خطبة ماذا بعد الحج؟
أحمد بن عبدالله الحزيمي
1437/12/14 - 2016/09/15 12:12PM
ماذا بعد الحج 15/12/1437
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيم , وأشهدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وِيُّ الصالحين , إِلهُ الأولِينَ والآخِرِين , وأشهدُ أَنَّ نبِيَّنَا محمدَاً عبدهُ ورسولُهُ وَصفِيُّهُ وَخلِيلهُ وخِيرتهُ مِنْ خلقهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبهِ وسلّمْ تسلِيمَاً كثيرَاً إِلَى يوْمِ الدِّين .
أَمَّا بَعْدُ : فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ واستعدُّوا لِلقائهِ, فإنَّهَا -واللهِ- أيامٌ وليَالٍ ثم تأَتِي الِهَايَةُ (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقُّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ).
يقدمُ عمرُو بنُ العاصِ مِنْ مكةَ إِلَى المَدينةِ ليعرِضَ إسلامهُ علَى رسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ-، فهشَّ لهُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَشَّ، وَبَسَطَ يَمِينَهُ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الإِسْلامِ، وَلَكِنَّ عَمْرًا قَبَضَ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا لَكَ عَمْرُو؟!"، قَالَ: "أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ"، فَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "تَشْتَرِطُ مَاذَا؟!"، قَالَ: "أَشْتَرِطُ أَنْ يُغْفَرَ لِي"، فَقَالَ رَسُولُ الْهُدَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَمْرُو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ؟!".
وهكذا -أيها الكرام- انقضى موسم من أشرف مواسم أهل الإسلام، ومرّت الأيام المعلومات ثم الأيام المعدودات، وكانت تلك الأيام محملة بالخيرات والمسرات والفضائل والبركات، ذهب الحجيج وعاشوا رحلة الحج الأكبر، وتنقلوا بين المشاعر، وتعرضوا للنفحات؛ طمعاً في رضا رب الأرض والسماوات، عادُوا بعدها فَرِحينَ بما آتَاهمُ اللهُ مِن فضلهِ، مُستبشرِينَ بما مَنَّ عَليهم مِن توفِقِهِ وحجِّ بيتهِ، فهنيئًا للحجَّاجِ حَجُّهُم وَعِبَادَتُهُم وَاجتِهَادُهُم.
وأما في الأمصار فبشائر الخير لم تنقطع ، فأدركوا عشر ذي الحجة التي هي أفضل أيام الدنيا عند الله، فصاموا يوم عرفة الذي يكفر صيامه سنتين، حتى صار كأنه من أيام رمضان، لكثرة صائميه حتى من الصغار, ومر بهم يوم النحر فصلوا وضحوا، من كثرتها كادت الطرقات تسيل بدماء القربة لله، وامتلأت مصليات الأعياد، ثم توالت عليهم أيام التشريق فأكلوا وشربوا وذكروا الله، وحمدوه وشكروه على ما رزقهم،فما أجدرهم أن يفرحوا بذلك كله؛ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ .
وهكذا تنقضي مواسم الخير, بل هكذا تنتهي حياة الإنسان سريعة خاطفة ثم يجني ما أودعه فيها, فطوبى لمن قدم خيرا..
عبادَ اللهِ: ولعلنا وفي عجالة نستذكِرَ شيئا مما قد تعلَّمناهُ من مدرسةِ الحجِّ من فوائدَ، وَمَا جنيناهُ خلالَ أَيَامهَا مِنْ عَوَائِدَ.
من أبرز دروس فريضة الحج تلكم المحبةَ التي جعلها الله - تعالى - لبيته الحرام في قلوب عباده، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فيما رواه عنه ابن جرير وغيره: لا يقضون منه وطرًا، يأتونه ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه، وأنشد القرطبي في هذا المعنى قول الشاعر:
جَعَلَ الْبَيْتَ مَثَابًا لَهُمُ لَيْسَ مِنْهُ الدَّهْرَ يَقْضُونَ الْوَطَرْ
وأنشد غيره في الكعبة:
لاَ يَرْجِعُ الطَّرْفُ عَنْهَا حِينَ يَنْظُرُهَا حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهَا الطَّرْفُ مُشْتَاقَا
مع أنها أرض جرداء، وجبال سوداء؟ وأجواء حارة مقفرة, أرأيتم صعيد عرفات، فهل رأيتم فيه مناظر خلابة، أو أجواء عليلة، أو خضرة دائمة؟ ومع هذا فقلوب المؤمنين كلُها تحن إليها، لا لأجل بقعتها؛ بل لأنها مأوى طاعة الله، وتنزُّل رحمته.
عباد الله: لن ينسى الحجاج ولا المقيمين مشهد الحجيج في عرفات، حين كانت العيونُ دامعةً، والأكفُ مرفوعةً، والقلوبُ مخبتة، الجميع عرف هناك فقره وذله ورأينا شيئاً من دلائل عظمته سبحانه وتعالى. حين نرى ألواناً من الناس كلٌ يدعو ربه بلغته، كل يطلب حاجته، كل يناجيه بخفي الصوت، وهو سبحانه العظيم لا تختلف عليه حاجة، ولا يشغله طلب عن طلب، بل يسمع ذلك كله، فيجيب سؤالاً، ويغفر ذنباً، ويكشف كرباً، ويشفي مريضاَ، ويغني فقيراً، وهو على كل شيء قدير، وذلك شيء من دلائل عظمة الله وقدرته وكرمه ورحمته.
ومن دروس الحج أنك ترَى الحاجَّ يتحرَّى ويسأَلُ، ويتتبَّعُ ولا يحيدُ؛ حتَّى يكونَ حَجُّهُ كُلُّهُ وفقَ الهديِ النبوِيِّ الْكَرِيمِ، وهذا شيء جميل لكن الأَجملَ أَنْ يجعلَ العبدُ المسلمُ هذا الاقتفاءَ وذاك الاتّباعَ مَنهجَهُ فِي حياتهِ كُلِّهَا؛ فِي عبادتهِ ومُعاملتهِ، فِي مَظهرِهِ ومَخبرِهِ، فِي حضَرِهِ وسفرِهِ، ونومهِ ويَقظَتِهِ، وفي أَحوالهِ كلِّهَا يكونُ قَرِيبًا مِنْ سنَّةِ نبيِهِ مُتعلِّقًا بِهَا.وإِذا رُزِقَ العبدُ اقتِفاءً حسنًا فتحتْ لهُ الْهدايةُ أَبوابها، وتنزَّلتْ عليهِ الرَّحماتُ الإِلَهِيَّةُ (قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
عبد الله إنه ليس أمراً هيناً ذهابك إلى مكة أو استغلالك موسم العشر بأنواع الطاعات كم من الناس من لم يُعر هذا الموسم اهتمامه, فمضى عليه دون جهد يذكر, كم من الناس من لم يحج فرضه, أو انه منذ سنين طويلة لم يبادر الحج, مع أنه قادر ومستطيع, وما ذاك إلا أن المعاصي كبلته عن ذلك ولا شك.
لهذا كان من دروس الحج شكر الله على هذا الإنعام ! هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ [الرحمن:60]، فلا بد أن يكون شاكرًا لربه منيبًا إليه، وليس الشكر كما يتصوّره البعض بأنه الشكر اللساني فقط، لكنه في حقيقة الأمر هو الشكر القلبي، حيث يظل قلبك متعلقًا بخالقك، مستشعرًا نعمته عليك، ومعه الشكر العملي، فتكون بعيدًا عن كل ما يغضب المنعم عليك، قريبًا من كل ما يحبه ويرضاه، قال تعالى مبينًا هذا المعنى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ [سبأ:13]، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، فقد كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان فيقال له: يا رسول الله، لم تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيجيب صلوات ربي وسلامه عليه معلمًا للأمة حقيقة الشكر "أفلا أكون عبدًا شكورًا" .
عباد الله لقد علَّمنا الحج قدر العلماء، وأهمية أن يصدر المرء عن رأيهم، وكان الحجاج في كل حركاتهم في نسكهم يرجعون إلى العلماء ولا يخالفونهم، خشية أن ينقص حجهم فهل يدوم الأمر، ونعرف للعلماء قدرهم، ونقف عند فتاوى المعتبرين منهم؟.
لقد كنتم أيها الحجاج تتحرون وتتورعون من أشياء يسيرة من المحظورات خشية أن تؤثر على حجكم، فهل يدوم التحري وذلك الورع؟ لنتورع عن المحرمات من الأعمال والأقوال والأموال؛ لئلا تؤثر على قلوبنا وإيماننا.
لقدِ استحضرَ الحجَّاجُ أنَّ "الحجَّ المبرورَ ليسَ لهُ جزاءٌ إِلَّا الجنَةَ"، فأَنفقوا أَموالهمْ، وضحّوا بأوقاتِهِمْ، وتحمَّلُوا مَا تَحملوا بنفُوسٍ مُطمئنَّةٍ، وقلوبٍ راضيَةٍ.
إِنَّ استشعارَ ثوَابِ العملِ يُعلي الهمةَ، ويطردُ الكسلَ، ويربِي فِي السلِمِ الحرصَ على الأَعمالِ الصالحاتِ، وَالْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهَا، وَالْتِزَامَهَا طِيلَةَ الْحَيَاةِ.
أَمَا وَاللهِ لَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ مَنِ اسْتَشْعَرَ فِي قَلْبِهِ حَقًّا قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوُعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا"، وَقَوْلَهُ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا".
أَما واللهِ لن تترد يدٌ عنِ الصَّدقَةِ، ولنْ تشِحَّ نفسٌ عنِ البذلِ إِذَا ما استحضَرَتْ صِدقًا قولَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: "لا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ إِلَّا أَخَذَهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَلُوصَهُ حتَّى تكونَ مثلَ الجبلِ أَو أَعظمَ". رواهُ البخارِيُّ وَمسلمٌ.
إِخوةَ الإيمانِ: وعَلّمتنا مدرسةُ الحجِّ أيضاً قصرَ الأَملِ، لقدْ خرجَ الحاجُّ مِنْ ديارِهِ مُصَبِّرًا نفسهُ علَى الطَّاعَاتِ، حَابِسًا هواهُ عَنِ الشَّهَواتِ طِيلةَ أَيَّامِ مِنًى وعرفاتٍ؛ لأَنَّهُ يَستيقِنُ أَنَّها ساعَاتٌ معدوداتٌ ويأتِي الرَّحيلُ عمَّا قرِيبٍ.
فما أَجملَ أَن يستحضرَ الحاجُّ قصرَ أَيَّامِ عُمرِهِ، وأَنَّ المُكثَ فِي هذهِ الدَّارِ قلِيلٌ، والبَقَاءَ فيها يسيرٌ، وهذَا مبدأٌ ربَّىَ عليهِ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- صحابتهُ الكرامَ: "كن فِي الدُّنيَا كأنَكَ غريبٌ، أَو عابرُ سبيلٍ
نسأَلُ اللهَ -تعالَى- أنْ يقبلَ منَّا ومنَ الحجَّاجِ، وأنْ يجعلنَا وإِيَّاهمْ ووالدينا والمسلمينَ من عتقائهِ مِنَ النَّارِ، ، إِنَّهُ سميعٌ مجيبٌ.
أَقولُ قولِي هذَا، وأَستغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمَينَ , وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وُرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
عباد الله: فإذا كان الدخول في الإسلام يجب ما قبله وينقل الإنسان من الموت إلى الحياة ’ فإن الحج كذلك يجب ما قبله , إنه يسدل الستار على كل السلبيات التي تَلَبّسَ بها المسلم من قبل.
نعم أيها المصلون – الحج مرحلةٌ فاصلة بين حياة وحياة , بين ماض وآت , وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه ) يرجع أبيض الصفحة نقي التاريخ يعود سالما من تبعات ماضية آمنا من غوائل معاصيه , كما أن من صام يومَ عرفه يفوز بغفران سنتين. ماضية وآتيه , إذن فتلك الأيام التي مرت, كانت بمثابة صفحة جديدة طوت ما قبلها بإذن الله, خرج منها المسلمون ممن وفق للحج أو لصيام يوم ركن الحج. وقد حطوا عن كواهلهم تبعات السنين وزلات الماضي , وأقبلوا وهم يقولون ( تائبون آيبون لربنا حامدون )
ولا يشترط في التوبة معاشر الأحبة أن تكون بسبب ذنب ومعصية بل قد تكون انتقالا من عمل إلى عمل أحسن منه , ومن خلق إلى خلق أكرم منه , ومن فهم إلى فهم أفضل منه ’ ومن حياة طيبة إلى حياة أطيب ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) إن الله يحبهم لأنهم متجددون إلى الأفضل وأحوالهم في تغير إلى الأحسن في كل عام يزيد قربهم من ربهم وتزيد عبادتهم و ويزداد فقههم ويتعاظم ورعهم .
يا من قصدت البيت الحرام، ليكن حجك أول فتوحك، وتباشيرَ فجرك، وإشراقَ صبحك، وبدايةَ مولدك، وعنوانَ صدق إرادتك، تقبل الله حجك وسعيك، وأعاد الله علينا وعليك هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، والأمة الإسلامية في عزة وكرامة، ونصر وتمكين، ورفعة وسؤدد.
اللهم تقبل الله من الجميع صالح العمل وأعان وييسر الفوز بهذه الأيام المباركة.
اللهم ييسر للحجاج حجهم وأعنهم على أداء مناسك حجهم.
اللهم أجعل حجهم مبرورا ,وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا.
اللهم سلم الحجاج المعتمرين في برك وجوك وبحرك واعدهم لاهليهم سالمين غانمين بمنك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجز قادة هذه البلاد خير الجزاء على ما يقدمونه للإسلام والمسلمين وعلى عُمار بيتك المقدس وعلى كل ما يبذل للحجاج والمعتمرين.
اللهم اجزي كل من خدم حجاج بيتك وأعان على نجاح الحج يارب العالمين
اللهم اكفنا بمنك وكرمك كل من يريد سوءا لهذه البلاد ولجميع بلاد المسلمين اللهم رد كيده في نحره وافضحه للعالمين ياعظيم ياذا البأس الشديد.
اللهم تقبل منا صالح العمل واغفر لنا الذنب والزلل وتوفنا وأنت راض عنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيم , وأشهدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وِيُّ الصالحين , إِلهُ الأولِينَ والآخِرِين , وأشهدُ أَنَّ نبِيَّنَا محمدَاً عبدهُ ورسولُهُ وَصفِيُّهُ وَخلِيلهُ وخِيرتهُ مِنْ خلقهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبهِ وسلّمْ تسلِيمَاً كثيرَاً إِلَى يوْمِ الدِّين .
أَمَّا بَعْدُ : فاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ واستعدُّوا لِلقائهِ, فإنَّهَا -واللهِ- أيامٌ وليَالٍ ثم تأَتِي الِهَايَةُ (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقُّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ).
يقدمُ عمرُو بنُ العاصِ مِنْ مكةَ إِلَى المَدينةِ ليعرِضَ إسلامهُ علَى رسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ-، فهشَّ لهُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَشَّ، وَبَسَطَ يَمِينَهُ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الإِسْلامِ، وَلَكِنَّ عَمْرًا قَبَضَ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا لَكَ عَمْرُو؟!"، قَالَ: "أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ"، فَقَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "تَشْتَرِطُ مَاذَا؟!"، قَالَ: "أَشْتَرِطُ أَنْ يُغْفَرَ لِي"، فَقَالَ رَسُولُ الْهُدَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَا عَمْرُو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ؟!".
وهكذا -أيها الكرام- انقضى موسم من أشرف مواسم أهل الإسلام، ومرّت الأيام المعلومات ثم الأيام المعدودات، وكانت تلك الأيام محملة بالخيرات والمسرات والفضائل والبركات، ذهب الحجيج وعاشوا رحلة الحج الأكبر، وتنقلوا بين المشاعر، وتعرضوا للنفحات؛ طمعاً في رضا رب الأرض والسماوات، عادُوا بعدها فَرِحينَ بما آتَاهمُ اللهُ مِن فضلهِ، مُستبشرِينَ بما مَنَّ عَليهم مِن توفِقِهِ وحجِّ بيتهِ، فهنيئًا للحجَّاجِ حَجُّهُم وَعِبَادَتُهُم وَاجتِهَادُهُم.
وأما في الأمصار فبشائر الخير لم تنقطع ، فأدركوا عشر ذي الحجة التي هي أفضل أيام الدنيا عند الله، فصاموا يوم عرفة الذي يكفر صيامه سنتين، حتى صار كأنه من أيام رمضان، لكثرة صائميه حتى من الصغار, ومر بهم يوم النحر فصلوا وضحوا، من كثرتها كادت الطرقات تسيل بدماء القربة لله، وامتلأت مصليات الأعياد، ثم توالت عليهم أيام التشريق فأكلوا وشربوا وذكروا الله، وحمدوه وشكروه على ما رزقهم،فما أجدرهم أن يفرحوا بذلك كله؛ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ .
وهكذا تنقضي مواسم الخير, بل هكذا تنتهي حياة الإنسان سريعة خاطفة ثم يجني ما أودعه فيها, فطوبى لمن قدم خيرا..
عبادَ اللهِ: ولعلنا وفي عجالة نستذكِرَ شيئا مما قد تعلَّمناهُ من مدرسةِ الحجِّ من فوائدَ، وَمَا جنيناهُ خلالَ أَيَامهَا مِنْ عَوَائِدَ.
من أبرز دروس فريضة الحج تلكم المحبةَ التي جعلها الله - تعالى - لبيته الحرام في قلوب عباده، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125]، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فيما رواه عنه ابن جرير وغيره: لا يقضون منه وطرًا، يأتونه ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه، وأنشد القرطبي في هذا المعنى قول الشاعر:
جَعَلَ الْبَيْتَ مَثَابًا لَهُمُ لَيْسَ مِنْهُ الدَّهْرَ يَقْضُونَ الْوَطَرْ
وأنشد غيره في الكعبة:
لاَ يَرْجِعُ الطَّرْفُ عَنْهَا حِينَ يَنْظُرُهَا حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهَا الطَّرْفُ مُشْتَاقَا
مع أنها أرض جرداء، وجبال سوداء؟ وأجواء حارة مقفرة, أرأيتم صعيد عرفات، فهل رأيتم فيه مناظر خلابة، أو أجواء عليلة، أو خضرة دائمة؟ ومع هذا فقلوب المؤمنين كلُها تحن إليها، لا لأجل بقعتها؛ بل لأنها مأوى طاعة الله، وتنزُّل رحمته.
عباد الله: لن ينسى الحجاج ولا المقيمين مشهد الحجيج في عرفات، حين كانت العيونُ دامعةً، والأكفُ مرفوعةً، والقلوبُ مخبتة، الجميع عرف هناك فقره وذله ورأينا شيئاً من دلائل عظمته سبحانه وتعالى. حين نرى ألواناً من الناس كلٌ يدعو ربه بلغته، كل يطلب حاجته، كل يناجيه بخفي الصوت، وهو سبحانه العظيم لا تختلف عليه حاجة، ولا يشغله طلب عن طلب، بل يسمع ذلك كله، فيجيب سؤالاً، ويغفر ذنباً، ويكشف كرباً، ويشفي مريضاَ، ويغني فقيراً، وهو على كل شيء قدير، وذلك شيء من دلائل عظمة الله وقدرته وكرمه ورحمته.
ومن دروس الحج أنك ترَى الحاجَّ يتحرَّى ويسأَلُ، ويتتبَّعُ ولا يحيدُ؛ حتَّى يكونَ حَجُّهُ كُلُّهُ وفقَ الهديِ النبوِيِّ الْكَرِيمِ، وهذا شيء جميل لكن الأَجملَ أَنْ يجعلَ العبدُ المسلمُ هذا الاقتفاءَ وذاك الاتّباعَ مَنهجَهُ فِي حياتهِ كُلِّهَا؛ فِي عبادتهِ ومُعاملتهِ، فِي مَظهرِهِ ومَخبرِهِ، فِي حضَرِهِ وسفرِهِ، ونومهِ ويَقظَتِهِ، وفي أَحوالهِ كلِّهَا يكونُ قَرِيبًا مِنْ سنَّةِ نبيِهِ مُتعلِّقًا بِهَا.وإِذا رُزِقَ العبدُ اقتِفاءً حسنًا فتحتْ لهُ الْهدايةُ أَبوابها، وتنزَّلتْ عليهِ الرَّحماتُ الإِلَهِيَّةُ (قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).
عبد الله إنه ليس أمراً هيناً ذهابك إلى مكة أو استغلالك موسم العشر بأنواع الطاعات كم من الناس من لم يُعر هذا الموسم اهتمامه, فمضى عليه دون جهد يذكر, كم من الناس من لم يحج فرضه, أو انه منذ سنين طويلة لم يبادر الحج, مع أنه قادر ومستطيع, وما ذاك إلا أن المعاصي كبلته عن ذلك ولا شك.
لهذا كان من دروس الحج شكر الله على هذا الإنعام ! هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ [الرحمن:60]، فلا بد أن يكون شاكرًا لربه منيبًا إليه، وليس الشكر كما يتصوّره البعض بأنه الشكر اللساني فقط، لكنه في حقيقة الأمر هو الشكر القلبي، حيث يظل قلبك متعلقًا بخالقك، مستشعرًا نعمته عليك، ومعه الشكر العملي، فتكون بعيدًا عن كل ما يغضب المنعم عليك، قريبًا من كل ما يحبه ويرضاه، قال تعالى مبينًا هذا المعنى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ [سبأ:13]، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، فقد كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتان فيقال له: يا رسول الله، لم تفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيجيب صلوات ربي وسلامه عليه معلمًا للأمة حقيقة الشكر "أفلا أكون عبدًا شكورًا" .
عباد الله لقد علَّمنا الحج قدر العلماء، وأهمية أن يصدر المرء عن رأيهم، وكان الحجاج في كل حركاتهم في نسكهم يرجعون إلى العلماء ولا يخالفونهم، خشية أن ينقص حجهم فهل يدوم الأمر، ونعرف للعلماء قدرهم، ونقف عند فتاوى المعتبرين منهم؟.
لقد كنتم أيها الحجاج تتحرون وتتورعون من أشياء يسيرة من المحظورات خشية أن تؤثر على حجكم، فهل يدوم التحري وذلك الورع؟ لنتورع عن المحرمات من الأعمال والأقوال والأموال؛ لئلا تؤثر على قلوبنا وإيماننا.
لقدِ استحضرَ الحجَّاجُ أنَّ "الحجَّ المبرورَ ليسَ لهُ جزاءٌ إِلَّا الجنَةَ"، فأَنفقوا أَموالهمْ، وضحّوا بأوقاتِهِمْ، وتحمَّلُوا مَا تَحملوا بنفُوسٍ مُطمئنَّةٍ، وقلوبٍ راضيَةٍ.
إِنَّ استشعارَ ثوَابِ العملِ يُعلي الهمةَ، ويطردُ الكسلَ، ويربِي فِي السلِمِ الحرصَ على الأَعمالِ الصالحاتِ، وَالْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهَا، وَالْتِزَامَهَا طِيلَةَ الْحَيَاةِ.
أَمَا وَاللهِ لَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ مَنِ اسْتَشْعَرَ فِي قَلْبِهِ حَقًّا قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوُعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا"، وَقَوْلَهُ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا".
أَما واللهِ لن تترد يدٌ عنِ الصَّدقَةِ، ولنْ تشِحَّ نفسٌ عنِ البذلِ إِذَا ما استحضَرَتْ صِدقًا قولَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: "لا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ إِلَّا أَخَذَهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَلُوصَهُ حتَّى تكونَ مثلَ الجبلِ أَو أَعظمَ". رواهُ البخارِيُّ وَمسلمٌ.
إِخوةَ الإيمانِ: وعَلّمتنا مدرسةُ الحجِّ أيضاً قصرَ الأَملِ، لقدْ خرجَ الحاجُّ مِنْ ديارِهِ مُصَبِّرًا نفسهُ علَى الطَّاعَاتِ، حَابِسًا هواهُ عَنِ الشَّهَواتِ طِيلةَ أَيَّامِ مِنًى وعرفاتٍ؛ لأَنَّهُ يَستيقِنُ أَنَّها ساعَاتٌ معدوداتٌ ويأتِي الرَّحيلُ عمَّا قرِيبٍ.
فما أَجملَ أَن يستحضرَ الحاجُّ قصرَ أَيَّامِ عُمرِهِ، وأَنَّ المُكثَ فِي هذهِ الدَّارِ قلِيلٌ، والبَقَاءَ فيها يسيرٌ، وهذَا مبدأٌ ربَّىَ عليهِ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- صحابتهُ الكرامَ: "كن فِي الدُّنيَا كأنَكَ غريبٌ، أَو عابرُ سبيلٍ
نسأَلُ اللهَ -تعالَى- أنْ يقبلَ منَّا ومنَ الحجَّاجِ، وأنْ يجعلنَا وإِيَّاهمْ ووالدينا والمسلمينَ من عتقائهِ مِنَ النَّارِ، ، إِنَّهُ سميعٌ مجيبٌ.
أَقولُ قولِي هذَا، وأَستغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمَينَ , وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وُرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
عباد الله: فإذا كان الدخول في الإسلام يجب ما قبله وينقل الإنسان من الموت إلى الحياة ’ فإن الحج كذلك يجب ما قبله , إنه يسدل الستار على كل السلبيات التي تَلَبّسَ بها المسلم من قبل.
نعم أيها المصلون – الحج مرحلةٌ فاصلة بين حياة وحياة , بين ماض وآت , وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه ) يرجع أبيض الصفحة نقي التاريخ يعود سالما من تبعات ماضية آمنا من غوائل معاصيه , كما أن من صام يومَ عرفه يفوز بغفران سنتين. ماضية وآتيه , إذن فتلك الأيام التي مرت, كانت بمثابة صفحة جديدة طوت ما قبلها بإذن الله, خرج منها المسلمون ممن وفق للحج أو لصيام يوم ركن الحج. وقد حطوا عن كواهلهم تبعات السنين وزلات الماضي , وأقبلوا وهم يقولون ( تائبون آيبون لربنا حامدون )
ولا يشترط في التوبة معاشر الأحبة أن تكون بسبب ذنب ومعصية بل قد تكون انتقالا من عمل إلى عمل أحسن منه , ومن خلق إلى خلق أكرم منه , ومن فهم إلى فهم أفضل منه ’ ومن حياة طيبة إلى حياة أطيب ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) إن الله يحبهم لأنهم متجددون إلى الأفضل وأحوالهم في تغير إلى الأحسن في كل عام يزيد قربهم من ربهم وتزيد عبادتهم و ويزداد فقههم ويتعاظم ورعهم .
يا من قصدت البيت الحرام، ليكن حجك أول فتوحك، وتباشيرَ فجرك، وإشراقَ صبحك، وبدايةَ مولدك، وعنوانَ صدق إرادتك، تقبل الله حجك وسعيك، وأعاد الله علينا وعليك هذه الأيام المباركة أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، والأمة الإسلامية في عزة وكرامة، ونصر وتمكين، ورفعة وسؤدد.
اللهم تقبل الله من الجميع صالح العمل وأعان وييسر الفوز بهذه الأيام المباركة.
اللهم ييسر للحجاج حجهم وأعنهم على أداء مناسك حجهم.
اللهم أجعل حجهم مبرورا ,وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا.
اللهم سلم الحجاج المعتمرين في برك وجوك وبحرك واعدهم لاهليهم سالمين غانمين بمنك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجز قادة هذه البلاد خير الجزاء على ما يقدمونه للإسلام والمسلمين وعلى عُمار بيتك المقدس وعلى كل ما يبذل للحجاج والمعتمرين.
اللهم اجزي كل من خدم حجاج بيتك وأعان على نجاح الحج يارب العالمين
اللهم اكفنا بمنك وكرمك كل من يريد سوءا لهذه البلاد ولجميع بلاد المسلمين اللهم رد كيده في نحره وافضحه للعالمين ياعظيم ياذا البأس الشديد.
اللهم تقبل منا صالح العمل واغفر لنا الذنب والزلل وتوفنا وأنت راض عنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
المرفقات
1147.doc
محمد عبد الله علي
خطبة جميلة ما شاء الله ، نفع الله بك
تعديل التعليق