خطبة مختصرة في معنى الصلاة والسلام على محمد عليه الصلاة والسلام
الفريق العلمي
الشيخ ناجي العتيق
الجمعة 1443/2/24
إن الحمدلله
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ
اتقوالله حق التقوى
إنَّ نِعَمَ اللهِ على الإنسانِ لا يَحدُّها حَدٌ، ولا يُحصيها عَدٌّ، ولا يُستثنَى مِنْ عُمومِها أَحَدٌ، فَهِيَ نِعَمٌ عامَّةٌ، سابغةٌ تامّةٌ، يقولُ اللهُ -سبحانه وتعالى-: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النَّحْلِ: 18]، ويقولُ جلَّ شأنُه: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) [لُقْمَانَ: 20]، ومِنْ أجلِّ نِعَمِ اللهِ على الإنسانِ وأعظمِها بعد نعمة التوحيد والهداية للإسلام هي نعمة بعثة محمد عليه الصلاة والسلام لذا أمرنا في الإكثار من الصلاة والسلام عليه
قال الله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }
المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم *
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين: العلوي والسفلي جميعاً. (1).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال الحليمي: المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله بامتثال أمره وقضاء حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا.
وتبعه ابن عبد السلام فقال: ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة له صلى الله عليه وسلم، فإن مثلنا لا يشفع لمثله صلى الله عليه وسلم، ولكن الله أمرنا بمكافأة من أحسن إلينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن العربي: فائدة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ترجع إلى الذي يصلي عليه لدلالة ذلك على نصوع العقيدة وخلوص النية وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام للواسطة الكريمة صلى الله عليه وسلم. أنتهى (2).
تنبيه: قال ابن كثير في تفسيره: قال النووي: إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم فلا يقتصر على أحدهما فلا يقول: صلى الله عليه فقط ولا عليه السلام فقط، وهاذا الذي قاله منتزع من هذه
اللهم ارزقنا شفاعته .. وأوردنا حوضه.. واسقنا منه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا.. اللهم كما آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله.. اللهم اجزه عنا خير ما جزيت به نبياً عن قومه.. ورسولا عن أمته..
اللهم صلِّ وسلّم على نبينا محمد
اقول ما اتسمعون واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانيه
الحمد لله، عالم السر والنجوى، أحمده سبحانه وأشكره على نعمة التي لا تحصى وأشهد ألا إله وحده لا شريك خلق الأرض والسماوات العلى، وأشهد أن محمدا عبده المجتبى ورسوله المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في الآخرة والأولى.
أما بعد : أيها المسلمون :
فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مَأْمُورُونَ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ، وَسَتَجِدُونَ أَعْمَالَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِدَةً لكم أو عَلَيْكُمْ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.
عبادَ الله، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، اللهمَّ صلِّ على محمّد وعلَى آل محمّد كمَا صلّيت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَّرون. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.