خطبة مختصرة عن فضل العلم وأهميته و.....
خالد خضران الدلبحي العتيبي
خطبة جمعة عن فضل العلم وأهميته
كتبها : خالد بن خضران الدلبحي العتيبي الجمش – الدوادمي
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
عباد الله إن من أسباب رُقي أمتنا وقوتها عنايتها بالعلم وهذا العلم قسمان :
القسم الأول : علم شرعي وهذا أعظم أنواع العلم وكل الآيات والأحاديث عن فضل العلم فهي تعني هذا النوع من العلم قال تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (الزمر : 9 ) وأمره الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة من العلم فقال تعالى ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طه : 114 ) وجاء في سنن أبي داود يقول عليه الصلاة والسلام : «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»
فيجب على المسلم أن يتعلم من دين الله ما يقيم به دينه ويؤدي ما أوجب الله عليه كتعلم الفاتحة والوضوء والصلاة والزكاة إذا كان عنده مال زكوي والحج إذا أراد الحج فما لا يتم به الواجب فهو واجب وأما ما زاد عن ذلك فهذا من العلوم المستحبة والتي فيها فضل عظيم كتعلم أحكام صلاة الليل مثلاً فكل شيء ليس واجباً على المسلم فتعلمه ليس واجباً بل مستحب وكل شيء يجب على المسلم فتعلمه واجب .
وهذا القسم وهو العلم الشرعي طلبه عبادة لا بد أن يخلص في النية لله سبحانه وتعالى فيتعلم العلم الشرعي ليرفع الجهل عن نفسه ويعبد الله على بصيرة أما طلبه لأمر من أمور الدنيا فهذا من كبائر الذنوب ففي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يَعْنِي رِيحَهَا [أخرجه أبو داود ]
وأما القسم الثاني من العلوم فعلومٌ دنيوية تحتاجها البلاد ويحتاج إليها المسلمون في أمورهم الدنيوية فهذه من فروض الكفايات وإذا تعلمها الإنسان بنية حسنة كأن ينوي بذلك نفع المسلمين فإنه يؤجر على ذلك كتعلم الطب والهندسة واللغات الأخرى وتعلم العلوم الفيزيائية والكيميائية وغير ذلك من العلوم
ولقد اهتمت دولتنا بالعلم بقسميه العلوم الشرعية والعلوم الدنيوية فصرفت المليارات على التعليم وأنشأت الكليات والجامعات والمعاهد ومراحل التعليم العام من روضة وابتدائية ومتوسطة وثانوية وهذه الجهود لا تنجح وتؤتي ثمارها إلا إذا تعاونا جمعياً فمن الركائز المهمة التي ينجح بها التعليم المعلم فالمعلم عليه دور كبير فعليه أن يستشعر عظم المسؤولية عليه وأن يعلم طلابه بأفعاله قبل أقواله فيكون قدوة صالحة في أخلاقه وتعامله وانضباطه وأمانته حتى ينتفع الطلاب به
يأيها الرجلُ المعلمُ غيرَهُ هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنتَ حكيمُ
فهناك يُقبلُ ما تقول ويُهتدى بالقولِ منكَ وينفعُ التعليمُ
ومن الأمانة أن يكون أميناً على ما يلقيه على الطلاب فيحضر الدروس ويراجعها ويطور من نفسه ويحتسب الأجر في ذلك فهو إما أن يعلم علماً شرعياً كالقرآن والفقه والحديث والتوحيد فهو في عبادة يجب أن يخلص لله النية وإما أن يعلم علماً دنيوياً ينتفع به المسلمون كالفيزياء والرياضيات وغيرها فيؤجر على ذلك إذا احتسب الأجر
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المعلمين للقيام بهذه الأمانة العظيمة
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
عباد الله إن من الركائز الأساسية في نجاح التعليم الأسرة ولذلك تجد في الغالب الطلاب الذي برزوا في التعليم وصار لهم نفع لأمتهم تجدهم من أُسرٍ لهم اهتام في العلم وتحصيله فلا بد من تفعيل دور الأسرة الأب والأم لأنهم أعمدة الأسرة فينبغي عليهم أن يحثوا أولادهم على تعلم العلم ويرغبونهم ويرهبونهم ويوفروا لهم ما يحتاجون في طلب العلم ولنا قدوة بسلفنا الصالح فهذه أم سفيان الثوري رحمه الله وهو من الأئمة الكبار يقول : لما أردتُ طلبَ العلم قلتُ : يا رب لا بد لي من معيشة ورأيتُ العلمَ يضيع فقلت أفرغ نفسي لطلبه فقالت لي أمي : يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي .
أي أنها تغزل الصوف وتبيعه وتنفق على ولدها في طلب العلم .
وعلى الأسرة أن تنظم وقت أولادها فللأسف بعض الأسر أولادهم يسهرون على الجوالات والأجهزة إلى أوقاتٍ متأخرة فينامون على الصلاة وينامون على المدرسة وإذا حضروا يأتون وقد غلبهم الكسل والنوم فلا ينتفعون بالتعليم .
ومما أوصي به الآباء والأمهات أن يكثروا الدعاء لأولادهم بالصلاح والتوفيق فالصالح من الأولاد في الأسرة هو صالحٌ في المدرسة والعكس بالعكس .
وتأملوا ما ذكر الله سبحانه وتعالى عن عباد الرحمن في سورة الفرقان أنهم كانوا يدعون الله بالذرية الصالحة يقول تعالى (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان : 74 )
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح لنا ولكم الذرية ربنا هب لنا من أزاوجنا وذرياتنا قرةَ أعين واجعلنا للمتقين إماما .
........
المرفقات
1723719194_خطبة عن فضل العلم وأهميته.docx