خطبة قصيرة : فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ
عايد القزلان التميمي
الحمد لله جعل لنا في ما يَحْدُثُ في الليالي والأيام آيات للتفكر والاعتبار: {يُقَلّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لاوْلِى ٱلاْبْصَـٰرِ} ,ولما ذكر الله حال بني النضير قال: {فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِى ٱلأَبْصَـٰرِ} ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يخوف بعظيم آياته، وببعض أمراضه قال سبحانه {ذٰلِكَ يُخَوّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ} وقال سبحانه: {وَمَا نُرْسِلُ بِٱلاْيَـٰتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله كان من دعائه: (( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)) صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ .
عباد الله : في كتاب الله آية قرآنية عظيمة والقرآن كله عظيم ، تكشف حال كثير من الناس من تدبرها فاز بموعظتها وهدايتها .
( أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ ) .
فاحذر يا عبد الله أن تمر بك المصائب والفتن والأمراض وتنقضي بما كان فيها من أحوال وشئون وفتن، فلا تتوب ولا تتذكر ولا تحاسب نفسك، فإن هذه من خصال المنافقين والعياذ بالله.
أيها المؤمنون أخبر ربنا وخالقنا أن ما يحصل للعباد من محن وكوارث ومصائب، فبما كسبت أيديهم، قال تعالى:﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ وَقَدْ دَلَّتِ السُّنَّةُ عَلَى أَنَّ الْفَوَاحِشَ وَالْبَغْيَ سَبَبَانِ لِلْوَبَاءِ، فَفِي الْحَدِيثِ: قال صلى الله عليه وسلم «لم تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه .
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا ظَهَرَ الْبَغْيُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ المُوتَانُ. والمُوتَانُ هُوَ: المَوْتُ الْكَثِيرِ.
ونحن أمام هذا المرض الذي أخاف الدول والأفراد يجب علينا الاعتصام بالله والتوكل عليه وتفويض الأمر إليه والرضا بقضائه والتوبة إلى الله.
عباد الله : لماذا لا تحرك الفتن والمصائب قلوب بعض الناس العصاة فتنقلها من الضلال إلى الهدى ، ومن الغفلة لليقظة والاعتبار (فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ).
عباد الله فلنتواصى بمحاسبة أنفسنا ومراجعتها، ولننظر إلى هذه المعاصي المنتشرة؛من البعض من المسلمين من تضييع للصلوات، وأكل للحرام، وقطيعة للأرحام، وإطلاق البصر في الحرام، وغيرها، ثم نصلح الحال بالتوبة النصوح (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) , واستغفروا ربكم إنه كان غفارا.
الخطبة الثانية / الحمد لله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد فيا عباد الله : ما أمات البعض من قلوب المسلمين شئ كالذنوب والمعاصي ، ولا أحياها شئ كذكر الله والإقبال على طاعته ومجاهدة النفس على ذلك (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ)
لماذا لا نتوب إلى الله فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها.
﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....
المرفقات
خطبة-فَاعْتَبِرُوا-يَا-أُوْلِي-الأَب
خطبة-فَاعْتَبِرُوا-يَا-أُوْلِي-الأَب
عايد القزلان التميمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطبة بعد التعديل في ملف وورد
المرفقات
https://khutabaa.com/forums/رد/360105/attachment/%d8%ae%d8%b7%d8%a8%d8%a9-%d9%81%d9%8e%d8%a7%d8%b9%d9%92%d8%aa%d9%8e%d8%a8%d9%90%d8%b1%d9%8f%d9%88%d8%a7-%d9%8a%d9%8e%d8%a7-%d8%a3%d9%8f%d9%88%d9%92%d9%84%d9%90%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8e%d8%a8-2
https://khutabaa.com/forums/رد/360105/attachment/%d8%ae%d8%b7%d8%a8%d8%a9-%d9%81%d9%8e%d8%a7%d8%b9%d9%92%d8%aa%d9%8e%d8%a8%d9%90%d8%b1%d9%8f%d9%88%d8%a7-%d9%8a%d9%8e%d8%a7-%d8%a3%d9%8f%d9%88%d9%92%d9%84%d9%90%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%8e%d8%a8-2
تعديل التعليق