أمة خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ رفع بدينه أقواما ووضع آخرين، فمن رفع بالإسلام رأسا أعزه الله تعالى إذ أعز دينه، ومن حط على الإسلام حط الله تعالى قدره، وأرغم في التراب أنفَه، وأبطل في الدنيا سعيَه، ورأى من عز الإسلام ما يقهره ويذله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ اعتز بالله تعالى، وفاخر بالإسلام، وعلم أصحابه الفخر به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه.. أما بعد: فاتقوا الله تعالى.. والزموا طاعته وتمسكوا بدينه.. وفاخروا بالانتساب له.. فإنه الحق من ربكم.. وفيه ذكركم وفخركم {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم* وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} وقال سبحانه {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم} أي: فيه شرفكم وفخركم، وعلو قدركم، وعظم أمركم، وارتفاع أمتكم.
أيها المباركون: كل أمة من الأمم.. لديها ما تفاخر به.. من رجال خطوا أسماءهم في منجزاتِها.. أو أيامٍ كانت موعدا لانتصارها ومجدها.. أو أحداثٍ أظهرتها وأعزتها. وامتازت أمة الإسلام عن سائر الأمم.. بأنها أمة كتابها محفوظ ودينها موروث.. وعلى وفق دينها بنت حضارتَها.. وسنت تشريعاتِها.. وتعاملت مع غيرها.. فكانت أمة حق وعدل ورحمة.. حين كان غيرها من الأمم.. أهل باطل وظلم وقسوة.
أيها المسلمون.. حق لنا أن نفاخر بهذا الدين.. وتزهو نفوسنا بالانتساب إليه.. فهو دين التمام والكمال والجمال.. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً.. فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام
ولك الحمد على نعمة الإيمان.. ولك الحمد على كل نعمة أنعمت بها علينا..
أيها المؤمنون.. إن عظمة هذا الدين.. تكمن في أن تعاليمه وتوجيهاته.. جاءت متوافقة مع الفطر السليمة والعقول الصحيحة.. ولذا فرغمَ الحروبِ الهوجاءِ التي تُشن عليه وعلى اتباعه.. ألا أن هذا لم يمنعه بأن يكون اكثرَ الديانات انتشاراً.. بل إنه بدأ يتدفق وينتشر.. حتى في البلدان التي تعلن حربها عليه وعلى تعاليمه.. وإن هذا مما يبهج النفسَ.. ويسعد القلبَ.. ويشفي صدور قوم مؤمنين..
أيها الموحدون.. إن هذه العظمةَ وهذا الكمال.. في هذا الدين القويم.. يحثان اتباعه إلى أن يعتزوا به ويتبعوا تعاليمه.. ويجاهروا بشعائره وتوجيهاته.. دون كسل أو خجل.. فلا تتردد أيها المسلم بأن تكون خيرَ متبع لتعاليم دينك.. وخيرَ ساع لنشره وبثه بين الناس.. كيف لا تفعلُ ذلك؟ وتعاليمُه كلُّها.. تعاليمُ كمالٍ وبناءٍ ورحمة..
يجب علينا أيها الكرام.. أن نجاهر بشعائر ديننا.. فنكبر الله في هذه الأيام.. مجاهرين بذلك.. مستحضرين فضلَ تعظيمِ شعائر الله.. ولا يمنعْنا قلةُ من يفعل ذلك.. وهجرُ الكثيرين له.. بل يجب أن يكون ذلك دافعاً لنا للمسارعة في نشرها وتطبيقها.. فقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.. وإحياء السنن المهجورة تدخل في معنى هذا الحديث.. فكبروا ربكم في هذه الأيام المباركة في كل وقت وحين الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
وإن من أفضل شعائر الله في هذه الأيام.. هذه الأضاحي التي يشرع لنا ذبحُها بعد هذه الصلاة.. قال سبحانه وتعالى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ)
وقال جل وعلا (فَصَلِّ لِرَبِّك وَانْحَرْ). قال عكرمة: (فصل لربك صلاة العيد يوم النحر.. وانحر نسكك). ولذلك جعل الشارعُ الحكيم ذبحَ الأضحية.. أفضلَ ما يتقرب به المؤمن يوم العيد.. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما عمل ابن آدم عملا يوم النحر أحب إلى الله من هراقة دم وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسا) رواه الترمذي وصححه الألباني.. والأضحية سنة مؤكدة في أصح قولي العلماء.. ويسن للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه.. اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جاء من حديث أنس رضي الله عنه قال: (ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين فرأيته واضعا قدمه على صِفَاحِهِمَا يسمي ويكبر فذبحهما بيده) متفق عليه.. والأولى أن يذبح الرجل ذبيحة واحدة عنه وعن أهل بيته.. ولا مانع من الزيادة إن كان غنياً.. وقصدَ زيادةَ الخير ونفعَ الفقراء.. ولم يكن في ذلك شيء من المفاخرة والمباهاة..
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه تسليما كثيراً.. وبعد أيها المؤمنون.. اتقوا الله واسألوه الهدى والسداد..
ثم اعلموا أيها الأحبة.. أنه يشترط في صحة الأضحية أربعةُ شروط: الشرط الأول: أن تكون من بهيمة الأنعام.. وهي الإبل والبقر والغنم لقوله تعالى: (ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ.. والشرط الثاني: أن تكون قد بلغت السنَ المجزئَ شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يُعْسَر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن) رواه مسلم.. والسن المجزئ في الماعز ما أتم سنة..
وفي الضأن ما أتم ستةَ اشهر.. وفي البقر ما أتم سنتين.. وفي الإبل ما أتم خمسَ سنين والشرط الثالث: أن تكون سليمة من العيوب المانعة من الإجزاء.. وهي أربعة: العوراء والمريضة.. والعرجاء والهزيلة.. وما كان أشد منها.. كالعمياءِ ومقطوعةِ أحد الأطراف ونحوِها.. لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه.. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لايجوز في الأضاحي.. العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي). رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وصححه الألباني..
والشرط الرابع: أن تُذبح في الزمان المؤقت شرعا.. ويبدأ من الفراغ من صلاة العيد والخطبتين.. لقوله عليه الصلاة والسلام: (من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكُه وأصاب سنة المسلمين) رواه البخاري. ويستمر وقت الذبح إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.. ومن ذبح أضحيته قبل صلاة العيد فلا تجزؤه وتكون شاةَ لحم من جنس الصدقات.. فبادروا أيها المباركون إلى ذبح أضاحيكم.. وطيبوا بها نفساً.. وصلوا أرحامكم.. ووسعوا على أهل بيوتكم والفقراء والمحتاجين.. الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد اللهم وفق حجاج بيتك.. واحفظهم بحفظك.. وأعنهم على قضاء نسكهم على الوجه الذي يرضيك يارب العالمين.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأنصر عبادك الموحدين.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.. اللهم سدد سهامهم وآراءهم يا عزيز ياحكيم.. اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق.. اللهم من أرادنا أو أراد ديننا بسوء اللهم فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره يا قوي ياعزيز.. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله؛ مالكِ الملك.. وخالقِ الخلق.. ومدبرِ الأمر.. يرفع من يشاء بفضله.. ويضع من يشاء بعدله، وهو العليم الحكيم، نحمده على نعمة الإسلام، ونشكره إذ جعلنا من أمة خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ رفع بدينه أقواما ووضع آخرين، فمن رفع بالإسلام رأسا أعزه الله تعالى إذ أعز دينه، ومن حط على الإسلام حط الله تعالى قدره، وأرغم في التراب أنفَه، وأبطل في الدنيا سعيَه، ورأى من عز الإسلام ما يقهره ويذله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ اعتز بالله تعالى، وفاخر بالإسلام، وعلم أصحابه الفخر به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه.. أما بعد: فاتقوا الله تعالى.. والزموا طاعته وتمسكوا بدينه.. وفاخروا بالانتساب له.. فإنه الحق من ربكم.. وفيه ذكركم وفخركم {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم* وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} وقال سبحانه {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم} أي: فيه شرفكم وفخركم، وعلو قدركم، وعظم أمركم، وارتفاع أمتكم.
أيها المباركون: كل أمة من الأمم.. لديها ما تفاخر به.. من رجال خطوا أسماءهم في منجزاتِها.. أو أيامٍ كانت موعدا لانتصارها ومجدها.. أو أحداثٍ أظهرتها وأعزتها. وامتازت أمة الإسلام عن سائر الأمم.. بأنها أمة كتابها محفوظ ودينها موروث.. وعلى وفق دينها بنت حضارتَها.. وسنت تشريعاتِها.. وتعاملت مع غيرها.. فكانت أمة حق وعدل ورحمة.. حين كان غيرها من الأمم.. أهل باطل وظلم وقسوة.
أيها المسلمون.. حق لنا أن نفاخر بهذا الدين.. وتزهو نفوسنا بالانتساب إليه.. فهو دين التمام والكمال والجمال.. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً.. فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام
ولك الحمد على نعمة الإيمان.. ولك الحمد على كل نعمة أنعمت بها علينا..
أيها المؤمنون.. إن عظمة هذا الدين.. تكمن في أن تعاليمه وتوجيهاته.. جاءت متوافقة مع الفطر السليمة والعقول الصحيحة.. ولذا فرغمَ الحروبِ الهوجاءِ التي تُشن عليه وعلى اتباعه.. ألا أن هذا لم يمنعه بأن يكون اكثرَ الديانات انتشاراً.. بل إنه بدأ يتدفق وينتشر.. حتى في البلدان التي تعلن حربها عليه وعلى تعاليمه.. وإن هذا مما يبهج النفسَ.. ويسعد القلبَ.. ويشفي صدور قوم مؤمنين..
أيها الموحدون.. إن هذه العظمةَ وهذا الكمال.. في هذا الدين القويم.. يحثان اتباعه إلى أن يعتزوا به ويتبعوا تعاليمه.. ويجاهروا بشعائره وتوجيهاته.. دون كسل أو خجل.. فلا تتردد أيها المسلم بأن تكون خيرَ متبع لتعاليم دينك.. وخيرَ ساع لنشره وبثه بين الناس.. كيف لا تفعلُ ذلك؟ وتعاليمُه كلُّها.. تعاليمُ كمالٍ وبناءٍ ورحمة..
يجب علينا أيها الكرام.. أن نجاهر بشعائر ديننا.. فنكبر الله في هذه الأيام.. مجاهرين بذلك.. مستحضرين فضلَ تعظيمِ شعائر الله.. ولا يمنعْنا قلةُ من يفعل ذلك.. وهجرُ الكثيرين له.. بل يجب أن يكون ذلك دافعاً لنا للمسارعة في نشرها وتطبيقها.. فقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.. وإحياء السنن المهجورة تدخل في معنى هذا الحديث.. فكبروا ربكم في هذه الأيام المباركة في كل وقت وحين الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
وإن من أفضل شعائر الله في هذه الأيام.. هذه الأضاحي التي يشرع لنا ذبحُها بعد هذه الصلاة.. قال سبحانه وتعالى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ)
وقال جل وعلا (فَصَلِّ لِرَبِّك وَانْحَرْ). قال عكرمة: (فصل لربك صلاة العيد يوم النحر.. وانحر نسكك). ولذلك جعل الشارعُ الحكيم ذبحَ الأضحية.. أفضلَ ما يتقرب به المؤمن يوم العيد.. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما عمل ابن آدم عملا يوم النحر أحب إلى الله من هراقة دم وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسا) رواه الترمذي وصححه الألباني.. والأضحية سنة مؤكدة في أصح قولي العلماء.. ويسن للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه.. اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جاء من حديث أنس رضي الله عنه قال: (ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين فرأيته واضعا قدمه على صِفَاحِهِمَا يسمي ويكبر فذبحهما بيده) متفق عليه.. والأولى أن يذبح الرجل ذبيحة واحدة عنه وعن أهل بيته.. ولا مانع من الزيادة إن كان غنياً.. وقصدَ زيادةَ الخير ونفعَ الفقراء.. ولم يكن في ذلك شيء من المفاخرة والمباهاة..
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه تسليما كثيراً.. وبعد أيها المؤمنون.. اتقوا الله واسألوه الهدى والسداد..
ثم اعلموا أيها الأحبة.. أنه يشترط في صحة الأضحية أربعةُ شروط: الشرط الأول: أن تكون من بهيمة الأنعام.. وهي الإبل والبقر والغنم لقوله تعالى: (ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ.. والشرط الثاني: أن تكون قد بلغت السنَ المجزئَ شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يُعْسَر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن) رواه مسلم.. والسن المجزئ في الماعز ما أتم سنة..
وفي الضأن ما أتم ستةَ اشهر.. وفي البقر ما أتم سنتين.. وفي الإبل ما أتم خمسَ سنين والشرط الثالث: أن تكون سليمة من العيوب المانعة من الإجزاء.. وهي أربعة: العوراء والمريضة.. والعرجاء والهزيلة.. وما كان أشد منها.. كالعمياءِ ومقطوعةِ أحد الأطراف ونحوِها.. لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه.. قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لايجوز في الأضاحي.. العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي). رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وصححه الألباني..
والشرط الرابع: أن تُذبح في الزمان المؤقت شرعا.. ويبدأ من الفراغ من صلاة العيد والخطبتين.. لقوله عليه الصلاة والسلام: (من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكُه وأصاب سنة المسلمين) رواه البخاري. ويستمر وقت الذبح إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.. ومن ذبح أضحيته قبل صلاة العيد فلا تجزؤه وتكون شاةَ لحم من جنس الصدقات.. فبادروا أيها المباركون إلى ذبح أضاحيكم.. وطيبوا بها نفساً.. وصلوا أرحامكم.. ووسعوا على أهل بيوتكم والفقراء والمحتاجين.. الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد اللهم وفق حجاج بيتك.. واحفظهم بحفظك.. وأعنهم على قضاء نسكهم على الوجه الذي يرضيك يارب العالمين.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وأنصر عبادك الموحدين.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان.. اللهم سدد سهامهم وآراءهم يا عزيز ياحكيم.. اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق.. اللهم من أرادنا أو أراد ديننا بسوء اللهم فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره يا قوي ياعزيز.. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المرفقات
عيد الأضحى 1437.docx
عيد الأضحى 1437.docx