خطبة : ( لماذا لا نتسامح ؟ )
عبدالله البصري
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فُرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، وَعَطفًا عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِن حَدِيثٍ عَنِ التَّسَامُحِ ، ذَلِكُمُ الخُلُقُ الكَرِيمُ وَالوَصفُ النَّبِيلُ ، فَإِنَّ لَنَا أَن نَسأَلَ :
لماذَا لا نَقدِرُ في أَحيَانٍ كَثِيرَةٍ عَلَى التَّسَامُحِ وَلا تَجُودُ بِهِ أَنفُسُنَا ؟
بَل لَنَا أَن نَذهَبَ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ ، فَنَبحَثَ عَنِ الأَسبَابِ الَّتي تَمنَعُنَا مِنَ التَّخَلُّقِ بِعَدَدٍ مِنَ الأَخلاقِ الإِسلامِيَّةِ الكَرِيمَةِ ، مَعَ سَمَاعِنَا النُّصُوصَ الَّتي تَحُثُّ عَلَيهَا وَتُرَغِّبُ فِيهَا ؟
وَجَوَابًا عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّنَا نُذَكِّرُ بِشَيءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ طَبِيبُ القُلُوبِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ حَيثُ قَالَ فِيمَا أَخرَجَهُ ابنُ مَاجَه : " الخَيرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ ، وَمَن يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ " حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
وَقَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " إِنَّمَا العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالحِلمُ بِالتَّحَلُّمِ ، وَمَن يَتَحَرَّ الخَيرَ يُعطَهُ ، وَمَن يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ " حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " وَمَن يَستَعِفَّ يُعِفَّهُ اللهُ ، وَمَن يَستَغنِ يُغنِهِ اللهُ ، وَمَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ ، وَمَا أُعطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيرٌ وَأَوسَعُ مِن الصَّبرِ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
إِنَّ في هَذِهِ الأَحَادِيثِ الكَرِيمَةِ وَأَمثَالِهَا تِبيَانًا لِمَا يَجِبُ أَن نَجعَلَهُ في هَذَا الشَّأنِ منطَلَقًا لَنَا وَقَاعِدَةً نَبني عَلَيهَا أَخلاقَنَا ، أَلا وَهُوَ أَنَّهُ مَعَ العِلمِ بِفَضلِ كُلِّ خُلُقٍ حَسَنٍ أَو خُطُورَةِ أَيِّ خُلُقٍ سَيِّئٍ ، لا بُدَّ مِنَ التَّفَقُّهِ الدَّقِيقِ وَالتَّفَهُّمِ العَمِيقِ ، المُؤَدِّي لِلامتِثَالِ والتَّطبِيقِ ، وَذَلِكَ بِتَعوِيدِ النَّفسِ الخَيرَ وَتَروِيضِهَا عَلَيهِ ، مَعَ تَعدَادِ المُحَاوَلاتِ وَتَكرَارِهَا ، وَأَخذِ النَّفسِ بِالعَزِيمَةِ وَالصَّبرِ ، والتَّسَلُّحِ بِالتَّصمِيمِ وَعَدَمِ اليَأسِ ، حَتَّى يَذِلَّ مَا كَانَ صَعبًا ، وَيَسهُلَ مَا كَانَ حَزْنًا ، وَيُقدَرَ عَلَى مَا كَانَ مُستَحِيلاً ، بَل حَتَّى يَصِيرَ الخُلُقُ الكَرِيمُ صِفَةً لِلنَّفسِ لازِمَةً ، وَيُصبِحَ الخَيرُ عَادَةً لا تَستَنكِرُهَا وَلا تَأنَفُ مِنهَا ، وَحَتَّى يَكُونَ بَينَهَا وَبَينَ الشَّرِّ أَمَدٌ بَعِيدٌ ، وَحَاجِزٌ كَثِيفٌ يَمنَعُهَا مِنَ الاستِرسَالِ في المَسَاوِئِ .
وَفي الأَحَادِيثِ المُتَقَدِّمَةِ حَثٌّ عَلَى الصَّبرِ ، وَبَيَانٌ لِدَورِهِ الكَبِيرِ في تَمكِينِ النُّفُوسِ مِنَ التَّحَلِّي بِحَسَنِ الأَخلاقِ ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّهُ مَا استَمَرَّ أَحَدٌ عَلَى خُلُقٍ سَيِّئٍ وَلا عَجِزَ عَنِ التَّحَلِّي بِخُلُقٍ حَسَنٍ إِلاَّ مِن ضَجَرِهِ وَمَلالِهِ وَعَجَلَتِهِ ، وَاستِسلامِهِ لِنَزَعَاتِ نَفسِهِ وَانهِزَامِهِ لِهَوَاهَا في كُلِّ مَرَّةٍ ، وَانسِيَاقِهِ لإِغوَاءِ شَيَاطِينِ الإِنسِ وَالجِنِّ حِينًا بَعدَ آخَرَ ، وَمِثلُ هَذَا حَقِيقٌ بِأَن يَظَلَّ مُنحَدِرًا في أَخلاقِهِ مِن حُفرَةٍ إِلى أَعمَقَ مِنهَا ، وَأن يَبقَى مُنزَلِقًا إِلى مَهَاوِي التَبَغُّضِ إِلى الآخَرِينَ ، حَتَّى يَغدُوَ لَدَيهِم شَبَحًا مَنبُوذًا وَظِلاًّ ثَقِيلاً ، تَمُجُّهُ مَجَالِسُهُم وَلا تَتَّسِعُ له صُدُورُهُم ، وَلَو أَنَّهُ صَبَرَ وَجَاهَدَ نَفسَهُ عَلَى الخَيرِ ، لَتَحَقَّقَ لَهُ وَعدُ اللهِ لِمَن جَاهَدَ نَفسَهُ حَيثُ قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّنَا نَجِدُ أَحَدَنَا وَلِلأَسَفِ حِينَ يُخطَأُ عَلَيهِ أَو يُعتَدَى عَلَى حَقِّهِ ، يُفَكِّرُ أَوَّلَ مَا يُفَكِّرُ في مُقَابَلَةِ الشَّرِّ بِالشَّرِّ ، وَيَحسِبُ كَيفَ يَرُدُّ علَى المُخطِئِ الصَّاعَ بِصَاعَينِ ، وَيُخَطِّطُ لِلانتِقَامِ مِنَهُ وَتَعلِيمِهِ دَرسًا لا يَنسَاُه ، وَمِن ثَمَّ فَلا غَرَابَةَ أَن نَرَاهُ بَعدَ ذَلِكَ يُحَاوِلُ أَن يَنسَى مَا حَدَثَ مِن أَخِيهِ وَيُسَامِحَهُ ، فَيُفَاجَأَ بِدَوَافِعِ الشَّرِّ الَّتي غَرَسَهَا في نَفسِهِ مِن قَبلُ وَسَقَاهَا مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ ، وَأَشعَلَ فَتِيلَهَا وَاجتَذَبَ إِلَيهَا الوَقُودَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ، يُفَاجَأُ بها تَؤُزُّهُ إِلى الشَّرِّ أَزًّا وَتَدفَعُهُ إِلَيهِ دَفعًا ، وَتَحُولُ بَينَهُ وَبَينَ الخَيرِ وَتَمنَعُهُ مِنهُ مَنعًا ، وَلَو أَنَّهُ عَوَّدَ نَفسَهُ الاستِعَاذَةَ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ ، وَعَلَّمَهَا المُسَارَعَةَ إِلى التَّسَامُحِ بَعدَ كُلِّ خَطَأٍ ، لما وَصَلَت بِهِ الحَالُ إِلى أَن تُحرِِقَ نِيرَانُ الغَضَبِ أَوَاصِرَ المَحَبَّةِ في قَلبِهِ ، أو تَقطَعَ دَوَافِعُ الانتِقَامِ عَلائِقَ المَوَدَّةِ بَينَهُ وَبَينَ إِخوَانِهِ ، وَمِن ثَمَّ نَتَبَيَّنُ أَهَمِّيَّةَ إِيجَادِ الحَلِّ لِكُلِّ مُشكِلَةٍ بَعدَ وُقُوعِهَا مُبَاشَرَةً ، وَعَدَمِ تَأخِيرِ ذَلِكَ إِلى أَن تَتَفَاقَمَ وَتَكبُرَ آثَارُهَا وَتَزدَادَ تَبِعَاتُهَا وَيَصعُبَ حَلُّهَا ، وَهَذَا مَا جَاءَ في كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطَانِ نَزغٌ فَاستَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
وَفي المُتَّفَقِ عَلَيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ صُرَدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : استَبَّ رَجُلانِ عِندَ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وَنَحنُ عِندَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغضَبًا قَدِ احمَرَّ وَجهُهُ . فَقَالَ النَّبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " إِنِّي لأَعلَمُ كَلِمَةً لَو قَالَهَا لَذَهَبَ عَنهُ مَا يَجِدُ : أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ "
وَخَرَّجَ الإِمَامُ أَحمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ أَنَّهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ : " إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُم وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجلِسْ ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنهُ الغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضطَجِعْ "
وَالسَّبَبُ في هَذَا ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ أَنَّ القَائِمَ مُتَهَيِّئٌ لِلانتِقَامِ مُستَعِدٌّ لِلمُبَادَرَةِ بِهِ ، فَإِذَا جَلَسَ ضَعُفَ هَمُّهُ بِهِ وَكَانَ أَبعَدَ عَنهُ ، وَأَمَّا المُضطَجِعُ فَهُوَ أَحرَى أَلاَّ يُفَكِّرَ فِيهِ مُطلَقًا ، وَمِن ثَمَّ كَانَت حَقِيقَةُ الأَمرِ بِالاضطِجَاعِ هِيَ الأَمرَ بِالتَّبَاعُدِ عَنِ الانتِقَامِ .
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَقَدِّمُوا النِّيَّةَ الحَسَنَةَ وَابدَؤُوا بِالتَّفكِيرِ الإِيجَابيِّ دَائِمًا ، وَاحذَرُوا النِّيَّةَ السَّيِّئَةَ وَابتعِدُوا عَنِ التَّفكِيرِ السَّلبيِّ ، لِيَكُنْ تَفكِيرُكُم عُلْوِيًّا سَمَاوِيًّا ، وَاحذَرُوا أَن يَكُونَ سُفلِيًّا أَرضِيًّا ، اُطلُبُوا مَا عِندَ اللهِ لِلمُحسِنِينَ مِن أَجرٍ ، وَابتَغُوا مَا أَعَدَّهُ مِن ثَوَابٍ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ ؛ فَإِنَّكُم في زَمَنٍ قَلَّ فِيهِ المُحتَسِبُ لِلأَجرِ في قَضَايَا التَّعَامُلِ ، بَل أَصبَحَ هَمُّ الكَثِيرِينَ فِيهِ الانتِقَامَ وَالانتِصَارَ لِلأَنفُسِ وَالتَّغَلُّبَ عَلَى الآخَرِينَ ، وَلَو فَقِهَ المُتَسَامِحُ أَنَّهُ بِتَسَامُحِهِ يَتَعَامَلُ مَعَ رَبِّهِ الكَرِيمِ وَيَمتَثِلُ أَمرَهُ حَيثُ قَالَ : " ادفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ " لَمَا سَلَكَ غَيرَ التَّسَامُحِ طَرِيقًا ، وَلَمَا طَلَبَ عَنهُ خِيَارًا آخَرَ وَلا ابتَغَى بِهِ بَدَلاً ، وَلَو عَلِمَ المُنتَقِمُ أَنَّهُ مُطِيعٌ لِلشَّيطَانِ الرَّجِيمِ مُنهَزِمٌ أَمَامَ كَيدِهِ الضَّعِيفِ ، لَحَقَرَ نَفسَهُ وَاستَصغَرَ شَأنَهُ ، وَلأَزرَى عَلَى ذَاتِهِ وَمَقَتَ تَصَرُّفَهُ ، لَكِنَّهُ تَوفِيقٌ جَلِيلٌ وَحَظٌّ عَظِيمٌ ، لا يُؤتَاهُ إِلاَّ مَن عَرَفَ مَبدَأَ نَفسِهِ وَمُنتَهَاهَا ، فَأَنزَلَهَا مَنزِلَتَهَا وَلم يَرفعْهَا فَوقَ قَدرِهَا ، وَعَوَّدَهَا التَّفكِيرَ العَمِيقَ في العَوَاقِبِ وَاستِشرَافِ المَآلاتِ ، وَأَلزَمَهَا النَّظَرَ الصَّحِيحَ قَبلَ الإِقدَامِ ، وَسَبَرَ الأُمُورَ قَبلَ الغَوصِ في لُجَجِ الحَيَاةِ وَخَوضِ غِمَارِ المُشكِلاتِ ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ : " وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ . وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطَانِ نَزغٌ فَاستَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ كَمَا أَمَرَكُمُ يُنجِزْ لَكُم مَا وَعَدَكُم " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ مِمَّا ُبلِيَت بِهِ المُجتَمَعَاتُ في زَمَانِنَا أَن قَلَّ فِيهَا المُسَاعِدُ عَلَى التَّسَامُحِ وَنَدُرَ المُعِينُ عَلَيهِ ، وأَلاَّ يَكَادَ المُتَخَاصِمَانِ يَجِدَانِ مَن يُرَغِّبُهُمَا في هَذَا الخُلُقِ الكَرِيمِ ، بَينَمَا يَذهَبُ كَثِيرٌ مِن شَيَاطِينِ النَّاسِ إِلى تَذكِيرِ كُلٍّ مِنَ المُتَخَاصِمَينِ بِعُيُوبِ صَاحِبِهِ ، وَتَنبِيهِهِ إِلى ثَغَراتِهُ وَمَوَاطِنِ ضَعفِهِ ؛ لِيُؤذِيَهُ وَيَتَغَلَّبَ عَلَيهِ ، وَلا يَدرِي العَاقِلُ أَيُّ مَصلَحَةٍ لِمَن لا يُصَدِّقُ أَن يَجِدَ خُصُومَةً إِلاَّ أَقحَمَ نَفسَهُ فِيهَا وَعَمِلَ عَلَى تَعقِيدِهَا ؟!
أَينَ هُوَ مِن قَولِهِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " وَمَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرًا أَو لِيَصمُتْ "
لَكِنَّهُ شُحُّ القُلُوبِ بِالخَيرِ وَضِيقُ الصُّدُورِ بِالأَجرِ ، وَدُنُوُّ الهِمَّةِ وَسَطحِيَّةُ التَّفكِيرِ ، تَتَأَزَّمُ بها الأُمُورُ وَتَزدَادُ سُوَءًا ، وَيَبقَى الخِصَامُ يَعبَثُ في العِلاقَاتِ وَيُقَطِّعُ الأَوَاصِرَ ، في ظِلِّ قِلَّةِ مَن يَأمُرُ بِتَقوَى اللهِ وَيُذَكِّرَ بمَا عِندَهُ مِن جَزَاءٍ لمن أَصلَحَ وَعَفَا ، أَلا فَمَتَى نَتَّقِي اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَنَخشَاهُ ؟!
مَتَى تَعلُو هِمَمُنَا فَنَرغَبَ فِيمَا عِندَهُ وَنَطمَعَ في جَزِيلِ ثَوَابِهِ ؟!
مَتَى يَنَامُ الوَاحِدُ مِنَّا وَلَيسَ في قَلبِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ غِلٌّ وَلا حِقدٌ وَلا حَسَدٌ وَلا نِيَّةُ انتِقَامٍ ؟!
مَتَى نُسَارِعُ بَعدَ أَيِّ جِدَالٍ أَو خِصَامٍ فَنَصُبَّ مَاءَ التَّسَامُحِ عَلَى حَرَارَةِ الغَضَبِ الشَّيطَانِيَّةِ ، لِنُخمِدَ نَارَ العَدَاوَاتِ وَنُطفِئَهَا ، فَنَعِيشَ إِخوَةً مُتَحَابِّينَ مُتَوَادِّينَ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ ؟!
إِنَّ الإِغضَاءَ عَنِ الزَّلاَّتِ وَتَجَاوُزَ الهَفَوَاتِ ، وَالعَطفَ عَلَى المُخطِئِ وَالسَّمَاحَةَ مَعَهُ ، إِنَّهُ خُلُقُ الكِبَارِ الأَقوِيَاءِ تُجَاهَ الصِّغَارِ الضُّعَفَاءِ ، إِيْ وَاللهِ ، إِنَّهُ لَخُلُقُ الأَقوِيَاءِ الأَشِدَّاءِ ، الَّذِينَ وَهَبَهُمُ اللهُ القُدرَةَ عَلَى قِيَادِ أَنفُسِهِم ، وَمَلَّكَهُم زِمَامَ عَوَاطِفِهِم ، بما وَثِقُوا فِيهِ مِن مَوعُودِهِ لِمَن عَفَا وَأَصلَحَ ، وَمِن ثَمَّ فَقَد كَانَ القِمَّةُ في ذَلِكَ هُوَ الرَّؤُوفَ الرَّحِيمَ صَاحِبَ الخُلُقِ العَظِيمِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ فَفِي الصَّحِيحَينِ عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَت : مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ بَينَ أَمرَينِ قَطُّ إِلاَّ أَخَذَ أَيسَرَهُمَا مَا لم يَكُنْ إِثمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثمًا كَانَ أَبعَدَ النَّاسِ مِنهُ ، وَمَا انتَقَمَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ لِنَفسِهِ في شَيءٍ قَطُّ إِلاَّ أَن تُنتَهَكَ حُرمَةُ اللهِ فَيَنتَقِمَ لهَِ بهَا . وَرَوَى التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ عَنهَا ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : لم يَكُنْ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا وَلا سَخَّابًا في الأَسوَاقِ ، وَلا يَجزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعفُو وَيَصفَحُ .
ذَلِكُم هُوَ خُلُقُهُ فَأَينَ المُقتَدُونَ ؟!
وَتِلكُم هِيَ سِمَاتُهُ فَأَينَ المُتَأَسُّونَ ؟!
" لَقَد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُو اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا "
" وَإِن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ "
اللَّهُمَّ اهدِنَا لأَحسَنِ الأَخلاقِ لا يَهدِي لأَحسَنِهَا إِلاَّ أَنتَ ، وَاصرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا لا يَصرِفُ سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنتَ ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا مُنكَرَاتِ الأَخلاقِ وَالأَهوَاءِ وَالأَعمَالِ وَالأَدوَاءِ .
المشاهدات 6337 | التعليقات 8
( وَلأَزرَى عَلَى ذَاتِهِ ) وَلأَزرَى ذَاتَه
جاء في لسان العرب : " ( زري ) : زَرَيْتُ عليه وزَرَى عليه بالفتح زَرْياً وزِرايةً ومَزْرِيةً ومَزْراةً وزَرَياناً عابه وعاتَبه ... وفي الحديث فهو أَجْدَرُ أَن لا تُزْدَرَى نِعْمةُ اللهِ عَلَيْكُم الازْدِراء الاحْتِقارُ والانْتِقاصُ والعَيْبُ وهو افْتِعالٌ من زَرَيْت عليه زِرايةً إِذا عِبْتَه " أ . هـ
أهلاً بأخي أبي البراء ، وجزيت خيرًا على ملحوظاتك التي تدل على قراءتك لما بين السطور ، وثق أنها لنا كالوقود ، تزيدنا تقدمًا ومعرفة .
1/ ما اقترحته من استهلال عام للخطبة جميل ؛ لأن من يخطبها اليوم قد لا يكون خطب بسابقتها ، فيناسب أن يكون استهلاله عامًّا ، وأما أنا فقد كتبت هذا الاستهلال بناء على أن من يخطب بها يكون قد سبقها بأختها المكتوبة في الأسبوع الماضي والمعنونة بـ(وهل يستلذ العيش إلا المسامح؟) على هذا الرابط :
https://khutabaa.com/forums/موضوع/136177
وعلى كل حال فلا مشاحة في الاستهلال ، وحقوق الاستفادة لمن أرادها لنفسه غير محفوظة قطعًا ، وللإخوة التصرف بما يرونه مناسبًا لهم .
وإنما المشاحة في نشر كلامٍ على أنه لفلان وقد تصرف فيه الناقل ، أو نسبته للنفس وهو نص كلام فلان من الناس دون الإشارة إلى قائله ، فهذا لا يحسن ولا يجمل ، وقد أشرت في أحد تعليقاتي سابقًا أني وجدت مرة أحد الخطباء نقل من خطبة لي كلامًا طويلاً قد يتجاوز صفحتين بنصه دون تصرف ولا إشارة إلى أنه نقله ، وفي هذا إساءة لي وله ؛ لأن من يقرؤه سيتهم أحدنا بـ(سرقة أدبية) وغالبًا ما يتهم بها الأقل شهرة وإن كان أبرع وأقوى أسلوبًا وأنصع بيانًا .
2/ الخطأ المطبعي صُحِّحَ ، وجزاك الله خيرًا ، وقد رجعت إلى ملف الخطبة لدي فوجدتها صحيحة ، ولا أدري لعله تصرف من برنامج الملتقى ، فإني أعاني منه ثقلاً وعِللاً تدعوني لإغلاقه أحيانًا دون الاستفادة الكاملة أو تحقيق ما كنت أصبو إليه ، وكلما فتحت صفحة لا بد أن أحدثها لأجد المعلومات بصورتها النهائية ، والأمر مثل هذا عندما أريد الدخول ، لا بد من التحديث ، وهو ما لا أجده إلا في هذا الملتقى . وقد راجعت الشيخ ماجدًا الفريان في ذلك ، وذكر أنه لا يعاني من أية مشكلة ، فالحمد لله على كل حال .
3/ استشكال ( أزرى عليه) أجاب عنه الشيخ ماجد العسكر وفقه الله بما نقل من اللسان ، وأزيدك عن القاموس قوله : زَرَى عليه زَرْيًا وزِرايَةً ومَزرِيَةً ومَزراةً وزُريانًا ، بالضم : عابَه ، وعاتَبَه ، كأزْرَى ، لكِنَّهُ قَليلٌ ...ا.هـ
فمن النقلين يتضح أنه يقال : زرى عليه ، وأزرى عليه ، وإن كانت الأولى منهما أكثر كما هو رأي ابن سيده .
وزرى عليه مستعملة عندنا في عامية أهل نجد وليست غريبة عليهم ، وإنما الذي قد يكون غريبًا (أزرى عليه) .
4/ ( للفائدة ) قال القلقشندي في (صبح الأعشى ) :
المقصد الثاني في كيفية استعمال آيات القرآن الكريم ، واعلم أن تضمين الكلام بعض آي القرآن الكريم ينقسم عند أهل البلاغة إلى قسمين :
أحدهما : الاستشهاد بالقرآن الكريم ، وهو أقلهما وقوعًا في الكلام ودورانًا في الاستعمال : وهو أن يضمن الكلام شيئًا من القرآن الكريم ، وينبه عليه مثل قول الحريري في مقاماته : فقلت وأنت أصدق القائلين : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ...
الثاني : الاقتباس ، وهو أن يضمن الكلام شيئًا من القرآن ، ولا ينبه عليه ، كقوله في خطبة التعريف : نحمده على فواضل زادت محاسن العلوم ، وعرفت تفاوت درجات الأولياء إذ قالوا : " وما منا إلا له مقام معلوم " وقوله بعد ذلك : وسماء الشبيبة بضحى المشيب قد تجلت ، والنفس قد " ألقت ما بها وتخلت " وقول ابن نباتة السعدي في بعض خطبه : فيا أيها الغفلة المطرقون ، أما أنتم بهذا الحديث مصدقون ؟ ما لكم لا تسمعون ! " فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " وقوله : يوم يبعث الله العالمين خلقًا جديدًا ، ويجعل الظالمين لنار جهنم وقودًا ، ويوم تكونوا " شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا . يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا .
وقول الحريري : فلم يكن إلا " كلمح البصر أو هو أقرب " حتى أنشد فأعرب .
وقوله : " أنا أنبئكم بتأويله " وأميز صحيح القول من عليله ...
وقول ضياء الدين بن الأثير في وصف غبار الحرب : وعقد العجاج سقفًا فانعقد . وأرانا كيف رفع السماء بغير عمد . غير أنها سماء بنيت بسنابك الجياد . وزينت بنجوم الصعاد . ففيها ما يوعد من المنايا لا ما يوعد من الأرزاق . ومنها تقذف شياطين الحرب لا شياطين الاستراق .
6/ مما يزيد الخطبة قبولاً لدى الخطباء وتأثيرًا في العامة كونها تلامس الواقع وتبحث المشكلات التي تدور بين الناس بشيء من الشفافية ، وتوجد لها الحلول ، وقد يتكلم خطيبان في موضوع فتستحسن خطبة أحدهما على الآخر ، لا لكون الأول أفصح أو أكثر إيرادًا للدليل أو أشهر من صاحبه ، ولكن لأنه استطاع التغلغل في دقائق المشكلة ووصفها التوصيف الذي يجليها ويوضحها ، وأتى بها كما هي في الواقع ، ثم حاول أن يوجد لها الحل ، وهذا توفيق يؤتيه الله من يشاء ، وقد يؤتاه الخطيب الواحد مرة ويمنعه مرة أخرى .
وأخيرًا ، أشكر لك ملحوظاتك ودعواتك ، وأسأل الله أن يبيض وجوهنا جميعًا ويرزقنا الإخلاص والمتابعة وحبه ـ تعالى ـ وحب من يحبه ، وحب عمل يقربنا إلى حبه .
.
وأقول مازحاً:
المشاحة ضد التسامح.
وفي الحقيقة أنّ تلك مشكلة قديمة حديثة, وأهل العلم يميّزون ذلك
فقد فقرأت خطباً في مواقع رسمية ......الأسلوب للشيخ البدير فإذا هي كذلك.
وقرأت في نفس الموقع فقلت في نفسي والله هذا سبك الشيخ البصري, فإذا هي كذلك؟
ووالله عجيب ...
والحلول المقترحة:
1/ تصديره بقوله :
قال الشيخ عبدالله البصري, وهذا في كتب السلف.
أو قال أهل العلم رحمه الله
أو قال أحد الفضلاء , وهذا أجده في بعض خطب الحرم.
2/ وضع علامتي التنصيص مع الإشارة إلى القائل في الهامش, أو بعد الخطبة وهذا أثنا إعدادها لأنّه إذا طال الفصل نسي أو تناسى.
3/ مناصحة من ينشر خطبه عبر النت.
ولدي أسئلة:
من يأخذ خطبتك كما هي ويلقيها على النّاس, كيف يعمل ؟
أو يأخذ من النّصوص المجموعة في الخطبة, ويصيغ خطبته ؟ ماذا يصنع؟ الفكرة والموضوع منك, والنّصوص أنت جامعها .
يبدو أن في كلامي السابق شيئًا من العموم أو عدم الوضوح جعلك تتساءل ـ أخي أبا البراء ـ وتقول : كيف يعمل ؟
فأقول : أنا لا أقصد أن يشير الخطيب وهو على المنبر أن هذا كلام فلان وذاك كلام فلان ، أو أنه لكي يخطب خطبة لغيره لا بد أن يغير فيها ، ما قصدت هذا ؛ إذ من المعلوم أن كثيرًا من الخطباء يلقي خطب غيره ، فإذا سئل بعد ذلك بَيَّنَ أنه أخذ هذه الخطبة من كتاب كذا أو موقع كذا ... إلخ .
وإنما المقصود الذي رغبت في تبيانه هو أن يكتب أحدنا خطبة فينشرها مسموعة أو مطبوعة في شريط أو كتاب أو موقع الكتروني خاص به أو عام كمثل هذا الملتقى ، فإذا سمعتها أو قرأتها تذكرت أن هذا الكلام بنصه حرفًا حرفًا موجود في خطبة منسوبة لفلان من الناس في كتاب كذا أو موقع كذا .
فلا تدري أيهما الكاتب الأصلي وأيهما الناقل ؟
والسبيل في مثل هذا هو أن يشير الأخير منهما في الحاشية في المطبوع إلى موضع النقل وممن نقل ، حفظًا لحقوق الآخرين الأدبية ، ونسبة للفضل لأهله ، أو أن يتصرف في الكلام حتى يغيره فيكون نقله على سبيل الاقتباس أو التضمين ، وهذا ما يفعله الناس ، بل ما زال المؤلفون من قديم حتى كبارهم يفعلونه ، فتجد هذا ينقل عبارة ذاك فيزيد عليها ما يوضحها ، والآخر يختصرها بمفردات أخرى والمعنى واحد ، وهكذا .
وقد تكلم البلاغيون عن ذلك في (السرقات الشعرية) .
وأما من يأخذ الخطبة برمتها فلا تثريب عليه في الإلقاء ، لكن لا ينشرها مكتوبة أو مسموعة على أنها من بنات أفكاره .
وأما من يأخذ الأفكار والأدلة ، فعندي أنه على أجر ولا يؤاخذ ، لكن كلما أتى بجديد من فكره ولامس واقعه وجد واجتهد وبحث فهو أكمل .
دمت موفقًا .
أحسن الله إليك
وأشكرك شكرا جزيلا
وكتب الله أجرك وبلّغك رضاه
لماذا لا نتسامح ؟؟؟
لأننا قدمنا الدنيا على الآخرة
((بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى))
لماذا لا نتسامح ؟؟؟؟
لأسباب :
حب الذات والأنا
الشح والطمع والأثرة
إعجاب كل ذي رأي برأيه
تمادي الظالم
لأن في قلوبهم مرض الحسد
للنّظرة العنصريّة
لتسجيل براءة اختراع قوّة وصلابة نادرة مرّت عليها سنوات
لعدم تسليم القلب لكتاب الله ولصحيح السّنّة النّبويّة
أبو البراء
ما الذي يمنَعُنا مِنَ التَّخَلُّقِ بِعَدَدٍ مِنَ الأَخلاقِ الإِسلامِيَّةِ الكَرِيمَةِ؟
لماذَا لا نَقدِرُ في أَحيَانٍ كَثِيرَةٍ عَلَى التَّسَامُحِ وَلا تَجُودُ بِهِ أَنفُسُنَا ؟ وقد تقرّر أنّ التَّسَامُحَ خُلُقٌ كَرِيمٌ وَوَصفٌ نبِيل.
وَلَو أَنَّهُ عَوَّدَ نَفسَهُ الاستِعَاذَةَ بِاللهِِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ ،
استشكال:
( وَلأَزرَى عَلَى ذَاتِهِ ) وَلأَزرَى ذَاتَه
استحسان للغة القرآن:
وَمِن ثَمَّ فَقَد كَانَ القِمَّةُ في ذَلِكَ من هُوَ بالمؤمنين رؤُوفٌ رحِيم
وَخَرَّجَ الإِمَامُ أَحمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ أَنَّهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ :
أسلوب تخريج فهمته الآن أنّه لا يقطع حبل الأفكار.
وأيضا:
هذه خطبة مفيدة ممتعة رائعة, ولا أبالغ إن قلت أنّها من النوادر؛ فقد عالجت قضايا واقعيّة في الحياة العامة و الأسرية.
وأيضاً:
تعلّمتُ من لغتها العربيّة الأصيلة, وجودة سبكها, وبلاغتها.
أسعدك الله وأحسن إليك, وجزاك الجنّة ووالديك, اللهم صلّ وسلّم على نبيّنا محمّد وآله وصحبه والتّابعين لهم بإحسان.
تعديل التعليق