خُطْبَةُ عِيْدِ الفِطْرِ 1443 ( مُخْتَصَرَةٌ ومَشْكُوْلَةٌ )
سعود المغيص
الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وًأَصِيلَاً، وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيرَاً.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ (تِسْعَ تَكْبِيرَاتٍ) لَا إِلَهَ إِلَا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدِ.
اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا صَلَّى مُؤْمِنٌ وَأَنَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا رَجَعَ مُذْنِبٌ وَتَابَ، اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا عَادَ العِيدُ وَآبَ.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ :
اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى, وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى; وأَظْهِرُوا الفَرَحَ بِعِيدِكُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطِيبُوا الكَلَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، أَحْسِنُوا لِوَالِدَيْكُمْ وَأَهْلِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ أَكْرِمُوا جِيْرَانَكُمْ، ابْتَسِمُوا فِي وُجُوهِ إِخْوَانِكُمْ ،،
عِبَادَ اللهِ : اِحْذَرُوا الظُّلْمَ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، طَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ مِنَ الحِقْدِ وَالحَسَدِ، وَالكِبْرِ، تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ؛ لَا بِعِلْمِهِ وَلَا بِمَالِهِ وَلَا بِمَنْصِبِهِ وَلَا بِنَسَبِهِ { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ : الأَمْنُ وَالاسْتِقْرَارُ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ؛ يَومَ أَنْ يَأْمَنَ المَرْءُ عَلَى دِيْنِهِ وَنَفْسِهِ وَعِرْضِهِ وَعَقْلِهِ وَمَالِهِ؛ أَلَا فَقَدِّرُوا هَذِهِ النِّعَمَ، وَاشْكُرُوا اللهَ عَلَيهَا يَحْفَظْهَا وَيَزِدْكُمْ.
حَقِّقُوا الإِيمَانَ فَبِهِ يُحْفَظُ الأَمْنُ: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }
تَمَسَّكُوا بِدِيْنِكُمْ، وَحَكِّمُوهُ فِي الصَّغِيرَةِ وَالكَبِيرَةِ تَسْعَدُوا؛ وَاشْكُرُوا اللَّهَ عَلَى نِعَمِهِ فَإِنَّ رَبَّكُمْ مُنْعِمٌ يُحِبُّ الشُّكْرَ، وَأَهْلُ الشُّكْرِ فِي مَزِيدٍ مِنَ اللَّهِ.
اُشْكُرُوا اللهَ عَلَى جَزِيلِ عَطَائِهِ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُزِيلُوا نِعَمَكُمْ بِأَيْدِيكُمْ، فَاللهُ تَعَالَى لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، وَالمَعَاصِي سَبَبٌ لِكُلِّ بَلَاءٍ؛ يَقُولُ تَعَالَى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
عِبَادِ اللهِ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُحْفَظُ بِهِ الْأَمْنُ: اِجْتِمَاعُ الكَلِمَةِ وَالالْتِفَافُ حَوْلَ وَلَاةِ الأَمْرِ، والعُلَمَاءِ، وَقِيَامُ الرَّاعِي بِحُقُوقِ رَعِيَّتِهِ، وَقِيَامُهُمْ بِحَقِّهِ.
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
جَعَلَ اللهُ عِيدَكُمْ مُبَارَكاً ، وأيّامَكُمْ أَيَّامَ سَعَادَةٍ وَهَنَاءٍ وَفضْلٍ وَإحْسَانٍ وعَمَل. ، انه على ذلك قدير ، وبالاجابة جدير ,,
أقولُ ما تَسْمَعُونَ، وأسْتغفِرُ اللهَ لِي ولكُم ولِجميعِ الْمُسلميِنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فاسْتَغْفِروهُ إنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيم.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ مُعِيدِ الْجُمَعِ وَالأَعْيادِ، ومُبِيدِ الأُمَمِ والأَجْنادِ، وَجَامِعِ النَّاسَ إِلَى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالتَّنَادِ، والصَّلاةُ والسَّلاَمُ عَلى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ الْمُفَضَّلِ عَلَى جَميعِ الْعِبَادِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا ..
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فَرَحَ الْمُؤْمِنِ بِالْعِيدِ هُو فَرَحٌ مُرْتَبِطٌ بِطَاعَةِ رَبِّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ ؛ الَّذِي أَحْيَاهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَمَنَّ عَلَيْهِ بِالْهِدايَةِ وَالْبُعْدِ عَنِ الْآثَامِ فَسَدّدَهُ وَهَداهُ ، لِيَسْعَدَ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ ؛ قَالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾
أَيَّتُهَا الْأَخَتُ الْمُصْلِيُة :
يَا مَنْ جَمَّلَكِ اللَّهُ بِالإِيمَانِ ، وَزَيَّنَكِ بِالتَّقْوَى ، وَحَلَّاكِ بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ ، وِالْبُعْدِ عَنِ الْحَرَامِ ؛ كُونِيِ مِنَ الصَّالِحَاتِ، تَذَكَّرِي نِعْمَةَ اللهِ عَليْكِ إذْ جَعَلَكِ مِنْ أَتْبَاعِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كُونِي قُدْوةً، وَدَاعِيَةً إِلَى اللهِ تَعَالَى، صُونِي بَيْتَكِ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ، وَاعْتَنِي بِتَرْبِيَةِ أَوْلاَدَكِ؛ فَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا.
اللَّهُمَّ أَحْيِنَا مُؤْمِنِينَ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ، تَقَبَّلْ تَوْبَتَنَا، وَاغْسِلْ حَوْبَتَنَا، وَاشْفِ صُدُورَنا، وَطَهِّرْ قُلُوبَنَا، وَحَصِّنْ فُرُوجَنَا، وَارْحَمْ أَمْوَاتَنَا، واشْفِ مَرْضَانَا، وَاقْضِ دُيونَنَا وَاهْدِ ضَالَّنَا، وَأَدِمْ أَمْنَنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَوَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنا، وَأَصْلِحْ أَحْوالَ أُمَّتِنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِيِن.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
والحمدُ لله رب العالمين.