خطبة عيد الفطر 1444 مستفادة من خطب المشايخ

منصور بن هادي
1444/10/07 - 2023/04/27 01:07AM

خطبة عيد الفطر 1444 هـ

الحَمدُ للهِ وأكبِّرهُ تكْبِيراً، واللهُ أكْبر وأذْكُرهُ ذِكْراً كَثيراً، الحمدُ للهِ أفَاضَ عَلينَا مِنْ خَزائنِ جُودهِ مَا لا يُحْصَر، واللهُ أَكْبَر شَرَعَ لنَا شَرائعَ الأَحْكَامِ وَيسَّر، وأشهدُ أنْ لَا إلهَ إلا اللهُ وَحْدهُ لا شَريكَ له، وأشْهَدُ أنْ نَبينَا مُحَمَداً عَبدُ اللهِ وَرَسُوله، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَاركَ عَليهِ وعَلى آلهِ وأصْحَابهِ وَازْوَاجهِ، والتَابعِينَ وَمنْ تبِعَهُمْ بإحْسَانٍ إلى يَومِ الدين ... ثُمَ أمَا بَعد، أُوصِيكُمْ، ونَفْسِي بخَوفِ بَاريِكُمْ، وَاتَقْوا اللهِ، فَمَنْ ذَا الخَيرِ يُعْطِيكُمْ؟ وَيُطْعِمُكُمْ وَيسْقِيكُمْ؟ وَبَعْدَ الضُرِ يَشْفِيكُمْ؟ وَفي الأُولى يُوَاسِيكُمْ؟ وفي الأُخْرَى يُجَازيكُمْ؟ فَمَنْ مِنْ رَبِنَا أَكْرَمْ؟! .

أهلُ العِيد : ذَاكُمْ شَهْرُكُمْ وَلَّى، وَهَذَا عِيّدُكُمْ أَقْبَلْ، بهِ الأَفْرَاحُ تُسْتَقْبَلْ، فَيَّا رَبَاهُ فَلتَقْبَلْ، عِبَادَآتٍ لَهَا نَعْمَلْ، وَفَرّجْ عَنْ جَمِيعِ الخَلقِ دَاءً بِهِمْ زَلْزَلْ، كَرِيمٌ أَنْتَ يَا الله، رَحِيّمٌ بِالَذِيِ يَسْألْ.

اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، لا إلهَ إلا الله، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، وللهِ الحَمْد.

أَهْلُ العِيّد : دِيّنَكُمْ دِيّنَكُمْ، فَمَا الدُنْيَا وَإنْ فُتَحَتْ عَلى الأَهْواءِ تُنْسِيكُمْ، بِأَنَ اللهَ هَادِيكُمْ، وَأنْ مُحَمَداً فِيكُمْ، رَسُوَلاً جَاءَ يُنْجِيكُمْ، بَآيَاتٍ تَلىَ فِيكُمْ .

يَا صَاحِبَ العِيد : لَذَا فَاعْبُدْ، إلهَ الكَونِ دَوْمَاً، وَاسْتَقِمْ وَاسْجُدْ، وَمِنْ مَالٍ مِنْ الرَحَمنِ أَكْرِمْ مَنْ لَهُ يَفْقِدْ، وَكُنْ بَرّاً بِمَنْ رَبُوكَ طِفْلاً ، وَصِلْ رَحِمَاً وَلَا تَقْطَعْ، فَمَنْ يَقْطَعْ فَلَنْ يَرْشُدْ، وَكُنْ لِلجَارِ خَيَّراً مِنْ أَخٍ يَبْعُدْ، وَكُنْ عَافِيَّاً عَنْ الزَلاتِ، مَنْ يَعْفُو غَدَاً يَسْعَدْ، وَكُنْ بِالعُرْفِ أَمَّارَاً وَلا تَحْسُدْ ولا تَحْقِدْ  .

اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، لاَ إلهَ إلا الله، اللهُ أَكْبَر، اللهُ أَكْبَر، وللهِ الحَمْد.

مَا أَجَملَ العِيدَ وَمَا أَعْظَمَ آثَارَهُ، وَمَا أَكْثَرَ مَقَاصِدَهُ وَحِكَمَهُ وَأَسْرَارَهُ.

مَا أَرْوَعَكُمْ وَقَدْ جِئْتُمْ لِلصَّلاةِ بَقُلُوبٍ تَقِيَّةٍ، طَاهِرَةٍ نَقِيَّةٍ، تَمْلَؤُهَا مَشَاعِرُ الحُبِّ وَالصَّـفَاءِ، وَالوُدِّ وَالإِخَاءِ، رَافِعِيْنَ شِعَارَ التَّسَامُحِ، عَازِمِينَ عَلَى التَّصَافُحِ وَالتَّصَالُحِ، سَاعِيْنَ لإِشَاعَةِ رُوحِ التَّعَاوُنِ وَالتَّـسَامِي، وَتَبَادُلِ الدَّعَوَاتِ وَالتَّهَانِي.

إِنَّ العِيدَ صُورَةٌ بَهِيَّةٌ مُشْرِقَةٌ، فَاجْعَلُوهُ فُرْصَةً لِلتَّزَاوُرِ فِيمَا بَيْنَكُمْ، وَمَحَطَّةً لِغَرْسِ مَبَادِئِ الحُبِّ فِي قُلُوبِكُمْ، فَكَمْ مِنْ مَحَبَّةٍ انْقَطَعَتْ، وَمَوَدَّةٍ انْدَثَرَتْ، وَصَلَهَا وَأَحْيَاهَا التَّزَاوُرُ فِي العِيدِ، فَعَادَتِ المِيَاهُ بَيْنَ المُتَخَاصِمِينَ إِلى مَجَارِيهَا مِنْ جَدِيدٍ، فَعَمَّـتْهُمْ مَحَبَّةُ المَولَى العَزِيزِ الحَمِيد.

لَا حُزْنَ يَعْلُو فَرْحَةً شُرِعَتْ * فِي يَوْمِ عِيدٍ وَيَوْمُ الْعِيدِ أَفْرَاحُ

 فَأَعْلِنُوا الْأَفْرَاحَ وَأَظْهِرُوهَا، وَانْشُرُوا السَّعَادَةَ وَعَمِّمُوهَا، وَبَدِّدُوا غَيْمَةَ الْأَحْزَانِ، وَرَوِّحُوا عن الْأَبْدَانِ، وَأَدْخِلُوا السُّرُورَ عَلَى الْأَهْلِ وَالْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ.

اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ.. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ.

يَا أَهْلَ العِيد : اُجْبرُوا خَوَاطِرَ بَعْضِكُمْ فَاليَومَ عِيدْ، وَلْيكُنْ عِيّدُكُمْ عِيّدَ جَبْرِ الخَوَاطِرْ، فَجَبرُ الخَوَاطِرِ خُلقٌ نَبِيلٌ وَأدَبٌ رَفِيعٌ، يَدُلُّ عَلى سُمُوِّ نَفْسٍ وَعَظَمَةِ قَلْبٍ وَسَلامَةِ صَدْرٍ وَرَجَاحَةِ عَقْلْ، يَقُولُ سُفْيَانُ الثّوريُّ رَحِمَهُ اللهُ: مَا رَأَيَّتُ عِبَادَةً أَجَلَّ وَأَعْظَمَ مِنْ جَبْرِ الخُوَاطِر.

جَبْرُ الخُوَاطِرِ ذَاَكَ دَأْبُ أُوْلِي النُّهَي * وتَرَى الجَهُوَلَ بكَسْرِهَا يَتَمَتّعُ.

فَاجْعَلْ لِسَانَكَ بَلْسَمًا فِيّهِ الشّفَا * لا مِشّرَطًا يُدْمِي القُلَوبَ وَيُوجِعُ.

فَاجْبُروا الخَوَاطِرَ وَلا تَجْرَحُوهَا، وَرَاعُوا المَشَاعِرَ وَلا تُرْهِقُوهَا، واكْسَبُوا القُلُوبَ وَلَا تَكْسِروهَا ...  إنّ القُلوبَ إذَا تَنَافَرَ وُدُّها * مِثَّلَ الزّجَاجِةِ كَسْرُهَا لاَ يُجْبرُ.

اللهُ أَكبرُ اللهُ أَكبرُ وَللهِ الحَمدُ

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْعِيدِ السَّعِيدِ، وَأَعَادَهُ اللهُ عَلَينَا وَعَلَيكُمْ بِالْعُمْرِ الْمَزِيدِ لِلْأَمَدِ الْبَعيدِ.

الخطبة الثانية

الحَمدُ للهِ الذِي جَعَلَ الأعْيَادَ فِي الإسْلامِ مَصْدَرًا لِلْهنَاءِ والسُّرُورِ، والصَلاةُ والسَلامُ عَلى العَبدِ الشَكُور. أَعْيَادُنَا والحَمْدُ لله عِبَادَةٌ،أَعْيَادُنَا تَكْبِيرٌ وَصَلاةٌ وَصَدَقَةٌ مُسْتَحَبْةٌ

اللهُ أَكْبَرُ مِمَّا نَخَافُ وَنَحْذَرُ، اللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ ذُنُوبِنَا حَتَّى تُغْفَرَ.

هَذَا اليَوْمُ .. يَوْمٌ عَظِيمٌ وعِيدٌ جَلِيلٌ، إِنَّهُ يَوْمُ البَهْجَةِ والسُّرورِ، يَوْمُ الفَرْحَةِ والحُبُورِ يَوْمُ وَفَاءِ الثَّوابِ والأُجُورِ، والرَّحْمَةِ مِنَ البَرِّ الغَفُورِ، إِنَّهُ يَوْمُ البِشْرِ والجَائِزَةِ، يَوْمُ وعُودِ اللهِ النَّاجِزَةِ، يَوْمُ فَرَحِ النُّفُوسِ الفَائِزَةِ، فَقَدْ جَاءَ فِي الأَثَرِ: (إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِ الفِطْرِ وقَفَتِ المَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَيُنَادُونَ: اغدُوا -يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ- إِلى رَبٍّ كَرِيمٍ، فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ)، فَمَا أَسْعَدَهُ مِنْ يَوْمٍ، وَمَا أَكْرَمَكُم مِنْ قَوْمٍ، وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيكُم بِإِتْمَامِ فَرِيضَةِ الصَّوْمِ، فَطُوبَى لَكُم ثَوَابُ اللهِ، وهَنِيئاً لَكُمْ هَذَا الشَّرَفُ وَالجَاهُ.

اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ.. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ.

 تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَتَكُمْ، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ سَعِيدًا، وَعَمَلَكُمْ رَشِيدًا، وَأَعَادَ عَلَيْكُمْ رَمَضَانَ أَعْوَامًا عَدِيدَةً، وَأَزْمِنَةً مَدِيدَةً، بِصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَإِيمَانٍ . .. اللهُمَ اجْعَلْ عِيّدَنَا فَرْحَةً بِأَعْمَالٍ قُبِلَتْ ، وَذُنُوبٍ مُحِيَتْ ، وَدَرَجَاتٍ رُفِعَتْ ، وَرِقَابٍ عُتِقَتْ ‏وَاجْعَلنَا مِمِنْ فَازَ بِرِضَاكْ ...

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المشاهدات 829 | التعليقات 0