خطبة فضل حفظ القران

د. ماجد بلال
1443/10/10 - 2022/05/11 14:27PM

خطبة حفظ القرآن/الحث على الزكاة عبر الجهات الرسمية
ماجد بلال، جامع الرحمن بتبوك 7/9/1443ه
أرسل الله الرسل وأنزل عليهم الكتب وآتاهم البينات والمعجزات والدلائل والبراهين، لإثبات رسالاتهم، وكان بعضهم يتلوا بعضاً تصديقاً لرسالة النبي الذي قبله، ولم يكن رسول بعد نبينا محمد  وكان من المناسب أن تبقى حجةٌ خالدةٌ، تقوم بوظيفة الأنبياء والمرسلين، حجة خالدة إلى يوم القيامة، فيها الدلائل والبينات والبراهين، التي على مثلها يؤمن الناس،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ» صحيح البخاري (6/ 182) ، أبقى الله القرآن حجة بالغة على الناس إلى يوم القيامة، فيه الآيات والبراهين والدلائل والمعجزات التي على مثلها تقوم حجة الله في قلوب الناس ويعلمون أن هذا الدين هو الحق من عند الله وأن العذاب على من خالفه والنعيم والسعادة لمن اتبعه، فيؤمن من أذعن لله أراد الله له الغير، ويصر ويصد ويعرض من استكبر عن اتباع الحق، ومن جعل الله على قلبه غشاوة.
وقد ضاعت وتحرفت كل الكتب السماوية، وتكفل الله بحفظ القرآن من الضياع، فسخر الله له أناساً يحفظونه بحفظ الله من التبديل والتحريف، يقول الله تبارك وتعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وقال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد} [فصلت: 41، 42]
كتاب عزيز مرتفع عالي الشأن رفيع المكانة كل من اعتنى به عز وارتفع صحيح مسلم (1/ 559)
نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ».
كتاب لا يمكن أن يأتيه التحريف ففيه رجال صادقون سخرهم الله لحفظ هذا الكتاب من التبديل والتحريف.
ولذلك يا عباد الله جاءت الشريعة الإسلامية بالحفظ وبيان فضل حفاظ كتاب الله، ولا أريد بالحفاظ الذين سبق لهم الحفظ ويتفلت منهم، بل الحفاظ الذين يستظهرونه عن ظهر قلب، ويحفظونه كما يحفظون أسماء آبائهم أو أشد حفظاً، يحفظون القرآن كما يحفظ أحدكم الفاتحة.
هؤلاء النوعية جند من جند الله سخرهم الله لحفظ القرآن فهم يحفظونه حرفاَ حرفاَ وحركة حركة وكلمة كلمة بالسند المتصل من شيوخهم، يقول أحدهم في سنده وأقد أجزت فلانا أن يقرأ كتاب الله وقد أجازني شيخي فلان عن فلان عن أبي بن كعب عن محمد رسول الله  الذي تلقاه عن جبريل عن رب العالمين
لا إله إلا الله، أرأيتم أشرف من هذا السند أو أشرف من هذا العلم؟
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
لذا جاءت النصوص الكثيرة بتفضيل أؤلائك الثلة القليلة من الناس، خاصة من اتقى الله منهم،
قال الله عز وجل {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} (العنكبوت:49)، فالذي لا يكون القرآن في صدره لا يصدق عليه أنه من الذين أوتو العلم،
وقدمهم النبي  في الامامة في الصلاة فقال فقَالَ: "يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ الله".. (رواه مسلم
جلودهم في مأمن من عذاب الله، فقد روى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو جعل القرآن في إهاب، ثم ألقي في النار ما احترق"[حسنه الألباني].قال أبو أمامة: "إن الله لا يعذب بالنار قلبًا وعى القرآن".
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار"[رواه البخاري ومسلم].

حافظ القرآن يصدق عليه قول الله سبحانه وتعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191]
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"[رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني].قال ابن حجر الهيتمي: "الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب؛ لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها".
أهل الله وخاصته، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إن لله أهلين من الناس" فقيل: من هم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"[رواه الإمام أحمد وابن ماجة وصححه الألباني].

وقد حفظ القرآن النبي  وحث على حفظه فقال صحيح البخاري (6/ 193)
«تَعَاهَدُوا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا»
ومن صفات القرآن أنه عزيز يقبل على من أبل عليه ويعرض عن من أعرض عنه، فمن تعاهده كما يتعاهد الطعام والشراب تمكن القران من قلبه باذن الله ومن ترك القرآن تركه القرآن.
وقد يسأل سائل بعد كل هذا أنا بلغت الأربعين أو الخمسين او حتى في الستين نقول نعم كل ذلك ممكن ومن أصدق من الله قيلا يقول الله جل وعلا ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) فالنبي  اتته النبة بعد الأربعين وشواهد حلقات تحفيظ القرآن كثيرة من كبار السن الذين جاوزو الخمسين والستين وحفظوا القرآن
ولا توجد طريقة لحفظ القرآن الا طريقة واحدة وهي البدء في حفظة وتكراره عشرات المرات حتى يجري القرآن على لسانك مجرى النفس ومجرى التسبيح
وأنا أجزم أن كثيرا منكم يحفظون سورة الكهف بسبب واحد فقط وهو كثرة الترداد والتكرار، ويوجد في الانترنت في التلجرام موقع سمع لي وأهل القران لتصحيح تلاوتك 24ساعة وبالمجان وتوجد لدى جمعية تحفيظ القرآن برامج مميزة كبرنامج اتقان لحفظ القرآن كما تحفظ الفاتحة بكل سهولة ويسر باذن
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا
واجلنا من اهلك وخاصتك
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)[[فاطر: 29-30].
بارك الله لك ولكم في القرآن العظيم .....
الخطبة الثانية:
نحن في شهر الجود والكرم
صحيح البخاري (1/ 8)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»
والله الله في تحري المستحقين لا تقع أموالك في يد جهات ارهابية
أيها المؤمنون: فإن عجزتم عن ذلك، فعليكم بمنصة إحسان وهي جهة رسمية حكوية خصصتها الدولة –سددها الله- في الصدقة على المحتاجين والمعسرين ممن صدرت بحقهم احكام قضائيه فتوصل إليهم التبرعات وإلى المحتاجين بامان وشفافيه وكذلك وفرت خدمة (تيسرت) في المنصه للتيسير عن المعسرين، وقضاء الدين عن المدينين بكل يسر وسهوله وأمان.
صلوا وسلموا ......

المرفقات

1652279242_خطبة حفظ القرآن والحث على الزكاة عبر الجهات الرسمية.pdf

1652279248_خطبة حفظ القرآن والحث على الزكاة عبر الجهات الرسمية.docx

المشاهدات 825 | التعليقات 0