خطبة مختصرة في سنن الفطرة
طلال شنيف الصبحي
1438/04/22 - 2017/01/20 01:14AM
سنن الفطرة 15 / 4 / 1438ه
الحمد لله الذي شرع لنا ما يقربنا إليه ويدنينا،ونهج لنا من الطرق ما يكفينا عن غيرها ويغنينا،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهنا ومليكنا وناصرنا وهادينا،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق شرعة وتوحيدا ودينا،اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أفضل الناس أخلاقا وأعمالا وعلما ويقينا.أما بعد:
عباد الله،اتقوا الله واشكروه على آلائه الباطنة والظاهرة،وتقربوا إليه بما يحبه ويرضاه من العقائد والأعمال والأخلاق الفاضلة،فقد شرع لكم من فطرة الإسلام ما يطهر الظواهر ويزكي القلوب،ويسر لكم كل سبب تدركون به المطلوب،قال تعالى{ •• •• ) فهذه الفطرة الباطنة التي عمادها على الإخلاص والإقبال بالقلب عليه،وتمامها بترك الشرك قليله وكثيرة وتحقيق الإنابة إليه،قولوا بألسنتكم وقلوبكم إذا أصبحتم وأمسيتم:أصبحنا وأمسينا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين, هذه الفطرة الباطنة التي تطهر القلب من الشرك والشك والشقاق والنفاق،وتنقيه من الغل والغش والحقد ومساوئ الأخلاق، وتملأ القلب علما ويقينا وعرفانا،وتوجهه إلى ربه إخلاصا وطمأنينة وبرا وإيمانا.أما الفطرة الظاهرة فقد حث الشارع على تنقية الجسد من الأوساخ والأنجاس والأوضار،ورغب في حلق العانة ونتف الإبط،وحف الشارب وإعفاء اللحية،وتقليم الأظفار،جاء في صحيح الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله r(عشر من الفطرة:قص الشارب،وإعفاء اللحية،والسواك،واستنشاق الماء،وقص الأظافر،وغسل البَرَاجِم،ونَتْف الإبط،وحلق العانة،وانتِقاص الماء)وفي زيادة عند أبي داود,قال زكريا:قال مصعب بن شيبة:ونسيت العاشرة؛إلا أن تكون المضمضة.والبراجم هي عُقد الأصابع التي في ظهر الكف,وانتقاص الماء،هو الاستنجاء بالماء لإزالة النجاسة,وعن أبي هريرةعن النبي r قال(الفطرة خمس أو خمس من الفطرة:الختان،والاستحداد،وتقليم الأظافر،ونتف الإبط،وقص الشارب)رواه مسلم,
وسنن الفطرة هي الخصال التي فطر الله الناس عليها،والتي يكمُل المرء بها حتى يكون على أفضل الصفات وأجمل الهيئات.وقد اختلف العلماء في تفسير الفطرة–هنا-يقول السيوطي[وأحسن ما قيل في تفسير الفطرة أنَّها السنة القديمة التي اختارها الأنبياء،واتفقت عليها الشرائع،فكأنها أمرٌ جبلي فطروا عليه]وقال ابن دقيق العيد[وأولى الوجوه بما ذكرنا أن تكون الفطرة ما جبل الله الخلق عليه، وجبل طباعهم على فعله،وهي كراهةُ ما في جسده مما هو ليس من زينته)
وأخبر النبيr أن الطهور الشرعي- وهو إزالة الأخباث والأحداث-شطر الإيمان؛لما في ذلك من طهارة البدن من الأوضار والأدران،وأن استدامة الطهور والمداومة عليه من أوصاف المؤمنين،وقال تعالى بعد ما ذكر الطهارة بالماء والتراب{ (
وقد مدح الله أهل قباء بقوله(فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)فعن أبي هريرة عن النبي r قال:نزلت هذه الآية في أهل قباء(فيه رجال يحبون أن يتطهروا)قال:كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية,وقال عطاء:كانوا يستنجون بالماء ولا ينامون بالليل على الجنابة,وقال البغوي في تفسيره:يحبون أن يتطهروا من الأحداث والجنابات والنجاسات,فهذه الطهارة التي شرعها الله عز وجل من أكبر نعمه على العباد،وبها تكفر الخطايا وتحصل العطايا الكثيرة يوم التناد،فمن توضأ وضوءا كاملا خرجت خطاياه مع الماء من تحت الأظفار،ومن أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفرت ذنوبه،واستحق رضا الغفار،ومن توضأ فأحسن وضوئه ثم قال:أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء،وما ذلك بعزيز على فضل الكريم الغفار،وقال {ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفـع به الدرجات؟إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطا إلى المساجـد،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط،فذلكم الرباط،إن أمتي يدعون غرا محجلين من آثار الوضوء،فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل}وقال{تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء}
رزقنا الله الاعتراف بنعمه وأياديه،ووفقنا للقيام بما يحبه ويرضيه.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون*منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين*من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون(بارك
الخطبة الثانية
عباد الله:اعلموا أن هذه السنن هي للرجل والمرأة،وقد روى الإمام مسلمٌ في صحيحة عن أنس قال:وُقِّت لنا -أي رسول الله r-في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا تُترك أكثر من أربعين ليلة.قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث"ليس المعنى أن يتركها أربعين ليلة،وإنما المعنى أنه لا يترُكُها أكثر من أربعين ليلة،وهذه أوضح،لأن من هذه السنن ما يفعله المسلم يوميًا،ومنها ما يحتاج إليه بعد أسبوع،أو خمسة عشر يومًا،ولذلك حددت الشريعة أجلاً أقصى لها،ولم تحدد الأجل الأدنى".إخوة الإيمان،إن الحكمة من هذه السنن النظافة والتجمل وتحسين الهيئة،والاقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛والاهتداء بهديهم؛ومخالفة المشركين وأهلِ الكتاب ومن يقتدون بهم من الكفرة والملاحدة.والله جميل يحب الجمال،ويحب التوابين ويحب المتطهرين، فالواجب أن نعتني بهذه الخصال التي فيها الجمال والنظافة؛ نعتني بها في أنفسنا وأهلينا ومجتمعاتنا .
الحمد لله الذي شرع لنا ما يقربنا إليه ويدنينا،ونهج لنا من الطرق ما يكفينا عن غيرها ويغنينا،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهنا ومليكنا وناصرنا وهادينا،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه الله بالهدى ودين الحق شرعة وتوحيدا ودينا،اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان أفضل الناس أخلاقا وأعمالا وعلما ويقينا.أما بعد:
عباد الله،اتقوا الله واشكروه على آلائه الباطنة والظاهرة،وتقربوا إليه بما يحبه ويرضاه من العقائد والأعمال والأخلاق الفاضلة،فقد شرع لكم من فطرة الإسلام ما يطهر الظواهر ويزكي القلوب،ويسر لكم كل سبب تدركون به المطلوب،قال تعالى{ •• •• ) فهذه الفطرة الباطنة التي عمادها على الإخلاص والإقبال بالقلب عليه،وتمامها بترك الشرك قليله وكثيرة وتحقيق الإنابة إليه،قولوا بألسنتكم وقلوبكم إذا أصبحتم وأمسيتم:أصبحنا وأمسينا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين, هذه الفطرة الباطنة التي تطهر القلب من الشرك والشك والشقاق والنفاق،وتنقيه من الغل والغش والحقد ومساوئ الأخلاق، وتملأ القلب علما ويقينا وعرفانا،وتوجهه إلى ربه إخلاصا وطمأنينة وبرا وإيمانا.أما الفطرة الظاهرة فقد حث الشارع على تنقية الجسد من الأوساخ والأنجاس والأوضار،ورغب في حلق العانة ونتف الإبط،وحف الشارب وإعفاء اللحية،وتقليم الأظفار،جاء في صحيح الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله r(عشر من الفطرة:قص الشارب،وإعفاء اللحية،والسواك،واستنشاق الماء،وقص الأظافر،وغسل البَرَاجِم،ونَتْف الإبط،وحلق العانة،وانتِقاص الماء)وفي زيادة عند أبي داود,قال زكريا:قال مصعب بن شيبة:ونسيت العاشرة؛إلا أن تكون المضمضة.والبراجم هي عُقد الأصابع التي في ظهر الكف,وانتقاص الماء،هو الاستنجاء بالماء لإزالة النجاسة,وعن أبي هريرةعن النبي r قال(الفطرة خمس أو خمس من الفطرة:الختان،والاستحداد،وتقليم الأظافر،ونتف الإبط،وقص الشارب)رواه مسلم,
وسنن الفطرة هي الخصال التي فطر الله الناس عليها،والتي يكمُل المرء بها حتى يكون على أفضل الصفات وأجمل الهيئات.وقد اختلف العلماء في تفسير الفطرة–هنا-يقول السيوطي[وأحسن ما قيل في تفسير الفطرة أنَّها السنة القديمة التي اختارها الأنبياء،واتفقت عليها الشرائع،فكأنها أمرٌ جبلي فطروا عليه]وقال ابن دقيق العيد[وأولى الوجوه بما ذكرنا أن تكون الفطرة ما جبل الله الخلق عليه، وجبل طباعهم على فعله،وهي كراهةُ ما في جسده مما هو ليس من زينته)
وأخبر النبيr أن الطهور الشرعي- وهو إزالة الأخباث والأحداث-شطر الإيمان؛لما في ذلك من طهارة البدن من الأوضار والأدران،وأن استدامة الطهور والمداومة عليه من أوصاف المؤمنين،وقال تعالى بعد ما ذكر الطهارة بالماء والتراب{ (
وقد مدح الله أهل قباء بقوله(فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)فعن أبي هريرة عن النبي r قال:نزلت هذه الآية في أهل قباء(فيه رجال يحبون أن يتطهروا)قال:كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية,وقال عطاء:كانوا يستنجون بالماء ولا ينامون بالليل على الجنابة,وقال البغوي في تفسيره:يحبون أن يتطهروا من الأحداث والجنابات والنجاسات,فهذه الطهارة التي شرعها الله عز وجل من أكبر نعمه على العباد،وبها تكفر الخطايا وتحصل العطايا الكثيرة يوم التناد،فمن توضأ وضوءا كاملا خرجت خطاياه مع الماء من تحت الأظفار،ومن أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفرت ذنوبه،واستحق رضا الغفار،ومن توضأ فأحسن وضوئه ثم قال:أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء،وما ذلك بعزيز على فضل الكريم الغفار،وقال {ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفـع به الدرجات؟إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطا إلى المساجـد،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط،فذلكم الرباط،إن أمتي يدعون غرا محجلين من آثار الوضوء،فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل}وقال{تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء}
رزقنا الله الاعتراف بنعمه وأياديه،ووفقنا للقيام بما يحبه ويرضيه.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون*منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين*من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون(بارك
الخطبة الثانية
عباد الله:اعلموا أن هذه السنن هي للرجل والمرأة،وقد روى الإمام مسلمٌ في صحيحة عن أنس قال:وُقِّت لنا -أي رسول الله r-في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا تُترك أكثر من أربعين ليلة.قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث"ليس المعنى أن يتركها أربعين ليلة،وإنما المعنى أنه لا يترُكُها أكثر من أربعين ليلة،وهذه أوضح،لأن من هذه السنن ما يفعله المسلم يوميًا،ومنها ما يحتاج إليه بعد أسبوع،أو خمسة عشر يومًا،ولذلك حددت الشريعة أجلاً أقصى لها،ولم تحدد الأجل الأدنى".إخوة الإيمان،إن الحكمة من هذه السنن النظافة والتجمل وتحسين الهيئة،والاقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛والاهتداء بهديهم؛ومخالفة المشركين وأهلِ الكتاب ومن يقتدون بهم من الكفرة والملاحدة.والله جميل يحب الجمال،ويحب التوابين ويحب المتطهرين، فالواجب أن نعتني بهذه الخصال التي فيها الجمال والنظافة؛ نعتني بها في أنفسنا وأهلينا ومجتمعاتنا .
المرفقات
في سنن الفطرة.docx
في سنن الفطرة.docx