خطبة : ( قل اللهم مالك الملك )
عبدالله البصري
هَذَا شَأنُ اللهِ في خَلقِهِ ، وَذَلِكُم تَدبِيرُهُ في مُلكِهِ ، لا رَادَّ لما قَضَى ، وَلا مَانِعَ لما أَعطَى ، وَلا مُعطِيَ لما مَنَعَ ، وَلا رَافِعَ لما خَفَضَ وَلا خَافِضَ لما رَفَعَ .
عَاشَ آدَمُ وَزَوجُهُ في الجَنَّةِ مَا شَاءَ اللهُ لهما أَن يَعِيشَا ، ثم أَنزَلَهُمَا اللهُ إِلى الأَرضِ لِحِكمَةٍ يَعلَمُهَا ، وَعَلَى هَذِهِ الأَرضِ انتَشَرَ بَنُوهُمَا وَتَكَاثَرَ نَسلُهُم ، وَابتُلُوا بِالشَّرِّ وَالخَيرِ ، وَجُعِلَ بَعضُهُم لِبَعضٍ فِتنَةً ، وَعَاشُوا في شَدٍّ وَجَذبٍ وَقُوَّةٍ وَضَعفٍ ، يَرتَفِعُ بَعضُهُم حِقبَةً ثم يَقَعُ ، وَيَعتَلِي آخَرُونَ حِينًا ثم يَهبِطُونَ ، وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ . وَلَو تَأَمَّلَ مُتَأَمِّلٌ مَا جَرَى لأَنبِيَاءِ اللهِ وَأَولِيَائِهِ وَأَصفِيَائِهِ مَعَ أَقوَامِهِم وَمَن حَولَهُم ، لَوَجَدَ هَذِهِ السُّنَّةَ مَاضِيَةً جَارِيَةً ، لا يَكَادُ زَمَانٌ يَخلُو مِن صِرَاعٍ بَينَ حَقٍّ وَبَاطِلٍ ، وَلا مِن تَغلُّبِ جَانِبٍ وَانهِزَامِ جَانِبٍ ، وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ، دَعَا نُوحٌ قَومَهُ مِئَاتِ السِّنِينَ ، وَلم يَزدَادُوا إِلاَّ فِرَارًا ، وَأَصَرُّوا وَاستَكبَرُوا استِكبَارًا ، وَسَخِرُوا مِنهُ وَاستَهزَؤُوا بِهِ ، ثم كَانَتِ الغَلَبَةُ لَهُ عَلى سَفِينَةٍ صَنَعَهَا بِيَدِهِ ، فَجَرَت في مَوجٍ كَالجِبَالِ تَحتَ عَينِ اللهِ ، حَتى " قِيلَ يَا نُوحُ اهبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّن مَعَكَ "
وَحَاوَلَ قَومُ إِبرَاهِيمَ قَتلَهُ ، وَرَمَوهُ في النَّارِ لِحَرقِهِ ، فَقَاوَمَهُم وَحدَهُ وَهَاجَرَ إِلى رَبِّهِ " فَأَنجَاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ في ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ "
وَأُرسِلَ هُودٌ إِلى عَادٍ ، فَجَحَدُوا بِآيَاتِ اللهِ وَعَصَوا رُسُلَهُ ، فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ " وَلَمَّا جَاءَ أَمرُنَا نَجَّينَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنَّا وَنَجَّينَاهُم مِن عَذَابٍ غَلِيظٍ "
وَبَعَثَ اللهُ في ثمودٍ صَالحًا ، فَمَا زَالُوا في شَكٍّ ممَّا جَاءَهُم بِهِ وَرِيبَةٍ ، حَتى أَخَذَهُمُ اللهُ بِالصَّيحَةِ " فَلَمَّا جَاءَ أَمرُنَا نَجَّينَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنَّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ . وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحُوا في دِيَارِهِم جَاثِمِينَ . كَأَن لم يَغنَوا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمُودَ "
وَأَمَّا لُوطٌ فَبُعِثَ في قَومٍ أُشرِبُوا في قُلُوبِهِم حُبَّ الفَوَاحِشِ وَالعُدُولَ عَنِ الفِطرَةِ السَّوِيَّةِ إِلى الشَّهوَةِ البَهِيمِيَّةِ " فَلَمَّا جَاءَ أَمرُنَا جَعَلنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمطَرنَا عَلَيهَا حِجَارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ . مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالمِينَ بِبَعِيدٍ "
وَأَمَّا شُعَيبٌ فَأُرسِلَ إِلى أَهلِ مَديَنَ ، فَأَبَوا إِلاَّ التَّعَلُّقَ بِدُنيَاهُم وَتَفضِيلَهَا عَلَى مَا عِندَ اللهِ ، وَاستَهزَؤُوا بِشُعَيبٍ وَبِصَلاتِهِ ، فَحَذَّرَهُم وَقَالَ لهم : " وَيَا قَومِ لا يَجرِمَنَّكُم شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِثلُ مَا أَصَابَ قَومَ نُوحٍ أَو قَومَ هُودٍ أَو قَومَ صَالِحٍ وَمَا قَومُ لُوطٍ مِنكُم بِبَعِيدٍ " فَمَا ازدَادُوا إِلاَّ عُتُوًّا وَاستِكبَارًا ، فَأَصَابَهُم مَا أَصَابَ مَن قَبلَهُم " وَلَمَّا جَاءَ أَمرُنَا نَجَّينَا شُعَيبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحُوا في دِيَارِهِم جَاثِمِينَ . كَأَن لم يَغنَوا فِيهَا أَلا بُعدًا لِمَديَنَ كَمَا بَعِدَت ثَمُودُ "
وَهَكَذَا حَدَثَ لِمُوسَى وَقَومِهِ مَعَ فِرعَونَ الَّذِي " عَلا في الأَرضِ وَجَعَلَ أَهلَهَا شِيَعًا يَستَضعِفُ طَائِفَةً مِنهُم يُذَبِّحُ أَبنَاءَهُم وَيَستَحيِي نِسَاءَهُم إِنَّهُ كَانَ مِنَ المُفسِدِينَ " فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ ـ تَعَالى ـ أن يَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا في الأَرضِ وَيَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَيَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ وَيُمَكِّنَ لَهُم في الأَرضِ وَيُرِيَ فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنهُم مَا كَانُوا يَحذَرُونَ ، لَمَّا أَرَادَ اللهُ ذَلِكَ ، دَبَّرَ ـ سُبحَانَهُ ـ بِحِكمَتِهِ لِمُوسَى أَلطَفَ التَّدَابِيرِ ، وَوَقَاهُ كَيدَ فِرعَونَ وَقَومِهِ ، بَل وَقَدَّرَ لَهُ العَيشَ في بَيتِ ذَلِكُمُ الطَّاغِيَةِ وَتَحتَ كَنَفِهِ وَكَفَالَتِهِ ، لِيَكُونَ لَهُ بَعدَ ذَلِكَ عَدُوًّا وَحَزَنًا ، حَتى إِذَا أَرَادَ ـ سُبحَانَهُ ـ نَصرَ المُستَضعَفِينَ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " فَانتَقَمنَا مِنهُم فَأَغرَقنَاهُم في اليَمِّ بِأَنَّهُم كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنهَا غَافِلِينَ . وَأَورَثنَا القَومَ الَّذِينَ كَانُوا يُستَضعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتي بَارَكنَا فِيهَا وَتَمَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسنى عَلَى بَني إِسرَائِيلَ بما صَبَرُوا وَدَمَّرنَا مَا كَانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَقَومُهُ وَمَا كَانُوا يَعرِشُونَ "
وَللهِ ـ تَعَالى ـ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَولِيَاءُ وَأَعدَاءٌ يَدفَعُ بِبَعضِهِم بَعضًا ، وَقَد قَصَّ عَلَينَا في كِتَابِهِ كَثِيرًا مِن أَنبَائِهِم لِنَتَّعِظَ وَنَعتَبِرَ " ذَلِكَ مِن أَنبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَيكَ مِنهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ . وَمَا ظَلَمنَاهُم وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فَمَا أَغنَت عَنهُم آلِهَتُهُمُ الَّتي يَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ مِن شَيءٍ لَمَّا جَاءَ أَمرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُم غَيرَ تَتبِيبٍ . وَكَذَلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ . إِنَّ في ذَلِكَ لآيَةً لِمَن خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ "
وَإِنَّ في اعتِلاءِ حُكَّامٍ فِيمَا مَضَى وَنُزُولِ آخَرِينَ ، وَارتِفَاعِ رُؤَسَاءَ وَانخِفَاضِ كُبَرَاءَ ، ومَوتِ مَن مَاتَ وَسَجنِ مَن سُجِنَ ، إِنَّ في ذَلِكَ لأَكبَرَ العِبَرِ وَأَعظَمَ الدَّلائِلِ ، عَلَى كَونِ مُلكِ هَذِهِ الدُّنيَا قَصِيرًا وَإِنْ طَالَ ، حَقِيرًا وَإِنْ تَعَاظَمَ ، قَلِيلاً وَإِنْ تَكَثَّرَ ، فَكَيفَ بما دُونَهُ مِن وِزَارَاتٍ أَو رِئَاسَةِ إِدَارَاتٍ ، أَو مُلكِ أَموَالٍ وَأَسهُمٍ وَعَقَارَاتٍ ، بَل كَيفَ بِدَرَاهِمَ مَعدُودَةٍ وَفُتَاتٍ ، فَهَنِيئًا لِمَن أَطَالَ الفِكرَةَ فَأَخَذَ العِبرَةَ ، وَأَدَامَ النَّظَرَ فَاعتَبَرَ ، وَيَا لَخَسَارَةِ مَنِ اغتَرَّ وَافتُتِنَ ، فَبَاعَ بَاقِيًا بِفَانٍ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ فَـ" إِنَّ الأَرضَ للهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ " " وَلَقَد كَتَبنَا في الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ "
وَأَمَّا في يَومِ القِيَامَةِ فَإِنَّ المُلكَ كُلَّهُ للهِ ، قَالَ ـ تَعَالى ـ : " يَومَ هُم بَارِزُونَ لا يَخفَى عَلَى اللهِ مِنهُم شَيءٌ لِمَنِ المُلكُ اليَومَ للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ "
وَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " إِنَّا نَحنُ نَرِثُ الأَرضَ وَمَن عَلَيهَا وَإِلَينَا يُرجَعُونَ "
وَفي صَحِيحِ مُسلِمٍ وَغَيرِهِ قَالَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " يَطوِي اللهُ السَّمَاوَاتِ يَومَ القِيَامَةِ ، ثم يَأخُذُهُنَّ بِيَدِهِ اليُمنى ، ثم يَقُولُ : أَنَا المَلِكُ ، أَينَ الجَبَّارُونَ ؟ أَينَ المُتَكَبِّرُونَ ؟ ثم يَطوِي الأَرَضِينَ ، ثم يَأخُذُهُنَّ بِشِمَالِهِ ، ثم يَقُولُ : أَنَا المَلِكُ ، أَينَ الجَبَّارُونَ ؟ أَينَ المُتَكَبِّرُونَ ؟ "
المشاهدات 6599 | التعليقات 9
جزاك الله خير الجزاء
خطبه موفقه ورائعه
رفع الله قدرك وأعلى ذكرك ياشيخنا خطبة حوت العبر نفع الله بها قائلها وقارئها وسامعها
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع الله بك وجعلها في موازين حسناتك
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فجزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
أخي الكريم:
1-صرفتم كلمة (ثمود) في قولكم: "وَبَعَثَ اللهُ في ثمودٍ صَالحًا" وقد وردت في الآية التي بعدها ممنوعة من الصرف في قوله تعالى: "كَأَن لم يَغنَوا فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمُودَ" وفي قوله تعالى: "[font="]كَأَن لم يَغنَوا فِيهَا أَلا بُعدًا لِمَديَنَ كَمَا بَعِدَت ثَمُودُ".[/font]
فهل يجوز فيها الصرف والمنع منه؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
2-ورأيتكم منعتم من الصرف كلمة (أولياء) جريا على سنن القرآن قال تعالى: "وما كان لهم من أولياءَ" ثم رأيتكم صرفتم كلمة(أعداء) في قولكم: "وَللهِ ـ تَعَالى ـ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَولِيَاءُ وَأَعدَاءٌ يَدفَعُ بِبَعضِهِم بَعضًا"
فهل يجوز قياس (أعداء) على (أولياء) فتمنع من الصرف؟ أم الضابط فيها السماع فتمنع(أولياء) وتصرف(أعداء)؟
والله يهديكم ويسددكم وإيانا والمسلمين.
وشكر خاص لأخي محب على ملحوظاته المباركة ، فنحن ـ علم الله ـ إليها في أعظم شوق ، لعلها تحرك مياه عقولنا الآسنة ، وبمثلها يتدارس العلم لئلا يدرس ويذهب .
وتعليقًا على ما لحظه أخي محب أقول :
أما (ثمود) فلا يخفى عليك ـ وفقك الله ـ أنها قبيلة عربية ، ومن ثم فيجري عليها ما يجري على غيرها من أسماء القبائل العربية التي سميت باسم علم مذكر ، إذ يجري عليها الصرف والمنع ، وأنقل هنا كلام الأزهري في تهذيب اللغة ، حيث يقول :
ثمود : حي من العرب الأول ، يقال : إنهم من بقية عادٍ ، بعث الله إليهم صالحًا ، وهو نبي عربيّ ، واختلف القراءُ في إجرائه في كتاب الله ، فمنهم من صرفه ، ومنهم من لم يصرفه ، فمن صرفه ذهب به إلى الحيِّ ، لأنه اسم عربي مُذكر سُمِّي بمذكر ، ومن لم يصرفه ذهب به إلى القبيلة وهي مؤنثة .
وأما ما أشرتم إليه من منع (أولياء) وصرف (أعداء) فقد جرى بهما لساني وقلمي وأنا أضبط الخطبة على سنن كتاب الله كما ذكرتم ، أما (أولياء) فقد وردت في الكتاب العزيز كثيرًا ، كالآية التي ذكرتم ، وكقوله ـ تعالى ـ : " لا يَتَّخِذِ المُؤمِنُونَ الكَافِرِينَ أَولِيَاءَ " " فَلا تَتَّخِذُوا مِنهُم أَولِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا " " الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَولِيَاءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ " " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَولِيَاءَ " ... إلخ ، وهي كما ترى ممنوعة من الصرف .
وأما (أعداء) فقد وردت في كتاب الله منونةً ثلاث مرات ، في قوله ـ تعالى ـ : " وَاذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُم " وقوله : " وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُم أَعدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِم كَافِرِينَ " وقوله : " إِن يَثقَفُوكُم يَكُونُوا لَكُم أَعدَاءً وَيَبسُطُوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَأَلسِنَتَهُم بِالسُّوءِ " وعلى هذا فهي مصروفة .
والفرق ـ وفقك الله ـ أن الهمزة في (أولياء) زائدة ، وفي (أعداء) أصلية ، إذ هي منقلبة عن (الواو) وكان أصلها ( أعداو) فلما تطرفت الواو بعد الألف الساكنة قلبت همزة ، كما هي القاعدة الصرفية في أمثالها .
ومعلوم أن مما يمنع من الصرف لعلة واحدة ، الاسم المختوم بألف تأنيث زائدة . وهي لا تكون إلا بعد أن يستوفي الاسم حروفه الأصلية ، وبعبارة أخرى : أن تكون الثلاثة الحروف التي تسبق الألف أصلية ، ثم تكون هي والهمزة زائدتين ، وهذا ينطبق على (أولياء) ولا ينطبق على (أعداء) .
والله أعلم وأحكم .
سبحان الله مالك الملك ... الآن أعلن في مصر فوز محمد مرسي برئاسة مصر ...
من يصدق أن هذا السجين في حكومة حسني سيكون يوما رئيسا وسيعود حسني سجينا ... سبحان الله الذي له الملك كله وله الأمر كله .... وإليه يرجع الأمر كله ...
عبدالله البصري
المرفقات
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/5/0/قل%20اللهم%20مالك%20الملك.doc
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/5/0/قل%20اللهم%20مالك%20الملك.doc
تعديل التعليق